منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   ترجمة القصص (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=195)
-   -   إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=17562)

نصيرة تختوخ 18 / 10 / 2010 31 : 10 PM

إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/13.gif');border:4px groove burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كان هناك إبريق شاي فخور بما يملك: ببُلبلته ،بقبضته ،بالفخار الذي صنع منه.
كان يتحدث عن بلبلته و عن قبضته و يتحاشى الحديث عن غطائه الذي انكسر.
كان ذلك نقصا وعيبا فيه والمرء كما جرت العادة لا يتحدث عن عيوبه ونقاط ضعفه.
الأكواب و إناء السكر وكل قطع طقم الشاي الأخرى كانت و لاشك منتبهة لغطائه المكسور ومما لاشك فيه أيضا أنها كانت تتحدث عنه لكن إبريق الشاي بثقة عالية كان يقول :' أنا أعرف عيوبي وأعترف بها وهنا يكمن تواضعي .لاأحد يخلو من النقائص لكن المزايا تستحق الذكر أيضا.
الفناجين لها أياد و إناء السكر له غطاء وأنا لي الاثنين و أكثر من ذلك أنا أملك بُلْبُلة تجعلني ملك الطاولة بلا منازع .
يخدم إناء السكر وقدح الحليب المذاق بأناقة لكني أبقى الساقي الكريم الذي يوزع بركته على العطاشى والذي تعطي أوراق الشاي في جوفه نكهتها للماء المغلي الصليف .'
في يوم من الأيام وهو يتوسط الطاولة المغطاة امتدت له يد مرتبكة أسقطته.
انكسرت بلبلته و يده وعن غطائه لن نقول شيئا فلطالما تحدثنا عن الغطاء .
كان إبريق الشاي ملقى على الأرض كالمغمى عليه و الماء المغلي يتدفق منه .
كان حدثا قاسيا بالنسبة له و الأقسى أن الآخرين كانوا يسخرون منه و لاأحد سخر من تلك اليد المرتبكة التي كانت السبب فيما جرى له.
قال الإبريق لاحقا وهو يتذكر حياته الماضية بينه وبين نفسه: 'لن أنْسَى أبدا ماجرى ، لقد لقبت بالمُقْعَد و أحلت إلى الركن و في اليوم الموالي مُنِحت لامرأة تطوف على البيوت لتتسول دهنا.
وجدت نفسي في نهاية المطاف وسط الفقر والبؤس وكبلني الصمت من الداخل و الخارج.
يكون المرءفي حال و ينقلب لحال آخر لكن من مكاني الجديد بدأت حياتي الأفضل.
لقد وُضِع َالتراب بداخلي و هذا أمر يعادل الدفن بالنسبة لإبريق الشاي لكن داخل التراب وضعت بصيلة زهرة.
من أين جاءت لاأدري و من منحها لاأدري لكنها كانت تعويضا عن بلبلتي و عن يدي وعن الماء المغلي وأوراق الشاي.
كانت البصيلة في التربة و في جوفي ،صارت قلبي : قلبي الحي و لم أكن امتلكت قلبا من قبل.
صارت بداخلي حياة وطاقة وصار لي نبض.
البصيلة أطلقت برعما كان يكاد ينطق بأفكار وأحاسيس تفَجَّرَت كلها وكل الجمال والروعة في زهرة.
كنت أراها و أحملها وأنسى نفسي في جمالها ولعمري إنها نعمة أن ينسى المرء نفسه في حُسن غيره.
لم تكن هي تشكرني أو تفكر بي و هي تُمْدَح و تلاقى الإعجاب لكني كنت سعيدا بها ولاعجب أن يكون ذاك حالها بنفسها وأكثر.
في يوم من الأيام سمعت أنها تستحق وعاء أفضل مني .
تم كسري إلى نصفين و كان ذلك مؤلما جدا .
نقلت الزهرة إلى وعاء أجمل ورُمِيت أنا في ساحة ,لازلت أقبع فيها كشقف عتيق, لكنني لازلت أحمل الذكرى التي لايستطيع أحد أخذها مني ولاحرماني منها '.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

ميساء البشيتي 19 / 10 / 2010 05 : 05 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
كعادتك أستاذة نصيرة تحسنين الإنتقاء
قصة بكل صدق أثارت موجات من الحزن في قلبي
تخيلت هذا الإبريق إنسان يتألم دون أن يتكلم
كم منا حين يكبر يلقى على جنب ولا أحد يكترث من وجوده
ويأخذ يصادق النباتات والطيور والحيوانات حتى يقتل الفراغ
ليتنا ننظر إلى غيرنا في زحمة مشاغلنا .. الحياة ربما قصيرة
لكنها لمن لا يجد الإهتمام طويلة وباردة ومملة .
شكرا نصيرة .. الله يعطيك الصحة والسعادة .

عادل رستم 19 / 10 / 2010 13 : 05 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
هو الأنسان وشريك الحياة والبرعم الأبن الذي نربيه ثم ينسل من بين أيدينا باحثا عن حياة جديده له
تصور رائع رسرد متقن ورمزية لاتخلو من تصريح
وستبقى الذكرى أقوى لاتمحوها ريح ولا عواصف
شكراااااااا للمشهدا الرائع الذي اختصر حياتنا بتصوير دقيق بكاميرا قلبية
شكراااا الأستاذة نصيرة

نصيرة تختوخ 19 / 10 / 2010 59 : 05 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]حكمة جاءت على لسانك أستاذة ميساء ' الحياة ربما قصيرة لكن لمن لا يجد الاهتمام باردة وطويلة '.
اللامبالاة والأنانية تؤلم و قد تميت الإنسان كمدا كلامك صحيح أستاذة ميساء.
تحيتي لك و شكرا لأنك عبرت عن ما لامس إحساسك [/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 19 / 10 / 2010 30 : 07 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
تسعدني قراءتك المتأملة هذه أستاذ عادل ، حكاية الإبريق كما تفضلت يمكن إسقاطها على واقع الإنسان الذي لا يتبقى له أحيانا إلا الذكريات.
لك تحيتي و تقديري

فتيحة الدرابي 19 / 10 / 2010 30 : 08 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
الأستاذة الفاضلة نصيرة : قصتك تتلخص في قول عامي عندنا في المغرب " يمشي الزين ويبقاوا لحروف " فالإبريق إبريق يبقى عزيزا علينا حتى وإن فقد جماله وبعض أعضائه فإنه لا يفقد مكانته الاجتماعية ومحبة الناس إليه وبالمناسبة أحب الشاي كثيرا
دمت متألقة أختي الغالية.

نصيرة تختوخ 19 / 10 / 2010 00 : 09 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
الأستاذة الفاضلة فتيحة،
يبدو أنك لم تؤنسني حكاية الإبريق و اخترت النظر إليه كإبريق ، ذاك الذي يتوسط المائدة ويجمع حوله الأحبة.
لك تحيتي وأطيب متمنياتي

ناهد شما 19 / 10 / 2010 36 : 09 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 

العزيزة أستاذة نصيرة نعم
والمرء كما جرت العادة لا يتحدث عن عيوبه ونقاط ضعفه
الكمال لله وحده . كل إنسان له عيوبه والكمال لله وحده ولكن من هو الشخص الجريء الذي يعترف
بعيوبه ويسردها ؟؟ !! بل على العكس رغم عيوب الإنسان فإنه يذكر مزاياه ويتباهى بها ويتجنب المساوئ
السيئة التي تطغى على حسناته هكذا هو الإنسان جبل على ذلك
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
( رحم الله امرئ اهدى إلي عيوبي )
وأرى أن القصة عزيزتي ترمز ايضاً إلى إهمال الآباء والأمهات عند الكبر
فبر الوالدين سبب في تفريج الكروب وذهاب الهم والأحزان ، فعلى الأبناء أن يقتدوا في بر آبائهم
بالقصة التي رواها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال : ( بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر فمالوا إلى غار في الجبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم ... الحديث)
بهذه القصة الحقيقية الواقعية يعتبر المؤمن العاقل ويوقن إن إرضاء والديه سبب في حلول الفرج
إذا بلغت الشدة غايتها وتسهيل العسير إذا استحكمت عقدها ، فإذا رضي الوالدان رضي الله وانحلت العقدة ،
ولان القاسي ، وسهل العسير ، وتحققت الأماني . عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رجلا قال :
يا رسول الله ماحق الوالدين على ولدهما ؟ قال : ( هما جنتك ونارك ) .
لا أدري إذا كان مفهومي لهذه القصة على النحو الذي طرحته الآن أرجو المعذرة
بارك الله بك أستاذة نصيرة

كل ما تنشريه هو عبرة وحكمة

بوران شما 19 / 10 / 2010 46 : 10 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
أشكركِ أختي العزيزة أستاذة نصيرة على ترجمة هذه القصة الرائعة والمعبّرة ,
والتي حقاً أثارت الحزن والشجن في نفسي وأنا أقرأ سطورها عن إبريق الشاي,
فكيف الحال لو كان الحديث عن إنسان واثق وفخور بنفسه رغم بعض العيوب
التي لايخلو منها إي انسان , فتأتي يد غادرة لتكسره وتكسر نفسه الأبية , في
الوقت الذي يجب فيه تعديله وتصحيح عيوبه , لا كسره .
دائماً تختارين كل ماهو جميل وممتع , تحيتي ومحبتي .

نصيرة تختوخ 19 / 10 / 2010 34 : 11 PM

رد: إبريق الشاي. قصة لهانس كريستيان آندرسون. ترجمة: نصيرة تختوخ
 
أستاذة ناهد شكرا على ماذكرتنا به و على تأويلاتك للنص التي قادتك لتذكيرنا بمبادئ هذا الدين القيمة التي تحث على الإحسان و الخير و البر خاصة بالوالدين.
تقديري لك و زادك الله علما وإيمانا


الساعة الآن 47 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية