![]() |
ذاكرة لألف عام
كان سقفا عاديا يتوسطه حبل يتدلى موثوق بطبق ..
كسقوف بيوتنا القروية، تكسوه طبقات الشحّار كغيوم سوداء تراكمت عليه سنة بعد سنة .. ليس جميلا كأسقف قباب المعابد . ولم تطاوله يد فنان .. مع ذلك كنت أرى فيه أشكالا مختلفة ، جميلة ، مخيفة ، و مسلية فهذا سيف يمتطي غيمة .. وحصان يدمع يصهل دون ملل وهنا جبل وعصافير تبحث عن أعشاش وهنالك مدفع مصوب نحوي باستمرار ! وهنا . فوق رأسي تماما ، بالقرب منها ، يبدو لي وجه الشيطان صورة صهيوني يقتل شيخا كل ليلة عشرات المرات .. ومع ذلك لا أصرخ ، لا أخشى ، أُحملق بالصورة مليا حتى لا أنسى وجهك يا جدي ! |
رد: ذاكرة لألف عام
ذلك بعض من غبار الذكريات الحزين الذي لا يُنسى.. دعنا نسميه "شحار" الذكريات كما أطلقت عليه.. هو جزء من الأرث أو التركة التي خلفها لنا يوماً السلف السابق من تلابيب ماضيهم الحزين و تجاربهم القاسية، لتعشش في أكواخنا الغارقة في الهم و البؤس و الجراح. بكل تأكيد لن ننسى. لوحة حزينة رسمت بأبداع حتى لو طغت عليها شحابير قاتمة. دمت أستاذي بكل تألق |
رد: ذاكرة لألف عام
أستاذي حملتني قصتك إلى إحدى مزامير محمود درويش حين قال "و الذكريات تمرّ مثل البرق في لحمي و ترجعني إليك إليك إن الموت مثل الذكريات كلاهما يمشي إليك إليك يا وطنا تأرجح بين كل خناجر الدنيا و خاصرة السماء " ثم ذكرني السقف و الحبل المتدلي و الصهيوني الشيطان و الشيخ و القتل بإعدام شيخ شهداء فلسطين فرحان السعدي ذات رمضان حزين... ومازالت الذكريات تنهال و تنهال.... عصية عن النسيان هذه الذكريات...على من قرأها بين السطور فما بالك بمن عاشها و بمن ورثها... أبدعت أستاذي الفاضل رغم نكء الجراح.. لك كل آيات التقدير |
رد: ذاكرة لألف عام
دوما حين اقرأك يا سيدي..
ادخل عالما جديدا في الكتابة.. اغوص في فكرة غامضة .. ارتبها كثيرا في ذاكرتي.. اتجول معها حين اخذتك .. واعود كثير الوقت.. مع قليل ابجدية لتنصفك.. بعض غموض فكرتك يا سيدي يجبرنا ان نعيد القراءة اكثر من مرة.. ويجبرنا اكثر ان نرحل نحو وطنك ربما.. نحو حزنك.. او احباطك من امة عربية لم تعرف كيف تنقذنا جميعا من الاحباط.. بعض الاوطان.. كوطنك.. تبقى انظارنا موجهة اليها.. كبندقية موجهة الى صدورنا.. كلما حاولنا ان نتناساها.. نشعر ان هناك طلقة ستنطلق نحو قلوبنا.. احببت حرفك جدا هنا سيدي.. رغم غموضه.. لكنه يحفز العقل على الاستنتاج.. ويحفز القلم على الكتابة. كن بخير دوما سيدي.. واستاذي. |
رد: ذاكرة لألف عام
اقتباس:
نعم يا سيدي فغبار السقف يشبه إلى حد تاريخ أمتنا العاجزة عن حمل السيف الذي ركب الغيمة وسيتحطم إن لم يجد الساعد الذي يتلقفه .. وخشيتي أن الحصان قد يموت كمدا إن لم يجد فارسا يمتطيه أما تلك العصافير الهائمة هم فقراء هذا الوطن الذي بالرغم من اتساعه وغنى أرضه لا يجدون مكانا يحفظون فيه كرامتهم " كاللآجئ " يعيش في مخيمات البؤس محروما من أرضه كما المحرومون حتى في أوطانهم وعلى أرضهم ومع ذلك .. وبالرغم من الجور والعدوان فهل ينسى طفل حضنا أدفأه وأحاطه بكل الحنان لن أنسى صورة جدي المقتول أمام عيناي حتى لو بعد ألف عام ؟ تحياتي واحترامي لك وعميق محبتي |
رد: ذاكرة لألف عام
[read] السهل الممتنع هذا ما أراه أمامي عايش الأجداد قصصاً عشعشت في عقولنا رغم المعاناة التي عايشوها إلا أنها وصلت لهذا الجيل فمنهم من حملها بحزنها ومنهم من القى بها في البحر دون النظر إلى الوراء رغم الحزن القابع بين السطور إلا أنك أبدعت أستاذ رأفت ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل دمت بخير[/read] |
رد: ذاكرة لألف عام
اقتباس:
ايتها الصبية التي أعشق اسمها هو اسم أمي أطال الله في عمرك واسعدك كان في االثانية والسبعون من العمر .. سألوه عن أولاده فضحك . شعر الغاصب بالهزيمة والإنكسار .. والحل ؟ حرق منزله وجعله حطاما على حطام .. وحين أتت الفرصة تذكروه ..! ولا نزال ننتظرأحدا ليخبرنا بكان مرقده ..! سيدتي الراقية الحنين .. ما ضاع حق له مطالب تحياتي واحترامي ومحبتي وربنا يوفقك بما تسعين اليه |
رد: ذاكرة لألف عام
اقتباس:
ولكني لم أجد ما أخاطبك به غير كلمة الأديبة الرقيقة جومانا طاهر أقف احيانا أمام نص أعتقده نصا غامضا سرعان ما يصير واضحا حين أقرأ ولو القليل حتى أكتشف أن هذا النص هو في الواقع جزء مقتطع من نص أكبر يحتوي الكثير من الأفكار وهذا ما فعلته هنا فعذرا يا سيدتي إن أرهقتك في تفكيك " الغموض " ولا اريد له ذلك . وأصارحك يا جومانا ولأني أعرف واقعنا جيدا لا أشعر بالاحباط مطلقا إنما بالأسى قليلا ولكني متفائل بمستقبلنا وكيف لا وهنا وهنالك ومضات من النور تقاوم شياطين الظلام وشعب صامد ولا تنظري إلى من أتوا على رأسه في غفلة من الزمان . شكرا لك من القلب ومنه محبتي لك واحترامي |
رد: ذاكرة لألف عام
اقتباس:
استاذتي الغالية ناهد نسوة بلادي هنّ ارض طيبة .. ربيننا ، علّمننا معنى الصمود بثقافتهن لنا حب الوطن إشعال الذاكرة وتغذيتها في كل صباح ومع كل مروية .. وأنا اتطلع إلى نتاجك واهتمامك المنصبّ على الاضاءة على كل ما يتعلق بتحفيز الذاكرة إذ لا يمكن لجيل تربى على مثلك ومفاهيمك أن يُلقي بالبحر ما يربطه بالجذور . شكرا لك وتقبلي مني ايتها الأخت الرائعة عميق احترامي ومحبتي |
رد: ذاكرة لألف عام
[read] الفاضل رأفت العزي شكراً لهذا الرد الرائع أحسنت في نثر عبيرك كلماتك ألجمتني وعجز لساني عن التعبير أتمنى أن أكون دائماً عند حسن الظن بارك الله بك دمت بخير[/read] |
الساعة الآن 48 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية