![]() |
هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟! بقلم علاء زايد فارس [align=justify] في منتصفِ تلكَ الليلةِ المقمرة، ساقتهُ قدماهُ إلى ذاكَ المكانِِ البعيد عن صخبِ المدينةِ وضجيجها، مكانٌ تركتْ فيهِ المصابيحُ الكهربائيةُ السيادةَ لنورِ البدر، كانَ يمشي هائماً على وجهه، لا يحمل على كاهله فقط همومهُ الشخصية المتراكمة منذُ عدةِ عقودٍ عجافٍ قضاها يكابدُ ظروفَ الحياة، بل همومَ الملايينِ ممن تتقنُ ألسنتهم لغةً تميزت بجمالها الذي لا ينضب، ومفرداتها الكثيرة الغزيرة والتي انحصرت هذه الأيام في مفردة واحدة تدعى : ارحل! هذا المواطن العربي الفلسطيني اختاره القدر لتكون ليلته المقمرة امتداداً لليالي ألف ليلة وليلة، وذلك حينما لمعَ شيءٌ ما على سطحِ الكثبان الرملية القريبة من شاطئِ البحر. اقتربَ المواطنُ من ذلك الشيء وهو يمشي ببطءٍ تحت تأثيرِ بريقه المغناطيسي وبآبئهُ تضيقُ تدريجياً، أمسكَ به وأخذَ يتحسسه وهو مبهورٌ بما تشاهدهُ عيناه! همسَ في نفسهِ وبريقُ ذلكَ الشيء ينعكس وهجاً في عينيه: لابدَّ وأنه إبريقٌ ثمين، فهو لا يبدو كالأباريقِ التي نستخدمها، إنه عريق وثقيل الوزن! فكر قليلاً وهو يتأمله بعمق، وفجأةً أخذ يضحك ثم رمى الإبريق وراء ظهره قائلاً: هذا هراء لابد أن الصينيين يخدعوننا مرةً أخرى بمنتجاتهم المفبركة! لكن صوتاً ما أجابه: شكراً لك... لقد حررتني من هنا بعدما كنت حبيساً في الظلام آلاف السنين، أنا مدينٌ لك بحياتي! نظر خلفه وإذا بهالةٍ من الضوء الأزرق تشبه الغيمةَ لها عينانِ متوهجتان وفمٌ عريض يبتسم له! لقد شلت الصدمة أركانه ولسانه وبدأ جسده يرتعدُ من شدةِ الخوف! فقالت الهالة له: أيها الإنسان الطيب لا تخف، أنت حررتني من سجني، لك ثلاث أمنيات فتمنى ما شئت، ولكن لأنك صديقي الذي فكَّ أسري سأسدي لكَ نصيحة: إذا أردت أن تطاع فأطلب المستطاع ، فأنا عفريتٌ من الجن قدراتي محدودةٌ بعض الشيء، فكما لديكم في عالم البشر رتبٌ في الجيش والحكومة والوزارة، فنحن في عالم الجن لدينا نفس الشيء، هناك العامر والجني الطيار وهناك المارد والغول وهكذا، لكن الفرق بيننا وبينكم أننا لا نتعامل بفيتامين واو " الواسطة والمحسوبية" كما تفعلون أنتم! لذا باختصار: فكر جيداً يا صديقي وكن منطقياً ولا تضيع الثلاث أمنيات! نجح في السيطرة على خوفه قائلاً وهو يتلعثم: حسناً حسناً أيها العفريت الطيب، أرجوك أعد لنا فلسطين من بحرها إلى نهرها، فلقد عانينا كثيراُ من أذى الاحتلال، ونحتاج هذه الفرصة كي نحيا بسلامٍ على أرضنا... نظر إليه العفريت غاضبا: ألا تدرك يا رجل أنك تتحدث عن دولة تمتلك أكثر من 300 رأس نووي وليس على حظيرةٍ من الدجاج؟؟! الدولة التي تطالبني بإزالتها تمتلك أعتى وسائل الإعلام في العالم، وتتحكم بأقوى دول العالم عسكرياًّ وسياسياًّ واقتصادياًّ... آلاف القرارات الأممية التي بقيت حبيسةً في أدراجها دون أن تلزمها بشيءٍ تجاهكم، أكثر من عشرين دولةً عربية غير قادرةٍ على تحرير فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً، وبعد كل هذا تريدني أنا العفريت الصغير أن أزيل لك هذا الكيان في ثوانٍ معدودة! ضاعت عليك أمنيةً من الأمنيات الثلاث! - إذاً أرجوك اجعل الحكامَ المستبدين في عالمنا العربي يتنحون عن الحكم دون دماء! أيها الصديق الغبي: هناك الملايين من البشر يصرخون في الشوارع : ارحل ارحل ارحل ، اسمعوها للكواكب الأخرى حتى تنحى حكامها، وزعيم ال " 99.9" لا زال جالساً على كرسيه وكأنه لم يسمع شيئاً! لقد نجح الأطباء في فصل التوائم السيامية وفشل العلماء والحكماء في الفصل بين مؤخرة الحاكم العربي وذاك الكرسي اللعين، وتريدني بعد كل هذا أن أفصل بينهما؟؟؟! أعدني إلى الإبريق لقد أصبتني بالإحباط أنت وأمنياتك المستحيلة! - مهلاً مهلاً انتظر يا صديقي فلا زالت لدي أمنية وهي سهلة وبسيطة، دعك من تحرير فلسطين ودعك من إزاحة الحكام العرب، بالتأكيد يمكنك أن تجعل جامعة الدول العربية اسماً على مسمى أو على الأقل أن تجعل الفرقاء الفلسطينيين يجتمعوا على كلمةٍ واحدة ليشكلوا حكومة وحدة وطنية! - بربك يا رجل قل لي هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟؟! [/align] علاء زايد فارس 31/10/2011م ملاحظة للأمانة الأدبية والفكرية/ [align=justify] فكرة الموضوع ليست بالجديدة، وإنما اقتبستها من بعض النكات المتداولة بين عامة الناس وحورتها بالإتجاه السياسي لتصبح طرحاً جديداً، وبالأصل جاءتني فكرة الموضوع بعدما قرأت قصة قصيرة طريفة للدكتور نبيل عودة تحمل طابعاً اجتماعياً فلسفياً [/align] |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
[align=justify]أخي علاء ..
الفكرة جميلة جدا ، لكنني أجد أنك استعجلت في بلورتها ، أنتظر منك بلورة الفكرة أكثر و لا تتعجل في طرحها ، تعلم جيدا أنني ألمح فيك كاتب ساخر متميز . يا رب يصلح حال الأمة العربية . تحيات أخوك جمال سبع .[/align] |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
راقني كثيرا طرحك سررت بتواجدي هناا دمت مبدعا "أ. علاء فارس" ودي ووردي |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
اقتباس:
اقتباس:
بالنسبة لنقدك البناء، نظرت إلى الموضوع مراراً وتكراراً ولم اشعر بوجود مشكلة واضحة من حيث نضوج الفكرة، بالعكس لقد شعرت أن النضوج كاد أو ربما وصل إلى منحى سلبي! فالموضوع كان شاملاً -رغم قصره- على عدة قضايا رئيسية وفرعية مرتبطة ببعضها البعض بشكل مباشر أوغير مباشر( طول أمد احتلال فلسطين " وهو واقع مر نتج عن وقائع أكثر مرارة " ، الحكام العرب، جامعة الدول العربية، الفرقة الفلسطينية وهي الأسوء من وجهة نظري على قضيتنا) وكذلك الفرعية مثل (المنتجات الصينية، الواسطة والمحسوبية، الامم المتحدة ....إلخ )..... فالوجبة لربما كانت دسمة بعض الشيء على القارئ وقد أٌثْقِل كاهل الموضوع من شدة المآسي وكثرتها، وبالطبع آرائكم تمثل لي المرآة الصادقة التي تكشف لي ما يجب أن أعرفه، وبما أني مجهد من كثرة الامتحانات التي تلاحقني بلا هوادة فلم أتمكن من الإمساك بتلابيب المشكلة التي تحدثت عنها، لذا سأكون سعيداً لو وضعت يدك أستاذ جمال على الجرح حتى أنتبه للخطأ وأطور قلمي نحو الأفضل، سأكون شاكراً لك دائماً، ولكل من أهدى إلي عيوبي... احترامي وتقديري لك أستاذ جمال ولنقدك البناء الهادف وشكراً على حضورك العامر بالخير |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
[align=justify]أخي علاء ..
كما قلت من قبل الفكرة جميلة ، لكن الذي يقرأ العنوان يجد أن محتوى الموضوع منفصل عنه بشكل ما ، فالعنوان هو إختصار لفكرة النص ككل ، القارئ أخي علاء يحبذ أن ينجر جرا و هو ينتقل من مرحلة إلى أخرى في تتابع النص ، الكتابة الساخرة تحبذ أن تحتوي على رسائل مشفرة بين السطور مع عنصر الإبتسامة و الضحك على الواقع المر . أخي علاء لكي يكون لك حظور جميل يجب أن يكون لك عنصر المفاجأة و خلق صور جديدة تبهر الذي يتابع نصك . أخي كتاباتك كلها جميلة ، و ما كتبت لك إلا لأنني أجد فيك قلم متميز . أنتظر جديدك بشغف . تحياتي و تقديري .[/align] |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
اقتباس:
بارك الله فيك ولا حرمنا الله هذه الطلة الجميلة |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
اقتباس:
فيما يخص العنوان معك حق، لقد كان عنوان الموضوع " الأمنيات المستحيلة!" لكني آثرت تغيير العنوان لأني حرصت أن لا أنعت تحرير فلسطين بالأمنية المستحيلة، ويمكن اعتماد هذا الخيار مجازياً من باب المبالغة، ما رأيك أستاذ جمال في العنوان " الأمنيات المستحيلة!"؟؟ كل ما ذكرته أستاذ جمال صحيح حول تشفير النصوص ولكن باعتقادي أن بعض النصوص من الصعب تشفيرها، خصوصاً التي تحمل هذا الكم من البعد السياسي، لذا آثرت أن يكون النص مباشراً لكي أوصل رسالة بأننا تعبنا من كثرة المشاكل، تعبنا من الفرقة ، تعبنا من الظلم والكبت والفتن ونريد أن نتفرغ لتحرير الأرض والإنسان. وأنا مقتنع تماماً بكل ما تفضلت به وسأعمل بنصائحك إن شاء الله شكراً لك أستاذ جمال، ودائماً لا تبخل لي بنصائحك الثمينة فإن كنا لا نقبل النصيحة والنقد فلماذا ننتقد الآخرين والسياسيين؟؟! في هذه الحالة الأجدر أن أكسر القلم، أو أترك ساحة الساخر ، أليس كذلك؟؟ احترامي وتقديري لك أيها الفاضل |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
[frame="1 98"]
مباشرة أي نعم ولكن المقام يتطلب هذا..فقط لا ينبغي أن نصرّح بكل شيء حتى لا نلغي عنصر الجمال وسحر الموقف وحتى لا نُتّهم بالعدوانية (الأدبية طبعا) ..لذلك رأيي لو حذفتَ هذا المقطع (أحد الحكام عاد محروقاً - نصف إنسان - ليكمل ما تبقى له من مشوار الزعامة، والآخر تكالب عليه العرب والعجم كي يخلعوه خلعاً من الحكم، فلم يسلمهم الأرض إلا محروقةً وقد حرق معها!) لماذا؟؟ لأنّ المعلوم الظاهر والمعروف للعام والخاص الأفضل تجاوزه أدبا !!! هذا رأيي ... فعلا لقد استمتعتُ بني علاء..فأنتَ كما قال أخي جمال ـ قلم واعد ـ وطالما تتقبّل النقد بصدر رحب وبكل روح رياضية فستكبر سريعا في دنيا الإبداع!!! مودتي... [/frame] |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
اقتباس:
نعم لطالما اعتمدت في الكثير من النصوص على التلميح والتمويه لكن لربما اخترت المكاشفة بهذا النص وقد زادت عن حدها ، كما قلت للاستاذ جمال، لربما كثرة النضوج تؤدي لاحتراق الطبخة! إذا وبما أن خاصية التعديل قد تلاشت من النص سأراسل الأستاذ جمال حتى نتمكن من تنفيذ إصلاحات للنظام... أقصد للموضوع :-) بارك الله فيك أستاذي محمد الصالح وشكراً لك وللأستاذ جمال على هذه الملاحظات المهمة |
رد: هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
أخي الفاضل علاء .. ربما دخلت متأخرة حتى أني لم أقرأ النص كما وضع أول مرة .. لكن مع هذا فكرتك رائعة جدا و ذكية .. و قد عبَّرت بطريقة مذهلة عن الوضع الراهن .. فإن كان مارد المصباح عجز عن تحقيق الأمنيات الثلاثة فهذا يعبر عن واقع لا يمكننا الفرار منه و لا حتى إنكاره القضية الفلسطينية بقيت اعواما طويلة إن لم نقل قرون حديث الساعة و لم تشهد تطورات توحي بأنها على الطريق الصحيح اللهم بعض النقاشات و الحوارات العقيمة .. قضية الحكام العرب لا تحتاج لتوقيع و لا حتى شهادة فهي آنية و الكل مطلع عليها تماما فلا يكاد كرسي يخلو من ساكنه حتى يغرق في بركة عميقة جدا من الدماء .. أما قضية الجامعة العربية فهي أيضا مسلك للحوار و الكلام و الحديث الذي لم أرى له حتى الآن نتيجة على أرض الواقع كل القضايا التي عرضتها في حوارك الذكي هنا هي قضايا معلومة و مفضوحة للكون ... فقط احتاجت للتنويه الساخر و هو ما وجدته انا هنا صحيح ... قلت انك استلهمت الفكرة من النكت المتداولة و انا في رأيي نصك هذا أجمل نكتة قراتها و أجمل قصة اطلعت عليها حتى الآن ( حتى انها أفضل من قصة علاء الدين و المصباح السحري ) و هي مصادفة أيضا تشابه إسميكما سعدت كثيرا بتواجدي هنا .. الفكرة ناجحة جدا أخي علاء و وجود اخي جمال و الأستاذ القدير محمد الصالح هو إثراء للموضوع .. و قد اتضح أيضا إعجابهما بالموضوع كفكرة و كنقاش شكرا على كل هذا الإبداع .. |
الساعة الآن 11 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية