![]() |
أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي ..... بقلم : فاطمه البشر طفل بعمر الزهور يلعب مع أصدقائه في ساحة المنزل ، يتراكضون ويضحكون ، لم لا فالحياة مازالت طويلة أمامهم . الجد كان يتمشى ويتفقد تلك الأشجار التي زرعها والده ، لقد ساعده والده في زراعة الأشجار ، كان يضرب بالمعول ، وينقل الماء في بعض الأحيان .كبرت تلك الأشجار وزينت الأرض التي لفت المنزل من جانبيه . شرد بفكره بعيدا ، مرت ذكريات حياته أمام عينيه ، تذكر أمه التي ضربت على رأسها حتى الموت ، استطرد قائلا : ولم لا ؛ فهي عارضت رغبة العظماء – قالها ساخرا- بل الأدنياء . وتذكر تلك الطلقة التي اخترقت فخذ والده ، كان يصرخ منها كلما وضع رأسه لينام ، استطرد قائلا : ولم لا ؛ فهو حاول الدفاع عن زوجته . تذكر تلك البيارة التي لطالما لعب فيها هو وأطفال سنه ، لعبوا وضحكوا وربما ناموا في أفياء أشجارها في بعض المرات . اشتاقت روحه لتلك البيارة ، وأخذ يسأل نفسه : ماذا حل بها ؟ أيا ترى مازالت قائمة حتى الآن ؟ ماذا حل بأشجار البرتقال ؟هل مازالت تذكرني تلك الشجيرات ؟؟!! وشجرات الليمون الخمس ، أما زالت تعطي ثمارا كل شهر ؟ أم أنها يبست ؟ نفض رأسه وكأنه يريد التخلص من تلك الأفكار ، دخل المنزل متوجها إلى غرفته ، فتح ذلك الصندوق الخشبي القديم ، لقد كان هذا الصندوق لوالده أهداه إياه والده عندما كان صغيرا ، والآن هو ملكه ، فتحه وبدأ يعبث في أغراضه . كان الصندوق ممتلئا بالأوراق التي اصفرت مع مرور الزمن ، وفي أسفل الصندوق عثر عما كان يبحث ، خبأه في صدره وأعاد الصندوق إلى مكانه ، ثم خرج ينادي حفيده . جاء الحفيد إلى جده يسأله ماذا يريد ؛ فرد الجد : سأعطيك أمانة ، لكن الحفيد قاطع جده قائلا : يا جدي أنا مازلت صغيرا ، وقد لا أستطيع حملها !! ، ربت الجد على كتف حفيده وتبسم ، ثم قال : لا وقت للطفولة يا بنيّ ، أنتم صغار لكن هنا – وأشار إلى صدر حفيده – تحملون قلبا أقوى من قلوب الرجال ، ثم إن أنتم لم تحملوا الأمانة فمن سيحملها إذا ؟؟ هل سيحملها كهلا أم شيخا لا يريد سوى أن يموت اليوم قبل الغد ؟!! وضع الحفيد راحته على ظهر كف جده وقال : أنا لها ، سأحملها مهما كانت ، أعطني إياها ... فأدخل الجد يده إلى صدره ثم أخرجها وهي قابضة على شيء ما - لم يستطع الحفيد معرفته - ، فتح يد حفيده ووضع ما كان يحمل فيها ، ثم أغلقها وقبض على يد حفيده بكلتا يديه وقال : هذا أغلى ما أملك ، ولم يعد هنالك ما أملك في هذه الدنيا سوى هذا ، عدني أن ترعاه جيدا ، وتضعه في صدرك حتى يحين اليوم الذي ستفتح فيه ذلك المنزل . نظر الحفيد إلى جده فوجد عينيه قد اغرورقت بالدموع ، فقال الحفيد : سأرعاه وإن كانت روحي الثمن . تبسم الجد قائلا : الآن اطمأننت على أملاكي ، ثم أفلت يد حفيده ودخل المنزل .... فتح الحفيد يده ، فإذا هو مفتاح صدئ .... رفع الحفيد المفتاح إلى قرص الشمس بسبابته وإبهامه ، وقال : سأعيد أملاكك يا جدي ، لكن أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي ...... |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
عزيزتي فاطمة البشر
استمتعت كثيراً بقصتك فطريقة السرد كانت سلسة ومشوقه في نفس الوقت وروعتها تكمن في العبرة والنصيحة فالجد يثق أن الأطفال هو كبارويحملون قلوباً أقوى من قلوب الرجال والهدف تعويد الأطفال على تحمل المسؤولية رااااااااائعة لا فض فوك دمت بخير |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
اقتباس:
كم أسعدني مرورك سيدتي عبق المكان برائحة العطر ودي ووردي |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
اقتباس:
اتابع باهتمام كتاباتك هنا وتدهشنى حقا ويعجبنى وعيك فى الكتابة والاحظ انك تمترسين لعبة الذات والمقارنة بين الاجيال فى اتصال زمنى يجعلنا نقرا الواقع قبل ان نكتب عنه وهذا جميل جدا ولديك قدرة على السرد وصتاعة الحدث بشكل جيد لكن اود ان ابوح لك بان القصة القصيرة تكون اجمل لو كانت لغتها مكثفة موحية تختزل اللغة وتطرح اكثر من حدث فى ايجاز لغوى محكم فمثلا" يتراكضون ويضحكون" لو قلنا يلعبون لكان افضل لان اللعب يحمل معنى الفرح والبهجة ثم ان كاتب القصة دوره يشبه الملقن فى المسرح فهو موجود لسرد الاحداث وغير موجود للظهور على مسرح القصة ولقد احسست من قولك"لم لا فالحياة مازالت طويلة أمامهم " ان هذا صوت المؤلف وكاتب القصة لان الكاتب لايفسر ولا يجعل صوته يطغى على صوت ابطال قصته ولا يعلق على احداثهم ومع ذلك فالقصة جميلة تحمل الكثير من القيم الانسانية وتربط بين الاجيال وتطرح فكرة تغير الاجيال من جيل لاخر فى تقدير قيمة الامور والنظر اليها والبنية القصصية جميلة وشيقة احييك عليها كل محبتى وعظيم تقديرى |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
اقتباس:
وإبداء ملاحظاتك سأضع تعليقاتك نصب عيني في المرات القادمة أنرت متصفحي المتواضع سيدي ودي ووردي |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
الأديبة فاطمة
لا يضيع حق ما دام هناك من يطالب به، سواءً كان صاحب الحقّ صغيرا أم كبيرا. الإرادة موجودة، وسيعرف المفتاح الصدئ الطريق إلى باب المنزل لا محالة مودتي |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
اقتباس:
سررت بمرورك الكريم " أ. خيري حمدان " ودي ووردي |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
** الراقية فاطمة البشر...
نعم صحيح.. فلابد من الاعداد والحشد والتوعية اولا لمعركة الحق والتحرير حتى يكون النصر حتمى وعلى قاعدة الايمان بالله وعدالة القضية.. فاليد الواحدة لا تصفق..كان الحفيد على وعى كبير ويبشر بجيل النصر القادم باذن الله. تحايا عبقة بالرياحين... |
رد: أمهلني حتى أعبئ أطفال سني في صفي .....
اقتباس:
وبانتظار النصر بإذن الله سعدت بمرورك على قصتي "أ. زياد صيدم " ودي ووردي |
الساعة الآن 31 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية