|
اللقيطة
اللقيطة
لمحتها بين الأزقةِ التي تدثَّرتْ بغيمةٍ يغمرها عتمُ المساءْ لمحتها تنسلُّ في تستُّرٍ كمجرمٍ يفرُّ من وجهِ القضاءْ شريدةٌ طريدةٌ لباسُها من خرقٍ تبللتْ بعارِها وبالبلاءْ وبيتُها كوخٌ تهزُّه الرياحُ في العراءْ وزادُها المنشودُ صبرٌ تحتمي في ظلِّه من الوباءْ شرابُها من عرقِ الضنى ومن مرِّ الشقاءْ حافيةُ الأقدامِ تمشي في ذهولٍ وعناءْ مرعوبةً منهوكةَ القوى وما فيها ذَماءْ فدربها شقيَّةٌ ، طويلةٌ بلا انتهاءْ مفروشةٌ بعوسجِ العيشِ الذَّليلْ بالفقرِ والحرمانِ بالأوجاعِ والشَّرِّ النزيلْ بنتُ الزِّنى .... مرذولةٌ ملعونةٌ بين الأنامْ تعيشُ في زنزانةِ الأرزاءِ في حضن السقامْ تؤوهُ مثل قطةٍ جرباءَ نا بين الحطامْ مقطوعةَ الجذورِ لا أصالةٌ تصونُها ولا انتماءْ وروحها من جبلةٍ مهينةٍ من غير نفخةِ السماءْ فأمها تحدَّرتْ من الجذورِ الراقيةْ تلفُّها غِلالةٌ من الدلالِ والبهاءِ والصدورِ الحانيةْ هانئةٌ تميسُ في رخائها مرضيةٌ وراضيةْ وفارسُ الأحلامِ والحبِّ الكبيرْ يرفلُ زاهياً بهالةٍ من الوقارِ والهنا وفي العيشِ القريرْ فيا صنيعَ الأولياءْ يا نافخاً في بوقِ عدلِ الأقوياءْ ويا دعاةَ الحقِّ في تطبيقِ أحكامِ السماءْ ويا قضاةَ الأرضِ هيّا أنصفونا واحكموا دون افتراءْ من يستحقُّ العارَ والجلدَ المهينْ ؟؟؟؟ القاتلُ السَّفاحُ أم كبشُ الفداءِ المستكينْ ؟؟؟ الأقوياءُ الكاذبون الساقطون الأدعياءْ ؟؟؟ أم جوقةُ الأطهارِ والأبرارِ من مستضعفينا والضَّحايا الأبرياءْ ؟؟؟ هيّا احكموا قضاتَنا فالعدلُ سيفٌ قاطعٌ تشهَره يدُ السماءْ حكمت نايف خولي |
رد: اللقيطة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بورك في ظميرك الحي اليقظ وبورك في قلمك العادل المنير ليت القضاة يسمعونك ليث العدالة تستتب جدورها فوق الأرض ليث وليث وليث .............. قصيدتك إنسانية قبل أن تكون رائعة وبوحك صادق معبر لفئة مستضعفة منبوذة من البشر لا ذنب لها سوى أنها وجدت نفسها على ما هي عليه، وهذه رسالة قوية لكل الإنسانية قويها وضعيفها . تحياتي لك أيها الشاعر الإنسان |
رد: اللقيطة
الأخت الكريمة فتيحة تحيةعطرة
أشكرمرورك على القصيدة كما أشكر تعليقك الرقيق ونحن كلنا أمل أن تستيقظ الضمائر ويتغير الإنسان ليحقق إرادة الله تعالى بجعل الأرض فردوساً يسوده الحق وترعاه العدالة أخوك حكمت نايف خولي |
رد: اللقيطة
الأديب حكمت ..... مع إعجابي لك التحية
ويبقى الشعر أقدر على تلمس قضايا عجزت عن تلمسها الحياة ويبقى الشاعر أعمق في تعاطيه الحرف المعبر سلمت يداك |
رد: اللقيطة
الأخ الكريم رمزت
أشكر مرورك على القصيدة وتعليقك القيم . تقبل كل مودتي واحترامي حكمت نايف خولي |
رد: اللقيطة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أجل أيها الشاعر الفاضل جميل سيدي أن تعري واقعنا الاجتماعي المرير وواقعنا الإنساني فمن منا يختار أمه وأباه ومجيئه إلى الدنيا من يحاكم من في مجتمعنا المتفسخ وواقعنا الإنساني المنحط أتحاكم الضحية أم الجلاد ، أجدت شاعرنا الحبيب " حكمت نايف خولي " شكرا لقلبك الرسالي النبيل كما قلمك تحياتي أيها الشاعر الإنسان |
رد: اللقيطة
الأخ الحبيب الشاعر عادل السلطاني
أسعد دائماً وأنا أراك تطل على أشعاري وتوشحها بجمال تعليقاتك القييمة . أشكرك كل الشكر أخي وما الشاعر إلا الضمير المعبر عن مآسي المجتمع والناس . تقبل حبي ومودتي حكمت نايف خولي |
رد: اللقيطة
آه .... يا أبا مناف...زفرة أصعدها
بمرارة تعصف بالكيان لتأرجحه بين الريال المزيف.... واللقيطة فكم من الحكايا , التي لو يروها أحد .... فارو.... واكتب ... واصرخ .... أيها الشاعر الإنسان أخوك حسن... أبو إبراهيم |
رد: اللقيطة
أخي الحبيب أبو ابراهيم
الحياة محطة ربما تكون من محطات عديدة ينزل فيها الإنسان ليعيش الوجود ويرى ويتأمل ويعاني ويحس بمعاناة الآخرين وربما ليتعلم الأشياء الكثيرة . وفي كل محطة تتناغم روحه مع أرواح كثيرة تشاركه جبلته وطينته كما يتنافر مع آخرين على خلاف معهم ومع طينتهم . أنا سعيدٌ بصداقتك لأنني أحس وكأن هناك تتطابق بمنطلقاتنا الروحية . تقبل أخي حبي ومودتي أخوك حكمت نايف خولي |
| الساعة الآن 59 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية