![]() |
ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى! صقر أبوعيدة وَضَعُوهُ على الْمِيزانِ.. وَكانَ الصّبْحُ طَرِيّا.. خَدّانِ ابْتَدَآ وَجَعا في دَرْبِ الْعُمْرِ.. وَكَانَ الْقَلْبُ نَدِيّا.. غُصْنٌ مَكْتُوفٌ يَتَقَلّبُ بَينَ أَيَادِيهمْ لا يَدْري ما في خَاطِرِهِمْ أَجْفَانُ الأُمّ تَدُورُ بِكُلّ زَوايا الأَرْضِ.. وَصارَ الْوَقْتُ عَصِيّا.. فَاعْتَصَمَتْ بِالدّمْعِ وَبِالْتَرْتِيلِ.. تَجُولُ بِطَعْمِ التّيهِ عَلى الأَنْحَاءِ.. وَكان النّجْمُ صَبِيّا.. تَحْبِسُ جذْوَتَها عَنْ حَلْبِ الدّفْءِ.. وأَرْقُبُهُ فَيُنَادِي بِالْهُدْبَينِ..أَبِي لا تَتْرُكْني لِطَبِيبٍ بَينَ يَدَيهِ مِقَصٌّ.. تَقْطُرُ مِنْهُ جِراحٌ تُرْعِبُني وَتَدَعْهُ يُمَزّقُ أَحْشائِي لا يَدْري أَينَ نِهَايَةُ مِشْواري هَلْ يُرْجِعُني ؟ دَعْني للهِ فَبي قَدْ كَانَ حَفِيّا.. رَبّ لَجَأْتُ إلَيكَ.. أُناغِي زَقْزَقَةً طَارَتْ قُدّامَ الْعَينِ تَقُولُ..أَبي وَالْخَدّانِ اخْتَفَيا تَحْتَ الأَضْوَاءِ.. فَتُهْتُ بِلا قَدَمَينِ وَكَنْتُ شَقِيَا.. إِذْ أَخَذُوهُ عَلى عَجَلٍ وَتَسِيرُ عُيُوني خَلْفَ سَريرٍ يَنْقُلُهُ بَينَ الْغُرُفاتِ قَصِيّا.. تَأْخُذُني نَوباتُ الْغَمّ فَلا أَدْرِي لِمَ خَيلِي تَكْبُو حَيثُ النّاسُ.. ولم تَأْلَفْ في دَرْبي إِنْسِيّا وَالأُمُّ تَذُوبُ بِثَوبِ الصّمْتِ بِلا قُوّهْ تَتَوارَى في سُوَرِ التّنْزيلِ عَلى خُلْوَهْ وَأُحَاوِلُ أَنْ يَتَخَطّى قَلْبي خَاطِرَةً تَسْرِي أَو أَقْذِفَهُ في الْغَيبِ فَلا يَصْحُو.. إلا وَالأَخْبارُ انْتَشَرَتْ نَشْوَهْ وَاشْتَدّتْ حُرْقَةُ أَنْفاسِي فَرَأَيتُ زُجاجَ الْغُرْفَةِ يَطْبَعُ نَاصِيَتي وَاهْتَزّتْ مِنْ نَظَرَاتٍ تُرْقُوَتي أَأَنا ذَاكَ الأَبُ أَمْ رَسْمي يُخْفِي هَيَجاناً قَهْريّا وَتَمُرُّ بِيَ اللّحَظاتُ.. وَشَريانُ الصّبْرِ انْتُزِعَتْ مِنْهُ الْغاياتُ.. فَحَطَّ الْخَاطِرُ في ريقي مِلْحَا في غَيبَتِهِ تَتَوَسّدُ حَنْجَرَتي جُرْحَا وَظُنُوني تَأْخُذُها جَولاتُ الذّعْرِ.. وَغُرْبَةُ أَوقاتي اغْتالَتْ صَبْري وَفُؤادِي يَعْلُو يَقْبِضُ.. يَخْبُو يَقْدَحُ يَجْرِي.. يَكْبُو يَلْعَقُ يَذْرِفُ هَمّاً مَخْفِيّا فَمَراجِلُ صَدْري تَغْلي بَينَ ضُلُوعِي.. لَيسَ لَها مَدَدٌ.. وَالأُمُّ َأُشِيرُ لَها ما كُنْتُ نَبِيّا واشْتَقْتُ لِهَمْسَةِ خَدٍّ تَشْدُو مَرْضِيّهْ وَشَواطِئَ لا زالَتْ تَتَهادَى في بَحْرِي فَالْمَوجُ يُقَلّبُ في سُفُني وَالرّيحُ تَهِيجُ عَلى عُذْرِي فَحَشَرْتُ دُمُوعِي بَينَ مَذارِفِ خَوفي وَالشّجَنِ وَأَحُومُ عَلى النّجْوَى وَالْعُسْرُ يُقَاتِلُني وَعلى جَمَراتِ الْوَقْتِ.. أُبَلّلُ أَوْرِدَتي بِالْهَبْوِ وَبِالْوَسَنِ وَالأُمُّ تُحَاوِرُ قَلْباً مَصْلِيّا أَيَكُونُ فُؤادِي بَينَ أَيادِيهمْ لا زَالَ يُنادِيني حَضَنَتْ عَينايَ حَمامَةَ حُبٍّ تَهْمِسُ لي..أَبْشِرْ جَاءتْ تَجْري قُدّامَ حُصُونِي.. تَنْثُرُ فَرْحَةَ صُبْحٍ تَرْقُصُ بَينَ بُكاءِ صَبي قَطَراتُ الصّحْوَةِ تَرْوي ثَغْرَ الضّحْوَةِ بِالْبُشْرَى فَسَمِعْتُ بَلابِلَ أَشْجَاني بَينَ الْخَطَراتِ.. تَقُولُ..أَبي |
رد: ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
سلطان الصور الحالمات..صقر..ما أبدعك ! أبدعتَ يا رجل..وليس جديدا على مبدع تنساب الكلمات والصور بين أنامله حريرا ناعما..أكثر ما يدهشني في شعرك أخي صقر انسيابية السياقات في دَعةٍ قلّما نجدها في أشعار المعاصرين...شكرا لك بحجم دهشتي...
|
رد: ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
الله الله ايها الصقر السابح في فضاءات الجمال
استاذي لشعرك طعم خاص ومذاق خاص أحسنت ما فض فوك سلمت يراعك وسلم نبض قلبك مودتي ايها الشاعر وعظيم التقدير أختكم في الله فاطمه |
رد: ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
"وَفُؤادِي يَعْلُو يَقْبِضُ.. يَخْبُو يَقْدَحُ يَجْرِي.. يَكْبُو يَلْعَقُ يَذْرِفُ هَمّاً مَخْفِيّا" *************** القيم والمبدع صقر الفذ صور وتصاوير ومشاعر تتتالى تباعا بأسلوبكم الخبير المخيال يتألق الجمال سلمت الأنامل أيها الوارف مودتي |
رد: ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
اقتباس:
أستاذنا الحبيب محمد الصالح الجزائري كرم منكم هذا المرور والثناء الذي يثلج صدري بوركت أخي وحفظك الله |
رد: ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
اقتباس:
فاطمه شرف الدين شاعرتنا المكرمة يكفي للنص أن ينال ثناءكم النبيل فشكرا لك أخيتي وحفظك الله |
رد: ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
اقتباس:
ألبير ذبيان شاعرنا النبيل مروركم هو الثناء وثناؤكم هو الجمال الذي زين النص فشكرا لما عطرتم به النص |
الساعة الآن 47 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية