![]() |
هَبَّ وَدَبَّ
هَبَّ وَدَبَّ
... فما كان منه إلاَّ أن قذف بنفسه وسط الجمع بعينين جاحظتين تشتعلان احمراراً، وبجبين مقطب يتصبب عرقاً، وبفم مزبد يتطاير اللعاب منه وكأنه الشرر، فبدا وكأنه بكلتا يديه اللتين تسبقانه يسبح في بحر من الناس متلاطم الأجساد، إذ أراد بكل ما أوتي من قوة أن يشق له مسلكاً في خضمه، وقد استبد به الحرص على أن يرسو بنفسه في جوف ذلك الحشد، فلم ير له خياراً آخر قصد بلوغه هذه الغاية سوى أن يزيح عن طريقه هذا وهذه بيمناه، ويدفع تلك وذلك بيسراه... أخيراً استقرت به قدماه حيث أراد وأحبَّ، فأجبر صوته على الارتفاع واعتلاء سائر الأصوات، وسخر لكل كلمة يلفظها أثناء خطبته أشد حركات جسده، وأحدَّ نظرات عينيه، ثم شيئاً فشيئاً أعاره المحتجون السمع بعدما أنكروا تواجده بينهم ولم يحفلوا به، فما إن شدَّ باستهلال خطبته الوجيز آذانهم، حتى أطال في بسط واسطة عقدها، وأفاض في عرض خاتمتها:... فما أنا في نهاية المطاف إلاَّ واحداَ منكم وأخاً لكم، ولا أراني إلاَّ صادقاً في هذه الكلمات التي طرقت بها سمعكم منبهاً، ولا أظنني إلا لكم إلاَّ من الناصحين الأوفياء المخلصين، فتخيروا لأنفسكم الذي تجدون فيه خلاصكم... ثمَّ إنه فجأة أمسك عمَّا كان خائضاَ فيه بينهم، إذ وقعت عيناه هنالك على ما لم يبصروه، فاندفع مسرعاً من جديد كمن به ضرب من الجنون يريد الخروج من قلب الجمع، وهو يغالب اللعاب، مخافة أن يسيل من فمه، فداس الأقدام، وارتطم جسده بالأجساد، حتى إذا خلص إلى غايته متهافتاً عليها لوحده دون منافس، أنكر فعله الناظرون المنتبهون، فما كان من بينهم إلاَّ مشيراً إليه بالسبابة في ذهول، أو ضاحكاً ملء فيه سواء الجريء والخجول... د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي aghanime@hotmail.com |
رد: هَبَّ وَدَبَّ
ها قد عدت يا أباشامة المغربي و العود أحمد .
تطل علينا من جديد ببديع سجعك و جميل وصفك وكأنني أمام إحدى المقامات . أنتظر المزيد .. لكني لا أنتظر غيابا آخر . محبتي لك أخي عبد الفتاح . |
مسك الشكر الجزيل لك وعطر التقدير ...
بسم الله الرحمن الرحيم [align=center[SIZE="5"]سلام الله عليك أخي الكريم الرشيد ميمون الطلعة ورحمته جل جلاله وبركاته وبعد ... أهدي إليك في البدء تحية الإسلام الخالدة، ثم أبادر بعدها إلى شكرك على كل حرف عربي من حروفك أشرق لك وحلق في سماء هذه الواحة المزهرة، والقاهر فوق عباده أسأل أن يهدينا سواء السبيل في القول والعمل ... حياك الله د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي aghanime@hotmail.com[/align] |
رد: هَبَّ وَدَبَّ
[align=justify]مرحب بك أخي ، فمداد كلماتك أزرق بمثل ماء البحر في أمسيات الصيف الجميلة .
ننتظر نسائم موجك .. نحن نتلهف لسطورك المنسابة بجمالية أخاذة . تقبل مروري بباقة من شقائق النعمان .[/align] |
مسك الشكر الجزيل لك وعطر التقدير ...
بسم الله الرحمن الرحيم [align=center[SIZE="5"]سلام الله عليك أخي الكريم جمال سبع ورحمته جل جلاله وبركاته وبعد ... لك من أخيك أبي شامة المغربي شدو الشكر وشذا شذاه، ولك منه ندى التقدير ومدى مداه على جميل ترحيبك بشخصي المتواضع في رحاب هذه الواحة القصصية المزهرة، وأسأل من علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم أن يرزقنا التمسك بالكلمة الطيبة في حلنا وترحالنا، وأن يجعلها لنا نوراً يسعى بين أيدينا... حياك الله د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي aghanime@hotmail.com[/align] |
الساعة الآن 13 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية