![]() |
أدوات اللغة الدرويشية
[align=justify]
يقف كثيرون حائرين مترددين أمام لغة محمود درويش وفنه حيث يرون أنها تختلف دون أن يصلوا تماما إلى تحديد الاختلاف أو المغايرة ، فهم يصفون وصفا يمسّ السطح دون العمق، ويرى الخارج دون الداخل .. وباعتقادي أنّ محمود درويش قد اختار لغة وفنا وتصورا في الشعر يندرج في باب التدوير والمباشرة وقوة الوجدان وحدة العاطفة وامتداد الصورة حدّ الغليان والتركيب الذي قد يكون صعبا عصيا أحيانا .. ثم أخذ بشكل غير مسبوق في ركوب مركب اللغة المقتصدة والصورة المضغوطة والعاطفة المحسوبة أو المقننة ، خاصة في أعماله الأخيرة .. ووصل في بعض الأحيان إلى العاديّ الشديد البدوّ والظهور ..لكنه بكل أحواله لم يفلت خيط أسلوبه المدهش المعبر عنه تحديدا ، ولم يترك طريقته التي تبقى قريبة كل القرب من القارئ والسامع والمتابع والمواكب لمسيرة هذا الشاعر الفذ بكل المقاييس .. ثم هناك سحر أو طريقة الإلقاء الشعري عند هذا الشاعر ، فحتى هذه أدخلها درويش في صياغة خاصة تستوقف المتابع .. فالشعر كما نعرف في جزء كبير منه فن إلقاء وغناء وإنشاد .. ومحمود درويش امتلك ناصية الإلقاء وجوّد فيها .. الامتلاك القوي لم يبعده أبدا عن دفع الصورة والتصور للأمام .. فهناك مراقبة دائمة لطريقة الإلقاء والنبرة والصوت والحركة ، مع قصد التحريك والتقدم دون توقف .. كان درويش فنانا بهذا الأمر تماما .. فهو متواصل مع جمهوره مرتبط مع سماعه قريب من ذائقته ، والشيء المهم أنه لا يخضع لذائقة هذا الجمهور بل يخضع هذا الجمهور لذائقته هو من خلال ثقة مطلقة بأنّ الجمهور ارتبط به وانشدّ إليه ومشى في الدرب الذي اختاره له دون أي فواصل أو حدود قد توضع فتبعد بين الطرفين .. من خلال اللغة والأسلوب والإلقاء كان سرّ العلاقة .. وطبيعيّ أنّ هذا السر حقق معادلة قرب القارئ والسامع معا .. وليس في الشعر العربي الحديث كثرة من الشعراء استطاعت أن تحقق طرفي المعادلة بكل هذا النجاح .. هناك من جذب القارئ وابتعد عن جذب السامع، وهناك من جذب السامع ولم يجذب القارئ ، فبقيت المعادلة ناقصة .. فأنت تسمع الشاعر وتثار متسائلا عندما تقرأه ، وقد تقرأ الشاعر وتتساءل عندما تسمعه ، إذ يبدو الاختلاف ظاهرا باديا بشكل مدهش .. وهذا لم يكن موجودا عند محمود درويش لأنه استطاع أن يحقق التوازن بين الحالتين فهو مقروء مسموع شديد القرب من جمهوره في كل هذه الحالات ، وقد تمرّ ساعات طويلة ويبقى الجمهور محافظا على وتيرة الارتباط ذاتها مع شاعره .. فلا معنى لأي تراخ أو ابتعاد أو التفات أو هروب أو شرود .. هناك دائما حالة من التواصل والجذب والارتباط .. الشيء الذي يذكر هنا أنّ محمود درويش كان واعيا شديد الانتباه لتطوره ووصول هذا التطور لمستوى ما .. لم تخنه عمليه الإبداع أبدا .. فرغم تقدم السنوات بقي الشاعر محافظا على سوية عالية من الشعر ، وهو ما اختلف عند شعراء كثيرين لم يستطيعوا أن يكونوا في آخر أيامهم كما كانوا في فورة الشباب .. الشعر تراجع بشكل ما ، سقط منه الكثير وتعرت أغصانه .. وهذا شيء طبيعي بالنسبة للشعر خاصة ، فهو مرتبط بفورة الشباب أكثر من ارتباطه بحكمة الكبار ، لأن طبيعة الشعر تقول دائما بالغليان ، والغليان كما نعلم يكون مع الإنسان حتى سن محددة ثم يخبو ، لكن هناك من يتجاوز ذلك ببساطة ، وإن بحثنا عن السبب فلن نصل إلى شيء ، إنها الموهبة ، تركيبة الفن ، خصوصية المبدع ، وهذا شيء لا نستطيع أن نقول كلمة نهائية حوله .. -------- نشر في صحيفة البعث صباح 18/1/2011 [/align] |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
الحبيب الغالي استاذي الفاضل الاديب طلعت سقيرق
ومن أقدر منك على فهم الابداع فالمبدعون لا يعرفهم سوى المبدعين شكرا لتنويرنا تحيتي ومحبتي واحترامي |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
أخي الأستاذ طلعت ,, لوهلة ظننتك , تقصد الدروايش , في الربط , والزوايا , والتكايا,,, أو بعض الأسياد بالطرق الصوفية
وعندما دخلت الموضوع ,,ورأيتك تضع وردة على ضريح شاعر غنى لحكايته , وقضيته ,,, أحسست بحيص بيص , فأرجو منك إعادة العنونة بإضافة قرينة ,, توضح المطلوب ,,, هذا ماجرى معي ,,, ولن أكذب عليك ,,,,,,,,,,,,,,,, وأنا كمتلق وأتابع القضية قد يسقط في يدي ,,, فاعذرني لصراحتي . أخوك حسن |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
الأديب الرائع والشاعر الفذ : طلعت سقيرق
هكذا ديدن الشعراء الفطاحل من أمثالك سيدي رحمة الله على فقيد الشعر درويش , وأطال في عمرأمير الشعر طلعت إستمتعت حقا بهذه التحفة الإنيقة . مع خالص التحيات . |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
الغالي . أ . رأفت العزي
تحياتي وسلامي وحبي شكرا يا صدبقي حروفك تضيء وتعطي وتشع كان محمود درويش رائعا بعطائه ويستحق كل رائع من التقدير لك حبي دائما سلمت أخوك طلعت سقيرق |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
الغالي . أ . حسن سمعون تحياتي وحبي وتقديري صدقني لم انتبه لهذا ولم يخطر ببالي تعرف نكتب زوايانا الصحفية مختصرين المشكلة أن الزاوية نشرت في عدة امكنة بهذا العنوان هذا لا يلغي حصافة رأيك لكن أصبح تغيير العنوان مستحيلا بعد نشرها في الصحف الورقية خاصة هنا في نور الأدب الأمر سهل لكن أين ألحقها في أماكن أخرى أما أن أعذرك فسامحك الله يا صديقي جزى الله خيرا من أهدى لي عيوبي الأجدر أن أشكرك فشكرا لك حبي سلمت طلعت سقيرق |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
الغالي . أ . حسن الحاجبي تحياتي وحبي وتقديري تداخل سطوري بضوء من أناقة حرفك ودائما تسكب على كل كلمة من كلماتي ورد نقائك وذوقك وحلو أدبك كتابة وعملا شكرا أيها الصديق الغالي الحبيب سلمت لي دائما طلعت سقيرق |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
شكرًا لك يا سيدي على هذا الضوء الذي القيت على أحد قمم الشعر المناضل إن صح التعبير .. لدرويش كما لمطر وأمل دنقل مدارس في النضال بالكلمة ولكل سحر مع نزار الذي لمع أكثر بالشعر العاطفي فغطى على روائعه السياسية عند من لا يتابع ..
سيدي أستسمحك أن أعطر صفحتي المسماة ( ضع همسة ولا تنس ) بورودكم التي تختصر الحب والجمال في كبسولات صغيرة هي ما أريد بالضبط .. فهل تقبل تكرمًا .. ؟ تحياتي وتقديري أستاذي الفاضل .. |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
الغالي . أ . عادل أبو عمر كل حبي وتحياتي وتقديري ذكرت قمما يا صديقي هي ضمن قمم الشعر العربي من لا يذكر " لا تصالح " أمل دنقل .. وروائع نزار قباني عن الانتفاضة وعن كل الثورات العربية الشاخة طبعا غلب الغزل عند نزار كون الغزل جلاب أنفس وأرواح خاصة عند أجيال العطش العربي .. وما اكثرها أما أن يسمح يا صديقي فهو شرف لي وتكرم منك يشمل هذه الزاوية وسواها مما تشاء من حروفي لك الشكر سلفا أخي الحبيب والشكر موصول على حروفك وتواصلك الثر سلمت طلعت |
رد: أدوات اللغة الدرويشية
شكرًا لتواضعك يا سيدي الفاضل .. ستفرح صفحاتي وتشرق بهمسكم الراقي الرقيق ..
وبخصوص الإلقاء عند درويش .. أنا شخصيًا أنبهر بقدرة هذا الشاعر على توصيل ما يريد ولو بالصمت أحيانا .. وكان نزار أيضًا عبقريًا في الإلقاء وكان أمل دنقل أقلهم في ذلك مع سمو شعره ونبوغ حرفه .. يعجبني الشعر المسموع خاصة من المجيدين كنزار ودرويش ومطر وفاروق جويدة .. وسيادتك بلا مجاملة والله فقد سمعت الأمسية الموجودة بالمنتدى وسعدت جدًا بكم .. تحياتي وتقديري وشكري مرة أخرى أستاذي الكريم .. |
الساعة الآن 10 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية