![]() |
وداد .. وجه فرحي
من زمن فائت ، وقتما شاهدت زوجتي لأول مرة ، فسحرني خفرها ، وشعرت أن ههنا بدء تمام مراحل عمري ، غمرتني فيوض سعادات لا تنتهي ، وكتبتُ وقتها كلاماً كثيراً ، وأنا أخال أن أشواقي تصغر أمامها أشواقُ جميل بثينة ، وعنترة وعبلة ، وتوبة وليلى الأخيلية ، وجمع عشاق الكون على رحبه ! وطالبتها بأداء طرفاً مما تجد وأجد ، على الورق ، ليبقى ما نكتبه وردة لا تذبل لكل محب بعدنا ! فاعتذرت بلباقةوحياء جم . ولما أصررتُ ، كتبتْ إليَّ :حبيبي أرق من ورد الياسمين ، وأنا أحب ياسمين دمشق . فأسكرتني شفافية العبارة ، وغشاني كما السمادير! تلك أيام رحلتْ ، بل بقيتْ . وكلامي ليس للذكرى ، إنما دعوة لنحفظ زخم كل لحظات عمرنا الجميلة ، لتكون ذخر غد . ولأعترف أنني ، بل أنا وأولادي ، نحيا بدفء عطاء زوجتي ( أم الود ) ، ونعيش به في تفاصيل حياتنا ، بل دفء عطائها ماض هي صاغته أولا ، واستمراره في حاضرنا ، إشارة إلى امتداده لكل أيامنا الآتية . ووجوده معاشاً ، يعني أنه حقيقة نامية ، لا تبدده كرور الأيام . نعم ، الحلم حلم : قد يتحقق بالإرادة والدأب، وقد يبقى حلماً يتلامح ويشير من بعيد ، فيبقى طيف ذاكرة . لكن الحلم المعاش ، شئ آخر ، يستعصي على العبارة ، ويبقى في منطقة خاصة عزيزة . |
الساعة الآن 07 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية