![]() |
ليس مثل الحقيقة حزنا وإيلاما
ليس مثل الحقيقة حزنا وإيلاما
نحن شعوب لم تتحرر , ومن قال بذلك فقد كذب , نحن شعوب إستعضنا عن الإحتلال الخارجي بالإستبداد الداخلي , وهو أدهى وأمر. الإحتلال الخارجي مؤلم وموجع , لكنه سريع التشخيص , واضح البداية ومعلوم النهاية , ومعالجته مهما تكن مكلفة لابد أن تنتهي بالشفاء ولو بعد أمد طويل , أما الإستبداد الداخلي فهو أشبه بالسرطان الخفي , غامض البداية وغير مؤلم في أوله , لكنه مميت في آخره . يترقى على غفلة من المريض , حتى إذا ما تمكن أصبحت معالجته مكلفة , باهظة ودموية .ـ كما وصفه الدكتور خالص شلبي ـ . أنا معك في أن الأمة قد مرت بما هو أدهى وأمر . مرت بغزو أفغانستان , وبغزو العراق , وبالعدوان على لبنان , وبحصار غزة ورصاصها المصبوب , ولكن الفاعل كان معلوما لدينا بالضرورة , والعدو كان ظاهرا جليا , مهما حاول التخفي وراء مبررات نصرة الشعوب , أو الدفاع المشروع عن النفس , أو مكافحة الإرهاب . وكنا إذا ما سئلنا عمن فعل بنا هذا , نشير إليه ونقول هاهو دون عناء . كنا على قلب رجل واحد حين كنا نواجه الإحتلال الخارجي , وأصبحت قلوبنا شتى حين استشرى فينا الإستبداد الداخلي , وعند أول صرخة ألم , أبت كل أمراضنا إلا أن تطفح دفعة واحدة على جسد العروبة المنهوك, فانعقدت ألسنتنا من فرط الدهشة , واستعصت علينا الكلمات , وفقدنا أصواتنا ونحن نكتشف هول الحقيقة , وليس مثل الحقيقة حزنا وإيلاما . يا الله ,,, كم كنا مخدوعين , وكم كنا غررة مغفلين . لم نكن نعلم أن أمن إسرائيل من أمن أنظمة الإستبداد , ولم نكن نعلم أن أنظمة الإستبداد ستقوم بحرب بالوكالة عن إسرائيل , وستقصف المدن والقرى بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية , فتقتل من الشهداء في اليوم الواحد مالم تتجرأ إسرائيل على قتله في سنوات . لم نكن نعلم أن الخوارج الجدد , سيعتبرون العربية السعودية أشد خطرا عليهم من إسرائيل , وسيعتبرون تركيا رأس حربة في المؤامرة المزعومة على أنظمة الإستبداد التي وحدها جبهة للرفض ومعقل للمقاومة , وعنوان للممانعة . لم نكن نعلم أن الملالي هم ظل الله في الأرض , وأنهم الحامون للملة والدين , وأنهم يحشدون لليوم الذي سيزحفون فيه على بيت الله الحرام , لدكه وتحطيمه , وليس على بيت المقدس لتحريره . لم نكن نعلم أن أرض جنوب السودان التي كنا نسميها مزرعة العرب , ستصبح ضيعة مسجلة في إسم إسرائيل , وأن حكام جوبا سيرفعون علم إسرائيل في صباح العيد , نكاية بكل الصائمين , وعرفانا وامتنانا لحاضنة الإرهاب وصانعة خرائط الشعوب . لم نكن نعلم أن حكوماتنا العربية , ستقف موقف الخجول المتخاذل أمام مشاهد التقتيل , وفظاعات جنازير الطغيان وهي تسحل المتظاهرين في الطرقات , وأنها لن تتجاوز الإعلان عن مواقف طافحة بنفاق الحث على "حقن الدماء" فتضع الضحية والجلاد في نفس الكفة , وعلى مصاف متساوية . لم نكن نعلم أن فينا " أبطال " يخطئون عدوهم , فيدكون البيوت على أهلها , ويقصفون مآذن الرحمان ويستبيحون حرمات بيوت الله , في ليلة هي خير من ألف شهر عند الله . و"ضباط" شجعان , يصوبون فوهات رشاشاتهم نحو الصدور العارية , يسفحون دماء الأطفال والنساء والشيوخ على مذبح السلطة , عساها ترضى فتوشحهم بنياشين العار والشنار . و" مناضلون " مزورون , يلوكون علكة المؤامرة بأفواه لا تسأم من ترديد صدى الأسياد , وحججهم القميئة . و"قادة أحزاب" والغون في الدم , يعلنون إيمانهم الراسخ , بمشاريع الإصلاح الموعود , ويمشطون شعر "الثورة " ويجملون وجهها القبيح بمساحيق منتهية الصلاحية . و"رجال دين " دجالون من كل الأديان والطوائف والمذاهب , يبيعون صكوك الغفران عند أقدام "هبل " العظيم , ويتكلمون نيابة عن الرب الغاضب في أرضه وسمائه . و"كتاب" أزلام , يمتشقون أقلام الإسترزاق المغموسة في محبرة العمى السياسي , فيجهزون على كل مخالف في الرأي . يحيلون كل غاضب ثائر إلى مندس ومخرب , ويصبح عندهم كل متظاهر صادع بالحق , لئيما خسيسا بائعا للوطن , وعميلا للصهيونية , وتستحيل عندهم نساء الأمة المغتصبات من طرف أعوان الحاكم إلى زانيات وبائعات هوى , يردن تشويه صورة البلاد من خلال التجني على الأسياد . تالله ما بعد حزن الحقيقة حزن , ولا بعد إيلامها إيلام . فإن تك مثلي موجوعا , عليك ألف سلا م وسلام , مكناس في : 8 شتنبر 2011 موافق 8 شوال 1432 حسن الحاجبي . |
رد: ليس مثل الحقيقة حزنا وإيلاما
موجوعة حتى النخاع أستاذي.... موجوعة على وطن سرقوه منا بإسم الثورة... موجوعة على وطن عبدت طريق حريته دماء زكية لشباب و زهرات في ربيع العمر...ودموع طاهرة لأمهات ثكالى منكوبات...و اليوم يدنسه و يتقاسمه مُتأمركون و مُتفرنسون قالوا أنهم تونسيون...ما عاد حتى في المآقي دمع أسكبه من أجلك يا وطن...موجوعة حتى النخاع فعليّ الف سلام و سلام. |
رد: ليس مثل الحقيقة حزنا وإيلاما
و"قادة أحزاب" والغون في الدم , يعلنون إيمانهم الراسخ , بمشاريع الإصلاح الموعود , ويمشطون شعر "الثورة " ويجملون وجهها القبيح بمساحيق منتهية الصلاحية . و"رجال دين " دجالون من كل الأديان والطوائف والمذاهب , يبيعون صكوك الغفران عند أقدام "هبل " العظيم , ويتكلمون نيابة عن الرب الغاضب في أرضه وسمائه
هو المقال الكافي لمن أراد معرفة الجواب الوافي ... هذه هي الحقيقة المرة مع الأسف الشديد.. شكرا لك أخي الكريم على ما تفضلت به ولك الود والتقدير |
الساعة الآن 59 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية