منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصيدة النثر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=448)
-   -   قصيدة مطر.... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=19580)

حياة شهد 22 / 03 / 2011 19 : 01 AM

قصيدة مطر....
 
ها ... أنت يا شتاء


تختفي خلف قطعة شمس مخادعة


تعير الدفء ثواني


لتختفي و تسلم العهد للريح و المطر


و تغازل غمامة الضباب


لترسو فوق أشرعتي


و تحط فوق أجنحتي التي هدَّها


الصقيع


فتوشحت الخريف


الذي تبرأ من أوراق الشجر


فبقيت عارية تمارس طقوس الألم


..........


ها أنت يا شتاء .....


تتسكع خلف نافذتي


و تعزف مقطوعة من رياحك المجنونة


و ها .... أنا أشدُّ الستائر


كي أخفيك


أم تراني أخفي دموعي التي


سابقت المطر ...؟


..........


ها أنت يا شتاء


تعود بعد أن أَشْعَلْتَ عطره


بين حنايا غرفتي


فاشتعلت الحيطان موقدا


أنساني رعونة البرد


و شواهد الاشتياق


........


ها أنت يا شتاء


تقصفني رعدا يرتل آهاتي


و يخلع الربيع عن جسدي


........


ها أنت ......


تلهم عواصم الشعر


كي تصب الكلمات


فوق مدينتي


و لأصاب على إثرها بالزكام


و لن أجد معطفا يُسْكِن قشعريرة المساء


و لا عود كبريت يذيب شموعي


و لا قنديلا يواسي ظلماتي


..........


ها .... أنت تجرف سيول المشاعر


تحرق نيازكك شجرة غرستها للذكرى


فتغيب و أغيب معها خلف


سياجك


و حصونك الجليدية


ها ....... أنت


تلبس شِعْرِي


و تنثر بخار عطري


فوق أسقف


المساء


و تعود لتغسلها


بدموع المطر


الحانية


المتمهلة


التي توقظ الألم


بلمسات حريرية


كأنها طفلة ترقد


بعد موجة بكاء


...........


ها أنت ...... يا شتاء


تزحف خلف ذاكرتي


ترفع الستار


عن لقطات شوقي


و زخات المطر


التي توسدت وجنتي


في لياليك الحزينة


و أنا في الشرفة


أودع نشوة اللقاء


..........


ها ... أنت يا شتاء


تطفئ مصابيح الشوارع


لتدخل المدينة في حداد


و تُبْكِي السماء


و تُسْكِنُنِي موجة من سكينة


ويغفو الليل


على شجني


ظَلَّت فقط أوراق شِعْرِي


تتمايل على صوت الريح


و صوتي


العاشق


يناديك


فيُرْفَعُ الصدى


على صوت ارتطام قطعة بَرَد


و يهطل الثلج


ليُسِكِن اشتياقي


.........


ها ... أنت يا شتاء


تترصد مدن البكاء


و تختفي تحت مظلتي


ترقب


الدموع المتدفقة


و ها ..... أنا


أفك ضفائري


و أفرد شعري


كي أحيك شمسا


تطيح بك


تلك المدينة التي


أَلِفَت صفير الرياح


و جنون الأعاصير


مَزَّقت معطفي


و أرسلتني في دجى الليل


طفلة حزينة تبحث عن جذوة،


صاعقة


تُشْعِل الصيف


...............


ها ... أنت يا شتاء


تعود


و ها .... أنا


أعزف لحن أحزاني


من ذخيرة قصصك الليلية


و لحظات الفراق


سأفترش أوراق الخريف


التي جَمَعَتْها


قبل الآن طفولتي


يوم كنت امرأة متمردة


أنثى تلعب بالتراب


و تقطف أوراق الأشجار


و شعرها المتدلي


يراقص هفوات الأنوثة


بملامح طفلة


ترقد على سرير


من خريف


و تتغطى


بمناديل دموعها


علك تمل و ترحل


و تدعها


وحيدة


تحتفي ....


بشتاء قلبها .............

محمد الصالح الجزائري 24 / 03 / 2011 34 : 01 AM

رد: قصيدة مطر....
 
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر...
مَطَر...

إذا كان السياب أنشد المطر ..فأنت كتبتِ المطر قصيدا ساحرا جميلا..الأنثى التي تسافر في ثنايا حروف القصيد أنثى تنبض بعطر الحياة الشفيفة البريئة... معالم الشاعرة التي تحسن التعامل مع دفقات شعورية هامسة تارة ..وتارة هادرة حادة.. أنتِ على طريق الكبار يا شهد...
لي ملاحظة بسيطة :

تقولين: ضَلَّت فقط أوراق شِعْرِي
هل (ضلت ) من الضلالة أم (ظلّت) من أخوات كان؟
وتقولين كذلك:
ألِفَت ضجيج الرياح

و صفير الأعاصير
أليس الأرجع لو قلتِ:
ألفت ضجيج الأعاصير
وصفير الرياح ؟
مع أن لفظة (ضجيج) لم تؤد المعنى كما أردتِ تعبيرا !!!
دام ألقك أيتها المرأة الشاعرة ...



حياة شهد 24 / 03 / 2011 58 : 01 AM

رد: قصيدة مطر....
 
أولا أهلا بك أستاذي القدير و الفاضل محمد الصالح
مجرد إطلالتك على صفحتي تزيد من وهج الكلمات
ما بالك إذا حاورت كلماتي شعرا
و همست بهمسك الدافىء فأشعلت حرارة الصيف بين سطوري
و تلاعبت بالفصول
أستاذي الكريم رغم أني راجعت نصي عدة مرات
إلا أني لم أنتبه لكلمة ضلت و كنت أعني بها أكيد ظلت من أخوات كان أعتذر على هذ الخطأ
أما بالنسبة لكلمة ضجيج فعكست الكلمات قصدا مني
و عبرت بكلمة ضجيج عن حالة السكون الشديدة و الهدوء التي
تعيشها المرأة لدرجة أن الرياح تصبح نوع من الضجيج الصاخب
أستاذي الكريم شكرا جزيلا ..... فرأيك دائما يهمني فبفضلك تعلمت الكثير
شكرا جزيلا
أتمنى أن أراك دائما أبا و أستاذا و ناقدا
تقبل أستاذي فائق التقدير و الاحترام

محمد الصالح الجزائري 24 / 03 / 2011 09 : 02 AM

رد: قصيدة مطر....
 
أحسنتِ الظن في (الأستاذ) فكنتِ فخره وستظلّين إن شاء الله...شكرا لك ألف شكر... مازلتُ أنتظر مرور صاحب الواحة...

حياة شهد 24 / 03 / 2011 15 : 02 AM

رد: قصيدة مطر....
 
أستاذي الكريم راسلت صاحب الواحة
و طلبت منه تصحيح الخطأ
و استبدال الكلمتين كما أمرت
فرأيك ليس علي الأخذ به فقط و إنما يجب الأخذ به
شكرا لك و لأخلاقك الرفيعة
أستاذي الفاضل

عبدالكريم سمعون 24 / 03 / 2011 08 : 09 AM

رد: قصيدة مطر....
 
سأثبت النص لأنه يستحق ذلك
وأعود لأكتب بصراحة رأيي به

عبدالكريم سمعون 24 / 03 / 2011 41 : 09 AM

رد: قصيدة مطر....
 
لا بد لي أن أتوجه بتحية كبيرة للأستاذة الأخت الشاعرة حياة وأعبر لها عن سعادتي ودهشتي وبلغتها ونصوصها التي تسير بخط بياني متألق نحو السماء ..
وأتوجه بالشكر والإمتنان لضمرينا الحي ومصدر فخرنا الأب المعلم الكبير والأخ الشاعر الصديق الجزائري الرائع العملاق لما يوليه من اهتمام ومودة وروعة أينما حل ..
وأقول : أستاذتي حياة لو أنني أنا كاتب هذا النص الجميل الرائع والذي ألتمس فيه الجديد والتطور والرقي كنت سأكتبه على هذا النحو أرجو أن تقرأي وتعطينا رأيك أنت وأبتي الجزائري الرائع ...
وهذا التعديل البسيط هو مجرد رأي وهو عبارة عن بعض أحرف تنقل النص من لغة الدال المباشر إلى الشمولية وتعدد الرؤى وبعض كلمات كان موجود ما يدل عليها ووجودها يثقل النص وبعض التغيير بصيغ الجمع والمفرد وتعديل بسيط بتقطيع كلمات الأشطر .
ولكم الشكر وهو رأي متواضع فهذا النص جدير بالإحترام وهو من النصوص الرائعة والجميلة والعذبة .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد (المشاركة 111453)
ها ... أنت يا شتاء




تختفي..
خلف قطعة شمس مخادعة


تعير الدفء ثوان


لتتنحّى ..و تسلم العهد للريح و المطر .


تغازل غمامة الضباب


ترسو فوق أشرعتي


وتحط فوق أجنحتي التي هدَّها الصقيع ,


فتوشحت بالخريف الذي تبرأ من أوراق الشجر,


لتبقَ عارية تمارس طقوس الألم .


..........


ها أنت يا شتاء .....


تتسكع خلف نافذتي ,


تعزف لحن ريحك المجنون


و ها أنا .. أشدُّ الستائر ,


أخبئكَ


أم تراني ؟!
أخفي دموعي التي تسابق المطر ..


..........


ها أنت يا شتاء ..


تعود لتؤججَ عطره في حنايا المكان


فاشتعلت الحيطان موقدا


أنساني رعونة البرد


و شواهد الاشتياق


........


ها أنت يا شتاء


تقصفني رعدا يرتل آهاتي .


يخلع الربيع عن جسدي.


........


ها أنت تلهم عواصم الشعر


لتنسكب الكلمات وابلا فوق مدينتي


فأصابَ بالزكام ..


لا أجد معطفا يُسْكِن قشعريرة المساء


لا عود كبريت يذيب شموعي


و لا قنديلا يواسي ظلماتي


..........


ها أنت , تجرف سيول المشاعر


ها هي نيازكك تحرق أشجار ذكرياتي


فتغيب و أغيب معها خلف سياجك


و حصون جليدك


ها ....... أنت


تلبس شِعْرِي


تنثر بخار عطري


تحت أسقف المساء


ثم تعود لتغسلها بدموع المطر


الحانية الوئيدة.. التي توقظ الألم


بلمساتها الحريرية


كطفلة ترقد بعد موجة بكاء


...........


ها أنت ...... يا شتاء


تزحف خلف ذاكرتي


ترفع الستار عن لقطات إشتياقي


و زخات المطر


التي توسدت وجنتي


في لياليك الحزينة


وها أنا في شرفتي


أودّع نشوة اللقاء


..........


ها ... أنت يا شتاء


تطفئ مصابيح الشوارع


تدخل المدينة في حداد


و تُبْكِي السماء


تُسْكِنُنِي موجة من سكينة


ويغفو الليل


على شجني


وتبقى.. أوراق شِعْرِي


تتمايل على أنين الرياح


و صوتي


العاشق


يناديك


فيُرْفَعُ الصدى


على صوت ارتطام قطعة بَرَد


و يهطل الثلج


ليُسِكِن اشتياقي


.........


ها ... أنت يا شتاء


تترصد مدن البكاء


تختفي تحت مظلتي


ترقب


الدموع المتدفقة


و ها ..... أنا


أفك ضفائري


أفرد شعري


لـ أحيك شمسا


تطيح بك


تلك المدينة التي


أَلِفَتْ صفير الرياح


و جنون الأعاصير


مَزَّقت معطفي


و أرسلتني في دجى الليل


طفلة حزينة تبحث عن جذوة،


صاعقة


تُشْعِل الصيف


...............


ها ... أنت يا شتاء


تعود


و ها .... أنا


أعزف لحن أحزاني


من ذخيرة حكايا ليلكَ


و لحظات الفراق


سأفترش أوراق الخريف


التي جَمَعَتْها ..


طفولتي


يوم كنت امرأة متمردة


أنثى تداعب التراب


تقطف الأوراق


و شعرها المتدلي يراقص هفوات الأنوثة


بملامح طفلة ترقد على سرير


من خريف


تتغطى


بمناديل دمعها


علّك تمل و ترحل


أو تدعها وحيدة


تحتفي ....



بشتاء قلبها .............


محمد الصالح الجزائري 25 / 03 / 2011 41 : 12 AM

رد: قصيدة مطر....
 
... وأنتَ سيد النثيرة..كأنك تقرأ ما كان في خلدي... ما قمتَ بتعديله فاق حد الروعة !! النص مفتوح على هكذا جمال وتجليات..النصوص المشعة تسترسل في الانسياب ..الجملة لا تحتمل الانكماش..الجملة ولودة ولودة..لذلك لا أظنك وجدتَ عناء في تحوير وتوليد بعض المعاني طالما الأفق أوسع.. ألا يحق لي أن أفخر بكما!!!؟؟؟ ما خاب ظني فيكم أنتم معاشر الشباب يا كل فخري...!!! شكرا لصاحبة هذا الألق ..وشكرا جزيلا لمن أضاف لمسة حانية على كل ذلك الجمال!!! زادكما الله من فضله...

محمد الصالح الجزائري 25 / 03 / 2011 41 : 12 AM

رد: قصيدة مطر....
 
... وأنتَ سيد النثيرة..كأنك تقرأ ما كان في خلدي... ما قمتَ بتعديله فاق حد الروعة !! النص مفتوح على هكذا جمال وتجليات..النصوص المشعة تسترسل في الانسياب ..الجملة لا تحتمل الانكماش..الجملة ولودة ولودة..لذلك لا أظنك وجدتَ عناء في تحوير وتوليد بعض المعاني طالما الأفق أوسع.. ألا يحق لي أن أفخر بكما!!!؟؟؟ ما خاب ظني فيكم أنتم معاشر الشباب يا كل فخري...!!! شكرا لصاحبة هذا الألق ..وشكرا جزيلا لمن أضاف لمسة حانية على كل ذلك الجمال!!! زادكما الله من فضله...

حياة شهد 25 / 03 / 2011 47 : 01 AM

رد: قصيدة مطر....
 
سأكون هذه المرة أنا الزائرة
و أنا المطلة عبر نافذتكما المتقدة
و المشتعلة كأنها القمر الذي
ينير صفحات نور الأدب
عجزت أحرفي أمامكما
الاخ الكريم عبد الكريم
و طبعا الأب و الأستاذ الفاضل محمد الصالح
رغم أني من كتبت الكلمات
إلا أنني استمتعت بحواركما عبر قصيدتي
التي اكتمل البدر بين سطورها
بحضوركما الرائع و الجميل
شكرا لكما
و أكيد أقبل القصيدة كما تفضلتما بوضعها
أحدكما بلمسته
و الآخر بهمسته و لو كانت خفية
كل التقدير لكما


الساعة الآن 51 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية