![]() |
اعادة الترتيب!!حكاية
- 1-
الوقت لايسعفه للتفكير!! فى راسه المتزاحم تتداخل الحكايات والرؤى والمواقف ةالاحداث الصغيرة ، والجسام ، ماذا يفعل بإجتراره لذكرياته المريره؟؟ غبى هو..تعيس..تـنغله الغُربة’، يتمكن من كيانه الندم على كل شىء..كل شىء..حتى خطواته اليومية الفائته!! ماعساه ان يفعل بذكريات ، مرت ، وحدثت ، وما عاد بالإمكان ترتيبها من جديد.. !! ترتيب الاشياء يعنى الحاجة الى عُمر جديد..وحياة اخرى..ومُحيط يختلف !! – قال لنفسه - سديم هو الذى يعيش فيه ، ذات مرة قالت له زوجته ماذا ينقصك؟؟ تنام على فِراش حريرى ، وايدٍ حانيه ، اُمسد بيدى على خصلات شعرك، وقلوب تـُحيطك بعشق نادر.. مع ذلك يتمنى ان يُعيد ترتيب الاشياء من جديد.. يتمنى لو يرتبها من ثم يرحل بعدها لابأس ؟؟..على الاقل سوف يُسجل موقفا ما..سيحقد عليه البعض ممن يحتويهم هذا الترتيب؟؟ سيلعنونه ويلعنون ترابه..لكن الاكثرية سوف تحترمه لانه قبل ان يُغادر كان واضحا..على الاقل سيبكيه من يحبونه فقط..لكن على هذه الحال..سيبكيه حتى الذين جلبوا له التعاسة ..لماذا يكلفهم هذا العناء، الرياء .حتى ولوكان منهم زوجته واولاده...!! لابد ان يـُرتب الاشياء فى مكانها..هذا النِفاق يؤرقه!! هذا الرياء يبعث على القرف...يهز كيانه..يقتل آدميته....الاوراق لابد ان تعود الى سياقها الذى كانت فيه... ..تحدى شعوره بفوات الاوان..تحدى حربه لذاكرته ..ولكن تساءل : من اين؟؟ نعم من اين يبدأ فى ترتيب هذه الفوضى المُكتظه فوق بعضها البعض!! هذا التراكم من اين يبدأ فيه حتى لايُصاب بالسأم المُبكر..لابد من ترتيب غير ممل!! لابد من ترتيب يبعث الحيوية فى ذاته الكسلى!! لانه سيكون المحظوظين الذين لم ترتب اوراقهم اذا تسرب اليه الملل من هذا التراكم القاتل!! سيبحث عن ملف زوجته اولا..نعم من هنا يبدأ!! كيف تسنى لها ان تبقى هذا العمر معه..فى الامر شىء خفى لايتبينه..من هنا بدأ الخطأ يتراكم .. من هنا يتدلى الحظ ُ العاثر.. - 2- كان يوما غردت فيه البلابل من ظـُلمة اواخر الليل..بدأ بهذه الاصوات الشجيه التي تستقبله وكأنه ودٌ ينبىء بغدٍ يختلف..اوهكذا تراءى له.. انبلج الصُبح بعد قليل..وهذا اليوم له معناه وفرادته لديه على الاقل..خرج فى الصباح يُصفر بلحن شجي لاغنية ملائكية فيروزية يُحبها.. ( دخلك يا طير الوروار )..لم يكن فى حاجة الى تفكير كثير..سيُقابل فتاته فى احد ازقة بنغازى القديمة ..اليوم سيقول لها انه قرر ان يبدأ رحلة الغد معها..كان مُترددا ..لكنها شجعته.. زرعت فى قلبه الطمأنينه من موقف شقيقها..فهو صديقه..وعدة مرات عبر لاسرته عن محبته له..قالت : ذات مرة قال لابى ..انى احب صديقى هذا اكثر من شقيقى الوحيد..حتى تبرم والده وانزعج من هذه المودة التى تفضل الصديق على الشقيق..لكنه قالها بالفم الملآن وبوجود شقيقه ايضا..وشقيقه ايضا يحبه..لم يشعر بالغيرة من هذا القول !! ولم يتبرم مثل والده..ومع ذلك تتفق اراء الاسرة على انه انسان رقيق وودود ومنذ ان رافقه ولدهم صلحت احواله ونسى وابتعد عن طيشه وبدأ يُعالج الامور بحكمة..كل ما يدور من اجواء تُشجعه على التقدم الى اسرتها.. • فى ذلك اليوم الربيعى انطلق مُبتهجاً..هذا اليوم بدأ بالتغريد وسيُختم بالزغاريد..- قال لنفسه- مر على خطيبة صديقه التى تعرف قصته مع الفتاة .. ابدت رغبتها فى مشاهدة شقيقة خطيبها.. • رافقته فى ازقة المدينه القديمة حتى التقيا بالمحبوبة..لحظات من اللقاء العابر وانتهت..رجع مع خطيبة صديقه الى عملها..وذهب الى عمله..كان سعيدا..تملأ الغبطة كيانه.. وكانت شمس الربيع تبتسم بينما تـُخبىء لحظات لم ينساها بعد ذلك طوال حياته !! لحظات سجلها القدر فيما يبدو حتى لاينساها!! لحظات لم تكن فى حسبانه ..ربما لانه كان يـظـُن ان الحُب المُحاط به من اسرة الفتاة ..يسمح له بالذهاب الى ابعد حد.. لكن الحد الذى حُدد له كان اقرب مما تصوره ..حتى اُصيب بما يُشبه الصدمة !! رُفض رفضا ينم عن حُبٍٍ مُزيف.. لم يكن يظن ان الزيف والمساحيق سوف تخدعه الى هذا الحد..على الاقل كان يزعم ان له تجربته فى فهم مشاعر الناس.. تداخلت الامور..ونمت على نحو رهيب ..انقلب حُب الاسرة الى حقد مرير..صديقه لم يعد صديقه الذى يعرفه !! حتى انه ذات ليلة كاد ان يدهسه بسيارته عمدا!! لولا انه لجأ فى الشارع المُظلم الى منزل تحت البناء ..مما دفع سكان الشارع الى الخروج بينما ولى الصديق هاربا ً مثل اى مجرم فشل فى مسعاه !!.. • لم يصدق ما يجرى او ماجرى فى ايام قليلة..الفتاة لم تتخلى عنه..لكنها ايضا لم تفعل شيئا من اجل حبها.. بل استعطفته ان يبتعد عنها فى هدوء..فهى الاخرى قد نغلتها الدهشة مما جرى فى ايام قليلة..وكان رد فعل الصديق هو فسخ خطبته من فتاته التى اتهمها بالتواطؤ ضده لدرجة ترتيب المواعيد لشقيقته مع صديقه !! تأزم الامر والشعور بالمهانة والحاجة الى إنتقام يرد له إعتباره .. دفعه الى التقدم لخطبة خطيبة صديقه..لم يفكر ..تلاحقت اللحظات..كان موقفه المنفعل عبارة عن ادعاء بشهامة لالزوم لها لانه شعر انه السبب فى كل هذه الفوضى التى حدثت واصابت بجزء من شظاياها خطيبة صديقه..ولم يكن يفكر فى غير الموقف الشهم الممزوج ببحث انسان عن انتصار ما فى لحظة احساس بالمذلة..وبدون تفكير وافقت الفتاة بسرعه..ولايدرى السبب؟؟لكنها وافقت كأنها لم تهيم بصديقه يوما!! وهو الآخر كان يُريد ان ينتقم ولم يكن فى حسبانه غير ايام يتمتع بها ثم يُطلقها نِكاية فى صديقه..وكانت هي الاخرى تحمل نفس الشعور!! قالت له : تزوجنى ولو يوم واحد!!؟؟ ..لكنه لم يكن يوم واحد..اصبح سنينا واطفالا يسعون بين الناس..ونسيت هي اصل الحكاية التى لم ينساها هو ابداً..وتحولت من وسيلة إقتصاص الى زوجةٍ تُطالب بحقوقها وتتجمل بـِحُبها المُفاجىء !! نسيت هي ولم ينسى هو!! هي نسيت لدرجة انه بعد مرور السنين..اصبحت تمن عليه بإخلاصها وحبها كلما اختلف معها..كانت صفاقتها مُنقطعة الشبيه..وكانت مثاليته نادره..فلم يُذكرها فى اى يوم بأصل الحكاية التى لابد انها تعرفها فى اعماقها جيدا..فكيف يعن لانسان ان ينسى نفسه فى اى لحظة!! ترى لو ان الناس يواجهون انفسهم لممارسة قليل من الخجل؟؟ – قال فى نفسه- لكنهم لم يُواجهوا انفسهم ولذلك سيعيشون فى فصام متوارث..هو سيختلف و سيعيد الترتيب !! وهذا ملف فتحه .. - 3 - - فى اليوم التالى بحث فى فوضاه المتراكمة عن ملفات اخرى!! |
رد: اعادة الترتيب!!حكاية
لسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميلة حكايتك هذا المساء جميلة " إعادة الترتيب " ولكن كيف أيها المبدع الرائع " محمد السنوسي الغزالي " .. من يرتبنا أخي إذا فقدنا بوصلة توازن الحواس ..بوصلة توازن الشعور ..وكل رفوفنا فوضى ..فمن الأنثى الحلم التي تستطيع أن ترتب المبدع سيدي وهوفلتة متمردة جميل بوح حكايتك الجميلة وفصولها الفاحصة وهي تقرأ الواقع وتقرب عدستك المشهدية للقارئ .... تحياتي أيها المبدع القلب |
رد: اعادة الترتيب!!حكاية
أستاذي الفاضل محمد السنوسي الغزالي تقبل مروري وإعجابي بقصتك....حملتني الليلة على التفكير في إعادة ترتيب أشياء كثيرة.... شكرا من أعماقي.... تقديري وإحترامي |
رد: اعادة الترتيب!!حكاية
اقتباس:
|
رد: اعادة الترتيب!!حكاية
اقتباس:
|
الساعة الآن 58 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية