منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شعر التفعيلة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=33)
-   -   مرآة اليوسف أفندي (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=16200)

حسن ابراهيم سمعون 12 / 07 / 2010 45 : 01 PM

مرآة اليوسف أفندي
 
مرآة اليوسف أفندي*
أُخْـتاهُ مَنْ ..
هَـذا المُعَلــَّقُ خـَلـْفَ مِـرآتي
ومُرتـَديًا سَـراويليْ.. ويُشبـِهـُني
أراهُ في الصَّباحِ وفي المَساءْ
ويُـشِيحُ عـنـِّيَ وَجْهَـهُ
صَوبَ الـتــَّـقاويمِ العَـتـيقـَةِ موحِـيًا
لِـفـُـتاتِ ذاكرةٍ بـِماضٍ كـُـنـْـتـُهُ
ذاكَ المُعَـلــَّقَ قـَبلَ أنْ أرميْ..
ذِراعَيَّ وعَـيْـنَـيَّ
وقـُدسَ العَـهـدِ في سِــرِّ العـِـــشاءْ
مُــتـَناسِيًا كأسَ المواعــيدِ الــّـتي شـُـرِبَتْ..
فأوصالي تـُحَـنـِّطـُها ( فـَراعـيـن ٌ )..
وأنـْــفِيَ بـِدعـَـة ٌخـَـشَبـيَّة ٌ تـَهوى الغِـــراءْ
أخـْـتاهُ ما بـَـقيَ سوى حـَجَـرٍ..
تـَعَـمَّـدَ في دَم ِالليمون ِتـَحـرُسُه السَّماءْ
حَجــَــــــــــــرٌ يُعاتـِـبـُنيْ..
إلام َ مُثـَلـَّثُ الأقـْداسِ في حَــزَنٍ ..
وما عِندي سوى شَـبَحٍ..
تولــّى كاظمًا
وبـَشيـرُنا أكلَ القـَميصَ وظِـلـَّـهُ
كـَسرَ المَرايا للثـَّـكالـَى..
مُسْـتـَعِدًّا لِلعـَـزاءْ
***********
سُـتـّـونَ عـامًا والخـيـام ُ تــَنــَاسـُلا ً
والطـَّـيفُ بالـمرآةِ مَـشطورًا يُـراودُني..
أقـابـُلـُه ُ..
يـُقـابـِـلــُني..
شُـقـوق ُ الكـفِّ ما زالـتْ تُؤَلِّمُهُ..
وقـَفــّـازيْ..
يُـواريَ باردًا جُـرْحَ السِّـنـينْ
أخـتاهُ... إنـّي لا أشابـِـهُـه ُ..
ولـَوْ مـازالَ يُـشبـِهـُني..
فـَقـَبـْضَـتـُه ُ..
تـُصافـِح ُ قـَبـْضةَ المِـِحْـراث في
عِــشْقٍ حَــزينْ
كحَـديدِ (سِكـَّـتـِـهِ ) الــّـتي عـَشِقـَتْ..
جُـذورَ القـَمـحِِ والـزَّيتونِ (واليـوسفْ أفــنـْدي)..
والصّبايا تـَعجُـنُ الآهاتِ خـُبـزًا
في دُموعِ الياسَمينْ
أخْــتاهُ ما بَـقيَ سوى نــُدْبٍ..
يـُذكــِّرني بـِقـَـبْضَةِ مـِنْجـَلٍ
غـَـنـَّى مَواويـلي..
(ودَلـْعـونا) تـُـؤبـِّـنُ نـايـَها
قـَصَـبًا شَهـيـدًا..
قـاومَ الجَـنْـزيـرَ مِنْ سِــتــِّيـنَ أمْسًا..
مـُـتــُّها كالعائِشينْ
وأنا مُسجَّى عـاريًا بـِصَقـيعِ مِـرآتي..
أجادُلـُها عَـنِ الهـَـرِم ِ الـمُشابـِهِ صورَتي
وبـذاتِ أسْماليْ يـُرَقــِّعـُها..
ولكنْ..... أنـْفــُهُ مُسْـتـَنْسِرٌ
يَعـْـلوسَوادَ الشَّـاربـَيـنْ
*********
بشُموخـِهِ وبَـريـقِ عـَيـنـيـهِ
مَعَ الكوفـيـّةِ ( الرَّبـداء ِ) غايـَرَني..
فـَمَعْـجونُ الحِـلا قـَةِ غامِـرٌ رأسيْ..
ورَغْـوَتـَهُ بـِجـُرنِ العَـيـنِ تـَصبُغـُها..
مَعَ الأذُنـَيـْنِ في زَمـنِ المـَشيـبْ
أخـْــــــــتاهُ مِـرآتيْ تـَـقـُضُّ بـِظـلــِّها نـَوميْ..
تـوبِّخـُنيْ.... ألا تــََخجَـلْ..
وتــَذْرِفُ عـاصِرًا
نَـظــَّـارتـَيـك َمُـلـوِّ ثـًا قـِمْصانـَهُ
بِعَـصـيرِ كِــذ ْبٍ فاضَ مِنْ خَـلـفِ البِحارِ مُعَـلــَّـبـًا
(واليوسُفيْ) بـِغـَيابَةِ الجـُبِّ الكـئيبْ
يا أخـــــــــتُهُُ
لـَمْ يـَبـقَ شـُـذَّاذ ٌ ولا سَيـَّارة ٌ
إلاَّ وأدْلـَوْا دَلـوَهَـمْ
وبأبْخَـسِ الأثـْمـانِ شُـرِّدَ ماؤنا
وعَصيـرُ عـَيـنـي حِـينـَما
نـَظــَّارتيْ سَـقـَطـَتْ عـلى قـَـدَم ِالرَّقـيـبْ
فَـرأيتُ يا أبـتاهُ حـينَ سُقـوطِها
عِـشريـنَ مِـدْخـَـنـَة ًونــَيـِّفَ والسَّنـابـِـلُ كــُـلـُّها
سَجـَدتْ لها
حَجَـبَ السَّماءَ دُخانـُها
يُخـفيْ شُمـوسًا تـَصْقـُـلُ المِرآة َمِنْ غَـبَـشٍ..
وأقـْمـارًا سـَرَتْ في ظـُلمَةِ الــّليلِ الـرَّهـيبْ
مَـقـْدودة َ الأكـفـانِ مِنْ كـُلِّ الجـِهـاتِ..
(بـُراقـُها) يَـرْقـى بـِعـَيْـنـَيْ مـُـقـْعَـدٍ
مُسْتـَصْرِخًا يـاسـينَ والـقـُـرآنَ فـي
صَمْـتٍ مَـهـيـبْ
وصَلاة َمُـطـرانٍ أبـَى
أنْ يأكـلَ القـُربانَ فـي كــَنـَفِ الغَـريـبْ
أخْـتاهُ أخـشى مِنْ سُقـوطيَ ضاحِـكـًا
فالقـَوم ُهانوا..
صادَروا الأحـْجـارَ والأشْعـارَ في
طـَـقسٍ مـُريـبْ
*******
خـَلعـوا الشَّواربَ والنـِّعالَ وقـَيــَّدوا (كوفـيـَّة ً)
بالأحْـرُفِ الأولى لِخارطـَـةٍ..
أضاعـوا في ثـَنـاياها الطــَّريـقْ
أوَلـَم يَـروا خـَرَسانة ً خـَطـَـفـَتْ
وميضَ القـبـَّةِ الصَّـفـراءِ تـَنْـتَـزِعُ الـبَـريـقْ
وتـُسَمـِّرُ(الفـاديْ) ومَهْـدُ الخـُبْـزِ يَشويهِ الحَـريـقْ
الـنـّارُ تـَعـْصُـرُ زَيـتــَهُـمْ
والطـَّـيـرُ تـَـزْجـُرُ في رؤوسِهـِمُ النـَّعـيبْ
أوَلـَمْ يـَروا... أعْـنابـَها هـُرِسَتْ..
و(سالومي) بـِبَـيَّـاراتِها مَجَـنَـتْ..
ورأسَ (المِـعْـمَدانِ) بـِرَقـْصَةٍ قـُطِعَـتْ..
(ويافـاوِيـَة ً) سَـألـَتْ..
لأيِّ مُـنافِـقٍ عـُصِِرَتْ..
وفي فـَمِها لـَهـيبُ الخـَلِّ يَكويـها الصَّليبْ
فـَـرؤى العـِجـافِ تـُراوِد ُ(الـيوسِفْ أفـنـديْ) خائـِفـًا
مِسكيـنُ يَخْـشى شاهِـدًا مِنْ أهـلـِهِ
فالجُـبُّ مـازالـتْ غـَيابـَتــُه ُ تـُذكــِّرُهُ..
بـِكـَومَـةِ إخـوةٍ كـذَبـوا وجاؤوا بالـتـَّباكيَ والـنـَّحـيبْ
**********
يا أخـــتـُهُ
لـُمِّي الـمَرايا والشُّروقَ وكلَّ حَـبّاتِ البَـريقْ
فـَلـَقـدْ رأيتُ أيــا أبي
صيعـانـَهَا مُـلـِـئـَتْ حِـجـارَة َمَـوسمٍ
يـَفعَـتْ سَـنابـِـلــُه سِـمانٌ..
تـَـلقُـط ُالـتــَّاريخَ والمِـقلاع َ..
والصَّخـرَ الشـّـآميَّ العَــريقْ
تــَلـِدُ الحِجـارَة َ تـَوأمًا بأكـفـِّها
ولـِثامُها لـَفَّ القـَميصَ بــِشارَة ً
( قـَسَّامُـها )
عَـبـَرَ السَّماءَ بـِخَـطــِّـهِ
إنـِّي أرى أقـدامَها
مِنْ (قاسيـونَ) تـَكـَوْكـَبـَتْ
بـِغـُبارِها حِِـبْرٌ لِخارِطـَةِ الطـَّريـقْ
حسن ابراهيم سمعون 2005

عادل سلطاني 19 / 07 / 2010 00 : 02 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رائع دوما أيها المبدع الفاضل " حسن إبراهيم سمعون" جميلة هذه المرآة التي تعكس ذلتنا وهواننا في هذا الزمن الصعب .. وجميل أيضا أن تستحضر فلذتك كل هذا الزخم التاريخي( " إسلاميه ومسيحيه" نصرانيه" ) في تناغم يقرب الأزمنة والأمكنة ليحصر راهنا مشهديا معيشا يعكس خارطة الطريق ... فلذة سمعونية مبدعة فيها من المرارة مايسد خواءنا الحزين ويملؤه بفلسفة حزينة وجودية مشرقة يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي .. لتتشكل تضاريس لوحة سمعونية الألوان دمت مبدعا متألقا متميزا بعيد الغور والعمق ... شفافا صادقا حد العري الكاشف
دمت أيها الحقيقة الصديقة ...
تقبل تحيات أخيك يا أبا إبراهيم ..

حسن ابراهيم سمعون 21 / 07 / 2010 56 : 09 AM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
الأستاذ عادل , السلام عليكم .
شكرا ً لمرورك بالمرآة وكلماتك اللطيفة والمعبرة, كثيرون أخي عادل لو مروا بالمرايا لكسروها ,رعبا ً من الحقيقة التي سيرونها
أخي عادل , أنت جميل وأجمل مافيك غروبك المشرق .

أبو ابراهيم / سوريا

عادل سلطاني 21 / 07 / 2010 18 : 12 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المبدع الفاضل " أبا إبراهيم " مشكور على هذا الرد الحفاوي الرائع الرقيق .. أيها المشرق هناك في شرق الروح .. ايها النبيل
أخي الشاعر صعب هذا الزمن القاسي .. دمت صديقا ..في زمن ندرت فيه عملة القلب .. سأمر أخي بمراياك لأنها باختصار تجسد انعكاس الروح للروح والقلب للقلب ... سأسبر ك ما وسعت الجهد والقوة .. سأقرأ سمعونيات مبدعة متميزة في زمن منبطح رديء ...
تقبل تحيات أخيك

حسن ابراهيم سمعون 26 / 07 / 2010 02 : 07 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
الأستاذ عادل أقر لك بصعوبة الزمن , لكن ثق بوجود أمثالكم تطيب الحياة فأنتم فسحة الأمل , ولولاها ماأصعب الحياة
لك محبتي وتقديري أخي عادل
حسن ابراهيم سمعون /سوريا

عادل سلطاني 26 / 07 / 2010 57 : 09 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الشاعر " أبا إبراهيم " ردك سقط في القلب وارتشفته إلى آخر قطرة ..
تقبل تحيات أخيك

حسن ابراهيم سمعون 28 / 07 / 2010 55 : 10 AM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
الأستاذ عادل سلطاني , من تواضعك الذي يزيِّن ثقافتك , وتهذيبك الراقي الذي يُجمّـل ردورك , عرفتُ طول قامتك َ
لك مني وردة , أخي عادل
حسن ابراهيم سمعون / سوريا

حسن ابراهيم سمعون 31 / 08 / 2010 19 : 09 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
أفندي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المبدع الفاضل " أبا إبراهيم " مشكور على هذا الرد الحفاوي الرائع الرقيق .. أيها المشرق هناك في شرق الروح .. ايها النبيل
أخي الشاعر صعب هذا الزمن القاسي .. دمت صديقا ..في زمن ندرت فيه عملة القلب .. سأمر أخي بمراياك لأنها باختصار تجسد انعكاس الروح للروح والقلب للقلب ... سأسبر ك ما وسعت الجهد والقوة .. سأقرأ سمعونيات مبدعة متميزة في زمن منبطح رديء ...
تقبل تحيات أخيك


</i>

عادل سلطاني 31 / 08 / 2010 50 : 09 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل الشاعر الإنسان .. أبا إبراهيم الحبيب ستبقى مرآتك مرآتي ومرآة كل أبي حر في أي مكان وأي زمان أيها السمعوني المبدع الإنسان ستبقى هذه الفلذة الخالدة صديقة حزني لأنها من أجمل قلب شاعر أبدع واستوى على عرش الحزن سأقرأ صديقي الآرامي الإنسان أحبك أيها المتواضع القلب ... هكذا سيدي فكلانا في زمن غير زمنه .. لا تجزع أيها القلب ..
تحياتي ياصنو الروح والعمر ياسمعوني اللحظات الهاربات

حسن ابراهيم سمعون 13 / 09 / 2010 22 : 10 PM

رد: مرآة اليوسف أفندي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سلطاني (المشاركة 86345)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل الشاعر الإنسان .. أبا إبراهيم الحبيب ستبقى مرآتك مرآتي ومرآة كل أبي حر في أي مكان وأي زمان أيها السمعوني المبدع الإنسان ستبقى هذه الفلذة الخالدة صديقة حزني لأنها من أجمل قلب شاعر أبدع واستوى على عرش الحزن سأقرأ صديقي الآرامي الإنسان أحبك أيها المتواضع القلب ... هكذا سيدي فكلانا في زمن غير زمنه .. لا تجزع أيها القلب ..
تحياتي ياصنو الروح والعمر ياسمعوني اللحظات الهاربات

أخي عادل , أيها النحات , أنت تنحت المرايا , فحذار أن تكسرها , فنغدوا , أنا وأنت كالكسعي ,
في زمن اللا ندم , وفي زمن الثرثرة , والهشك بشك .
لك محبتي أيها النحات العاتري

حسن ابراهيم سمعون / سوريا / عين السودة /


الساعة الآن 58 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية