![]() |
القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px solid black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://img214.imageshack.us/img214/4...8769814129.gif
لقد عشت القليل في الدنيا حيث كنت أسودا؛أسودا كليا دون أدنى بقعة بياض على صدري أو أثر نجمة بيضاء على جبيني. لم تكن لي حتى تلك الشعيرات الثلاث أو الأربع البيضاء التي تكون عند القطط السوداء في طية الحنجرة أسفل الذقن. كنت قطا أسودا بمعنى الكلمة, مكسوا بكثافة بفرو قصير خام؛ أحمل ذيلا نحيفا هوائيا وبعيون بلون نبيذ العنب الأخضر ونظرات تبعث على الريبة. أبعد ذكرياتي تعود لمسكن التقيت فيه بقط أبيض، أتى من قاعة طويلة مظلمة. قط أبيض صغير دفعني إليه إحساس غامض فوقفت أمامه. وقفنا الأنف مقابل الأنف،قفز إلى الخلف وقفزت في نفس اللحظة إلى الخلف أيضا. لو لم أقفز ذلك اليوم ربما لعشت لحد الآن في عالم الألوان و الأصوات والأشكال الملموسة. لكني قفزت و القط الأبيض ظن أنني ظله الأسود.حاولت بلا جدوى إقناعه بأنني أيضا أملك ظلي الخاص لكنه أبى إلا أن أكون ظله و أقلد كل حركاته بلا مكافأة ولا ثناء. إذا رقص كان علي أن أرقص و إن شرب كان علي أن أشرب و إن أكل كان علي أن آكل وأن اصطاد صيده هو. لكني كنت أشرب ظل مائه وآكل ظل اللحم الذي يأكل وأنتظر انتظارا مملا في المخبإ تحت ظل العصفور. لم يكن القط الأبيض يحب عيوني الخضراء التي رفضت أن تكون ظلالا لعيونه الزرقاء وكان يلعنها ويترصدها بمخالبه فتعودت أن أغلقها وأن أكتفي بالظلال السائدة خلف جفوني وهناك كمنت تعاسة حياة قط صغير أسود. في الليالي المقمرة كنت أهرب وأرقص بوَهَنٍ أمام الحائط الأبيض لأرى مجددا ظِلاًّ لي : ظلا نحيفا ومقوسا مع كل قمر كان يبدو أنحفا حتى صارت نحافته تشبه الذوبان. هكذا كنت أفلت من القط الأبيض الصغير لكن هروبي كان صورة مُشَوَّشة؛هل كنت أتسلق شعاع القمر؟ هل كنت أحبس نفسي للأبد خلف جفوني المقفلة؟ هل كانت تناديني إحدى القطط السحرية التي تبرز من قاع المرايا؟ لاأعلم؛ لكن القط الأبيض اعتقد أنه فقد ظله وصار يبحث عنه و يناديه طويلا وأنا رغم موتي لم أعرف طعم الراحة لأنني أشك؛يساورني الشك أكثر فأكثر في أنني كنت قطا حقيقيا وأنني لم أكن ظلا , أنني لم أكن نِصْفا ليليا , لم أكن سوادا مقابلا للقط الأبيض. Nassira .[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميلة هذه القصة المترجمة مبدعتنا الفاضلة حيث تقف لغتها الجديدة السلسة المتأهبة مخاطبة كل عمق قارئ وهي ترمز الواقع من خلال ثنائية التناقض (( الأبيض / الأسود)) وهي تحاول تجسيد إثبات الذات وكينونة الوجود وماهوية الأشياء عاكسة إستقلالية الذوات المتضادة فلا الأبيض يشكل ظلا للأسود أو العكس .. قصة شيقة تنفتح على أبعاد تأويلية وجودية إنسانية تعكس الحرية في المطلق .. فهنيئا لنا بهذه الترجمة أختاه الكريمة المبدعة " نصيرة تختوخ"... تحياتي أختاه |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
قراءة متمعنة في النص أستاذ عادل أهنئك عليها و سعدت باطلاعي عليها.
أشكر مرورك . لك مني كل التقدير |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
قصة رائعة وترجمة نقلت روح النص بإتقان..شكرا لك نصيرة.
|
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
بل كل الشكر لك أستاذ محمد على تواجدك الجميل على صفحات نور الأدب.
دمت بخير |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
قصة جميلة جدا تفرض بقوة وجود الأخر
رائعه هي هذه الترجمة دمتي بالف خير |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
اختيار موفق ينم عن ذائقية عالية......
قصة رمزية تعالج التهميش القسري والتبعيه على صعيد الذات النص متناغم والترجمة رائعه... عدا على ان القصة لها ابعاد عميقة ... خالص ودي |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
مرحبا بك رولا , هل هو وجود الآخر أم التبعية له ..لاشك أن لكل تأملاته و إسقاطاته فيما يخص القصة.
تقبلي تحيتي و شكرا لمرورك الجميل |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
أشكر تقديرك أخت دينا و يشرفني رأيك الإيجابي في الترجمة .
تقبلي تحيتي |
رد: القط الصغير الأسود للكاتبة الفرنسية كوليت.ترجمة نصيرة تختوخ
بوركت هذه المقدرة الرائعة في الترجمة يا أستاذة نصيرة قرأت ترجمتك للقصة وكأني أقرأ النص بروح كاتبه وبلغته أثبتِ أدبيتك حتى في الترجمة فكيف بك الأديبة الكاتبة أهنئك سيدتي على كل إبداعاتك وعلى روح تواجدك في هذا المكان ربي يزيد في ألق إبداعك المتنوع على الدوام |
الساعة الآن 36 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية