![]() |
حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
[align=justify]نظرت في عينيه و هي ترتجف و في يدها اليمنى عُلِّقت مجموعة أعواد ثقاب محترقة بخيط رفيع لا تدركه الأبصار .. لا تدري عددها و لا مطلعها .. كل ما تعيه كان مخبأ بين شقوق ذاكرتها التي زلزلتها النكبات .. كل ما تفطنت له ثانيتها تسارع نوبات الاحتراق، بوخز من حمى الشتاء التي اخترقتها فجأة و رفضت أن تتخلى عن رداء ثورتها .. رغم تعاقب الفصول .. شتاء آخر حلَّ بعد فاجعة الدمار التي حلَّت بها . . و لا زالت أعواد الثقاب تَرصُد نزعتها في التفحم .. لَكَمْ كانت سعيدة حين لمحت بين أنقاض مشروع سيجارتها عود ثقاب مختبئ كطقل يُفَتِّش عن حقه في الحياة .. ابتسمت أخيرا و مدَّت يدها إليه كي يلتقط شيئا مما رُسِم بتواطؤ ضبابي بين عينيها، ثم نامت ... نامت و بينهما قبس حنين لا يدري عنه شيئا غير أنه رسالة مشفرة ....
25/01/2012 [/align] |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
عادة ما يكون في ذكرياتنا الحزينة أشياء جميلة
وعادة ما تكون هذه الأشياء في بدايات التجربة وغالباً ما تسيطر الأحزان على خواتيمها لقد حاولت أن تتخلص من كل شيء في مشروع سيجارتها لكن عود الثقاب الأخير نجا! والذكريات المهمة - حزينة أم سعيدة- غالباً ما تنجو من فتك الذاكرة! على أي حال هنيئاً لها بهذا العود الذي جعلها تتغلب على برد الشتاء وحرقة قلبها! الأخت حياة شهد راااااااااائع هذا النص وجميل ومبتكر وأظنه سينال إعجاب كل من قرأه احترامي وتقديري لك |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
جميلة هذه القصة التى تتخذ من الرمزية معبرا لالتقاط حالة انسانية مشتعلة تخلق معادلا فنيا بين الواقع الداخلى لبطل القصة والاشتعال فى مساحة ضيقة جدا اختزلت الذكريات ومزجت بينها وبين الواقع المنهار وهشاشة الزمن الذى نحن فيه قصة كان للوعى فيها دور كبير فى ترسيم الحدث الرئيس فيها
أحييك عليها وبجمالها |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
جميلة هذه القصة التى تتخذ من الرمزية معبرا لالتقاط حالة انسانية مشتعلة تخلق معادلا فنيا بين الواقع الداخلى لبطل القصة والاشتعال فى مساحة ضيقة جدا اختزلت الذكريات ومزجت بينها وبين الواقع المنهار وهشاشة الزمن الذى نحن فيه قصة كان للوعى فيها دور كبير فى ترسيم الحدث الرئيس فيها
أحييك عليها وبجمالها |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
اقتباس:
[align=justify]الأخ الكريم علاء .. أعدت قراءة ردك قبل أن أجيب حتى أبحث بين الكلمات عن دلالة خاصة .. قد تكون أصبت في جوانب كثيرة في تحليلك هذا رغم أنه لم يمس الموضوع الأساسي .. قضية الذكريات ترتبط بكل جوانب الحياة العاطفية منها و حتى السياسية الجامدة .. من وجهة نظر التاريخ مجرد تغيير مصطلحات ليس إلا .. تبقى كلها ذكريات حتى و إن لبست غير ردائها الأصلي و صبت في غير مجراها .. و كل قضية لها أيضا بداية تحصرها التجربة .. التي تكون ناجحة في أحيان كثيرة حتى و إن فشلت يكفي أنها تعلمنا أشياء جديدة .. قد أكون جادة لو قلت أن اللحظات الحزينة هي الأجمل دوما .. لأنها تخلف بداخلنا دمارا ساحرا يساعدنا فيما بعد على ترميم الذات و الأشياء .. البدايات قد تكون حزينة و مؤلمة و قد تكون النهايات أيضا .. تحمل نفس المعنى لذلك جاء المستقبل غامضا .. كل تخطيط هو أمام الغيب لحظة انتحار للإدراك و مجرد فخ فاشل .. العبرة حين قلت مشروع سيجارة أنها كانت مجرد مشروع من قال أنه ولد أصلا فكرة .. لذلك هو من قبيل وليد القلم و تطويع الأفكار .. لذلك هذه السيجارة لم تتعدى رسم حروفها على الصفحة .. و لم تحظى بشرف الاشتعال و لا النفث .. عود الثقاب الذي اعتقدته نجا ... ما كان أبدا ليحترق لأنه اليقين الوحيد الموجود داخل علبة ثقاب منافقة .. أما قضية الذكريات سعيدة كانت أم حزينة فهي وثيقة ممضية من أزمنة متعددة و مختومة أيضا لذلك كانت مقدسة لا تبرح مكانها أبدا .. و إلا لما سميت الذاكرة .. ذاكرة .. عود الثقاب هذا لم يخلصها من بردها .. لأن الشتاء كان سيحل في وقته لا محال .. مجرد دائرة رسمت و حصرت نفسها في سنة واحدة ... هي ما بين شتاء و شتاء .. .. أخي الكريم .. كل ما أشرت إليه هنا يخدم النص و لو بالقدر الضئيل .. لأن الموضوع و إن اختلف يبقى رهين عناصر معينة هي نقطة اشتراك بين كل شيء .. أسعدني مرورك و تحليلك و تواجدك الجميل دائما فائق التقدير و الاحترام .. [/align] |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
اقتباس:
اقتباس:
قصتك من العيار الثقيل اختلط فيها العام بالخاص بطريقة احترافية... لقد تركت لنا إشارات وكلمات مفتاحية كالكلمات التي قمت باقتباسها بالأعلى شكرا لك على توضيحك ردك جعلني أعجب بقصتك أكثر فأكثر وللعلم هذا هو النوع الذي أحب قراءته في القصص القصيرة القصة الإنسانية التي تخفي في طياتها عوالم خفية وتضرب 3 عصافير بحجر واحد! أعدك في المرات المقبلة سأفكر ملياً قبل الرد :-) ودمت لنا أختاً مبدعة |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
اقتباس:
[align=justify]أستاذي الفاضل و الكريم عبد الحافظ .. جاء تحليلك عاما و شاملا و بناءا بحيث صَعُب عليَّ التعليق على هكذا تحليل .. شكرا لأنك موجود .. لحضورك طعم خاص يجعل كل شيء راقيا و مميزا .. لك تقديري و احترامي ..[/align] |
رد: حين تعتذر السماء و تلتحف غموضها ..
اقتباس:
[align=justify]أخي علاء .. كلي ثقة أنك أهل لِمَا قلته ( أعلم أنك عنيد جدا ) و هذا هو مفتاح نجاحك و تفوقك .. و أعلم أيضا ان هذا ما تجيد قراءته أكثر لأنه من عمق الجرح الذي تحيا فصوله في العزيزة فلسطين .. كان يلزمك الوقت فقط حتى تفك شيفرات النص .. و مع هذا المعنى كان مدفونا بداخلك لكنه اختفى فقط وراء الرمزية الشديدة المحيطة بالنص .. أرى أنك أضفت عصفورا آخر علاء .. ( ههه ) كانوا اثنين فقط البارحة .. لا تعدني بشيء علاء أعلم أنك ستفعل ذلك تلقائيا .. دمت قارئا مميزا و مبدعا .. تقديري .. [/align] |
الساعة الآن 57 : 04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية