![]() |
أمشي إليها .نصيرة تختوخ
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أفرغت غرفتي المفضلة من كل مالايشبهني. من كل ما يملأ المكان دون أن يؤدي أدنى وظيفة.
رميت الأشياء الدخيلة قطعة قطعة وكأنني أحاول تخليص سفينة تغرق من حمولتها الزائدة وحين انتهيت جلست على كرسيي الهزاز وتمنيته أن يحملني دون أن يعبر عن وجوده ويهتز. خفت عليه ربما أن يزعجني ويلحق بالبقية. خفت أن يكون الذي يحدث غير ماأصارح به نفسي ،وأن أكون بدأت ماأخاف. بقيت على الكرسي دهرا أحدق في فضاء الغرفة الخالية من دلالات الوقت والزمن والفصول ولاأفكر في أمر معين. لا أدندن شيئا ,لا أنوي شيئا ولا أتخيل أو ربما تخيلت وأضعت صور الخيال في جرن نسيان انفتح على الفراغ. لم أسمع حسيس روحي إلا والظلام يقتحم المكان ويقتادني إلى مدن البكاء, لأبكي بلا موعد. أبكي أمام كل الشتاءات التي قاومتُ وهزمت وأمام كل العواصف التي روضت ريحها ولم تطوني كساق قصب. أبكي ورود المخدات التي انمحت قبل أن تنجح في التسلل إلى حلم واحد من أحلامي وأغنيتي التي نسيت طريقها إلى قلبي. أبكي دموعي المالحة وأشواكي الساقطة ونهاراتي السريعة ، الهاربة. في لُجة الظلام لحق بي حزنٌ ثقيل، كثيف ،ظننت أنه ظالم آتٍ من أسطورة قديمة، سيجرني لدهاليز العذاب. واشتهيت أن أمنح في طريقي وهم أمنية تسليني. تنهدت وحركت رأسي .وضعت شفاهي على ظهر يدي واستسلمت لانسياب أنين خافت يرافق دموعي. ماذا يريد بي غول الحزن ولمَ حضر؟ أهي لعنة كانت تسكن مزهرية قديمة خرجت لتسكن روحي ؟ أم هو القدر الليلي الذي يحدث كما نُدِر له أن يفعل؟ تساؤلات بدأت تشعل تفكيري رويدا رويدا وانتبهت لزر المصباح القريب مني . ضغطت عليه .أغمضت عيناي ثم فتحتهما. أطلت علي خزانة الكتب كبناية صامدة في وجه التحديث . أجبرتني على القيام إليها. وضعت يدي على الرف الرابع على اليمين وسحبت ديوان شعر. تصفحته وكان فيه المجنون يمر على الديار ديار ليلى يقبل ذا الجدار وذا الجدار . حاولت أن أبتسم لكن الحزن جرني إليه. كدت أقع وكدت لاأعي أنني أخطو أولى خطاي بعد الخروج من الظلام. ديار ليلى وصهيل خيل ودياري وصوت أمي وعاشق يقبل الجدار . أيام هدمت ديارا ومسحت قُبَلا. قُبَلٌ صنعت أجنحة وقبل صعدت إلى السماء وقُبَلٌ روت العطاشى وقبلٌ بحثت عن شفاه لتبكي عليها . تذكرت يدي كانت على شفاهي وتذكرت عودا وقانونا وبُنَّا عربيا. ارتفع صهيل الخيل وأفلتت حواسي من لجام الحزن، غَلَبَتْه. أعدت المجنون إلى ديار ليلى والمجلد إلى مكانه . نظرت خلفي ثم أمامي. تبعت حواسي وخرجت. Nassira [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
دعيني أنظر خلفي ثم أمامي لحظة!
سأشعل النور.... نعم نعم أنا أول من قرأ هذه القصة أختي نصيرة http://www.ansaralhusain.net/mysmile...es/36_14_3.gif وهي رائعة وجميلة ومعبرة أختي نصيرة مهما تحدثنا ومهما تكلمنا فالحزن قد يبسط سيادته علينا أوقاتا كثيرة لكن الحياة لابد أن تمضي ولابد أن نمضي معها! نتحايل على الحزن تارة، نسكنه تارة أخرى ، يهزمنا ونهزمه... المهم أن الحياة ستمضي وعلينا أن نتكيف معها.... شكراً لك أختي نصيرة نصك جميل وراقي صدقاً سلمت يداك |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
أنت رائعة هنا بكل ما تحمله الكلمة من دلالات الروعة يا نصيرة....
نصك هو لحظات نادرة تقبع في جرن الزمن.. عمل أدبي ولا أروع...شعرت بنكهته حقا تسري في كياني... لقد أبدعت حقا هنا !!!!!!!! |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أشكر قراءتك و تسجيلك لانطباعك أستاذ علاء.
الاستمرار أحيانا لايكون إلا بالرجوع إلى الخلف والعودة إلى الذات. لك التحية و التقدير.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
حقا أشكرك يادينا.
أحيانا نحتاج لانطباع نحس بعفويته وتلقائيته وإيجابيته كهذا. دمت بكل الخير والألق. |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
الأخت العزيزة / نصيرة
عشت معك كل كلمة وكل حركة وكل تنهيدة ممتازة يا نصيرة فى تصويرك وفى طريقة عرضك للموضوع نشتاق للمزيد سلمت يمينك |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]شكرا أخت مرمر و دام لنا نبلك [/align][/cell][/table1][/align]
|
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
لا أعلم ماذا أقول لك نصيرة
لكن كل ما أشعر به أن هناك جبلاً من الحزن يرزخ على صدرك أتمنى أن تتحرري فعلا من حزنك قمتِ بأول خطوة نحو النهار وهذه بداية التحرر نصيرة أتمنى ان تكوني بخير . |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]الحزن حالة تروح وتجيء مالم يوجد له وقود يجعلها لاتنطفئ.
أنا بخير ولله الحمد وكعادتي أنتظر الربيع فحاجتي للشمس لاتقل عن حاجة الثمر و الزهر لها. دمت باسمة ياميساء ودام لنا الفرح.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
الأستاذة نصيرة , نص بديع ومكتمل من وجهة نظري ,, واللافت
جمالية الحبكة , والعقدة اللاملحوظة بمباشرة, وهذا يحسب لك .. تطوردراماتيكي يصعد عموديًا ببطء ليلج عين الحبكة , ويشد القارىء ,, وسرعان ماينحدر صوب القفلة الممتازة .. تماما كإغلاق الديوان ... التكثيف والبلاغة , باللغة السلسة , والواضحة من سمات النص النثري الجيد , وأرى بأن هذه العناصر توفرت هنا .. أوقع معجبًا يا أختي ملاحظة : لعله من الظلم أن يقيد النص بباب القصة ... حسن ابراهيم سمعون |
الساعة الآن 41 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية