منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   غبشُ المرايا (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=16792)

عدنان كنفاني 25 / 08 / 2010 15 : 01 AM

غبشُ المرايا
 
غَبشُ المرايا

مفتوحةٌ بوابات الخروج.!
أيتها الأيقونةُ الآتية من عمق ماضٍ ليس له قرار، الذاهبة إلى عمقٍ مجهولٍ ليس له مدى..
غبشٌ على زجاج النافذة
غبشٌ على المرايا، نعبرُ منها قسراً إلى ذكرياتنا المركونة، أتنكّبها مطمئناً، تتنكّبُني قلقةً، ويصعقني الهدير، وصندوقٌ مزدحمٌ بضجيج أغبياء.
هذا الركنُ البعيد، المقعدُ الأخير، يشغلهُ طفلٌ يلهو بزنّارِ أمّه، صفرةٌ تعلو حاجبيها،
تُراها تُعلن بدءَ رحلةٍ معلومة عبرَ فضاءٍ مجهول.؟
مسحتُ الغبشَ بطرف كم القميص، وأوغلتُ في رسم مكاني، أشرقتْ شمسُ صباحٍ قريبة، باردةٍ، على طرف الجناح تعيشُ اهتزازات مرعبة، والأفق يجنحُ بي إلى تحت.. إلى فوق.
أيتها اللاحقةُ بي، تمسّكي بأهدابي فالرحلةُ لم تبدأ بعد، وهذا البساط الأخضر يمتدّ.. ويمتدّ، يفرشُ تحت أقدامِنا صعقات رتيبة.. لذيذة، نعبرُ منها.. عليها.. إلى دهاليز الأيام، نعيشُها لحظة.. بلحظة، يوشكُ أن يقفزَ بنا المتر الأخير، ويعلنُ اكتمال حلقة العام.. ويعلِنُنا
ثمانية.. تسعة.. عشرة.. أحد عشر
تكتمل الدائرة ويبدأ تاريخ جديد.. تراهُ بدأ وينتهى.؟
أم تراه يبدأ ولا ينتهي.؟
يقبضُ على حنجرتي صوتٌ فارسيّ يصرخ: من أنتَ.؟
غبشٌ على زجاج النافذة.
من أنا.؟ هل أنا الذي تركته هناك.؟ هل أنا هذا المطويّ في صفحات جواز سفر.؟ هل أنا المسافر عبرَ الزمن.؟
كما كنتُ، كما سأبقى، وهذا البساط يفرشُ.. ويلحقُ.. ويتعلّقُ هو الآخر طرف الجناح، والطفلُ يلهو، وزنّار أمّه يضحك.
من أنتَ.؟
يرجفُ الجناح قبل الهدأة الأخيرة
أنا..!
أنا يا سيدي..!
أنا..!
أسابق الزمن كي أعبر إليها.. إليكِ..
يا إلهي
طرقتُ كلّ باب.. كلّ باب، كلّها مغلقة، الكنعانية واليرموكية والبابلية، كيف أصلُ إليها.. إليكِ.؟
غبشٌ على المرآة يصرخُ
أنا المسافرُ الأمويّ، العائد من بطن التاريخ، منذ ألف سنة قمرية وأنا مسافر والشطآن بعيدة.
متر واحدٌ وتكتملُ الدائرة
تعالي نُكملها..
تعالي نبدأها..
تعالي كما شئتِ، كما شئتِ
وامسحي بقايا الغبش..

%%%


رشيد الميموني 25 / 08 / 2010 50 : 01 AM

رد: غبشُ المرايا
 
[align=justify]
كما كنتُ ، كما سأبقى.
هي عبارة تختزل كل هذا الذي تريده النفس المتلهفة لإزالة الغبش .
فحين تحافظ الروح على أصالتها و كينونتها رغم ما يطال الزمان و المكان من تغيير ، فإن ذلك معناه أن الرؤية ستتضح و ينقشع الغبش عن دنيا جديدة ناصعة خالية من كل درن .. بل تنكشف عن الحياة التي ألفناها بكل أناقتها و نصاعتها ..
أخي الغالي أستاذ عدنان .. هل أعتبر هذه الإطلالة البهية إعلانا عن عودة الفارس على صهوة جواده بعد استراحتك كمحارب ؟
أرجو ذلك لأننا اشتقنا إلى إبداعاتك ، و ننتظر المزيد .
دمت بكل المحبة أخي العزيز .
[/align]

ريما طلال 25 / 08 / 2010 28 : 07 AM

رد: غبشُ المرايا
 
الأخ الفاضل عدنان

رائع رائع أسلوبك شدني
أنت تبحث عن هوية الإنسان أو تبحث عن نفسك وتناديها ...وأنا أجيبك بها من خلال مرآتك لقد عثرت عليها في هذا النص فكم هي جميلة كلماتك

ميساء البشيتي 25 / 08 / 2010 51 : 09 PM

رد: غبشُ المرايا
 
استاذي الفاضل عدنان كنفاني

أشرقت الأنوار أخي العزيز عدنان ومبارك عليك الشهر الفضيل

"" من أنا.؟
هل أنا الذي تركته هناك.؟
هل أنا هذا المطويّ في صفحات جواز سفر.؟
هل أنا المسافر عبرَ الزمن.؟ ""

أسئلة لا تبرح الخيال منذ عقود من الزمان

وأنا أبادلك نفس الحيرة ونفس التساؤل

هل أنا هذا المطوي في صفحات جواز سفر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وأنا مثلك أجيد التساؤل ولكن لا إجابة لدي .. ربما تكون الإجابة



كما كنتُ، كما سأبقى،
وهذا البساط يفرشُ.. ويلحقُ.. ويتعلّقُ هو الآخر طرف الجناح،
والطفلُ يلهو، وزنّار أمّه يضحك.

ربما .. لا أدري .. كل ما أدري به أنني أمام مبدع يجيد

تشخيص جراحنا ورسمها حروفا على ورق

بوركت أخي وطابت أيامك .


الساعة الآن 25 : 03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية