![]() |
متمردة..
- لن أرد عليك، ولن أتوقف عن المسير إلى الأمام، فالطريق مازالت طويلة، والعمر الباقي ربنا وحده يعلم متى يتوقف النبض في قلبه.. - اهتمي ببيتك وأولادك هم بحاجة لك أكثر من هذه الأوراق التي سيأكلها الفناءُ يومًا. - دائمًا تحاول قصَّ أجنحتي كي لاأحلق في عالم لاتحبه. لن ألوم قدري الذي جعلني أسيرة حبك سنين طويلة، ربيت لك فيها أولادنا وبناتنا خير تربية، وقمت على تعليمهم وأنت مشغول في مكتبك، وفي المحاكم مع المجرمين والمتخاصمين.. - بت أخشى على أولادي من كل شيء يا هناء، لم يعد هناك من تأتمنينه على فلذة كبدك، خداع الناس بعضهم بعضًا يرسخ خوفي على أولادنا بعدما نفارق الحياة.. ليت خوفك اقتصر على مستقبل الأولاد بل تعداه إلى سوء الظن بكل من حولك.. فقدت الثقة بالناس والأهل وحتى.. بي .. - ضبطها زوجها بالجرم المشهود وهي تخونه مع أعزِّ أصدقائه رغم شهادة المحيطين بها بأنها من أنقى النساء.. - مسكين أنت وقاصر لاتستطيع الفصل بين حياتك العملية وحياتك الأسرية.. عقلك الباطن يسقط الأحداث التي يختزنها من القضايا التي ترافع فيها هناك على حياتنا الخاصة فيدمرها ركنًا ركنا.. ملَّ الأولاد من تشددك في كل شيء، تريد ولاتريد، ولالأحد منا حرية الإرادة في أبسط الأمور.. الأولاد يتدارون بالصبر لأنهم يحبونك، وهم في ربيع العمر، وما زالت الحياة أمامهم واسعة الصدر رحبة الأفق، أما أنا فلن أصبر أكثر على تعسفك الفكري.. ورفضك أن أسجل اسمي في سجلات التاريخ مع أسماء من وهبوا للحياة فكرهم ونبض قلوبهم.. - أنت امرأة متمردة تغضبين الله بغضبي عليك.. المتمردة ياسيدي هي التي تهمل بيتها وأولادها ولم أفعل ذلك. المتمردة من تخرج على طاعة زوجها بأمور تافهة، فتسيء إليه وإلى نفسها ولم أفعل ذلك.. المتمردة ياسيدي هي التي تصرخ بوجه الكون كله مطالبة بما تريد حقًا كان أو باطلا، وما طالبت إلا بالحق.. المتمردة ياسيدي هي التي لاتحسب للمجتمع حسابًا حتى في أبسط الأمور وطوال عمري أتقي الله وأراعي مجتمعي.. - أنت تهدرين وقتك بالكتابة. - كتابتي للبناء بها أنشر أفكار الصلاح بين الشباب في زمن تعفنت فيه الأخلاق، وكسدت بضائع الفضيلة.. بها أعلم المرأة كيف تكون أمًا حنون، وأختًا صالحة، وزوجة محبة.. - أريد هذه المرأة، من حقي أن تكون لي دون غيري من الناس. - عندما كانت بحاجة إليك كنت مهملا لها حدَّ القسوة، فلم تعد هي بحاجة إليك اليوم بعد أن وجدت نفسها فيما تكتب. وعندما عاد إلى البيت ذات يوم ومعه سيدة قدَّمها لها بعفوية مطلقة بعد غياب عن البيت استمر عدة أيام: - هناء هذه زوجتي وداد لاتفوتها كلمة مما تكتبين. بقلم زاهية بنت البحر |
رد: متمردة..
أحرف تحمل رسائل من نور وبصائر تكشفت لها الخبايا والخفايا
وكلمات تطرح تساؤلات جمة وصرخة حق في وجه الظلم والتعسف والإضطهاد مابين تراخي المبادئ وفساد الأخلاق وتسلط المجتمع وتعسف الذكر الشرقي بغير حق والجهل والسلطة والفكر والإستضعاف ما بين التمرد على الفساد والقسوة والجهل والرجعية والفهم الخاطئ للقانون والدين وبين الرضوخ والسير خلف الجدار والمطالبة بالسترة السترة التي تقي فقط ألسنة الجهلة في المجتمع الظلوم قال صديق إبن خلدون الشدّة تضر بالمتعلم وكيف يرى كلاهما النتيجة طلاق إمرأة بدأت تطالب بأدنى حقوق الحياة يراه المحامي كارثة وجريمة وإستمرارها بالسترة المزهومة والذل والخنوع يراه المحامي الناطق بلسان المجتمع الظالم قمة الصواب والعقلانية والله لو بقي ساعات في عمر هذه المرأة ونالت إستقلالها من جبروت المجتمع الذكوري المتعسف وعاشت هذه الساعات بحرية ولو كانت نظرة المجتمع لها أيا كانت رغم قسوتها ولكن هي من الداخل سعيدة لكان طلاقها أيجابي وحق وجمال ولو بقيت هذه المرأة الذليلة تحيا بسترتها والتي نقلت مفاهيما أيضا أمها الذليلة فمن الأولاد الذين ستربيهم وترسلهم للمجتمع وما سيكون سقف تفكيرهم وإلى ماذا سيطمحون وبناتها كيف ستكون نظرتهم للحياة والزوج والأولاد وها أنا أقولها لحظة حرية تساوي أعمار وأجيال من الذل والخنوع والإستعباد وأتقدم بباقات شكري وعرفاني لزاهية بنت البحر أستاذتنا الرائعة والوقورة لطرحها هذا وبهذه العقلانية مودتي |
الساعة الآن 49 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية