![]() |
دعاءُ اللقيط
دعاءُ اللقيط
رباه يا نبعَ الحنانِ ويا ملاذَ الضَّائعينْ يا مصدرَ النورِ البهيِّ وعِلَّةَ الحقِّ المبينْ أنت المنارةُ والهدى في ظلمةِ الأزمانِ في صحراءِ ليلِ التَّائهينْ العدلُ أنت ومنك تنبثقُ المحبةُ فوق قوسِ الحاكمينْ فإليك وحدكَ يا إلهي أرفعُ الشكوى بوجهِ الظالمينْ وبوجهِ من سرقَ الوصايةَ وادَّعى ،من غيرِ حقٍّ ، عِصمةَ التشريعِ والحكمِ اليقينْ . أنا مجرمٌ حكْمُ القضاءِ يطالُني ويدُ العدالةِ تدَّعي شرفَ الدفاعِ عن الجميعِ وصونَ حقِّ الآخرينْ . أنا من أنا ؟؟؟؟ أنا مجرمٌ سرقَ الرَّغيفَ ليُسكتَ الجوعَ اللعينْ وسلبتُ أسمالاً مهلهلةً لأسترَ جسميَ العاري المَهينْ ونهبتُ أخشاباً وبعضَ حجارةٍ لأقيمَ كوخاً في العراءْ فالبردُ قاسٍ زمهريرٌ عاصفٌ والجوُّ يُنذرُ بالشتاءْ وأنا الطَّريدُ على الدُّروبِ مشرَّدٌ لا أمُّ تُشفقُ أو أبٌ أو خافقٌ يحنو ولا عينُ السماءْ فالكلُّ يمقتني ويكره أن يرى وجهَ البلاءْ فأنا البلاءُ ... أنا اللقيطُ ... أنا الوباءْ وقبلتُ حكمَ الآخرينَ رضيتُ بالحجْرِ الذليلْ ووقدتُ في قلبي شموعَ تسامحٍ وغفرتُ باسمِ الحبِّ والطّهْرِ النبيلْ . صليتُ كي يحظى الجميعُ بنعمةِ العيشِ الأسيلْ صليتُ للسَّفاحِ والجلادِ ، للسرَّاقِ والوحشِ الضَّليلْ وضرعتُ كي يحيا الجميعُ براحةٍ وأنا الضَّحيةُ والذَّبيحُ أنا القتيلْ . فحظيتُ بالتَّحقيرِ والإذلالِ والحقدِ الأثيلْ وبكلِّ ألوانِ العداءِ كأنني الشَّرُّ الوبيلْ . فكرهتُهم وتفجَّرتْ في داخلي الأحقادُ كالإعصارِ يهدُمُ كلَّ أركانِ الوجودْ ويحطِّمُ البشريَّةَ الشوهاءَ والجنسَ اللعينْ ويهدُّ بنيانَ الحضارةِ فوق هامِ الظالمينْ ويدكُّ أسوارَ السدودِ فيجرفُ الطوفانُ أشلاءَ الطغاةِ الفاسقينَ الأدعياءْ من يدَّعونَ الحقَّ في تسويقِ أحكامِ السماءْ ويعلِّمونَ بأنهم أتباعُ رهطِ الأنبياءْ القيِّمونَ على الفضيلةِ والتُّقى وعلى الألوهةِ أوصياءْ ..... كفروا وضلّوا ثمَّ زادوا في الغباءْ وتصوَّروا ربَّ الوجودِ رهينةً ما بين أيدي الأقوياءْ خسئوا فعدلُكَ يا إلهي فوق فتوى الأولياءْ وحنانُ حبِّكَ يغمرُ الأجواءَ والكونَ الفسيحْ وكمالُ ذاتكَ قد تنزَّهَ واعتلى عن كلِّ وصفٍ أو تصوُّرِ مدَّعٍ لسِنٍ وزمِّيتٍ فصيحْ حاشاكَ ربِّي أنت يا نبعَ الصَّفاءْ حاشاكَ من صورٍ مشوَّهةٍ تُحلِّلُ للعِصابةِ ما تشاءْ ...... ربَّاهُ طهِّرْ أرضنا من نسلِ قايينَ اللعينْ واخلقْ لنا نسلاً جديداً من جذورِ الطاهرينْ وانفخْ بنا من روحكَ القدّوسِ كيْ نغدوا قضاةً عادلينَ وللحقيقةِ مبصرينْ ونُحسُّ أنَّنا كلُّنا ، بقويِّنا وضعيفِنا ، عبادُ ربِّ العالمينْ .........آمينْ حكمت نايف خولي |
رد: دعاءُ اللقيط
سلامتك ... يا أبا مناف , أيها الجار الطيب
ما أعذب شفيف روحك ..... العُلوي ... وأنت تنظر من الأعلى أيها الإنسان حقيقة ... من خلق ليزحف , لا يمكن أن يطير جميلة , ورائعة , وممتعة ,,, هواجسك أخي عدّلت ( أسمالا ) لخطأ مطبعي ,,فعدّلها بالأصل لديك أخوك حسن |
رد: دعاءُ اللقيط
أخي وصديقي وجاري الحبيب الشاعر حسن تحية معطرة بائحة الزيتون النقي
كم اتعزى عندما أحس بدفء مشاعرك التي تفوح من كلماتك الغالية على قلبي . صديقي أنا لا أخي عليك سراً لقد طلب أخ كريم من منتدى معروف جداً أن أكتب قصيدة أصور بها كيف يصبح اللقيط مجرماً ولبيت طلبه وربما لقي هذا الطلب شجون وأحزان في أعماقي فتفجرت أرجو أن لا أكون قد قسوت بعض الشيء . لك كل حبي ومودتي وشوقي أخوك حكمت نايف خولي |
رد: دعاءُ اللقيط
أمام صرح شامخ أنا قد شيّد بإتقان وبراعة
بحرفه الهادف وألفاظه العذبة والسهلة والقوية معا أستاذ حكمت لصرختك هذه سر عجيب , لكأنها خرجت من ملايين الأفواه لتبوح بمكنونات ملايين القلوب أحيي جرأتك وعيارك الثقيل والذي يريح النفس ويثأر لنا من عقدنا وكبتنا فلتتقبل السماء دعاءك ياابن الحسب والنسب والعريق أصلا وفرعا وفكرا وثقافة وشعرا تحياتي ومودتي |
رد: دعاءُ اللقيط
من يدَّعونَ الحقَّ في تسويقِ أحكامِ السماءْ
تكفيني هذه الكلمات لأعلم أنني أمام شاعــر حقيقي.. تحياتي لك أبا مناف |
رد: دعاءُ اللقيط
الأخ عبد الكريم تحية عطرة
أشكر مرورك وأعتذر على تأخري بالرد . يفرحني ويسعد قلبي مرورك الكريم . تقبل كل مودتي واحترامي حكمت نايف خولي |
رد: دعاءُ اللقيط
الأخت الكريمة دينا الطويل
يسعدني مرورك على القصيدة وتناغمك معها . أعتذر عن التأخر في الرد . تقبلي كل احترامي وتقديري حكمت نايف خولي |
رد: دعاءُ اللقيط
أخي الحبيب , استاف رائحة الزيتون , من شقوق بكف الصبايا
لا تعرف الشامبو , والميناكير ,, وسنابل الحصاد , تزف آلاف السنابل , وفي كل سنبلة ألف حبة وكل حبة في تنورها ,, سر القداسة , والخصب , تروي حكايا ,, أمهات من بلادي , ولدت جول جمال , وتشرين , لكنها لا تخزن الحب في الأهراآت ,,, فهي من طيور السماء ,,, أخوك حسن |
رد: دعاءُ اللقيط
الأخ أبو ابراهيم
كلماتك القليلة تشكل سمفونية جميلة وشريطاً سينمائياً لذيذاً يعود بنا إلى الوراء ، الوراء الجميل ليته يعود بكل خشونته ووعورة الحياة فيه حيث كان الإنسان إنساناً غير مهجن ولا معلب . تقبل محبتي وأمنياتي الطيبة . حكمت نايف خولي |
الساعة الآن 52 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية