منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شعر التفعيلة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=33)
-   -   قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=20726)

صقر أبوعيدة 10 / 08 / 2011 19 : 10 PM

قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
صقر أبوعيدة
شِعرٌ على فَمِه دِلاءٌ تَرقُبُ الأشْطانَ تَسْحبُها إلى حَلْقٍ نَشفْ
أَدْلَيتُ دَلْوي رُبَّما أَروي سُطوراً خَطَّها هَمٌّ على وَرقِ الشَّظفْ
فَتَشرَّبتْ جُدرانُه غَسقَ الكلامِ ولم يُصِبْ منها تَباشيرَ الأَلِفْ
وَاخْتطَّ منْ أَوجاعِهِ حُلْماً يَرى الدُّنيا جِراحاتٍ عَلى وَتَرٍ نَزَفْ
وَاللّيلُ إنْ تَعطشْ جَوانِحُهُ يُعبِّئْ جَوفَهُ منْ أدْمعٍ سُكِبتْ على نَعلِ الْجُنودْ
والغانِياتُ تَراقَصتْ أسماؤُهنَّ على الشّوارِعِ في تَبَسُِّمِهنَّ ألْوانُ النَّغَفْ
فَتَحجَّرتْ صُوَرُ القَصيدِ وطالَ فيها ظَلْعُها
وَاسْتَعْسَرَتْ لُغةُ القَوافي والمعاني والشّرفْ
والبحرُ يَغسِلُ هَمَّهُ بَين العَواصِفِ..
لا يَرى شَمساً تُضيءُ لهُ عَرانِيسَ الضُّحَى
حتى إذا فَزِعَتْ مُلُوحَتُه إلى الشُّطْآنِ..
صَدَّتْ غَاشِياتُ الرِّيحِ صَوتَ الأُمْنِياتْ
ما منْ مَناراتٍ هُناكَ لمنْ تَقَلَّبَ في الْمَهانَةِ واسْتَخفْ
أَوَلَمْ تَرَوا شَعباً يَعيشُ على مَصائِبِهِ..
وَيُلْجئُ ظَهرَهُ لِلْوَهمِ حتى قَادَه دمعُ الأسَفْ
وَنَواضِحُ الأشْعارِ غِيضَ حَليبُها
دُوَلٌ إذا عَطِشتْ حَدائِقُها مَشتْ خُطُواتُها لِلنَّوءِ ترجُو الْمُسْتَقَى
وَالرّأسُ يُغرِقُ أَنفَهُ في بِرْكَةٍ حُفِرتْ لهُ حتى كَلِفْ
وأنا على طُرُقِ البَلاهَةِ أمْتَطي خَيلَ الْجُدودْ
وَأُحيكُ ثَوبَ قَصائِدي لَوزاً منَ الأرضِ التي فُجِعتْ على حُلْمٍ سَلَفْ
أَسْتنشِقُ الكَلِماتِ منْ حرفٍ نَما بينَ الخُنوعِ وَبينَ دَمعاتِ الوَرَى
وَحُروفيَ الأُخرَى تُقادُ إلى أَخادِيدِ الرَّدَى
نُحِتتْ على أرضي ومكتوبٌ على عَتَباتِها بالضَّوءِ قِفْ
وأُنيخُ قلبي فوقَ أوراقِ الْقَصيدْ
كَلِماتُهُ تَأْبَى الْمُثولَ فلا أَرى غيرَ الْجُحودْ
تَجري إلى شَطٍّ غَريبٍ مُخْتَلفْ
وَأَرى دِماءَ النَّصِّ تَدْنو صَوبَ وِديانِ الْجَفاءْ
والشَّوكُ يَحْبِسُ وَردَ حَقلي واللِّقاءْ
وَتَمَلَّقتْ لُغةُ الظُّنونِ ولم تَكِفْ
شِعري يُراقِبُ بَعضُهُ بعضاً ويَشْرُدُ منْ مَلامِحِهِ..
يَخافُ اللَّونَ في غُرفِ الزَّنازِينِ التي تَشْكو الْغُرَفْ
يَتَرَقَّبُ الأَقدامَ تحمِلُه إلى نَعْشٍ تَجَهَّزَ للرَّحيلْ
ويقولُ مالي والقَصيدُ إذا تَعَثَّرَ زَنْدُهُ
لم يُورِ ناراً تأْتَلِفْ
لا تَهْمِزوني وارْقبُوا أرضاً تَجيشُ منَ العَسَسْ
أَتْعبتُ شِعري بالتَّمَنِّي والتَّخَلِّي والتَّجلِّي والتَّحلَِّي واللَّهَفْ
والأُمْنياتُ اسْتَحْدَثتْ ألوانَ تِيهٍ في الغِيابْ
كلٌّ على سَفرٍ لِيومٍ تَلْتَوِي فيهِ الرِّقابْ
فَامْضُوا فما الأعْمارُ إلا وَمْضةً رَقَدتْ على تَلٍّ خُسِفْ
وَيلٌ لِمنْ تَركَ الثَّوانِيَ تَمْتَطي سُنَنَ العَذابْ
منْ كانَ يَخْشَى نارَها فَلْيأَتِ كَفَّاً منْ تُرابْ
لنْ تَملِكوا سَرْجَ الصَّهيلِ إلى السَّحابْ
أَو شَمْعةً للدَّربِ إن غَمَّ الضَّبابْ
قَالوا وليسَ على شِفاهِ القَومِ غيرُ مَسَبَّتي: أَنتَ الْخَرابْ
شِعري يَجوعُ على الرَّصيفِ ولا أَمُدُّ يَدي إلى لَحمِ الكِتابْ
خَمْسٌ منَ اللَّبَناتِ أَبْني فَوقَها قَلبي وَأكسُوها الشُّغُفْ
فَالغِرُّ يَنْسَى رِحْلةَ اللّحظاتِ أو كيفَ الحِسابْ
وَحَسِبتُ أنِّي أَسْطَعُ التَّطْوافَ حولَ خَواطِري
حَتى رأيتُ فُؤادِيَ الْمَبهُورَ حَجَّ ولم يَطُفْ
فَالظَّنُّ يُغْرِقُني بِحرْفٍ حِبْرُهُ نَارٌ..
وَأحْسِبُهُ معُ الأيامِ بَرداً يَنْصَرِفْ
هَربَ القصيدُ منَ الضَّميرِ ونامَ في جَسدٍ رَقَصْ
وَيَميلُ جَفنُ العينِ والصُّلبُ اسْتَجابْ
فَيَخِرُّ للصَّنمِ الذي يُلْقِى العَلَفْ
يا أيّها القَلمُ الْمُكَتَّفُ بالذُّهولْ
أْرْكضْ بِقلبِكَ هذهِ الدُّنْيا قَتُولْ
وَانْفُضْ غُبارَكَ قبلَ أنْ تُطْوَى الصُّحُفْ

حسن ابراهيم سمعون 11 / 08 / 2011 03 : 12 AM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
عزيزي أيها الصقر ,,,ومن لايعرف الصقر يشويه ( مكررة)
مسكين أنت المكتف بالعلو ..
مسكين أنت وقلمك وأنا ... إن تبقى مكان للبغاث مثلي
صافحت هذه الخريدة بغير مكان ,,
يعجبني شعرك كثيرًا ,, فأنت شاعر , ولست بناظم
أوقع أيها الصقر بإعجاب
حسن ابراهيم سمعون

فاطمة البشر 11 / 08 / 2011 18 : 05 PM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
عزيزي
وأنا أكتفي بالذهول أيضا
لروعة بوحك ، وجميل حرفك
دمت مبدعا
ودي ووردي

محمد الصالح الجزائري 18 / 08 / 2011 57 : 08 PM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر أبوعيدة (المشاركة 122662)
قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
صقر أبوعيدة
شِعرٌ على فَمِه دِلاءٌ تَرقُبُ الأشْطانَ تَسْحبُها إلى حَلْقٍ نَشفْ
أَدْلَيتُ دَلْوي رُبَّما أَروي سُطوراً خَطَّها هَمٌّ على وَرقِ الشَّظفْ
فَتَشرَّبتْ جُدرانُه غَسقَ الكلامِ ولم يُصِبْ منها تَباشيرَ الأَلِفْ
وَاخْتطَّ منْ أَوجاعِهِ حُلْماً يَرى الدُّنيا جِراحاتٍ عَلى وَتَرٍ نَزَفْ
وَاللّيلُ إنْ تَعطشْ جَوانِحُهُ يُعبِّئْ جَوفَهُ منْ أدْمعٍ سُكِبتْ على نَعلِ الْجُنودْ
والغانِياتُ تَراقَصتْ أسماؤُهنَّ على الشّوارِعِ في تَبَسُِّمِهنَّ ألْوانُ النَّغَفْ
فَتَحجَّرتْ صُوَرُ القَصيدِ وطالَ فيها ظَلْعُها
وَاسْتَعْسَرَتْ لُغةُ القَوافي والمعاني والشّرفْ
والبحرُ يَغسِلُ هَمَّهُ بَين العَواصِفِ..
لا يَرى شَمساً تُضيءُ لهُ عَرانِيسَ الضُّحَى
حتى إذا فَزِعَتْ مُلُوحَتُه إلى الشُّطْآنِ..
صَدَّتْ غَاشِياتُ الرِّيحِ صَوتَ الأُمْنِياتْ
ما منْ مَناراتٍ هُناكَ لمنْ تَقَلَّبَ في الْمَهانَةِ واسْتَخفْ
أَوَلَمْ تَرَوا شَعباً يَعيشُ على مَصائِبِهِ..
وَيُلْجئُ ظَهرَهُ لِلْوَهمِ حتى قَادَه دمعُ الأسَفْ
وَنَواضِحُ الأشْعارِ غِيضَ حَليبُها
دُوَلٌ إذا عَطِشتْ حَدائِقُها مَشتْ خُطُواتُها لِلنَّوءِ ترجُو الْمُسْتَقَى
وَالرّأسُ يُغرِقُ أَنفَهُ في بِرْكَةٍ حُفِرتْ لهُ حتى كَلِفْ
وأنا على طُرُقِ البَلاهَةِ أمْتَطي خَيلَ الْجُدودْ
وَأُحيكُ ثَوبَ قَصائِدي لَوزاً منَ الأرضِ التي فُجِعتْ على حُلْمٍ سَلَفْ
أَسْتنشِقُ الكَلِماتِ منْ حرفٍ نَما بينَ الخُنوعِ وَبينَ دَمعاتِ الوَرَى
وَحُروفيَ الأُخرَى تُقادُ إلى أَخادِيدِ الرَّدَى
نُحِتتْ على أرضي ومكتوبٌ على عَتَباتِها بالضَّوءِ قِفْ
وأُنيخُ قلبي فوقَ أوراقِ الْقَصيدْ
كَلِماتُهُ تَأْبَى الْمُثولَ فلا أَرى غيرَ الْجُحودْ
تَجري إلى شَطٍّ غَريبٍ مُخْتَلفْ
وَأَرى دِماءَ النَّصِّ تَدْنو صَوبَ وِديانِ الْجَفاءْ
والشَّوكُ يَحْبِسُ وَردَ حَقلي واللِّقاءْ
وَتَمَلَّقتْ لُغةُ الظُّنونِ ولم تَكِفْ
شِعري يُراقِبُ بَعضُهُ بعضاً ويَشْرُدُ منْ مَلامِحِهِ..
يَخافُ اللَّونَ في غُرفِ الزَّنازِينِ التي تَشْكو الْغُرَفْ
يَتَرَقَّبُ الأَقدامَ تحمِلُه إلى نَعْشٍ تَجَهَّزَ للرَّحيلْ
ويقولُ مالي والقَصيدُ إذا تَعَثَّرَ زَنْدُهُ
لم يُورِ ناراً تأْتَلِفْ
لا تَهْمِزوني وارْقبُوا أرضاً تَجيشُ منَ العَسَسْ
أَتْعبتُ شِعري بالتَّمَنِّي والتَّخَلِّي والتَّجلِّي والتَّحلَِّي واللَّهَفْ
والأُمْنياتُ اسْتَحْدَثتْ ألوانَ تِيهٍ في الغِيابْ
كلٌّ على سَفرٍ لِيومٍ تَلْتَوِي فيهِ الرِّقابْ
فَامْضُوا فما الأعْمارُ إلا وَمْضةً رَقَدتْ على تَلٍّ خُسِفْ
وَيلٌ لِمنْ تَركَ الثَّوانِيَ تَمْتَطي سُنَنَ العَذابْ
منْ كانَ يَخْشَى نارَها فَلْيأَتِ كَفَّاً منْ تُرابْ
لنْ تَملِكوا سَرْجَ الصَّهيلِ إلى السَّحابْ
أَو شَمْعةً للدَّربِ إن غَمَّ الضَّبابْ
قَالوا وليسَ على شِفاهِ القَومِ غيرُ مَسَبَّتي: أَنتَ الْخَرابْ
شِعري يَجوعُ على الرَّصيفِ ولا أَمُدُّ يَدي إلى لَحمِ الكِتابْ
خَمْسٌ منَ اللَّبَناتِ أَبْني فَوقَها قَلبي وَأكسُوها الشُّغُفْ
فَالغِرُّ يَنْسَى رِحْلةَ اللّحظاتِ أو كيفَ الحِسابْ
وَحَسِبتُ أنِّي أَسْطَعُ التَّطْوافَ حولَ خَواطِري
حَتى رأيتُ فُؤادِيَ الْمَبهُورَ حَجَّ ولم يَطُفْ
فَالظَّنُّ يُغْرِقُني بِحرْفٍ حِبْرُهُ نَارٌ..
وَأحْسِبُهُ معُ الأيامِ بَرداً يَنْصَرِفْ
هَربَ القصيدُ منَ الضَّميرِ ونامَ في جَسدٍ رَقَصْ
وَيَميلُ جَفنُ العينِ والصُّلبُ اسْتَجابْ
فَيَخِرُّ للصَّنمِ الذي يُلْقِى العَلَفْ
يا أيّها القَلمُ الْمُكَتَّفُ بالذُّهولْ
أْرْكضْ بِقلبِكَ هذهِ الدُّنْيا قَتُولْ
وَانْفُضْ غُبارَكَ قبلَ أنْ تُطْوَى الصُّحُفْ

وتُثبت بتاريخ/2011/08/18

دينا الطويل 04 / 10 / 2011 34 : 11 PM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
الحق يقال ...
قصيدة تطرز بماء الذهب ..
أبيات قوية في المعنى والصياغة واللغة..
امنياتي الطيبة لك

صقر أبوعيدة 07 / 10 / 2011 41 : 10 AM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
أستاذي الحبيب حسن إبراهيم
أعلم أنكم تنثرون الثناء من قلوبكم الكبيرة المحبة
وهي خصالكم الراقية
فشكرا لبهائك أيها البهي النبيل

صقر أبوعيدة 07 / 10 / 2011 43 : 10 AM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
الأديبة الراقية فاطمة البشر
حضوركم ثناء وثناؤكم شرف لي
بوركت أخيتي
وحفظك الله
ومعذرة على تأخري المغلوب عليه

صقر أبوعيدة 07 / 10 / 2011 45 : 10 AM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
شاعرنا وأستاذنا الحبيب محمد الصالح
يكفيني أن اراك هنا شامخا متألقا مبتسما
بوركت أخي وثبت الله أقدامك في محبته
حفظك الله
ومعذرة على تأخري غير المقصود

صقر أبوعيدة 07 / 10 / 2011 47 : 10 AM

رد: قَلَمٌ مُكَتَّفٌ بِالذُّهُول!
 
الأستاذة المكرمة دينا الطويل
تمرون هنا فينتشي النص ببهائكم
بوركت أخيتي على ما نثرتم من عطر وبهاء
حفظك الله
وأستميحكم عذرا على تأخري


الساعة الآن 03 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية