![]() |
حلم في رأس أمـّي - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
1 مرفق
[align=justify]قد يدهش البعض حين تحكي له عن حلم ما زال يتردد في الذهن دون أن يبرح مدة تزيد على ستين عاما .. وعندها يكون السؤال لماذا لا يرتبط الحلم بما نعيشه الآن ، بوقتنا الراهن ؟؟.. هل من المعقول أن نترك كل ما يحيط بنا ، ونذهب في أحلامنا نحو ما كان موجودا منذ وقت طويل جدا وكأنّ الحاضر كله ممسوح الملامح لا وجود له ؟؟.. هل من المنطقي أن يحلم الإنسان بشيء حدث منذ سنوات تطول حتى تتجاوز ستين عاما أو سبعين..كيف ؟؟..
تصرّ أمي على أنّ الحلم الذي يتكرر منذ سنوات هو واحد حيث ترى نفسها في بيتها الذي خرجت منه في حيفا وما يحيط به.. هناك تعيش في حلمها هذا .. تركض .. تصعد الدرج .. تمشي في الشارع .. تحدث الناس .. تذهب إلى مدرستها .. تجلس وراء مقعدها في الصف .. وجوه وكلام المدرّسات.. بعض الأناشيد بكلماتها وحروفها وكيف كانت تقال .. الطعام..حالة الجو في الصيف أو الشتاء .. جبل الكرمل .. امتداد سفح الجبل .. البحر.. شبابيك البيت المطلة على البحر.. البحر وهو يقترب ويبتعد .. الوجوه التي كانت تمر للأهل والأحباب والأقارب هي نفسها.. لا شيء تغير أو تبدل.. ويأتي اليوم الثاني ليتكرر الحلم .. وهكذا في غيره من الأيام .. حيفا .. البيت .. الشارع .. أحيانا غيمة في السماء .. أحيانا زرقة شديدة رائعة .. حتى الصديقات قد يحضرن ويذهبن .. الأقارب .. الأم والأب .. الأخوة يوم كانوا في أعمارهم هناك .. والسؤال كيف ولماذا ؟؟.. لماذا لا يتغير هذا الحلم؟؟.. حتى عمر والدتي في حلمها يعود إلى ساعته ووقته ، أي تعود تلك الصغيرة التي خرجت من فلسطين عام النكبة أو قبل ذلك بعدة سنوات ؟؟.. طبعا هو الحلم المشتهى أو حلم الشيء الذي لا تريد سواه .. فالوالدة لا تؤمن ، كغيرها من أهل فلسطين بأن الوطن يمكن أن يكون غير فلسطين..لذلك فالأحلام التي تدور في الرأس ولا يتحكم فيها الإنسان تنقل بشكل مباشر الرغبات والمكبوت والمرتجى .. فالوالدة التي تنتقل بروحها وجسدها في حلمها إلى حيفا تريد هذا الواقع بل تطلبه بكلّ قوتها ، ولم تستطع كل السنوات أن تنسيها أو تبعدها عن فلسطين بأي شكل من الأشكال .. سنوات طويلة وكثيرة مرت ، أحداث وأحداث قد كانت خلال هذه الفترة الطويلة .. ناس ذهبوا وماتوا ، وناس ولدوا وحضروا.. لكن الصورة تركزت على شيء واحد هو حيفا والبيت والشارع وكلّ ما اغتصب وراح سرقة دون أي مبرر .. العقل يرفض ذلك وهذا شيء طبيعي لأنه مخالف للطبيعة .. والعواطف والأحاسيس ترفض ذلك لأن ما حدث لا يمكن أن يقبل بأي شكل من الأشكال.. الذات الإنسانية تشعر بثقل الظلم الذي وقع فشرد شعبا وجعله خارج وطنه وأرضه .. والشيء الطبيعيّ أن يكون التعويض المناسب بالعودة إلى هذا الوطن تحديدا .. هل نقول لكل هذا عليك أن تكون واقعيا وأن تقبل بما جرى ؟؟.. إذن تعالوا نحاكم حلما !!.. تعالوا نصرخ في وجه عين مغمضة نائمة طالبين التمهل فالأحلام التي تتوارد على شاشة القلب والروح غير واقعية !!.. كيف نتحكم بهذا؟؟.. كيف نغير مجرى الأحلام التي تعبر عن شخصياتنا وأحلامنا وأفكارنا وتطلعاتنا ؟؟.. هل ندهسها ونقيدها ؟؟.. هذا ليس بيدنا .. فالوطن الحاضر في الحلم سيبقى ، وغدا سيكون الحلم حقيقة حين نعود إن شاء الله إلى كل حبة تراب من وطننا الحبيب ؟؟.. طلعت سقيرق [/align] |
رد: حلم في رأس أمـّي - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
إن شاء الله يا أستاذ طلعت يتحقق حلم الأم الفلسطينية بالعودة و معانقة حيفا التي تأتي إليها في الحلم وكأنها تهرب من الاحتلال لتلقى ابنة لها.
جعل الله عودتك أيضا قريبة لأعمالك و بيتك و أمك الفلسطينية النبيلة. تحياتي |
رد: حلم في رأس أمـّي - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
إنهم حاولوا محاصرة أحلامنا وأنت أستاذ طلعت وأنت أستاذة هدى تعلمون جيداً أن غولدامائير قالت : يموت الكبار وينسى الصغار!
لكنهم تفاجئوا بأن الصغار والكبار تمسكوا بأحلامهم حتى الذي لم يعرف فلسطين إلا من حكايات الجد تمسك بها لأن هذه الأحلام ليست ضرباً من الخيال وإنما هي أحلام مشروعة ومحقة أحلام بعودة المظلوم إلى الأرض التي هجر عنها قسراً شفاك الله أستاذ طلعت وعافاك شكرا لك أستاذة هدى على هذه المواضيع الرائعة |
الساعة الآن 03 : 03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية