![]() |
صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
[align=justify]
[align=justify] يظن البعض أن الكتابة شيء من ترف أو زينة أو مجرد تمرير للوقت.. ويتناسى هؤلاء أن السيف صنو الكلمة في كثير من الأحيان إن لم يكن في كل الأحايين... كما ينسون أو يتناسون أن الكتابة لون من الزراعة والثمر والعلوّ والاشتهاء.. فروح دون قراءة روح ميتة... وروح دون قصيدة تعطيها ماء القلب روح صدئة..وكل إنسان محتاج لغذاء اسمه الكلمة، وهذه الحاجة تجعله يبحث عن أفضل غذاء، لأنه من خلال هذا الغذاء يستطيع أن يصل إلى أعلى مراتب الإدراك والمعرفة والتشبع بالقيم والجماليات والأحاسيس والمشاعر الجميلة النبيلة.. ومن يظن أن أمة، أي أمة يمكن أن تمضي خطوة واحدة للأمام دون ثقافة وكلمة وفن هو واهم غارق في وهمه حتى الأعماق..فميزة الإنسان العقل، والعقل وعاء لا معنى له إن لم يمتلئ بما هو قيّم جيد مثمر متميز.. ومن يدرس الطبيعة البشرية يعرف أن الميل للفن ميل فطري حيث نتابع ونلاحق الجمال والتميز أينما كان... الاستخفاف بالكتابة، أو لنقل استسهال الكتابة جريمة لا تعادلها جريمة!!... فكل شيء تمحى وتزول جراحه وأثرها، إلا جراح البناء الثقافي الهش!!.. فهذا يوجد جيلاً مشوهاً يتبعه جيل مشوه إلى ما لانهاية..!!.. والنتيجة دائماً قتل للوطن والناس والذوق وانحدار بكل القيم نحو درك الويل للشعوب من ظلمته.. لذلك يمكن التساهل في كل شيء، إلا الفن والإبداع والكتابة وما يتعلق بغذاء الروح.. ونعرف أن أي احتلال في العالم، ومنذ أول التاريخ، كان أول اهتمام له يتعلق بقتل الكلمة والفن والإبداع عند الشعب الواقع عليه الاحتلال.. لأنه من خلال ذلك يصل إلى ما هو سهل في ديمومة وإطالة عمر احتلاله.. فشعب دمرت عنده الأصالة والفنون والجماليات وغذاء الروح، هو شعب واقع تحت الاحتلال دون حاجة لوجود جنود للاحتلال!!... فأقسى احتلال في الوجود كله يتمثل في طعن أو إماتة الروح وبنيتها الجمالية الفنية ومنع الغذاء الصحي عنها... وكثيرة هي الشعوب التي انتصرت ودحرت الاحتلال وبنيتها الجمالية الفنية ومنع الغذاء الصحي عنها... وكثيرة هي الشعوب التي انتصرت ودحرت الاحتلال لأنها أبقت على الكلمة الرفيعة والغذاء الروحي السوي داخلها.. ومن خلاله استطاعت أن تطوي أي احتلال وتدحره وتجعله في خبر كان بعد وقت قصير.. فشعب امتلأ بغذاء روحي وفن عالٍ وإبداع أصيل سيكون- من دون نقاش- شعباً محصناً ومحمياً وقادراً على دحر كل هجوم أو احتلال مهما طال زمنه أو كانت أسلحته فتاكة مدمرة.. فالجسد يموت، والأشخاص يرحلون، لكن الفن يبقى خالداً لينتقل من هذا إلى ذاك دون أن يفنى فهو السلاح الأمضى في مواجهة أي احتلال أو اغتصاب.. كلما نما الفن واشتد عوده ذوقاً ورفعة وعلواً وحساً وجمالاً وإبداعاً، كلما كان عطاء الشعوب أنقى وأصفى وأروع وأقرب إلى الكمال... إن الاستهانة بالكلمة استهانة بمصير شعب، استهانة بمستقبل أمة، استهانة بكل ما يجيء به الغد.. لذلك لا تسامح ولا تصالح مع فن ميت وذوق ضحل قليل الغنى.. وعلينا في كل حين أن ندعم ونرفع ونعلي قيمة الفن والإبداع والكلمة بكل ما هو ممكن.. علينا أن نعطي الفنان والأديب والمبدع الحق كل المحفزات من اجل إبداع يرتفع ويعلو.. وإن خفت صوت الفن والأدب والشعوب بالجمال، فعلى الشعوب أن تخاف وأن تتطلع إلى الغد بقلق.. وإن علا هذا الصوت وارتفع بكل ما فيه من أصالة وجمال وتميز، فالغد مضمون والمستقبل سيكون مشرقاً رائعاً.. إنها الكلمة، وإنه الفن، غذاء الروح التي لا يمكن أن تستوي وتشتد عطاء وعوداً من دونه. ------- [/align]نشر في صحيفة تشرين صباح الثلاثاء 12/4/2011 [/align] |
رد: صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
المبدع طلعت سقيرق:
لا فض فوك..كما يقال كلام منطقي وواقعي للغاية. فالأصل فكرة..والفكرة وعاءها الكلمة.. وما لم يكن هذا الوعاء بالجودة الكافية..شوه الفكرة وجعل منها مسخاً. دمت ودام قلمك راقياً. |
رد: صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
المبدعة لبنى ياسين سلامي وتقديري الفكرة تقودنا إلى جسر الكلمات وجسر الكلمات يقودنا إلى سيرورة ما نكتب وتقديم ما نريد لك كل الشكر سلمت طلعت سقيرق |
رد: صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
كلام لا غبار عليه أستاذي الكريم!
العقل وعاء ، إذا لم يمتلئ بغذائه الحقيقي ماذا سيحدث؟؟! ستجد عقولاً مغيبة ، والعقول المغيبة لا يمكن أن تصنع حضارة... مقال رائع ، أسجل إعجابي بما قرأت... دمت مبدعاً |
رد: صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
[gdwl]
الكتابة وسيلة اجتماعية هامة لنقل أفكارنا وآرائنا واتجاهاتنا إلى الآخرين.. [/gdwl]لذا وجب علينا الاهتمام بانتقاء الكلمة وتهذيبها والإرتقاء والنهوض بها .. فهي أساس كل الفنون والابداعات الأدبية التي تبنى عليها حضارات الأمم.. ومن الأهمية بمكان الاهتمام بفنانينا وأدبائنا المبدعين حقاً وإعطاء الكلمة مساحة من الحرية مع عدم الاستهانة بها حتى نتدارك هبوط مستوى الكلمة الذى أصبح سمة العصر الحالي مما سيجعلنا ندور في حلقة مغلقة تضيق بنا يوماً بعد يوم حتى نكاد نختنق بداخلها.. شكراً جزيلاً أخي وأستاذى الفاضل طلعت على مقالك الرائع.. بارك الله فيك.. |
رد: صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
الغالي . أ . علاء زايد فارس كل تقديري وحبي وتحياتي طبعا يا صديقي العقل هو المرتكز وهو الأساس وإليه التوجه وعليه نعول منه نستمد النور او الظلمة لا سمح اله أشكر كلماتك لك الحب سلمت طلعت سقيرق |
رد: صهوة الكلمات وشهوة الإبداع
اقتباس:
الغالية . أ . منى كبارة لك كبير الشكر والتحية والتقدير ما ذهبت إليه حقيقة واقعة لا جدال حولها الكلمة تبقى روح وريحان الفكر والزمان والتميز والتحضر من دون الكلمة الأصيلة لا تكون المنارة تقبلي فائق التقدير سلمت طلعت سقيرق |
الساعة الآن 25 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية