![]() |
العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الثالث ): اعتاد الناس منذ زمن طويل, بتأثير الكتابات التوراتية, أن يفهموا أن العبرية واليهودية كلمتان بمعنى واحد . وهذا خلاف الواقع , فالعبرية في نحو القرن العشرين قبل الميلاد كانت كلمة عامة تطلق على طائفة كبيرة من القبائل الرّحل في صحراء الشام . وبهذا المعنى وردت كلمة العبري , والأبري, والعبيرو, والهبيري, والخبيرو, وما قاربها لفظاً في كتابات تل العمارنة وفلسطين وآسيا الصغرى والعراق . وجاءت بهذا المعنى أيضاً في الكتابات المسمارية والفرعونية , ولم يكن لليهود وجود في ذلك الحين . ولما وُجد اليهود وانتسبوا إلى "إسرائيل" كانوا هم أنفسهم يقولون عن العبرية إنها لغة كنعان . ثم انطوت العبرية في الآرامية التي غلبت على القبائل جميعاً بين فلسطين والعراق , مع اختلاف يسير بين الآرامية الشرقية والآرامية الغربية . ويقول أونغر في تسمية إبراهيم الخليل بالعبراني في التوراة :" إن البيّنات كلها تتراكم أمامنا لتفيد أن العبريين القدامى كانوا , بطريفة ما , مرتبطين بصلة وثقى مع العبيرو والخبيرو , وحتى لو أردنا أن نتجنب تسمية إبراهيم بالعبراني أو العبري فهو , مع ذلك , يعدّ في الأساس من سلالة هذه الجماعة ذاتها (جماعة العبيرو) ". ويعترف درايفر استاذ اللغة العبرية في أكسفورد, في مقاله المنشور في دائرة المعارف البريطانية "أن كلمة (عبري ) عبريت وعبراي بالآرامية , قد صاغها حاخامو فلسطين في وقت لاحق ". ومجمل القول أن الحاخامين اليهود وجدوا أن أحسن طريقة يمكن اتباعها لربط تاريخهم بأقدم العصور , ولجعل عصر اليهود متصلاً بأقدم الأزمنة هو استعمال مصطلح "عبري" أو "عبيرو" للدلالة على اليهود بوجه عام . وبذلك يكون تاريخ فلسطين تاريخاً واحداً متصلاً ومرتبطاً , منذ أقدم العصور, بالشعب اليهودي . وقد تمسّك الباحثون بالنظرية القائلة إن العبرية يمعنى اليهودية , والتي أطلقوا عليها اسم "العبرانية التوراتية " هي أقدم لغة سامية معروفة , متجاهلين وجود الكنعانية القديمة قبلها بعدة قرون . وظل الأمر على ذلك حتى توصل المنقبون مؤخراً إلى اكتشاف أقدم لغة سامية معروفة , وهي أم اللغات السامية , في مغائر مملكة إبلا السامية جنوب حلب , فدحضت مفتريات الكتّاب اليهود واداعاءاتهم . وقد صرح خبير اللغات الإيطالي كلوفاني بيتيناتو, وهو أحد المكتشفين لهذه اللغة القديمة (لغة إبلا) بأنها الكنعانية القديمة , مؤيداً بذلك الرأي الذي كان قد ذهب إليه خبير اللغات دايرنجر قبل هذا الاكتشاف الجديد . وهكذا لم يبق بعد اكتشاف اللغة الكنعانية القديمة , أم اللغات السامية , أي مجال لترويج الادّعاءات الصهيونية التي تزعم أن اللغة العبرية موجودة منذ أقدم الأزمنة , وأنها أقدم اللغات السامية . |
رد: العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
وهذا طبع اليهود يحرّفون كل شيء !!! موضوع جدير بالقراءة فعلا...مودتي...
|
رد: العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
وأنا التي كنت أظن أن العبرية واليهودية واحد ، شكرا لك لهذا التوضيح .. سلمت يمينك سيدتي لهذا الطرح القيم ، وبوركت جهودك المميزة ودي ووردي |
رد: العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
ليس بالامر الجديد او الغريب ان يحاول اليهود تغيير التاريخ ولصق الصفات السامية بهم ..
ولكن صفحات التاريخ الناصعة تكشف زيفهم دائما .. شكرا لكِ استاذة بوران على التوضيح ودمتِ بخير وعافية :) |
رد: العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
شكرا أستاذتي الكريمة على التوضيح عبر هذه النزهة الجميلة في رياض التاريخ...بارك الله فيك
|
رد: العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
الحقيقة أن الموسوعة الفلسطينية جهد عظيم وفائدة كبيرة
أثمن لك أختي بوران هذا الجهد |
رد: العبرية واليهودية (من مواد الموسوعة الفلسطينية -قسم اول- مجلد ثالث)
الشكر أولاً وأخيراً للأخت الغالية الأستاذة هدى الخطيب لاهتمامها دائماً بموضوعات الموسوعة الفلسيطينية ووضعها دائماً على شريط (مواضيع ننصح بقراءتها ) . والشكر الكبير للأخوة الأعزاء الذين يهتمون بقراءة مواضيع الموسوعة الفلسطينية الهامة والمفيدة والتي تبرهن على زيف كل ما يدعيه الكيان الصهيوني الغاشم . أشكر كل الأخوة والأخوات الأعزاء الذين ساهموا بمشاركاتهم وتعليقاتهم على هذا الموضوع واعذروني إن كان ردي جماعي وأعتذر بعدم الرد في وقته وربما بسبب الظروف الصعبة التي مررتُ ونمر بها . أشكركم مرة أخرى جميعاً وتقبلوا فائق مودتي وتقديري . |
الساعة الآن 51 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية