منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقــالـة الأدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=62)
-   -   و ظلم ذوي القربى.. / وليد قدورة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=18025)

عبدالله الخطيب 15 / 11 / 2010 51 : 10 PM

و ظلم ذوي القربى.. / وليد قدورة
 
و ظلم ذوي القربى..
بقلم الكاتب وليد قدورة
من تشبث ببيته و أرضه و بلاده ، وظلِم أكثر من مرة ، و تعرض جوراً لاتهاماتٍ شتى منذ الخروج الأول عام 1948 . سر صموده و بقائه أثار أكثر من تساؤل . رفضه للجوء و النزوح ، و عدم تصديق من قالوا له : "إنها مسألة أيام ، كل المجاورين لك أخوتك ، يرحبون بك ، و يفرشون لك الطريق بالورود و الزنابق" ، و هو الذي لم يصغ إلى الإذاعات و الميكروفونات المحمولة باليد التي كانت تكرر نداءاتها داعية المهاجرين المساكين أن لا ينسوا إغلاق أبوابهم جيداً ، و أن يعلقوا المفاتيح بأعناقهم خوفاً من ضياعها.
هذه المقدمة عن أولئك الذين أطلقت عليهم أسماء شتى على مدى العقود الست المنصرمة : "عرب الداخل" - "فلسطينيو 48" - "الفلسطينيون في إسرائيل" - "أهل الجليل" - "أهل المثلث" - "أهل النقب" ، تعددت المسميّات ، و كثرت النعوت التي طالتهم ، و تشعبث جيلاً بعد آخر ، نادراً ما استخدمت عبارة "سكان فلسطين الأصليين" ، بدأت هذه العبارة تنكمش و تتقلص من قواميس السياسة و من الأدبيات المتداولة . الكلمة كانت و ظلت تحمل دلالات غامضة يفهمها كل كما يشاء ، فهي مخيفة للأعداء ، موحية بالحذر و القلق من ناحية الأصدقاء . القوانين العالمية ألغتها بالكامل من الإستعمال ، أما ذوو القربى فتحمل لهم ذكريات يعافونها ، و لا يحبون العودة إليها ، فلماذا يستعيدونها في كتابات و مواضيع تسبب الصداع؟
تعرضوا للإحتلال و كوابيسه ، و اخترعوا كل الأحجيات و الوسائل لإبقاء هويتهم . ظلوا بمنأى عن الدمج و الانصهار في مجتمع عنصري . أكرهوا على حمل جواز سفره ، و العمل قسراً في معامله و مستوطناته ، أخذ عليهم الأصدقاء و الأشقاء ذلك ، فأصبح كل من يحمل منهم جواز تنقلٍ مشبوهاً أو مطعوناً بوطنيته ، قال بعضهم : "من كانت إصبعه في النار ليس مثل الذي إصبعه في الماء " . قال آخرون : " الحرب بالنظارات سهلة" ، الأعداء يراقبونهم بتوتر ، فهم "حصان طروادة" الذي ينبغي أن تظل العين مفتوحة عليه مدى الليل و النهار ، و هم الإحتياطي الجاهزالذي لم يخضع لإغراءات بيع الممتلكات ، و هم ، مثل العنقاء ، التي تولدٌ من جديد كلما توهم الآخرون أنها أضحت رماداً.
بين فكي كماشة ، حب الاشقاء القاتل ، و بطش المحتل المزمن ، هكذا عاشوا ، و لكنهم كانوا مبدعين ، فتسللوا مثل الشهب الصغيرة التي تتناثر في عتمة الظلام ، أنجبوا ، الشعراء ، و المسرحيين ، و الموسيقيين ، و الروائيين ، و المحافل الثقافية ، و رعوا بإمكاناتهم الضئيلة ، الأماكن القديمة، و غرس أشجار الزيتون ، وري أشجار التين، صنعوا مفاتيح أخرى لأبواب بيوتهم الجديدة المصنوعة من خشب السنديان والبلوط ، و بقي صيادوهم القلائل يلقون بشباكهم في الرقعة الضيقة المتاحة لهم في بحر عكا.
هم الآن ، الشوكة ، التي يستدعي المحتل أمهر جزاريه لأنتزاعها من عنقه ، إنهم الشبح المؤرق ، الجني الذي يطلع لهم من أحشاء الليل ، الغلطة التي يحتار منظروهم في كيفية تصحيحها ، لماذا لم نقضي على من تبقى منهم ؟ لعنة السكان الأصليين هذه ستظل تطارد المحتل إلى أبد الآبدين ، ليس ديموغرافيتهم فقط ، بل إصرارهم ، و خبرتهم في صد هجمات الدمج و الإلغاء هو ما يخيف أعداءهم .
الأصليون ، أهل البلاد الحقيقيين ، الذين ينتظرون على أحر من الجمر لقاء أشقائهم و أهلهم ، مرتابون الآن ، لشكهم مبرراته ، و لريبتهم ما يدعو إليها . هل يكونون كبش الفداء ، فيقذفون إلى المنافي هم الآخرون ؟ أم يستباح دمهم ، دون أن يعي أشقاءهم هول ما ينتظرهم ؟
يراهنون ، على عشق محبيهم و لكنهم يستعينون بإراداتهم و صمودهم ، و هذا سر بقاءهم و شموخهم. هاجسهم المؤرق الآن هو أن يتردد صدى نصيحة عاشق في وديان و سهول بلادهم : علقوا المفاتيح في رقابكم ، و استعدوا للأسوأ .
الأصليون تعلموا الدرس يموتون و لا يكونوا ضيوفاً ثقلاء.
*****

رأفت العزي 24 / 11 / 2010 19 : 03 AM

رد: و ظلم ذوي القربى.. / وليد قدورة
 
استاذي الحبيب عبدالله الخطيب

صدق الكاتب في آخر الكلام وهو زبدته وحقيقته الثابتة حين قال :

يراهنون ، على عشق محبيهم و لكنهم يستعينون بإراداتهم و صمودهم ، و هذا سر بقاءهم و شموخهم.
هاجسهم المؤرق الآن هو أن يتردد صدى نصيحة عاشق في وديان و سهول بلادهم : علقوا المفاتيح في رقابكم ، و استعدوا للأسوأ .
الأصليون تعلموا الدرس يموتون و لا يكونوا ضيوفاً ثقلاء. "

تحيتي اليك ومحبتي واحترامي

عبدالله الخطيب 24 / 11 / 2010 06 : 11 PM

رد: و ظلم ذوي القربى.. / وليد قدورة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي (المشاركة 98272)
استاذي الحبيب عبدالله الخطيب

صدق الكاتب في آخر الكلام وهو زبدته وحقيقته الثابتة حين قال :

يراهنون ، على عشق محبيهم و لكنهم يستعينون بإراداتهم و صمودهم ، و هذا سر بقاءهم و شموخهم.
هاجسهم المؤرق الآن هو أن يتردد صدى نصيحة عاشق في وديان و سهول بلادهم : علقوا المفاتيح في رقابكم ، و استعدوا للأسوأ .
الأصليون تعلموا الدرس يموتون و لا يكونوا ضيوفاً ثقلاء. "

تحيتي اليك ومحبتي واحترامي

مساء الخير أستاذي الغالي..
في رأيي أن الأصليون لا زالوا يعانون نوعاً من الغبن الواقع عليهم من بني جلدتهم و التنكر لنضالتهم و مواقفهم الثابتة ضد المحتل.
...........

على فكرة الكاتب فلسطيني مقيم في صيدا.. هل تسمع به؟

دمت بكل المحبة


الساعة الآن 08 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية