![]() |
شعرك يا طلعت يشبهني ../ شعر د.: نبيل قصاب باشي
إلى الصديق الشاعر طلعت سقيرق د. نبيل قصاب باشيشعرُكَ يا طلعتُ يشبهُني شعرُكَ مثل دخانِ المقهى ودُخانُكَ مثل دُخَانِي يعبقُ وجعاً وينزُّ نجاوى حُزنٍ قُزَحِيّ .. يسكنُ خلفَ ضبابِ الليلِ وتحتَ ثيابِ عروسٍ بَحْريّهْ يتأبّطُ غضبَ حصانٍ يعدو في المجهولِ القابعِ خلفَ سرابِ الحريّهْ يا طلعتُ ما زالتْ أشرعةُ السفرِ تنوءُ بموجِ الشوقِ ومجدافُ .. سفينتِها غافٍ فوقَ شواطئِه الحيرى مدفونٌ تحتَ الرملِ وتحتَ زُمرّدة ما زالتْ تقبعُ في جوفِ البحرِ النائي إنّ نجومَ الظُّهرِ تَلألأُ ساطعةً مثلَ نجومِكَ في وَضَحِ سمائي تبحثُ عنْ ليلِ هاجرَ في موجِ فضائِكَ .. لا أدري ,, هل عدتَ إليهِ أمْ مازلتَ تُعشّشُ في شفقي يا طلعتُ لو أسْطيعُ لخبَّأتُ شواطئَكَ الحيري في حدقي لكنّي مازلتُ أفتّشُ عنْ أتّونِ الثورةِ في بُركان جنوني ما زلتُ أفتّشُ عنْ ألقي خذْني نحو المطرِ النازفِ منْ غيمِكَ .. هذا جُرحي الراعفُ يشتاقُ سلافةَ غيمتِكَ السكرى خذْني نحوَكَ .. مدفأتي ترتعدُ منَ البردِ ووجهي يرتعدُ كوجهِكَ .. يقبعُ في زاويةٍ لمْ يغسلْها المطرُ الغاضبُ .. هلْ أهربُ مثلك ؟ هل أعدو في عُرض الشارعِ خوفاً منْ مطرٍ أرعنَ يلسعُ خوفي؟ دعني خلف أنين رَبابتِكَ الولهى أشدو دعني بينَ سنابكِ سيارةِ شارعِكَ المجنونةِ أعدو مازلتُ أغنّي حتفي .. هل تسمعُني إنّي أُعْجَنُ تحتَ العجلاتْ لا أحدٌ يشبهُني فأنا أشبهُ نفسي أنا يا "طلعتُ " عربيُّ القسماتْ تشبهُني النكباتْ لكنّي لا أشبهُ أحلامي المسجونةَ فيها .. انظرْني في مرآتكَ تلمح وجهَكَ في وجهي فإذا انكسرتْ مرآتُكَ فَالْمحْنِي في كلِّ مراياكَ المهزوماتْ عذراً .. لا أرفضُ أن تتقمَّصَ وجهي هذا وجهي لا أقبلُ أنْ يهربَ منّي هل يهربُ وجهي منْ لوني ومرايا العشقِ تُحاصرُهُ في كلِّ جِهاتِي المَسْرُوقاتْ؟ دبي 20/2/2011م |
رد: شعرك يا طلعت يشبهني ../ شعر د.: نبيل قصاب باشي
وماذا عسانا أن نفعل حين تتكسر المرايا وتتداخل الألوان غير النظر في وجوه من تبقى من المخلصين لنرى وجوهنا بلا رتوش .. هزائمنا وانكساراتنا التي تخفيها شروخ المرايا ونقاء القلوب الذي يحجبه غبار الخطايا .. ما أجمل هذه اللوحة النابضة الشاعرة وهذا الحوار المد والجزر .. سعدت بالوقوف هنا أتأمل هذا الجمال الساحر .. تحياتي وتقديري أ. طلعت .. وأسجل إعجابي الشديد وتقديري. د . نبيل قصاب .
|
رد: شعرك يا طلعت يشبهني ../ شعر د.: نبيل قصاب باشي
هل خلعت يده هذي المرة جلد الأفعى ؟ شاعر الضفاف د. نبيل قصاب باشي يبدو أن المرايا يا صديقي أخذت تجمّع حبيباتها المتكسرة .. ما عادت محدّبة كثيراً .. لم تعد ألوانها ضاربةً في غبش قُرمزيّ كما عهدتها .. إلا أن أشباحها القزحية ما زالت تلوح لي من بين شروخها , تُعطّل حاسةَ البصر في عيني : ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, قلْ ليْ هلْ في جُعبةِ شعرِكَ بعضُ البلسمْ رُبّتَما أُبصرُ قلمي الأعمى يتدحرجُ بينَ شفاهي .. ربتما يقدرُ أنْ يتأبّط حرفَ ضمادٍ أو يتكلمْ مازال ينزّ أسىً ,, يتلعثمُ بالنجوى ,, هل يقدرُ هذا الأعمى أنْ يُبصرني ؟ إني أرضى أنْ يلمحَني لمحاً أو يتلعثمْ لكنّي أشعرُ أنَّ يداً شلّاءَ تروادني تتلمّسُ جدراني .. كفّاها الراعشتانِ تُراود ورْدَاً جُوريّاً يقبعُ بينَ رُكامِ النرجس لم أعرفْ لونَ أصابعها.. تتلوّن مثلَ الحرباءْ لكنّ النرجسَ يتأفّفُ غضَباً يلعنُ لونَهْ وأنا مازلتُ ألوكُ اللعنةَ في شفتي .. أتذوّقُ حنظلَها المخفيَّ .. ولكنّي أخشى أنْ ألمحَ يدَهُ الشلّاءْ &&&&& ماأخبثَهُ يتسلّقُ جدراني وهو يراني .. يُخفي تحتَ عرائشِ جُدراني الخضراءِ عناكبَه السوداءْ أخشى إنْ رحتُ ألامسُهُ ألمس في أنملِ رَاحي أفعاه الرّقطاءْ بل أخشى أنْ تزحفَ نحوي .. هذي المرّةَ رُبّتَما خلعتْ جلداً آخرَ لا أدري .. لكنّي أعرفُ أنّ الأفعى في غابتنا ليستْ تخلعُ جلدتَها في موسمها .. بل تخلعُها حينَ تشاءُ وكيفَ تشاءْ لا أدري هلْ أنا في حُلُمٍ وحشيٍّ أمْ أنَّ عيوني ما زالتْ تحجبُ لونَ مراياهُ الصّرْعى &&&&& منذُ سنينَ تسلَّقَ ضفةَ "عاصينا" تنّينٌ أُسطوريٌّ أحرقَ عُشب المَرْعى كانَ يُراقصُ بينَ أصابعِ كفّيهِ أفعى نرجسهِ .. ثُمَّتَ يملأُ شدقيهِ قهقهةً حمْقاءْ يقذفُها حينَ يمَلُّ منَ القهقهةِ على مبسمِ طفلٍ .. يفرحُ هذا الطفلُ بدُميته الأفعى لا يعرفُ هلْ ألقى الماردُ دُميتَهُ المسروقةَ ؟؟ هلْ عادتْ ترقصُ بينَ يديه ؟؟.. أطرقَ ينظرُها .. أدركَ أنَّ الدمية أفعى ماردِهِ الوحشيِّ .. اختنقتْ عيناهُ وخافتْ أنْ تفضحَ في جفَنيْها الدمعا الماردُ يقذفُها في شفتيهِ الضاحكتينْ ماأشجعَ طفلاً يضحكُ خوفاً لا يتوجّسُ سُمَّ الدُّميةِ .. لكنْ يعرفُ أنَّ الروحَ الآنَ ستنجو هاربةً نحوَ الملأ الأعلى &&&&& ماعدْتُ أَعِي ... هلْ شعري باتَ غبياً يضحكُ مثلَ الطفلِ ؟ وهل أوعى ضحكتَه الثكلى ؟ أمْ باتَ ـ كما الطفلِ ـ يُراوغُ ما أوعى ؟!! قلْ ليْ ماذا يُخفي هذا الماردُ .. هلْ خلعتْ يدُهُ ــ هذي المرّةَ ــ جلدَ الأفعى في " ........... " ؟؟ 27/3/2011م |
رد: شعرك يا طلعت يشبهني ../ شعر د.: نبيل قصاب باشي
لكل قوم لغة ، تتسرب إلى نبراتهم ، إيمآتهم ، وملامحهم ، يتواصلون عبرها ، يتبادلون الأحاديث والأفكار ، ومعشر الشعراء تستحيل اللغة في تواصلهم شعرا ، ونثرا ، أحاسيسا ونبضا ، وحياة أخرى ..
|
الساعة الآن 36 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية