![]() |
الشجرة الأم
[frame="10 10"]
الشجرة الأم بقلم - لينا كيلاني [align=justify]استيقظ طارق يوم عيد الشجرة متأخراً على غير عادته وكان يبدو عليه الحزن. ولما سأل أمه عن أخوته وقالت له انهم ذهبوا ليغرسوا اشجاراً اضطرب وقلق. قال بغيظ : ومتى ذهبوا ياأمي؟ أجابت : منذ الصباح الباكر .. ألم يوصوكم في المدرسة أنه يجب أن يغرس كل منكم شجرة ؟ ألم ينبهوكم إلى أهمية الشجرة؟ قال: نعم.. لقد أوصتنا المعلمة بذلك... وشرحت لنا عن غرس الشجرة في عيد الشجرة، أما أنا فلا أريد أن أفعل. قالت الأم بهدوء وحنان: ولماذا ياصغيري الحبيب؟... كنت أتوقع أن تستيقظ قبلهم، وتذهب معهم. لم يبق أحد من أولاد الجيران إلا وقد حمل غرسته وذهب، ليتك نظرت إلى تلاميذ المدراس وهم يمرون من أمام البيت في الباصات مع أشجارهم وهو يغنون ويضحكون في طريقهم إلى الجبل لغرسها. إنه عيد يابني فلاتحرم نفسك منه. قال طارق وقد بدأ يشعر بالغيرة والندم: لكن الطقس باردجداً ياأمي. ستتجمد أصابعي لو حفرت التراب، وأقدامي ستصقع. أجابت: ومعطفك السميك ذو القبعة هل نسيته؟ وقفازاتك الصوفية ألا تحمي أصابعك؟ أما قدماك فما أظن أنهما ستصقعان وأنت تحتذي حذاءك الجلدي المبطن بالفرو. صمت طارق حائراً وأخذ يجول في أنحاء البيت حتى وقعت عينه على التحفة الزجاجية الجميلة التي تحفظ صور العائلة وهي على شكل شجرة، ووقف يتأملها. قالت الأم : هل ترى إلى شجرة العائلة هذه؟ إن الأشجار كذلك.. هي عائلات... أم وأب وأولاد. وهي تسعد مثلنا إن اجتمعت مع بعضها بعضاً وتكاثرت، فأعطت أشجاراً صغيرة. إن الشجرة هي الحياة يابني ولولاها ماعرفنا الفواكه والثمار.. ولا الظلال ومناظر الجمال إضافة إلى أننا ننتفع بأخشابها وبما تسببه لنا من أمطار، ثم هل نسيت أن الأشجار تنقي الهواء وتساعدنا على أن نعيش بصحة جيدة. صمت طارق مفكراً وقال : حسناً... أنا أريد إذن أن أغرس شجرة.. فهل شجرتي ستصبح أماً؟ أجابت الأم بفرح: طبعاً... طبعاً يابني. كلما كبرت ستكبر شجرتك معك، وعندما تصبح أنت أباً تصبح هي أماً لأشجار صغيرة أخرى هي عائلتها، وستكون فخوراً جداً بأنك زرعتها. أسرع طارق إلى خزانة ثيابه ليخرج معطفه وقفازاته، سأل أمه بلهفة: هل أستطيع أن ألحق... أخوتي والجميع؟ ضحكت الأم وقالت: كنت أعرف أنك ستطلب مني ذلك... شجرتك في الحوض أمام الباب في كيس صغير شفاف وأنا كما تراني قد ارتديت ثيابي هيا بنا. وانطلق طارق مع أمه فرحاً يقفز بخطوات واسعة. واتجها نحو الجبل وهما يغنيان للشجرة: شجرة الحياة أنشودة الحياة[/align][/frame] |
رد: الشجرة الأم
[align=justify]رائعة جدا .. ترى لو فكرت كل مؤسسة بهذا النحو . كيف ستصير جبالنا و ربانا التي تعرت بفعل الحرائق وتدمير الغابات من أجل البناء ؟
شكرا لك اسماء .. استمتع جدا ، ولي حديث مع تلامذتي في حصة المساء عن هذه النصوص المتميزة . مودتي .[/align] |
رد: الشجرة الأم
في الماضي كان طلاب المدارس يخرجوا ليزرعوا الأشجار في عيد الشجرة ، ولم يعد هذا قائما الآن ... بوركت جهودك المميزة " أ. اسماء " ودي ووردي |
رد: الشجرة الأم
اقتباس:
آمل أن تجد الفكرة صدى لدى أحبتنا الصغار. مرورك يسعدني كثيرا. محبتي. |
رد: الشجرة الأم
اقتباس:
و كنت من ضمن التلاميذ الذين تفرحهم مثل هذه الحملات و أظنك كذلك يا صديقتي شكرا لمرورك العبق. |
الساعة الآن 05 : 07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية