![]() |
هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي صقر أبوعيدة إِذا ما رُحْتُ أَكْتُبُ قِصّةً تَحْكِي خُطَى أُمّي حِبالُ الشّعْرِ تَخْنُقُني عَلى عُمُدٍ مِنَ النّظْمِ وَكُلُّ قَصِيدَةٍ تَرْسُو عَلى بَالي لأَرْثِيَها أَراها تَنْزِعُ الْكَلِماتِ منْ عَظْمِي إِذا ما قُمْتُ أَفْتَحُ بَابَ قامُوسِي لأَمْلأَ جُعْبَةَ الْكَلِمِ فَتَهْرُبُ منْ مَعانِيها حُرُوفُ النّعْيِ لِلْوَطَنِ تَذُوبُ عَلى شَفا ذِكْرَى تَحُطُّ عَلى فَمِ الْقَلَمِ فَمَهْمَا قَالَتِ َالصّفَحاتُ لا تُغْني عَنِ السَّهَراتِ في لَيلٍ يَجِيشُ بَصَدْرِها هَمّي وَأَيُّ قَصِيدَةٍ في الْكَونِ أَسْمَعُها تُعَاتِبُنِي لأَفْرِشَها إلى ظُفُرٍ مِنَ الأَيدِي الّتي كانَتْ تَحُكُّ الجلْدَ في وَرمِي فَكَيفَ أُعِيدُ أَيّاماً لَها كَانَتْ تًمُدُّ الْجَفْنَ في الْغَسَقِ لِتَرْسُمَ لي فَطائِرَ حُلْمِنا الْقَمَرِي دَعُوا قَلَمِي يُطَرّزُ مِنْ غُصُونِ الشّمْسِ مِنْدِيلاً لِهُدْبَيها وَيَمْلأُ مِنْ حَنينِ الأَرْضِ أَشْعَاراً تُعانِقُ قُبْلَةَ الْمَطَرِ فَكَمْ تَعِبَتْ تَجُوبُ اللّيلَ، وَالْعَبَراتُ لا تُرْخي سَتائِرَها فَلَمّا اخْتَارَ لُقْيَاها لِتَسْكُنَ بَينَ رَحْمَتِهِ رَأَيتُ حُزُونَةً غَطّتْ سَنامَ الْبَوحِ وَالصّوَرِ أُرِيدُ قَصِيدَةً حَلِمَتْ بِها عُصْفُورَةُ الْجُرْنِ ولَيسَ يَدُوسُها جُنْدٌ قَدِ انْتَعَلَتْ حَوَافِرَ عُصْبَةِ الأُمَمِ وَلا يَشْقَى عَلى أَكْتافِها أُغْنِيّةٌ تَصْبُو إلى الْغَضَبِ فَأَكْتُبُها بِحِبْرِ الْعُمْرِ وَالأَنْفاسِ وَالتّارِيخِ وَالْخِيَمِ لأَرْوِيَ منْ نَدَى الْكَلِماتِ أَورَاداً أَبُلُّ بِها ثَرَى أُمّي لَيَومٌ عِشْتُهُ فِيها يَطِيشُ لَهُ سَنا عُمْرِي وَلَحْنٌ مِنْ نَسيمِ الرّيحِ يَلْعَبُ في غَدائِرِها لأَعْذَبُ منْ كَمَنْجاتٍ تُرَقّصُ جَوقَةَ السّمَرِ ***** أَجِيءُ لَها فَتَهْمِسُ بَينَ أَورِدَتِي هُمُومَ دَوَالِيَ الْقُدْسِ فَتَهْطِلُ فَوقَ أَوراقِي تَراتِيلُ الأُمُومَةِ وِالدّعَا أُنْسِي فَقَدْ مَلَكَتْ زِمامَ الْحُبّ وَالنّغَماتِ وَارْتَسَمَتْ عَلى قَلَمِي أَهَازِيجَ الْبِلادِ وَبُرْتَقالاً يَسْتَقِي لَوناً مِنَ الشّمْسِ أَلُوذُ بِها فَتَمْنَحُني صَبَاحاً مِنْ صَدَى الأَمْسِ وَإنْ رَسَمُوا لِيَ النّجْماتِ في دَرْبي أَوِ اخْتالَتْ لِيَ الأَيّامُ وَابْتَهَجَتْ أَسارِيرُ الدّنا في عَالَمٍ يَسْبِي فَلا تُغْني عَنِ اللّحَظاتِ حِينَ تَقُولُ عَيناها أَيَا حُبّي ***** فَمَنْ يَأْتي بِحَرْفٍ يُخْرِجُ الأَنّاتِ منْ بِئْري وَيأْتِيني بِلَحْنِ مَحَبّةٍ تَشْدُو بِها أُذُنِي فَشِعْري نَاءَ بِالْعَثَراتِ إِذْ أَلْبَسْتُهُ غَضَبي وَكُلُّ كَلامِ مِحْبَرَتي وَإنْ غَرَفَتْ مِنَ الْيَمِّ فَلا تَكْفِي لأَكْتُبَ شَهْقَةً سُكِبَتْ عَلى أَلَمِي ***** أَأَرْثِي بَسْمَةً كانَتْ تُذِيبُ شَوائِبَ الدّرْبِ ! وَيَنْثُرُ ثَغْرُها ضَوءاً يُشِيرُ إلى جَوَى الشّعْبِ فَلا عَجَبٌ إِذَا ما جَاءَتِ الأَبْنَاءُ ترْثي جَدّها الْعَرَبي سَنابِكُ خَيلِهِم صَدأَتْ وَعاثَ بِها هَوَى الأُمَمِِ وَقَدْ رَهَنُوا عَواصِمَهُمْ على كَفٍّ مِنَ الْغَرَرِ وَما عَلِمُوا بِأَنّ النّارَ في بَحْرٍ تَثُورُ على مَدَى الْبَصَرِ فَتِلْكَ دِماؤُهمْ هَبّتْ وَزَعْزَعَ رِيحُها نُصُباً مِنَ النُّظُمِ [//color] |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
اقتباس:
لعلك من سلالة عبقر ! ما أروعك ياصقر, والله العظيم قد أطربتني ,,وكأني بقلمك يافتى .. الله الله ,,, ما أعذبك ,, دمت ودام حبرك , واليراع .. لك فائق احترامي , وتقديري حسن ابراهيم سمعون |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
ما شاء الله عليك..
أدام الله عليك هذه الملكة الشعرية المتمكنة.. كل ما كتبته بحق الأم جميل جميل.. .ومعبر لحد القمر... قلمك ذهبي يا صقر.. وكلماتك تطربني .. |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
الله الله .......استاذي راقني ما خطته روحك فجمعت بين الأم والوطن وكتبت بماء القلب قصيدك ليعبر عن حبٍ أبدي خالد دمت ولا فض فوك استاذي
تقبل مروري وفائق اعجابي مودتي واحترامي والرضا أختكم في الله فاطمه |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
إكراما وتكريما لصقر وأم صقر حقيقة ومجازا دلالة وأبعادا...
تُثبّت بتاريخ 2012/01/10 |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
اقتباس:
كثير هذا الثناء على أخيك وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن بوركت أخي وحفظك الله |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
اقتباس:
ثناؤكم فيه ريحة الوطن بكل تاريخه وتضاريسه بوركت وبورك نبضك الذي عطر المكان حفظك الله |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
اقتباس:
يكفي أن ينال النص ثناء شاعرة مثل النبيلة فاطمة شرف الدين بوركت أخيتي وحفظك الله |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
اقتباس:
بثنائكم ينال النص ما يبتغي من الثناء بوركت أخي وثبت الله فؤادك في محبته حفظك الله |
رد: هِيَ أُمّي، وَهَمْسُ أَوْرِدَتِي
أما أنا يا صقر فأتابعك بأكثر من موقع لكن بصمت
لكني اليوم قررت أن أمرّ وألقي عليك التحية وأصافح هذه القصيدة الرائعة لأجل هذه القصيدة الجميلة ..ولأجل القدس أمي وأمك ..التي فجرت هذه القصيدة الرائعة ولأجل هذا البيت الرائع "أَجِيءُ لَها فَتَهْمِسُ بَينَ أَورِدَتِي هُمُومَ دَوَالِيَ الْقُدْسِ " أقول لك حييت أخي الكريم وبوركت . إنها قصيدة عملاقة بلا شك بوركت أنفاسك أخي الطيب والله يحفظ لنا القدس وفلسطين شبراً شبراً من كل مكروه دمت أخي صقر وبارك الله فيك . |
الساعة الآن 08 : 03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية