![]() |
ارتداد
ارتداد
بينما هو جالس على شاطئ النهر ,أخذ يلقى الحصاة فى الماء فتتسع الدائرة, وكلما اتسعت ازداد توتره فيلقى بالحصى أكثر .. ظل يلقى ويلقى.. حين التفت إلى الخلف وجده قادما من بعيد فوضع يديه على وجهه حتى لا يراه.. وحين وضع يديه أخذ وجهه يكبر ويكبر , فبرزت عيناه واستطال أنفه وتمددت جمجمته فاتسع عقله وبدأت تطفو على السطح تلك الصفحات المنسية فى عمق الذاكرة ,رأى ساعة التقى به منذ زمن بعيد ..راى حالة الشوق التى كان يبثها له حين عودته من سفر قصير ..رأى تلك الليالى المقمرات التى قضاها معه محلقا حوله للعمل على راحته .. رأى كيف تلقى منه صفعات الغدر والألم , كان يشعر بالسعادة حين يصفعه على وجهه , لكنه حين طعنه فى شرفه قررأن يتركه وصوّب وجهه ناحية النهر وغادر , لم يكن يتصور أنه سوف يراه يوما هناك.. وحين استدار مرة أخرى لم يجده , فوضع يديه على وجهه أخذ وجهه ينكمش وينكمش وجمجمته تعود لوضعها الطبيعى والصفحات عادت تطوى فى عقله بلا رجعة. |
رد: ارتداد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المبدع عبد الحافظ بخيت متولي تحية طيبة وبعد إن القصة القصيرة لون نثري إبداعي لا يمتلك ناصيته إلا قلة مبدعة وأظنك أيها الكريم ضمنها فما أبشع مرارة الخيانة كفعل ممارس على المستوى الإجتماعي وما أفظع أن تتوسع دوائر الذاكرة للوراء لتسترجع الذكريات المرة وما أجمل ماصورت من خلال تشكيل الفكرة المحور لهذه القصة القصيرة من خلال الحصى والدوائر التي تبدو وكأنها تبتلع شخصية القصة المحورية في كل رمية حصاة وكأن هذه الشخصية تتلذذ بالعقاب من خلال الدوائر واسترجاع الذكريات وتتمثل الخلاص من الذنب دمت أخي ودام إبداعك المتألق ننتظر جديدك دائما بشوق تقبل تحيات أخيك عادل سلطاني |
رد: ارتداد
المبدع الراقي والناقد الكبير / عبدالحافظ بخيت
تحية حب وتقدير قرأت قصتك هناك وهنا .. استمتعت بها فهي نموذج لكتابة القصة القصيرة إنها محاكاة للزمن .. صفحات من حياة الإنسان الحصى والماء .. الدوائر وتمدد الجمجمة بداية ونهاية قصة كتبت بحرفية شديده لغة راقية وجملة سردية محكمة مودتي وتقديري |
الساعة الآن 22 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية