![]() |
صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي هجرت السحابات الماطرة حقول القرية النائية عن اهتمامات المجلس القروي ،، المبعد هو الآخر عن جدول أجندة ربابنة المحافظة..... خمس بقرات عجاف هن حوصلة حلم.... لكل منهن حول جف ضرعه ... مستبطنا إياه الطوى من لهاث الأيام الضائعة ، بين ثنايا منجل صدئت أسنانه اللا قطة لسيقان حبات قمح ناحلة تشكو الفراغ وحلاوة الجيرة المرطبة للفح ذي قر ..... داخل مخزن رطب الفضاء استجار العنكبوت بالخفاش البني اللون ناسجا خيوط الفراغ المخيم على المكان ... غير عابئ بما قد يموره ماء السراب من تضليل للبقرات العطشى....... غاب الزرع ،،،،،،، و جف الضرع ،،،،، و حل المنع ،،،،،،، و استقر الجزع ،،،،، عطلت الطواحين و بات الدون كيشوتي يشكو بطالة سيفه الخشبي المسلط على رقبة الجوع المادي و الفكري لأناس استنخوا دهرا.... دب غول الرحيل بين أوصالالقلوب الخفيفة لتستوطن الهجرة عقول الطامحين و الطامعين في سوق عرق التعساء المندسين تحت موائد الفتات الهارب من بطون دنابين هذا العصر... حتىدجاجات الخالة فاطــنة شاخت، و لم تعد مقأقئة لبيضاتها الذهبية، كما كان الأمر من قبل . لقد بات لون بيضها رماديا، شاحبا كوجه القمر في سهره المنفرد الأبدي..... ولأن الله موجود ولا يريد إطالة عقاب عباده المخلصين، بجريرة عباده غير المخلصين . اسود وجه النهار و أسدلت الغيمات الستار على وجه الشمس المحرقة . أرسل شؤبوبه لتبدأ حبيبات الماء البيضاء الزلال ، تتراقص على زقزقة عصافير أغصان شجيرات باعت ردائها إلى تاجر السراب ، الذي لا يروي عطشا ، بقدر ما يبيع وهما و عسقولا..... ابتلت العروق ..... نضج الزرع..... سال الضرع....... و استقر المنع........ ليعيد الدون كيشوتي استقواءه على طواحين القمح بسيفه الخشبي و مطيته العرجاء و تابعه الأخرق... كثر الهرج و الهمرج بعدامتلاء المخازن التي هجرها العنكبوت و صاحبه الخفاش البني اللون . دب الخلاف بين الأهل . سجرت سيوف معاوية . امتلأت قاعات الفصل بين المتخاصمين ، المتناحرين ، المتقاتلين الذين حملوا زاد المحصول كله ، رغم المسافات العجاف و المسربلة بقحط العرفان ، ليصبوه ماء على رمل ، و شقاء على هدر... بعد عراك مرير فارغفراغ قلب أم موسى . عادوا ليحملوا صخرة سيزيف المسلطة على كينونتهم ،،، و كأن السماء لم تكن حاضرة هذا المساء !!!!!!!!! .... دخلت الطواحين في عطالة و معها الدون كيشوتي ومطيته العرجاء و تابعه المنحوس فغاب ،،،،،،،،، و جف ،،،،،،،، و حل ،،،،،،،،، و استقر ،،،،،،، !!!!!!!!!! |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميلة مرمزتك الرائعة وهي تعانق القهر في المطلق الوجودي الإنساني وكلنا أيها الغالي نحمل صخرة سيزيف على كواهلنا وننتظر العتق والخلاص رائعة تعريتك لواقع المعذب في الأرض .. جميل هاجسك الوجودي أيها الإنسان .. تحياتي أيها القاص الراقي " عبد الرحيم الحمصي" |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
اقتباس:
لقد وضعت فكر يراعك على هوية الكتابة القصصية الحديثة كما أريدها و أعشقها نصوصا هاربة من المألوف إلى الشعرنة في ملفوظها الذي لا نهائية لطرحه السؤال السرمدي بما هو انفلات من المتداول العادي إلى الإنخراط في حلمية الرؤيا كتعبير حسي لماذائية تعثراتنا المتتالية الجاتمة على كينونتنا و التي لا يراد لها بزوغ فجرها و نحن نجتر محرقة الألفية الثانية في حضن الألفية الثالثة ،، لك تقديري و احترامي و مزيدا من الإبداع إن بقيت لنا من العمر كوة ضوء ننير بها دروبنا المعتمة ،،، الحمصـــــــــــي |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
** الاديب والشاعر الكبير الصديق الحمصى........
((...دب غول الرحيل بين أوصالالقلوب الخفيفة لتستوطن الهجرة عقول الطامحين و الطامعين في سوق عرق التعساء المندسين تحت موائد الفتات الهارب من بطون دنابين هذا العصر...)) باعتقادى هنا لب القص..وهنا الواقع..وهنا المعضلة...وهنا تترتب على ما بعدها وما قبلها كل الامور.... انت هو انت. كبير يا راقى تحايا عبقة بالزعتر........................................ |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
اقتباس:
زياد صيدم ،،، اشتقنا حضورك أيها الأديب الأريب ،،،، نعم ايها الماحص الفاحص ،،، مشكلتنا أن بعض الأنوف تغشاها رائحة الفتات وما هي إلا خطوات لتسقط في جب الانبطاح و ما لها من منقد لأن المُسقط هو المنقد ،،، و من صورتك الجميلة أشم عبق زعتر فلسطين الحبيبة ،،، فيض حرية لروحك أيها الراقي ،، الحمصـــــــــي |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
المبدع الراقي / الحمصي
تحية حب وتقدير من كل حرف غزلت فعل ومن جملتك صرخت بما تكتمه الصدور .. كنت رائعا وأنت تستعين الدون كشوت وطواحين الهواء والخفافيش ذات اللون البني وهي تستعين بالعنكبوت والسيف الخشبي .. رموز كثيرة تحتمل الكثير والكثير من التأويلات .. وأنا هنا فقط انتظر معك أن يأتي المخلص الذي يحمل كتفه سيفه البتار وملامح من بستان العدل لتخرجنا من ظلمات الليل وقهر الخفافيش الجاسم فوق قلوبنا وتنير لنا ظلمة العقل ليعود لنا مجدنا القديم .. استمتعت بنص جيد لكاتب يجيد بحرفية صياعة الجملة القصصية ويخترق عقل القارئ لكي يفكر .. يثبت النص ودعوة كل الزملاء للقراءة مودتي وتقديري |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
اقتباس:
العزيز أديبنا الراقي نعيم الأسيوطي ،،، أولا شكرا لك هذا التثبيت الذي هو بالنسبة لي تكليف و تحريض على البحث عن الأجمل و الأرقىو الأبدع ،،، غريب أن من الحياة ما هو حي دون حياة و من الممات ماهو ميت دون موت كمن ينام تحت التراب ،، فعلا هي قراءة تنم عن وعي بالغوص في مسام الحرف و تشعبات تضاريسه التي لا ينبش في أعماقها إلا متمرس حامل لرصيد ثقافي عالي النكهة محبتي و تقديري ،،، الحمصـــــــــي |
رد: صخرة سيزيف ،، قصة قصيرة ،، الحمصي
شكرا على تواجدكم المثمر
|
الساعة الآن 22 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية