منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   أدب ساخر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=378)
-   -   مجرد كتاب-مقال غير ساخر (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=15681)

لبنى ياسين 05 / 06 / 2010 49 : 11 AM

مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
مجرد...كتاب
لبنى ياسين
طفلة كنتُ, تحبو أحلامي الصغيرة أمامي، وأنبطحُ على بطنِ مخيلتي الملونة بألف لون ولون يفوق جمالها بهاء قوس قزح لأقرأ في كتاب، وكثيراً ما تهتُ في عوالم صفحاته لأوزعَ دهشتي على كلماته وفواصله ونقاطه, وتتبعثر أمنياتي الصغيرة في روعة الحرف واللون فأتوه في تلك العوالم السحرية, وأنفصل عن الحدود الضيقة للزمان والمكان بمجرد أن اجتاز ذلك الغلاف الذي لم يكن إلا باباً سحرياً تتفتح وروده في أفقي, لأطير في عالم لا تحده حدود ولا تغلقه أبواب, عالم يضفي على جسدي الصغير روعة جناحين باذخين يحملاني حيث الحلم...حيث لم أرَ ألواناً أزهى ولا فراشات أروع، حيث يعزف حفيف أوراق الشجر وزقزقة العصافير وخرير المياه معزوفة كونية يهتز لها السحاب طرباً, فتشرئب حواسي كلها لتغيب عن كل ما حولها وتصاحب طيور النورس في رحلة أزلية افترش فيها حلمي,وكنت أحياناً أغفل عن رفع الكتاب ودسه بين إخوته في رفه الخشبي المتباهي بوقفته بين مئات الرفوف التي كان يزخر بها بيتنا الصغير, فينبري أبي إلى لومي قائلاً: هذا الكتاب كأحد أولادي...فهل أطيق أن أرى أحدكم وقد أصابه الأذى؟
وكان دماغي الصغير يتمرد على كلماته ويعاتبه سراً في حديث أحادي لا يسمع مفرداته سوى دمعة طافرة من عيْنـَيْ غيرة طفولية على عرش لا أحب أن يشاركني فيه أحد...حيث كنت أفترض أنني الأميرة المتوجة على قلبه...فكيف...كيف يقارنني بكتاب...مجرد كتاب؟؟!!
طالت قامة الخيبة وتكورت تضاريسها وصرت امرأة...وما زالت الطفلة في داخلي تنبطح على بطن أحلامها الصغيرة، وتواصل القراءة بشغف طفولي، لكنني فتحت عيني على حقائق لم يتقن أبي سردها تماماً لي, فالكتاب لم يعد قيماً كما كان أبي يخبرني,وتناثرت أوراقه على حدود الأفق تلهو فيها رياح المادة والجهل وتبعثرت النقاط والحروف على حواف الخيبة الجدباء.
والعقل الذي أخبرني أبي أنه عميق... أعمق من المحيط وأوسع من الأرض..رأيته وقد أصبح مسطحاً كما صينية الكبة التي كانت تصنعها يدي أمي الحبيبة..
والكتب المركونة فوق رفوف الغرفة بانتظار أن يقتحم خلوتها عاشق طال انتظارها لعينيه لتفترسا ما تكدس في قلبها، علتها غبرة اليأس، وسلمت شراعها لموت محقق..
وصار قرص الأغاني المدمج - بما فيه من فيديو كليب ومشاهد تجرح العينين بشذوذها- يتلوى عريه من الأخلاق والقيم على نشاز الزمن المر الذي رفعه عالياً, أهم وأغلى وأكثر تداولاً من كتاب نفث فيه كاتبه من روحه القلقة التي تستبد بسني عمره.
والوقت الذي كان أبي يخبرني بأنه خبز الحياة وملحها، و بأنه أهم هدية من المولى عز وجل، وأننا مطالبين ببعثرته على طموحاتنا وأحلامنا بحكمة وروية لنقطف ثمار النجاح...صار يتكدس فوق جهاز التلفزيون ويهدر دمه على قنوات الأغاني، وفي خضم هذا الازدحام لم يعد هناك بقية لوقت يتكأ بثوانيه على كتاب لأن الكتاب في هذا الزمن العجيب....أصبح موضة قديمة وتهالك غلاف قيمته وتلاشى.
فهل مازلتُ أساوي كتاباً في نظرك يا أبي؟!

نصيرة تختوخ 05 / 06 / 2010 19 : 12 PM

رد: مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
وجدت ابنتي و عمرها 11 سنة تقول لأخيها الأصغر وقد أحضرا كتبا من المكتبة :'يجب أن تنظر إلى قراءة الكتاب كمتعة لا كواجب و عقوبة، حين نقرأ فإننا نمارس شيئا نحبه ونستمتغ.
وابتسمت تقرأ ابنتي بنهم كما أفعل و يقرأ معظم الهولنديين لأن لكل شخصية كتب تناسبها ولأن الكتاب لا يفقد قيمته وكما هناك طوب أفضل 10أغاني هناك طوب الكتب 10الأكثر مبيعا في محلات الكتب.
ظاهرة غريبة أن يكون هناك عزوف عن القراءة في البلدان العربية و أغرب منها ذلك الشره للإقبال على الفن الرديء إن قبلنا أن نسميه فنا.
تحيتي لك أستاذة لبنى

ناهد شما 05 / 06 / 2010 54 : 04 PM

رد: مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
[frame="13 80"]
[read]
الأستاذة الحبيبة لبنى
حقاً مجرد كتاب !! في إحدى زياراتي لسورية ذهبنا معرض الكتاب وكنت أنظر الى الزحمة لتوافد الشباب من الجنسين
لأجل حضور هذا المعرض فقلت في نفسي ما شاء الله معناها نحن أمة تقرا فكنت بين الفينة والأخرى ابتعد قليلاً عن أخوتي وارى الفتيات والشباب يشترون الكتب دون المجادلة حتى في سعرها , فسالت نفسي هل حقاً كل هذه الكتب التي اقتنونها سيعملون على الاطلاع عليها واكساب المعرفة منها
ألا يوجد في بيوتهم مكتبة مليئة بالكتب ؟ وقد رايت ذلك في بعض البيوت وقد تراكم عليها الغبار !! هل يا ترى كل الكتب الموجودة في البيوت قام الشباب بالاطلاع عليها ؟ اسئلة كثيرة راودتني .. لماذا شبابنا لا يفضل القراءة ويفضل حضور فيلم سينمائي او مسلسل او قراءة قصة في الانترنت
لماذا يشعرون بتعب وضجر عندما يحملون الكتاب بيدهم ؟ لماذا لا يكون لهم هدف من هذه القراءة
سعدت كثيراً بما قرأت وسعدت اكثر لتبية دعوتي وعودتك سريعاً إلى نور الأدب فلا تحرمينا من تواصلك وإبداعك
دمت بالمحبة والخير[/read]
[/frame]

لبنى ياسين 24 / 06 / 2010 53 : 10 AM

رد: مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ (المشاركة 74833)
وجدت ابنتي و عمرها 11 سنة تقول لأخيها الأصغر وقد أحضرا كتبا من المكتبة :'يجب أن تنظر إلى قراءة الكتاب كمتعة لا كواجب و عقوبة، حين نقرأ فإننا نمارس شيئا نحبه ونستمتغ.
وابتسمت تقرأ ابنتي بنهم كما أفعل و يقرأ معظم الهولنديين لأن لكل شخصية كتب تناسبها ولأن الكتاب لا يفقد قيمته وكما هناك طوب أفضل 10أغاني هناك طوب الكتب 10الأكثر مبيعا في محلات الكتب.
ظاهرة غريبة أن يكون هناك عزوف عن القراءة في البلدان العربية و أغرب منها ذلك الشره للإقبال على الفن الرديء إن قبلنا أن نسميه فنا.
تحيتي لك أستاذة لبنى

مرحبا نصيرة:
معك حق..شيء غريب ما يحدث ونحن من كان أول أمر في تعاليمنا " اقرأ"، كأني به فرض، وعلينا ألا نفرط به.
شكرا لمرورك

لبنى ياسين 24 / 06 / 2010 57 : 10 AM

رد: مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 74857)
[frame="13 80"]
[read]
الأستاذة الحبيبة لبنى
حقاً مجرد كتاب !! في إحدى زياراتي لسورية ذهبنا معرض الكتاب وكنت أنظر الى الزحمة لتوافد الشباب من الجنسين
لأجل حضور هذا المعرض فقلت في نفسي ما شاء الله معناها نحن أمة تقرا فكنت بين الفينة والأخرى ابتعد قليلاً عن أخوتي وارى الفتيات والشباب يشترون الكتب دون المجادلة حتى في سعرها , فسالت نفسي هل حقاً كل هذه الكتب التي اقتنونها سيعملون على الاطلاع عليها واكساب المعرفة منها
ألا يوجد في بيوتهم مكتبة مليئة بالكتب ؟ وقد رايت ذلك في بعض البيوت وقد تراكم عليها الغبار !! هل يا ترى كل الكتب الموجودة في البيوت قام الشباب بالاطلاع عليها ؟ اسئلة كثيرة راودتني .. لماذا شبابنا لا يفضل القراءة ويفضل حضور فيلم سينمائي او مسلسل او قراءة قصة في الانترنت
لماذا يشعرون بتعب وضجر عندما يحملون الكتاب بيدهم ؟ لماذا لا يكون لهم هدف من هذه القراءة
سعدت كثيراً بما قرأت وسعدت اكثر لتبية دعوتي وعودتك سريعاً إلى نور الأدب فلا تحرمينا من تواصلك وإبداعك
دمت بالمحبة والخير[/read]
[/frame]


صباح الخير عزيزتي ناهد:
وهل أستطيع التغافل عن دعوتك غاليتي؟
أحب أن أعتقد أن الجيل القادم يحاول العودة إلى الكتاب ولو كان بخطوات بطيئة.
ذلك يفرحني.
كل الشكر غاليتي لزيارتك الجميلة هنا.

جمال سبع 25 / 06 / 2010 11 : 09 PM

رد: مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
[align=justify]حزين حقا أنت أيها الكتاب .. في ما مضى من الزمن كان الواحد منا يطير فرحا عندما يهدى بكتاب .. اليوم الكتاب صار كجريدة صباحية ربما نطالع منه الا العناوين الرئيسية ..
هنا تذكرت قصة نجار صديقي عندما أخبرني أن أحد أصحاب الأموال المكدسة رزم رزم ، طلب منه أن ينجز له خزانة مكتبية للكتب حسب قياسات الكتب .. ذهب الى منزله لمعاينة الكتب ، فوجدها مكدسة في علب كرتونية ، ما أدهشه أنها من أمهات الكتب القديمة ، طبعا كان متقف لولا أن الظروف جعلته يحترف مهنة النجارة .. دهشته عندما عرف أن صاحب المنزل لا يعرف من مجموعة الكتب الا لونها و نوعية ورقها و غلافها الجلدي .
الأخت لبنى الكتاب اليوم صار ديكور تزين به الصالات الفاخرة و الطويلة العريضة .
مشكورة على لفتتك الجميلة تجاه هذا الكنز الخفي .[/align]

لبنى ياسين 04 / 07 / 2010 38 : 09 AM

رد: مجرد كتاب-مقال غير ساخر
 
الكاتب المبدع جمال السبع:
مرحبا بك هنا:
سمعت ذات مرة أن طبيباً اشترى سندويش فلافل، فوجد أن البائع لفها له بأوراق من كتابه الذي نال عنه شهادة الدكتوراة.
ذلك يشبه- مع اختلاف تفاصيل الاعدام- غرق الفرات بالحبر أيام المغول.
يبدو أنه منذ أول حكم على الكتاب بالاعدام ضمن خريطة الشرق الأوسط..ونحن ننفذ الحكم يوما بعد يوم.
أشكر جميل مرورك.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال سبع (المشاركة 77458)
[align=justify]حزين حقا أنت أيها الكتاب .. في ما مضى من الزمن كان الواحد منا يطير فرحا عندما يهدى بكتاب .. اليوم الكتاب صار كجريدة صباحية ربما نطالع منه الا العناوين الرئيسية ..
هنا تذكرت قصة نجار صديقي عندما أخبرني أن أحد أصحاب الأموال المكدسة رزم رزم ، طلب منه أن ينجز له خزانة مكتبية للكتب حسب قياسات الكتب .. ذهب الى منزله لمعاينة الكتب ، فوجدها مكدسة في علب كرتونية ، ما أدهشه أنها من أمهات الكتب القديمة ، طبعا كان متقف لولا أن الظروف جعلته يحترف مهنة النجارة .. دهشته عندما عرف أن صاحب المنزل لا يعرف من مجموعة الكتب الا لونها و نوعية ورقها و غلافها الجلدي .
الأخت لبنى الكتاب اليوم صار ديكور تزين به الصالات الفاخرة و الطويلة العريضة .
مشكورة على لفتتك الجميلة تجاه هذا الكنز الخفي .[/align]



الساعة الآن 14 : 12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية