![]() |
تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
تقصير!!
ــــــــــــــ 1 ـــــــــ قال رئيس الجمهورية مونّبا وزير داخليته الذي وقف يرتجف بين مخالبه وقوف تلميذ مذنب أمام مدرّس لا يرحم: ــ أخبرني يا سي الحمار.. هل أن وزراء داخلية الدول الثلاث الذين تقدموا علينا كانوا أكثر منك حرصا على أمن دولهم أم أنّ.. رفع وزير الداخلية هامته الصلعاء ببطء شديد مكنّه من استراق النظر الى سيده الغاضب.. ثم تمتم بصوت خفيض: ــ عفوا سيادة الرئيس و لكن... أسكته رئيس الجمهورية باشارة مذلة بيده ثم استمر موبخا: ـــ أم أن الكوادر الأمنية التي وضعت على ذمة وزراء الدول الثلاث التي حازت السبق علينا، كانت أشد حزما و أحسن تدريبا من التي سخرت لك؟ توقف رئيس الجمهورية ليعدل مكيف هواء كان على يساره ثم أضاف موبخا: ــ ثم هل تستطيع أن... توقف رئيس الجمهورية ثانية ليرفع سماعة الهاتف الأهم على مكتبه: أشرق وجهه و هو يقول مرحبا: ــ فخامة الرئيس؟... طاب يومك.. كيف حال مدام ساركوزي... أضاف رئيس الجمهورية وهو يقذف وزير داخليته بقلم حبر حمله على رفع هامته المرتخية على صدره. ـــ عقيلتنا بخير هي ايضا. ثم و هو يشير براسه الى وزير داخليته بالمغادرة: ــ كلنا على أحسن ما يرام. تابع و هو يعبث بقلم حبر احمر. ـــ لقد سبق و أكدت لكم ذلك أكثر من مرة ... ثم وهو يحيط باللون الأحمر، فقرة من ورقة كانت أمامه: ـــ سأكون دائما عند حسن ظن فخامتكم بي... ثم وهو يمعن في تطويق نفس الفقرة بمزيد من الخطوط الحمراء ـــ عفوا عفوا فهذا واجب وطني قبل ان يكون خدمة للمجتمع الدولي. ثم وهو يضيف الى الخطوط الحمراء التي احاطت بالفقرة، خطوطا رفيعة جعلتها تضاهي أسلاكا شائكة: ـــ و عندنا ايضا مثل تونسي يقول اقطع الرأس تنشف العروق! ـــ 2 ـــ بعد أقل من مضي نصف ساعة على مغادرة رئيس الجمهورية. و حين همّ الوكيل أول راضي الصامت بإجراء تنظيف سريع على المكتب الرئاسي، تسمّر طويلا وهو يفكر بما عساه يصنع بورقة كانت تستقرّ بجوار الهاتف الأحمر.. وقد حق للوكيل أول راضي الصامت ان يتردّد، فلأول مرّة منذ أكثر من عشرين سنة يتعرض فيها الى هذا الإختبار الرهيب. لأن دخوله مكتب رئيس الجمهورية كان يسبق آليا بتمشيط متأنّ كان يجريه الرائد جلول خيرات لإخفاء كل ما عساه أن يخلف من وثائق تخص فخامته. خشية الوكيل أول راضي الصامت، ثم علمه بمئات الكاميرات الخفية و المعلنة التي زرعت في قصر قرطاج تحت اشراف شخصي من رئيس الجمهورية، هي التي حملته عن الإبتعاد مرتجفا عن الورقة.. و لو اطلع على عنوانها لعلم انها ترجمة حرفية لتقرير سنوي صادر عن منظمة العفو الدولية. ولو تجرأ ثانية ثم قرأ محتوى الفقرة المسيّجة باللون الأحمر لطالعه ما ياتي نصه" هذا مع الإشارة بأن تونس الجنرال بن عليّ تحتل ّ المرتبة الرابعة في العالم بالنسبة لعدد المعتقلين مقارنة بعدد السكان "! أوسلو 16 جوان 2010 |
رد: تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
قصة جميلة جدااا
وفكرة رائعه بالفعل كم سررت بقراءتي لطرحك سلمت أناملك أستاذي الفاضل دمت مبدعاا ودي ووردي |
رد: تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
الأخت الفاضلة فاطمة
صباح/مساء الفل و الياسمين اسعدني مرورك حياك الله و اسعد بالك تقبلي خالص ودى و تقديري |
رد: تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
اكتشف الحقيقة ولو أنها حقيقة مرة أن تونس فازت وبالمرتبة الرابعة
ربما كان يود أن تكون بالمرتبة الأولى لكن لا تحزن فبالتأكيد أنها شقيقة من الشقيقات قد فازت بالمرتبة الأولى فهذا فن لا يتقنه أحد غيرنا يوركت أستاذ حمادى بلخشين وبورك هذا الإبداع . |
رد: تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
هذا مضمار لا يجري فيه أحد سوانا فالمقاعد الأولى في الجيب !!
فاكثر من ثمانين بالمائة من لاجيىء العالم هم من المسلمين الأخت الكريمة ميساء اسعدني مرورك حياك الله و اسعد بالك لك كل المودة و خالص التقدير |
رد: تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
لقد سيجت الشعوب العربية بالخطوط الحمراء على مدار عقود طويلة تحت وطأة ما أسموه أمن الدولة مما جعل لنا السبق فى أعداد المعتقلين وتكميم الأفواه ..
لك يا أخى الألق كله وسعيدة بوجودكم هنا |
رد: تقصير!! قصة قصيرة حمادي بلخشين
نحن لا نستطيع في عالمنا العربي نزع فرّوج سلبه شرطي من مواطن في حين ينزع الحاسوب الشخصي لرئيس الكيان الصهيوني للتثبت من تهمة تحرش علقت به
هذا هو الفارق الرئيسي بيننا و بين أعدائنا الذين نريد التحرر منهم و نحن أسرى الأخت الكريم آمال تحياتي و تقديري |
الساعة الآن 47 : 03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية