منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   شمس الأصيل - بقلم ندى الريف - (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=16058)

ندى الريف 02 / 07 / 2010 39 : 03 AM

شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
كانا يطيلان الجلوس على الشاطئ في انتظار شمس الأصيل، كي يبثاها أشواقهما و مكنونات قلبيهما، و يهمسان لبعضهما في صمت أمامها..

يا شمس الأصيل .. يا من تزرعين في الأنفس التواقة إلى الجمال كل المعاني السامية الرقيقة..

يا شمس الأصيل .. يا من تشهدين هوى ترعرع بين يديك، و آخر هوى تحت قدميك..

يا شمس الأصيل .. يا من تبددين ظلمة علت قلبا مكويا بنار هجر أو فراق..

كانت تلك المرة غير كل المرات.. أتى الشاطئ على غير عادته وحيدا متأخرا، حتى كادت شمس الأصيل نفسها تفتقدهما، و ظلت ترقب قدومهما من بعيد.. لحظة وصوله، كانت الشمس تستعد لتفارق الأرض بِوُدّ، راسمة أحلى لوحة بشعاع الجمال و لونها الذهبي الأصيل.. انقبض صدره لرحيلها و لوصوله متأخرا، لكنها وعدته بلقاء آخر في اليوم التالي..

تكرر معه الأمر مرتين ذاك اليوم، واحدة عند فراق رفيقة دربه، و أخرى لفراقه شاهدة عشقه. اتخذ لنفسه مكانا بعيدا عن الاعين، و ظل يرقب كل من و ما كان حوله.. و عاد بذاكرته إلى الماضي حين كان لا يعرف للهوى طريقا، تمنى في قرارة نفسه أن يعود لحظات إلى الماضي.. تذكر الأرض التي ترعرع فوقها، و التي حملت طفولته و باركته حتى صار شابا يافعا، ما زال يذكر الأرض التي حنت عليه، ما زال يشم رائحة الحقول و البساتين ..

رجع به الحنين إلى البقرة السمينة التي كان يحتسي لبن الأصالة من ضرعها.. إلى ملاعب الصبا تحت ظل الشجرة الكبيرة و في جنبات الوادي، اهتز قلبه كالغصون و مال لهبوب نسيم عليل ذكره بمواسم الحصاد و ليالي الصيف الهادئة، حين كانت الأشجار مثمرة، و الأزهار قد صنعت من نفسها عقودا و التفت حول أعشاش الطيور، و الماء رقراق بين الصخور، و أعمدة دخان تنبعث من البيوت كأنها سحب تصول و تجول في السماء، و الريحان و الأزير يعبقان برائحة فواحة ملأت الأرض و انطلقت تجوب عنان السماء، و تلك الجداول تجري لا تحسب حسبانا للزمان و لا المكان.. كل ذلك صنع لوحة بديعة تحفها شمس الأصيل كأنها ذهب يذوب فوقها بحنان..

آه ثم آه.. شس الأصيل تذكره الآن بفراق لم يكن بالحسبان، ما عساه يفعل الآن و قد غدر به الزمان، و فضلت رفيقة دربه تركه فرارا إلى من عنده المال الذي يطيل به البنيان، و يزيغ به العينين، و الذي حول مصيره من فوز إلى خسران...

ما بقي لديه إلا العتاب.. و ما يا ترى سيفعله العتاب ؟

قد كنت نبضها و ومضها، فكيف تهجرني و تمضي ؟ أتتركني ؟؟ أي قلب يقوى على العيش من دون نبض ؟ سألتني و الأسى يعتريني، سألتني و أفكاري لا تأتيني، سألتني و قالت قبل رحيلها.. أتراك تنساني و تطويني؟ فأصمت صمت الذليل، و أذرف دموع الوداع، لأني أفارقها رغما عنها و عني، و مهما نسيتها و طويتها، فإني سأبقى أصون ودادها، و يبقى في قلبي موضعها، و في مقلتي سكنها ، ما دامت في الكون

شمس الأصيل.

رشيد الميموني 02 / 07 / 2010 32 : 04 AM

رد: شمس الأصيل
 
ما أصعب فراق من نحب .. وما أصعب الفراق بعد رفقة و عشرة سنين ..
وكم يكون الفراق مؤلما حين يكون أحد الطرفين مشدودا إلى المظاهر .. مظاهر المال و الجاه متناسيا الحب .
نهاية قصتك ندى جاءت متفائلة رغم الفراق و الهجر .. لكني أتعجب لصونه ودادها وقد اختارت الفراق عن طواعية ، بل وفرت إلى من عنده المال ..
تحيتي لك ندى ..
مزيدا من هذه المحاولات القصصية .. فأسلومك ممتع جذاب ..
مودتي .

رشيد الميموني 04 / 07 / 2010 09 : 05 PM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
أختي ندى ..
لقد قمت بما طلبته مني بكل سرور .. وبهذا سيكون النص معروفة كاتبته .
دام لك الإبداع و التألق ..
ولك مودتي التي لا تبور .

ندى الريف 04 / 07 / 2010 31 : 06 PM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
لك مني خالص الشكر و التقدير أستاذي الفاضل

أسماء بوستة 04 / 07 / 2010 51 : 07 PM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
هذه أول مرة أقرأ لك يا ندى
أسلوبك جميل و ممتع...
وما لفت نظري النثر الموزون الذي أوردته في آخر القصة
أضاف تجديدا على أسلوب القصّ الذي إعتمده ...
في إنتظار المزيد .... تقبلي محبتي وإحترامي

ندى الريف 04 / 07 / 2010 33 : 11 PM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
مرورك أختي أسماء هو ما أضفى على متصفحي رونقا و بهاء.. أتمنى أن تمري دوما من هنا.. أشكرك و أقدر لك اهتمامك

عادل سلطاني 05 / 07 / 2010 28 : 12 AM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ندى الريف أيتها المبدعة المحلقة بفلذة "شمس الأصيل" تلك المنداحة على خاتمة فاجعة أليمة لطالما تكررت في غيرما زمان ومكان لتحمل القلوب المعذبة أنة الحب الخالدة لأن الحب الخالد هو ذلك الحب الذي لم يتم..... حتى تستمر فلسفة الإحتراق المبدع والوهج الشاعر الشفاف فالروح يا"ندى" المبدعة تتطهر بالألم فلكم أدار الدهر ظهره للمعذبين بالحب ليخلد الحب الصادق في جرار الذكريات دمت مبدعتنا مسافرة في الزمان والمكان أيتها الرائعة
تقبلي أيتها الفاضلة مرور أخيك

ندى الريف 05 / 07 / 2010 58 : 12 AM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
[gdwl]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ندى الريف أيتها المبدعة المحلقة بفلذة "شمس الأصيل" تلك المنداحة على خاتمة فاجعة أليمة لطالما تكررت في غيرما زمان ومكان لتحمل القلوب المعذبة أنة الحب الخالدة لأن الحب الخالد هو ذلك الحب الذي لم يتم..... حتى تستمر فلسفة الإحتراق المبدع والوهج الشاعر الشفاف فالروح يا"ندى" المبدعة تتطهر بالألم فلكم أدار الدهر ظهره للمعذبين بالحب ليخلد الحب الصادق في جرار الذكريات دمت مبدعتنا مسافرة في الزمان والمكان أيتها الرائعة
تقبلي أيتها الفاضلة مرور أخيك[/gdwl]

بكل التقدير و الاحترام أحييك و أشكر لك مرورك الذي زاد قصتي إبداعا و تميزا .. دمت بكل الخير أستاذي الفاضل

عادل سلطاني 05 / 07 / 2010 03 : 01 AM

رد: شمس الأصيل - بقلم ندى الريف -
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكورة أيتها المبدعة الفاضلة على ردك الندي
تحياتي في انتظار جديدك المبدع "ندى" دمت بألف خير


الساعة الآن 28 : 04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية