منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كلمات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=246)
-   -   لوعة الذكرى (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=20656)

طلعت سقيرق 29 / 07 / 2011 24 : 11 PM

لوعة الذكرى
 
[align=justify]
لقد كانت " المأساة النكبة " أشدّ من أن تحتمل وأقسى من أن يضمها هذا العمر الذي انتقل من حال إلى حال .. ومن الطبيعيّ أن نجد الشاعر دائم التذكر في حله وترحاله ، في كل حالات حياته .. فلسطين هنا لا يمكن أن تبرح أو تغادر بال ومشاعر وخواطر الإنسان الفلسطيني .. فهي موجودة فيه ، متنقلة معه ، مقيمة في سويداء القلب .. وقد كان الشاعر نور الدين يونس الخطيب ، الصحفيّ اللامع ، والخطيب المفوه المعروف ، يعزف على قيثارة فلسطين وجده وحنينه صباح مساء وكأنه ذلك العاشق الذي تجسدت حبيبته بفلسطين لا سواها .. وقد كانت مقالاته ، وخطبه ، تصبّ كلها في حب فلسطين والشوق المتصل إليها ..
في قصيدة " الحنين إلى الوطن " يقول الشاعر نور الدين الخطيب :"وطني الذي الجنّات بعض صفاته /والحسنُ آيٌ من رؤى آياته ِ.... ذاك الغريب تكشّفتْ أشواقهُ/ إثر الذي أذراه من عبراته ِ.......بل نمَّ عن وجد يعنّي قلبهُ/سيلٌ من النيران في زفراته ِ ..... تعتاده الذكرى ويلهبُ شجوهُ/ ماض ٍ طوى الأحلام في طياته ِ ..... لم يبقَ منها و الزمان عدوّه ُ/إلا أنين النزع في أنّاته ِ "... مثل هذه الأبيات التي قالها الشاعر نور الدين الخطيب ، تأتي محملة بحرقة الغياب، ووحشة العيش الذي يحياه الشعب الفلسطيني بعيدا عن دياره .. فما أصعب أن تفتح العين صباحا وفي ذهنك أنك موجود في بيتك ودارك ووطنك وبين أحبائك ،لتجد أنّ الحياة كلها قد انقلبت وصار الحال غير الحال .. وهاهو الشاعر يصير غريبا بعد أن كان آمنا هادئ البال في وطنه.. لماذا وبأي حق ؟؟.. لا أحد يجيب ، بعد أن صار العالم وحشا يترك للباغي أن يتمادى في بغيه، وللظالم أن يوغل في ظلمه ..
إن النقلة التي حدثت في حياة كل فلسطيني لا يصدقها أي عقل .. فهي نقلة تشبه ريحا هوجاء أتت على الثابت فزعزعته ، وهاجمت الراسخ فقلبته .. وتعتاد الذكرى الشاعر ، وسواه ممن تشردوا وتركوا الديار عنوة ، فيرى أن الأحلام حتى الأحلام تطوى مع ماض يطوى .. فلا يتبقى من كل ما كان إلا أنين النزع ..فما أمرّ وما أقسى هذا الزمان الذي جعل الفلسطينيّ شريدا بعيدا عن كل ما ألفه وعرفه ..
إن التذكر والحنين والتطلع إلى الماضي بكل ما يحمل ، سمة غالبة من سمات الشعر الفلسطيني في المنفى ، وقد كان هذا الالتفات الذي لم يتغير بطبيعة الحال ، شديد الحضور في السنوات الأولى من التشرد واللجوء ، لأن حرارة الفاجع ما زالت على حالها .. طبيعي أن تبقى هذه السمة حاضرة موجودة في شعر المنفى ، لكن مع الأيام والسنوات نجد أنها تتفرع وتتداخل مع سمات أخرى طبعت شعر المنفى .. وإن كنت هنا أتناول مثل هذا الشعر تناول التركيز على الشاعر أحيانا ، وعلى الموضوع أحيانا أخرى ، فلأن شعر المنفى متسع متعدد غير مقيد بمكان أو زمان محددين .. وإذا كانت الدراسة المنهجية تقتضي خطة نقدية محددة ، فما أصعب هذا بالنسبة للشعر الفلسطينيّ في المنفى .. لأن الخطة النقدية تفترض شيئا من الوحدة في أي موضوع متناول ، كما تقتضي شيئا من الوحدة في الصياغة والتوجه والمدرسة الفنية وما شابه، وهذا غير ممكن في شعر المنفى ..
إذن كان التذكر والحنين وما زال حاضرا كل الحضور في شعر المنفى، وهو أمر طبيعي في حال وطن مفقود وشعب مشرد ، يقول الشاعر نور الدين الخطيب:" يا لوعة الذكرى تطوف بخاطري/فتثير فيَّ مكامن الأشجان ِ.... هل كان ذاك العهد إلا غفوة / فصمت عراها أنمل الحدثان ِ...... واهاً فما أبقى الزمان لمثلنا/ إلا الدموع طليقة الأجفان"..
[/align]

حسن ابراهيم سمعون 30 / 07 / 2011 19 : 04 PM

رد: لوعة الذكرى
 
رحم الله الشاعر نور الدين ,, ونحن نقتفي خطاه ..
أخي الحبيب طلعت , قلت مرة , وأكررها ..
فلسطين ليس دمية , أضاعتها طفلة في حديقة أو سيارة أجرة ,,
فهي فلسطين ,, وبوجود أمثالكم يا أخي ,, وبوجود الشرفاء بالأمة
ستبقى فلسطين ,, الهم الأول , والمشروع الأهم على الإطلاق..
كلنا ثقة بعودة فلسطين ,, فشعبها العظيم ليس جالية , أو رعية , أو وافدًا
بل هو الجذر , والساق, والأغصان ,, وتعتري هذه السنديان الآن موجة برد
أسقطت أوراقها بخريف عربي , لكن ثق بالجذور , والأغصان , ووووو
يسعدني مروري من هنا , وورحم الله أبانا نور الدين ,,
ولك حبي أيها الوطني ,, وعاشت فلسطين
حسن

رأفت العزي 30 / 07 / 2011 20 : 08 PM

رد: لوعة الذكرى
 
سيدي الفاضل الأديب الوفي أستاذي طلعت سقيرق أسعد ربي أوقاتكم بكل الخير
كان جدي في االثانية والسبعون من العمر .. سألوه عن أولاده " المخربون " فضحك .
شعر الغاصب بالهزيمة والإنكسار .. والحل ؟تدمير منزله
وجعله حطاما على حطام ثم حرقوه وصار بسواد الفحم الذي يشبه سواد الوطن السليب
وإلى حد تاريخ أمتنا العاجزة عن حمل
السيف الذي ركب الغيمة في غياب الساعد الذي لا تحترم نصله
وخيلنا قد تموت كمدا إن لم تجد من يمتطيها كما الفرسان بعد أن صارت
متعبة من سباق المراهنات !
والعصافير الهائمة فقراء الوطن الكبير الذي بالرغم من اتساعه وغنى أرضه
لا يجدون مكانا يحفظون فيه كرامتهم " كاللآجئ " يعيش في مخيمات البؤس محروما من أرضه
كما المحرومون حتى في أوطانهم وعلى أرضهم ومع ذلك .. وبالرغم من الجور والعدوان
فهل ينسى طفل حضن جده الذي أدفأه وأحاطه بكل الحنان
ولا نزال ننتظرأحدا ليخبرنا بمكان مرقده المجهول .
رحم الله أديبنا وأسكنه الجنان الذي قال :
" يا لوعة الذكرى تطوف بخاطري/فتثير فيَّ مكامن الأشجان ِ "
شكرا لك

بوران شما 31 / 07 / 2011 31 : 12 AM

رد: لوعة الذكرى
 
"يا لوعة الذكرى تطوف بخاطري فتثير فيَّ مكامن الأشجان ِ....
هل كان ذاك العهد إلا غفوة فصمت عراها أنمل الحدثان ِ...
واهاً فما أبقى الزمان لمثلنا إلا الدموع طليقة الأجفان"....
رحم الله شاعرنا وأديبنا الفلسطيني الكبير نور الدين الخطيب , وهل
أدلّ من هذه الكلمات العظيمة على لوعة الذكرى , ذكرى الوطن
السليب ,
والشكر الكبير لك أستاذ طلعت على هذه الكلمات القيّمة , مع فائق
المحبة والتقدير .


الساعة الآن 47 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية