منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   ليلة المطر .. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=19646)

شيماء البلوشي 30 / 03 / 2011 34 : 10 PM

ليلة المطر ..
 
اول واخر محاولاتي في عالم القصة القصيرة .. واشكر الكاتبة المبدعة "هداية شمعون" التي ساعدتني كثيرا في كتابة هذه القصة القصيرة .. واشكر نقدها البنّــاء ..

.................................................. ......
ليــــــلة المطــــــــــــر

في ليلة عاصفة اشتاقت إليه .. وعصف بها الحنين لسماع صوته .. تناولت الهاتف الملقى بقربها .. تأملته .. ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة .. أغمضت عينيها لتنصت لصوته القادم من بعيد ..
فتحت عينيها على وقع صوت المطر .. ألقت بالهاتف واتجهت نحو نافذتها المطلة على الشارع .. فتحته برغم البرد القارس .. استنشقت الهواء البارد الممزوج برائحة التراب .. وأخذت تنظر إلى البيوت والشوارع في الحي .. لم تعرف بيوتا غيرها ولم تستأنس شوارع غير شوارع حيّها الذي تربت فيه .. كل النوافذ مظلمة .. فالناس يسعدون بأحلامهم في هذا الوقت من الليل ..
ولكن كانت هناك نافذة مضيئة في بيت بعيد .. تساءلت .. أتراهم نسوه مضيئا ؟ ..
لم تكترث .. وعادت بنظرها إلى الشارع خلف بيت الجيران ..
- كم تغيرت هذه المدينة.

قالتها في نفسها وهي تستعيد ذكرياتها البريئة .. لم يكن في هذا الحي سوى خمسة بيوت متجاورة .. أخذت تستذكر أسماء رفاق الطفولة ... لينا .. كانت أقربهم إليها .. محمود، ليلى، يوسف، أحمد، بثينة ....
تمنت أن تعود إلى الشارع بضفائرها وفستانها الأزرق الذي مازالت محتفظة به.. تمنت أن يعود الزمن إلى الوراء .. فترفض أن تكبر .. وتأبى أن تفك ضفائرها.....
ووسط ذكرياتها القديمة .. شمخ طيفه أمامها مع المطر وصوت الرعد ووميض البرق ... فنسيت الشارع والرفاق .. وجدائل الطفولة .. همست لنفسها ..
- كيف لي أن اعرف هذا الحب لو لم اكبر ؟ ..

عرفته منذ سنة .. فاصبح محور كونها ومدار أفلاكها .. وحبها الكبير .. وعشقها الأزلي ..
ولكنه تركها وسط ذهولها وحيرتها .. ليرحل بعيدا .. إلى أرض غريبة .. ويعاشر أناسا غرباء ..
بحثت عن الهاتف مرة أخرى .. أخذته .. احتضنته .. وعادت لتقف أمام نافذتها .. أخذت تدير رقمه الطويل .. أرادت سماع صوته دون التحدث إليه .. كعادة العشاق عندما يغرقهم الحنين في بحر لا قرار له .. ويكون صوت الحبيب هو المركب المنقذ ..
وصلت إلى الرقم الأخير .. وتوقفت فجأة .. وقالت بحرقة المشتاق ..
- يلعن التكنولوجيا ..

فقد تذكرت بان أرقامها الخجلى ستفضح لهفتها إلى صوته .. وتعلن عن نفسها في هاتفه .. فيعلم بأنها هي المتصلة .. وتُجرح كبريائها ..
رجعت تنظر إلى البيوت البعيدة .. رأت النافذة المضيئة في بيت بعيد .. تمتمت ..
- أتراه مثلي .. يذكر حبيبا مهاجرا ؟ ..

ثم رفعت عينيها إلى السماء الملبد بالغيوم ..
- يا الله .. أنت تراه الآن .. يا الله .. يا من لا يخفى عليك شئ .. أتراه يذكرني الآن ؟؟ ..
فأُضاءت السماء ببرق خاطف .. ونزلت على خديها دمعة دافئة .. وقالت وهي تمسح دمعتها ..
- أحبك ايها البعيد ..... !





شيماء البلوشي

رشيد الميموني 30 / 03 / 2011 15 : 11 PM

رد: ليلة المطر ..
 
لوحة رومانسية مكتملة تظافرت فيها عوامل الوحدة و الشوق و الحنين .. على إيقاع مونولوج صادق يعبر عن مدى لهفة المحب للقاء الحبيب أو الاتصال به دون التنازل عن ذاك الكبرياء الذي يحفظ للنفس كرامتها ..
أختي شيماء ..
أحييك على هذا النص الذي يعد بالكثير و أنا في انتظار المزيد من إبداعاتك .
تقبلي مودتي .

شيماء البلوشي 31 / 03 / 2011 44 : 07 PM

رد: ليلة المطر ..
 
كلماتك استاذي شرف ووسام على صدري ..
شكرا لك مرورك .. وهذه المحاولة كما اسلفت كانت اول واخر محاولاتي ... وقد كتبتها عام 2003 .. وتوقفت بعدها :)
دمت بخير وصحة وسعادة استاذي ..
ولك اجمل تحية ..

ميساء البشيتي 31 / 03 / 2011 57 : 07 PM

رد: ليلة المطر ..
 
ولن أسمح أن تكون آخر محاولاتك
قلم جذاب أنيق رومانسي كهذا يجب ألا يتوقف
هذه القصة على بساطتها شيماء خلقت بداخلي شيئاً جميلاً
وللعلم هناك الهواتف العمومية ..هههههههههه
لا تتخيلي كم استمتعت بقصتك الجميلة وانتظر المزيد
شيماء لا تكوني بخيلة ..ههههههههههههه
دمت أيتها المبدعة

شيماء البلوشي 31 / 03 / 2011 07 : 08 PM

رد: ليلة المطر ..
 
:) سعيدة بتواجدك استاذتي العزيزة ..
بطلة قصتي لا تستطيع ان تخرج بعد منتصف الليل لتتكلم في الهواتف العمومية ههههههه

يشرفني انك استمتعت بالقصة المتواضعة ..
ولست بخيلة عزيزتي .. انما اصابني ذاك الجمود بكثرة قراءاتي في مجال التاريخ واليهوديات .. وابتعدت كثيرا عن مجال الشعر والادب ..

سعادتي كبيرة بمرورك استاذتي .. فلا تبخلي علي في المواضيع القادمة :)
ودمتِ بخير وصحة .. ولك ارق تحية ..

جمال سبع 31 / 03 / 2011 40 : 10 PM

رد: ليلة المطر ..
 
[align=justify]هنا أنا أيضا أتدخل لأطلب المزيد من هذا الحرف المترف بالجمال .. قصة بروعة الزمرد عندما يترجرج .
أستاذة شيماء كلنا لنا عوالم خاصة .. فأنا مهندس مدني و عملي بلغة أجنبية أي ليست العربية
لكنني أجد المتنفس في هذا البوح الصادق .
نحن ننتظر هذا القلم لكي يعود من جديد
تحياتي و تقديري الأخوي[/align]

شيماء البلوشي 02 / 04 / 2011 14 : 01 AM

رد: ليلة المطر ..
 
استاذي العزيز جمال ..
شكرا لمرورك وكلماتك ..
نعم لكل منا عالمه .. ولكن احيانا كثرة المسئوليات تبعدك عن فن الكتابة :)

تحياتي لك استاذي ودمت بخير وصحة ..

Arouba Shankan 02 / 04 / 2011 29 : 02 PM

رد: ليلة المطر ..
 
.لا لا شيماء
عودي ،،أن تعودي ليس سهلا حاولي
بإمكانها أن تحجب الرقم ،فلا يظهر رقمها عندما تتصل به
استمتعت بلوحتك وتأملت فيها
السماء مازالت تبرق ذكريات
تحيتي

نصيرة تختوخ 02 / 04 / 2011 17 : 07 PM

رد: ليلة المطر ..
 
استمتعت بالقراءة لك شيماء، قصة تحمل براءة وحنينا جميلا.
لك تحيتي وكالذين سبقوني أشجعك على تقديم المزيد.

شيماء البلوشي 02 / 04 / 2011 24 : 08 PM

رد: ليلة المطر ..
 
عزيزتي استاذة عروبة ..
عندما قرأت اسمك قلت في نفسي "ياللهول.. استاذة عروبة على صفحتي "
كم سعدت بهذا المرور ..
نعم ليس سهلا العودة للكتابة .. ولكني ربما احاول ذات يوم :)
شكرا عزيزتي .. لا يحرمنا الله من هذه الطلة .


الساعة الآن 30 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية