منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=18547)

الشاعر الصارخ 03 / 01 / 2011 56 : 12 AM

تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
ها عدتُ تصدقني فيكِ الأحاسيسُ
من تربة الحلم تحدوني التهاويس
أستفُ من وجعي أصداء قافيتي
منها تطرزٌ أحلامي الكوابيس
أجتازٌ بوابة النجوى فتغرقي
في بحر هذي الغوايات الوساويس
سبحتُ باسمك يا سمراء ملء دمي
حتى تعشِّبَ أعماقي الأحاسيس
ينقلني الشدو في جفنيكِ أغنية
تخضرٌ من طهرها الآن التضاريس
والدرب مقمرة بالشوق في حلكي
ترمد الليلَ لو تغفو الفوانيس
عيناكِ في الزمن الضوئي تبصرني
نخيلَ شوقي وما تخفي النواميس
طرف التذكر ها يرتدُّ ملتحفا
ذكراه في لحظه تشدو الفراديس
أبصرتُنِي لم يكن إلا دمي سربا
فاستنزفتْه ضحى هذي الدهاريس
فأعبرُ العمر مسكونا بأتربتي
يقتاتني هوسٌ للرمل مهجوس
فأيقظتْ نخلتي أحلامها غسقا
كيلا تحنِّطَها مني الرواميس
ها جئت يصدقني هذا الثرى هوسي
من قبلما تقتفي البوح المهاويس
تمرغ الزمنُ الموبوء في مدني
والحلم تحبلهُ فيَّ التهاويس
فينتشي الوجع النامي بذاكرتي
حين احتمت عن مرايانا النباريس
أراود الساعة الملأى بأوردتي
شلّتْ عقاربَها فيّ النواويس
بداخل النار أمدائي مطرزة
فكحَّلتْ أحرف الذكرى القداديس
قد جئتُنِي من شبوب الرمل معتنقا
جرح التفيناغ لو تفضي التضاريس
قدستُ نخلك جرحا دون أزمنة
كانت تودعها فيه الفوانيس
أثخنتُ بالوجد كم أتلو طلاسمه
حين استفزّتْ خطى الرؤيا العتاريس
جرّعتُ من عنب البوح الذي انعصرتْ
مني عناقيده حتى انتشى الخيس
أقتاتُ من بلح المأساة ملتحفا
سعلى الخريف وما تفشي الدهاريس
مازلت شبابتي الولهى على زمن
تستعطفُ الآن أنثاه الغطاريس
يا زخة الناي في سرداب ذاكرتي
تسقي مسافتنا العطشى الهواجيس
فغرة الشوق حناء تخضّبني
بكل جون تحاكيه البرانيس
من أشعل الشوق شيبا والهوى وهن
حتى سكبتُ دمي يغليه تغليس
هذا نشيج نخيلي طال منتصبا
و السنبلات تروّيها المناجيس
قيثارة الشوق بُحّتْ بعد أغنيتي
من بعد سبع عجاف رضّها السوس
تنسلُ والليل تابوت يحنّطها
بكل زيف تغذيه الضغابيس
سكنتُه لم أجد في ضوئه وترا
تخضرُ من لحنه هذي الطياليس
ها جئتُ والأرض تروي فيّ قصتنا
للتيه وجهتنا حين انتفى العيس
آنستُ نارا وهذي الدرب مقمرة
تمتدُّ مظلمة فهي المداميس
أبصرتُنِي عندها لما استوتْ حللا
من الضياء تجافتْه الفوانيس
ناديتُني والعصا أفعى أمام يدي
خذها اجل لا تخفْ فالوهم محسوس
خذ شعث نعلك وارحل قبل مدلجة
تلقيكَ في جبّها هذي الجواسيس
يا أيها الحمأ المسنون كيف هفا
في خافقيك لوجه الرمل تقديس
أحدُّ من لغة السكين أزمنتي
لو يبتغي سبر غور الجرح مألوس
كم جردتْك المرايا من رؤى عشبتْ
إذ نسّمتْ عرشها المكنون بلقيس
وطائر الزمن المنسي مختزل
في هدهد قد تلافتْه الطواويس
في حيرة لخطاي السمر قد بُهِتَتْ
أرض عجوز توالتْها الكداديس
فأنبأتْ خافقي يبني سفينته
من قبل أن تلق أشجاري الدهاريس
فالفلك ينبأه التنور موعده
إذ فاض من عمقه يسريه تبجيس
لا عاصم اليوم من طوفان أخيلتي
لما استشاطتْ به الآن المقاييس
فاعبرُ الموج مشحونا بذاكرتي
إذ كوكبتْ صفحة الرؤيا التلاليس
والفلك ترسو على الجودي تنبئني
حمامة الغصن إن الدرب مسلوس
نزلتُ أبكي ديارا ضاع آخرها
في غضبة الحرف فيها الرسم مطموس
عبرتُ منها صحارى العمر مغتسقا
نحوي تعاورني هذي الحناديس
يقتادُني أمل تقتاتُ من كبدي
ودونه الآن أمراتٌ أماليس
أمضي وحيدا بقلب دون أزمنة
إني بموتاي مكتظٌ و مهجوسٌ
أسابق الريح هذا الصورُ أنفخُه
من قبل ما تنتشي فيه الأباليس
حتى وصلتُ ديارا كنتُ أعرفها
غادرتُها حين نابتْها الكواليس
قالتْ تمهّلْ خطاك الآن راعشة
هل قد تقصّدتَ أم تاهتْ بكَ العيس
أو أنتَ من محنة الأزمان منغسل
عارِ الحقيقة ما استهواكَ تجنيس
كيف استطالتْ بك الآماد في زمني
تحويْكَ جلدتُها أم أنتَ ملبوس
مطاردُ في صقاع الأرض من زمن
جلّاكَ كالشمس ما أغراكَ تسييس
غيّرتَ وجهك أم وجه تقنّعه
إذ غيّرتْ من محياها التضاريس
هذي خطاك بزهو الدرب مسرعة
تجتاز أزمنة أنذالها شوس
وجدتُني محتبي في جوف أسئلتي
تدين أجوبتي تلك القلانيس
سفحتُ للنخل دهرا كلّ أوردتي
من بعد ما هالني فالوصل ميئوس
غسّلتُ في جرحه أطلاء أغنيتي
ألوى بها القس و الحاخام و الطُوس
حتى تساءلَ هل ذابتْ مآذننا
أم أن كعبتنا مبكى وقليس
ماذا يحيق بهم لو فجأة نطقتْ
بالسر من جوفها تلك النواقيس
ماذا يحيق بهم لو مرة جُمعتْ
على رؤى نخلتي روس وباريس
ماذا يحيق بهم لو خلسة عزفتْ
للبدء أغنيتي تلك المتاريس
أو بلورتْ من تواشيحي حكايتنا
وأوضحتْ فيك ما تخفي القراطيس
مسكونةٌ كلها بالوجد أوردتي
تخضرُّ من لونها القاني المكاييس
يطاردون رؤاي السمر زعنفة
إذ عتموا عن ضيائي هم مدانيس
يراودون قميص الغيب من أزل
لكنهم في مدى النجوى متاعيس
قد طالبوا بدمي في كل ناحية
هُزّتْ لوأد مراياي الدرافيس
قد جابهوني بشرع الأرض إذ علموا
إني برؤياي مفتون ومغروس
والكل قد ود لو جرّدْتُ من شفقي
وساورتْ نفسه فيّ التهاويس
فها أقاموا لدعواهم محاكمهم
فكلهم في خطى التفكير طاليس
لكنني من شموخ النخل ملحمتي
لا يرتضي الزيف لا بالوهم مهجوس
ما ضيع النخل جرحا كان مورده
ولا هواه وان تقسو الأحاسيس
يا طائر الزمني المنسي في مدني
ضيّعتَ خارطتي أم أنتَ محبوس
أين الأماني التي كنا نطرزها
بكل بارقة أين الفراديس
أضرمتُ في لغتي نار الحنين فما
جادتْ على ثورة المعنى القواميس
أتجهض الآن من عشقي وملحمتي
كل الحرف وتمحونا الفهاريس
هل ضيعتْ جرحَنا غاراتُ أزمنتي
إذ أجحفتْ برؤى الكون النواميس
يلقي بنا الليل في جب لغربتنا
في قعره تنتضي هذي الدبابيس
جبٌّ تنامتْ به أشجار محنتنا
واستوطنتْه معي تلك الخنافيس
حتى توسّدتُ جرحي بالرؤى وجعا
من حرقتي وضياء البعث لقِّيْس
فها عزفتُ لهذا الشوق أغنيتي
حتى تخطَّفها فرس وهندوس
يا طائر الزمن المنسي كيف رنا
ناي المواجع إذ يبكيه قديس
هلا تعتّقتَ من حنّاء خاطرتي
حتى تفيض بأحيائي الفراديس
وأعبرُ العمر من جنات ذاكرتي
وينتفي من روابي القلب تدليس
ما عدتُ أهفو وما عادتْ تساكنني
في منتهى الشوق أحقاب نباريس
أسكنتُني في ربى رؤيا معتّقة
حين التوت في يدي هذي المقاييس
أصانع الوهم ملتفّا بأوعيتي
لا تستريح على شطي النواريس
أمدُّ للقدس أحلاما مجنحة
بالجرح مورقة فهي الدهاريس
لا يسكن الجرح إلا درب أغنيتي
حتى تعشّبه تلك النواميس
يا قدس يا قدس في أقداس أنفسنا
هل تنتشي فيك أحلام مهاويس
إني تركتُك لكن- يا رؤى رزحتْ -
ما فيكَ إلاّي تحييه الأحاسيس
مهما أسوي بالرؤى من يقظتي وطنا
أو يستوي فوق بحر الوجد منكوس
يستلُّ من قمقم الجني بارقتي
ملعونُ مثل الرؤى من فيك منحوس
إني أعرجنُ هذا البدر في غسقي
إلى منازله والضوء مطموس
فشتلتي أدركتْ زهم الخريف على
أمدائها فتعافتْها التلاليس
ناشدتُ فيها دعي حرفي على هوسي
فنخلة العمر أعجاز رواميس
ضمَّختُ قلبك بالأسرار فاحترقتْ
فيه صلاتي تنافيها الفوانيس
يا أول الجرح أحلاما أطرزه
لو أبطأتْ عن مواعيدي النباريس
هذا أنا في دجى البلوى تلمَّسني
هذا الضياعُ فما الإنسان محسوس





عادل ابوعمر 03 / 01 / 2011 30 : 01 AM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
يا صارخ الشعر _ كم في الشعر من عجبٍ _ يحتاج منا لبحثٍ في القواميس ..

محمد الصالح الجزائري 03 / 01 / 2011 45 : 01 AM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
شعر يُطرب ، وشعر يُحفظ ، وشعر يُقرأ... شعر للتزيّن ، وشعر للزينة... سينيتك أيها الصارخ .. طول نفس ، وصوت جرس .. أعدتنا أيها الصارخ إلى زمن الكلمة الفخمة الجزلة والمعنى القريب...

زاهية بنت البحر 03 / 01 / 2011 09 : 03 AM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
الصارخ أخي المكرم
شعرك بديع، قوي قلَّ من يكتب مثله
أتمنى لك دائما النجاح والتوفيق والريادة
أختك
زاهية بنت البحر

محمد نحال 03 / 01 / 2011 34 : 03 AM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
يسم الله الرّحمن الرّحيم
رائعة هذه الأبيات ...أيها الشاعر الهامس الصارخ...أقحمت كثيرا من المفردات الثّقـــــــيلة في قصيدك ، للتّعبير عن تمكن منك وصراخ عالي الهتاف...فجاء نصّك يهتزّ عنفوانا ويسّاقط حمما ...شكرا لك أيها المبدع...ورفقا بالقارئ ممّا اخترت له من قنابل الكلمات..وأزيز المفردات ...
ومن الجزائر الحبيبة تقبل تحيات محمد نحال

الشاعر الصارخ 20 / 10 / 2013 10 : 10 PM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل ابوعمر (المشاركة 101712)
يا صارخ الشعر _ كم في الشعر من عجبٍ _ يحتاج منا لبحثٍ في القواميس ..

يا قارئ الشعر كم أعيتك طرفته * يحتاج منك فهاريس القواميس
مداعبة فقط لك كل الود محبتي

الشاعر الصارخ 20 / 10 / 2013 13 : 10 PM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 101713)
شعر يُطرب ، وشعر يُحفظ ، وشعر يُقرأ... شعر للتزيّن ، وشعر للزينة... سينيتك أيها الصارخ .. طول نفس ، وصوت جرس .. أعدتنا أيها الصارخ إلى زمن الكلمة الفخمة الجزلة والمعنى القريب...

أستاذي محمد الصالح تقبل مودتي

الشاعر الصارخ 20 / 10 / 2013 15 : 10 PM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر (المشاركة 101720)
الصارخ أخي المكرم
شعرك بديع، قوي قلَّ من يكتب مثله
أتمنى لك دائما النجاح والتوفيق والريادة
أختك
زاهية بنت البحر

أستاذتي زاهية مازال نبلك يغمرني ويغبطني تقبلي محبتي

الشاعر الصارخ 20 / 10 / 2013 17 : 10 PM

رد: تهاويس في سراديب كواليس سنية المتلمس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نحال (المشاركة 101721)
يسم الله الرّحمن الرّحيم
رائعة هذه الأبيات ...أيها الشاعر الهامس الصارخ...أقحمت كثيرا من المفردات الثّقـــــــيلة في قصيدك ، للتّعبير عن تمكن منك وصراخ عالي الهتاف...فجاء نصّك يهتزّ عنفوانا ويسّاقط حمما ...شكرا لك أيها المبدع...ورفقا بالقارئ ممّا اخترت له من قنابل الكلمات..وأزيز المفردات ...
ومن الجزائر الحبيبة تقبل تحيات محمد نحال

أستاذي محمد نحال أين أنت اشتقت كثيرا لإبداعك الرصين محبتي


الساعة الآن 52 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية