![]() |
تيتا حورية
الحاجة حورية سيدة تجاوزت الثمانين بعدة سنوات، بسيطة جدا لاتفارق ابتسامتها ثغرها، يحبها الجميع لشعورهم قربها بالطمأنينة. كانت تضرب الفول بلا أجر، فما خلت منها سهرة أو اجتماعٌ كانت تحضره إلا وتحلق الحضور حولها لترى مايخبِّئه الغد لهم، وكانوا ينادونها (تيتا حورية). كانت تبدأ بالبسملة ثم تقول، كذب المنجمون ولو صدقوا، لايعلم الغيب إلا الله وإنما ماأقوم به هو للتسلية فقط والترويح عنكم وإن صدق الفول يوما فما ذلك إلا مصادفة. وللمصادفات الغريبة فقد صدق فولها في كثير مما رأته بين حباتهِ والاصداف التي تلقي بها فوق الأرض. ذات يوم كانت في زيارة لإحدى السيدات الصغيرات في السن، وكان زوج هذه السيدة (هاجر) يعمل بحارًا على متن إحدى السفن التجارية تاركا زوجته وولديه الصغيرين في عهدة والدتهما، فقد تطول مدة غيابه لأكثر من سنه في بعض الأحيان حسب مايتطلبه العمل في السفينة. جلست هاجر قبالة تيتا حورية التي أخرجت من عبِّها صرة الفول وراحت تتكلم بهدوء عما تراه، وهاجر تتابعها باهتمام بالغ، فقد أضنى بها الشوق للغائب وأرقها السهر. صمتت تيتا حورية بعض وقت وعيناها مطرقتان في الأرض، وحبات الفول منتشرة فوق البساط، طال صمتها، وهاجر تنتظر انفراج شفتيها عن خبر مسعد تزفه إليها التيتا، سألتها بلهفة: ماذا ترَين ياتيتا حورية؟ أجابتها ببرود : مافي شي يابنتي.. بسيطة .. سألتها: شوفي تيتا ؟ - مافي شي، مات أبو الأولاد. وعندما أحضرت الجثة قالت هاجر لتيتا حورية: - كذب المنجمون ياتيتا ولو صدقوا.. بقلم زاهية بنت البحر 9:17 AM 3/2/2011 :nic65: قصة من الواقع |
الساعة الآن 49 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية