![]() |
أي سلام هذا ؟؟..
[align=justify]
كلّ شيء مقبول إلا مدّ اليد إلى هؤلاء الذين جعلوا أيامنا من دم ودمع وأحزان. ولا تظن يا ولد يا شحرور يا بن الغندور أنّ واحداً مثلي، يكره السلام والأمن والاستقرار، لأنك تعرف، والشباب من الشرق إلى الغرب، يعرفون، أنّ السلام شيء جميل ولذيذ وطيب المذاق.. لكن يا صاحبي السلام شيء، وتسليم كلّ مالنا لهؤلاء الصهاينة القادمين من أمكنة بعيدة شيء آخر.. إذ كيف يدخل في عقلك النيّر، أو عقلي، أن نفتح أبواب قلوبنا، وأن نبتسم مثل البقرة الضاحكة، ونطبل ونزمّر، لسلام يقوم أساساً على إعطاء هؤلاء الغرباء أرضنا وبيتنا وهواءنا وماءنا..؟؟ اعتبرني لا أفقه في شيء يا شحرور وأفهمني كيف يكون السلام على هذا الأساس الذي لا أساس له من الصحة..؟؟ هات يا شحرور وأطربني، أسمعني كلمة واحدة أقتنع إن سمعتها أننا مقبلون على شيء جميل، رائع، يأخذ بالألباب..؟؟ حيرونا يا شحرور وهم «يبيضون» ألف «بيضة» و «بيضة» عن السلام!! والغريب العجيب، أنّ هؤلاء الصهاينة يريدون أكثر مما أخذوا، ليمنحونا رضاهم ومباركتهم واقتناعهم بالسلام معنا.. أرأيتَ كيف صارت الأمور تسير بشكل معاكس تماماً؟؟.. أرجوك لا تقاطعني يا شحرور لا تقل شيئاً، أعرف أنك تكره الصهاينة لأنهم قتلوا الكثير من أهلك، وأعرف أنك لا تريد سلام «النصف كم» هذا.. لأنك مقتنع بأنّ معدة المدعوة «إسرائيل» لا تعرف الامتلاء أو الشبع، فهي تقدّم خيال السلام بيد، لتأخذ كل شيء باليد الأخرى.. أرجوك لا داعي لأن تقول شيئاً، فهذه المرة أريد أن أسرح وأمرح دون حاجة لأي كلمة من حضرتك.. الزم الصمت يا شحرور يا غندور أفضل لك ولي، فقد وصل غيظي إلى أرنبة أنفي..!!. أنظر بالله عليك إلى جيل الشباب وأفهمني ماذا سنقول لهم الآن إن رضينا بهذا السلام «النصف كم» وكيف سنقنع الواحد منهم بأنّ السنوات الطويلة التي قضيناها في الدفاع عن حقوقنا وتاريخنا ووجودنا، ما عادت تساوي شيئاً في «مصرف» أو «بنك» السلام مع «إسرائيل» سيئة الذكر.. وأنّ علينا، وعلى الشباب دون استثناء، أن يغمضوا العين والقلب والروح والذاكرة، وأن يناموا حالمين بعسل «السلام» المستورد من «القاتل» و «الجاني» لا لشيء.. إلا لأنّ «الإسرائيلي» الذي مازال في بيتنا وشارعنا وأرضنا قد صار طيباً محباً للسلام. وقد يعنّ على بال واحدنا أن يسأل، والسؤال غير محرم، إذا كان هذا «الإسرائيلي» قد صار بين ليلة وضحاها مهذَّباً ومؤدَّباً، فلماذا لا يترك الأرض لأصحابها ويرحل؟؟..!!.. هناك دائماً سؤال.. وهناك جواب.. وحتى لا يغرق أحد في شبر ماء. لأنّ شبر الماء لا يغرق ولا يحزنون.. يحق لنا أن نسأل دون انتظار الإجابة: ما دامت فلسطين أرضاً عربية، وما دام الإنسان العربي هو صاحب هذه الأرض، فكيف تكون نتيجة الحساب يا شحرور غير منطقية هنا، لأننا ببساطة نقول احتلال، والاحتلال يبقى احتلالاً ضاغطاً خانقاً زائداً عن الحاجة في كلّ الأحوال.. ولا سلام مع الاحتلال.. هكذا يقول المنطق، فكيف نقول إنّ نتيجة جمع واحد وواحد يساوي خمسة مثلاً.. الأمور واضحة مثل وضوح الشمس.. فكيف يقتنع الشباب، وكيف تقتنع يا شحرور، بأنّ السلام سيقوم مع طرف آخر هو الاحتلال..؟؟ بالله عليك يا شحرور اشرحها لي كي أفهم..؟؟.. أما قلت لك منذ البداية لا تقل شيئاً، أما نصحتك أن تلزم الصمت.. ماذا ستقول إن قلت.. يا ولد يا شحرور أنا أكره هذا القلب للمفاهيم.. يصعب يا صاحبي الطيب الحبيب أن نؤمن بكلّ هذا الخلط.. أنت تعرف أننا شاهدنا الكثير، وسمعنا الكثير، وعايشنا الكثير.. ودائماً كانت «إسرائيل» احتلالاً ولصوصية وتزويراً.. فهل نقول الآن للشباب: افرحوا واطربوا وارقصوا فالسلام مع الاحتلال سيكون.. من حقكم يا شباب العطاء أن تتفرغوا الآن لبناء هذا العالم الجديد القائم على السلام.. وصدقني يا شحرور الغندور أنا خائف منذ الآن أن يفعلها أحد الشباب ويسأل: في أي ميزان تزنون الأمور، وكيف رضيتم أن يكون سلامكم مع الاحتلال؟؟.. أنا خائف يا شحرور لأنني لا أعرف الجواب، ولن أعرفه..!!.. [/align] |
الساعة الآن 47 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية