منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=22909)

خولة الراشد 22 / 05 / 2012 56 : 02 AM

حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت
 

حـُــلــم الأمْـــس



ليلة السبت التاسع عشر من مايو ، اسْتَيقظتُ من نومي من بعد سُباتٍ عميق ، لم تَكن الرؤيا واضحة لم أستطعْ أن أتَكَهّنْ مكاني ،ما أعْلَمُه فقط أني فتحتُ عينيْ على ظلامٍ دامِسْ ،ساعات اختلطتْ فيها رؤى أحلامي ، لم يكن ثِمة علامة أستدلُّ بها على الوقت ، جلستُ في الفراش بلا تَرَدّدْ لأتغلّب على إغراء النوْم ، هكذا هي عادتي ، وبحركة تلقائية تَمَغّطّتُ وأرْجَعت يديْ للخلف كيْ أنْفض عني التكاسُل ، طَقْطَقْتُ أطراف أناملي الناعمة ..وصارَ فَكِّي يُطَقْطِقْ بطريقة غير مُنتظمة ، ثم وضعتُ أصابعي على فمي وأنا أسْمع نغماتٌ مُتقطّعة وتَأَوّهاتْ تخرج من نَبرات صوتي .. وكأني قد عُدتُ من رحلةٍ طويلة ..!
جلستُ في الفراش كعادتي دون تردّدْ ، وتربّعتُ لأتغلّب على إغراء النوْم الدّافئ انْزَلَقْت من تحت الغطاء ثم عدتُ إليه وكأني حائرة في أمري..!
أخذتُ أتَفقّدْ الظلام وأنظرُ للخلف وكأني أبحثُ عن نفسي ..وأستعيد ذاكرتي، نزلتُ ثانية من سريري ،وأخذتُ أتَلَمَّسْ الطريق إلى أن اصْطَدَمتُ بجدار حُجْرتي بَسْمَلْت ،ثم ضَغطتُ على أزْرار الإنارة ..المُثبّتة على الحائط، وأخذتني خُطايْ للحمّامْ ، ثم فتحتُ صُنْبورُ الماء وبدأَ خَريرُ الماء يتكاثَف و أصواتاً تخرجُ منه كما النايْ، اغتسلت و خرجت وأنا أحمل فوطة وجهي ، فتحتُ الباب بكل ما تبقّى لي من قوّة وانْخَرَطْتُ في المشي دون أي تفكير مني ،إيقاع مُتنافرْ؛ فيه زَعيق مُتفاوتْ بين الشوارع و الأرْصفة ، وكلماتٌ لم تخطر على بالي ، عندما فتحت النافذة المُطِلَّة من صالة الجلوس ،نظرت للسماء والأرض و تأملت معالم المدينة التي أسْكنها؛ أُناس ؛ يمشون، ..و يتزاحمون، أما البنايات الشاهِقة... تَفوقُ حَدّ البَصرِ ، يعكُسها زجاج حاجِب للرؤية ،أي مدينة هذه التي من حولي !
ما زلت في حيرتي أبحثُ عن نفسي في ذاتي عن وجودي ، إني أسمع نبضات قلبه وقلبي..
لا أعلم إلى أين ستقودني تلكَ الأحداث والأحلام الغريبة !
ولا كيف صرتُ على ذاك الحال ؟
كأني نمتُ نومة أهل الكهف !
لا أعلم كيف سأخرج من هذا التيه وأعود لطبيعتي ! ..
بدأت تختلط بي الشكوك على أنّ هذا الدار ليس بِداري !
أخذتُ أتأمل ..الفَرْشْ ..والجدران ..واللوحات المعلقة على الحائط ..وأنا أتذكّر أغراضي الخاصة ،هَرِعْتُ أبحث عن.. مُتصفّحي.. وكُتبي ..وأوْراقي ..ودَوائي ..ودِبْلتي ..وسِلْسالي الذَهبي ، الذي أهداني إياه (سعيد ) !
يومها ألْبَسني ذاكَ الخاتم الجميل... وقال لي:
لا تَنْزَعيه يا حبيبتي أبداً..إنه أنا..سَأَتَوَحّد معكِ في كلّ الأمْكِنة...أذكره قبل أن يتغرّب
أذكر يومها كان كل شيء يولد في القلب ، ولم تتبعثر الأحلام بعد..ولم تتمزّق الصور إلى أشلاء.....يومها كان معي..وكان الحب لنا..
أذكر عندما رقصت معه والمطر يدفئ وجهينا..يومها ألقيت بجسدي الصغير في حضنه واستعذبتُ اللحظة..كانت يده تطوّقني تدخلني في عالم ملوّن..تملؤني حباً وعينايْ تتعلّقان به و أصابِعه تَتَخَلّل شعري الطويل.
آه ..لو يدعني أشتم عطره مرة أخرى..ليتني أراه في هذه اللحظة
لو فقط يأخذني من جديد في صدره ويراقصني على ذاك النغم المحلّق
أه ..لو لم يغترب ..آه لو أستدلّ على عنوانه لأرقص معه (رقصة العمر) أين هو ..؟

تناولت جهاز التحكّم ، وعن بُعد تركتُ لإصْبعي كامل حريّة التنقّل بين القنوات الفضائيّة، وازداد ضَغْطي على الأزْرار عُنْفاً وحِدّة عندما وقعت عيْنيْ على القناة الإخباريّة والمذيع يقول :
أعداد من القتلى والجرحى في سوريا ، والإرهاب في اليمن ، وأطفال و قتلى ونساء في فلسطين وجنوب لبنان ...وانفجارات ودخان متصاعدا يحفّ أرجاء المدينة ... أحزان ..ومآسي ..وشهداء ...في بلاد العرب ، وأمريكا وأعوانهم يدّعون أنهم في حالة حُزن ..لا أعلم كيف يتفنّون ... الكذب.. والوعود ...والتمثيل .. والبراءة....
أصابني الذُعْر و الإعْياء توجّهت نحو حديقتي الصغيرة ، جلستُ على كرسي حديدي يَنْبَثق منه أربعة أرجل ، بجوار شجرة تبدو لي أنها ليست من بيئتي ..!
صرتُ أبحث عن نخلتي، تأملت النباتات المحيطة بي كانت رائعة الاخضرار، طيورٌ في قفصها لا تغرّد ! ونافورة مُموّجة بألون ، يخرج من قاعها الضوء ثم يرتفع لسطح الماء، ورود لا تحصى عندما لمستها كانت بِلاسْتيكيّة ، لكن عندما رفعت رأسي للسماء لمحتُ ضوء القمر وهو يحدّثني ، كنت أحلّق كمسافرة في أجواء أخرى حيث يمكن للحب أن يولد مرة أخرى...
سألت عنه في مَطارِحِ الأمْس.. !
ثِمة إحساس غريب خانِق، كنت كلما تذكرتُ منْظره تمنّيْتُ لو أني أعيشُ عمري معه نبشْتُ في هواجِس الذكريات والماضي المدفون ، وتراءتْ لي ابتسامته ، شعرتُ بالسّخرية التي يخبئها لي القدر يوم أن هاجر ( سعيد ) وتغرّب،
ها هو يمشي متبختراً ببدلتُه الأنيقة السوداء.. وقميصه الأبيض ..وربطة العنق
المخططة باللون الأحمر ،لقد تبدّل حاله ، كان فقيراً قبل سفره لا يجد ما يَقي جسده من الشتاء ، وبعد أن جلس .. ألقيتُ عليه التحيّة من على بُعْد أمتارٍ من القهوة وهو يحتسي الشاي مع صديقه ،ابتسم لي ، عجبا لي لم يتوهج له وجهي ، كنت أتصنع إبتسامتي وكأني ألومه ، تسارعت نبضات قلبي فانتابتني دوافع عاطفية ،هذا الذي وثقتْ فيه وفرّ هاربا إلى بلادٍ لا تعرف غير المال .. والضياع .. هذا شخص لم يكن يؤمن بالوطنيّة ...والغيرة... ولا ببناء مجتمعه . فكره الوجودي هو الذي حمله إلى حيث لا وجودَ للروحِ والضميرِ . علمت أنه يملك ثروة كبيرةً وينوي بناء مشاريع كثيرة يهدف من ورائها خدمة المواطنين الأجانب ليساهم في بناء مجتمع آخر ...وبناء مسجدا في فرنسا ..وهذا شيئ طيب.. ولكن آه لو يعود لبناء وطنه من جديد إنه يكد ويعرق خارج وطنُه..
أليس وطنه أوْلى به!..
أين هو الآن سأبحث عنه ...؟
إني ألمحه ثانية من بعيد وهو يحرك ربطة عنقه و يلوح لي أرجوك لا ترحلي

-بكل ندم يناجيني : هيام .. عودي كي أعيش معك هنا ،عودي لنكن كما كنا
- همست له كفاكَ يا سعيد اغتراب ..عُد أنت إليّ... عُد لحبك ووطنكّ
خفقان سريع.. أراهُ أمامي وهو ينثرُ الورود على خصلات شعري ،وأنا أحضن مشاعره وأحاسيسه إني أسمع خطواته...
لقد كنّا معاً قبل أسبوع وبالتحديد يوم الجمعة الثاني عشر من يوليو.. !
واليوم أراه يداعبني ويحفني بالدلال
استحضرت ما تبقى مني من قوة
ضاع مني مرة أخرى ..ضممت أصابعي إلى بعضها وقمت بتحريكها نحو فمي وكررت تلك الحركة بسرعة لأخاطب النادل.. ، كيف سأتحدث معه لن يفهم لغتي
تكلّمت مع النادل بلغة الإشارة : أتيت لأبحث عن حبيبي ، وضعت كفي على قلبي ورسمت في الهواء صورة قلب ، أنفاس تخرج من أعماق أعماقي ..تأوهات ..وأشواق، كان النادل ينظر إليّ ليكشف عن الرموز ولغة الإشارة ،ربما خمّن أني من البُكم... تعاطف معي وعندما تيقن أني عربية ،
هزّ رأسه و قال لي : إنّ (سعيداَ) دوما يأتي هنا وهو يحبكِ ويذكركِ باستمرار
فاجأني أنه يتكلم العربية ..سألته كيف تعرفت إلى ملامحي ...صمت
عجبا ليس من علامات تدل أنه عربي ولم يسبق لي وأن قابلته ،فهو نحيل ، ليس هو بالطويل ولا القصير ، أشقر الشعر، ذو بشرة صفراء ،وشفتيه وردية ، وملامحه دقيقة،
ثم أردف بجواب...وكأنه متأكدا من أن قلبي يعشقه : أنت هيام ،دوما صورتك في جيبه ، لما لا تأتي وتعيشي معه ، إنه لا يستطيع العودة لبلده
بدأت الألغاز والأسئلة تتصارع في فكري
لم أعلم أن ( سعيدا) يعشقني إلى درجة الجنون ، وأني معه في كل الأمكنة
أقبل (سعيدا) وهو يهرول : هيام ..هيام ..
ربما أراد أن أبقى معه ،
قال : أنت الجمال أنت موطني وحبيبتي .. لا ترحلي... لا ترحلي ....
كررت عليه بكل رجاء ... لما لا تعود معي للوطن ، لقد أتيتُ من أجلك ، أتيت لتعود معي
..................
مصطلحات تتردد في أعماقي ....
المجهول، البقاء، الفناء، المصير، الغربة ،الكون...التضحية
لغة كامنة حبيسة في باطني تريد أن تخرج. كيف أبرر لنفسي السؤال: هل هذه الطلسمات الآتية من كوكب آخر ؟
أم هي من أطلس وموطن الذكريات الأولى ؟

سأنتظرك يا حبيبي مهما طال العمر ...!

**********************
هي ليست بالقصة ولا بالخاطرة... هي ( جسر يمتد بينهما ) كتبتها كقصة وخاطرة !
الغالية ميساء أرجو أن تتقبليها في دارك ..لأني حرت أين أسكنها..هل القصة أم الخاطرة ...على كل حال كتبتها هناك وهنا !
الأخ رشيد الميموني .. أرجو أن تتقبلها أرجو أن تتقبليها لأني حرت أين أسكنها !

تحيتي وتقديري للجميع ..أتمنى أن تعجبكم


خولة الراشد



رشيد الميموني 28 / 05 / 2012 40 : 11 AM

رد: حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت
 
مرحبا بك خولة ..
قرأت نصك فكان كما وصفته .. قصة / خاطرة .. وفيها بدت معالم نفسك القصصي الطويل الذي يحوي مشاعر وبوحا عادة ما نجده في الخواطر ..
يعجبني هذا الاسترسال في البوح التلقائي الجميل لديك وأنتظر المزيد منه .
مودتي .

خيري حمدان 08 / 06 / 2012 39 : 02 PM

رد: حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت
 
الأديبة العزيزة خولة الراشد
نصّ آتٍ من دفق روح شاعرية قادرة على خلط النثر والخاطرة بالقصّ، من قال بأنّ هناك حدودًا لمجالات الأدب والإبداع.
التميّز هو المطلوب والتجديد هو المفضّل على التقليدي، ليس لأنّ التقليدي مرفوض، على العكس من ذلك التجديد يثري ما هو متوارث.
هي تسكنه في كلّ الأمكنة أينما حلّ، هذه صورة رائعة ولوحة جميلة للعشق الجميل الذي يفتقر إليه العالم في عصرنا الماديّ.
مودتي

خولة الراشد 12 / 06 / 2012 17 : 04 AM

رد: حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت
 
الأستاذ رشيد الميموني

بالتأكيد أنكَ فهمت قلمي ..و حروفي، وأنا أتحدّث إليها وأتحرك معها ، فتُسيّرني.. حينما تشاء ..وكيفما تشاء ،وها هي حروفي تسيرني مرة أخرى إلى قصّة.. وخاطرة ..صادقة ،و لفد أضاف إليها (الأستاذ القدير.. خيري حمدان) ...الأماكن.. والنثر.. وكان رأيَه صواب ..وقد ذكرت سابقا "أن القارئ يكشف سر العمل ، ...كما الكاتب بل قد تكون الصورة أوضح من وجهة نظره"، ، لذا نحن بحاجة لردود صادقة ونقد صريح ، لنتعلم من المتلقي، حتى وإن كان مبتدئ....و نرتوي من القارئ ومن نظرته الجادة
لقد نسجتُ حروف كلماتي
لأعود ..و أُعبّرُ عن خِصالي
لقد عانيت من شغفي وعشقي
وكان الجرح فوق الاحتمال
فأتت قصتي تداوي غربته وجرحي

**************
لك مني مطر ..وأجمل الأمسيات ..وأحلى الأوقات...ونخيل رياضي
ولي منك وردة الصباح ...وبحر من القصص ودار من الذكريات
مع خالص شكري ..و تحيتي وتقديري لأدبك وقصصك الراقية...


خولة الراشد

خولة الراشد 12 / 06 / 2012 46 : 04 AM

رد: حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت
 

الأستاذ القدير.. خيري حمدان...
في البداية أشكر مرورك الرائع ، و قراءتك المتأنية ونقدك

مما جعلني أقرأ نفسي وقصتي وأعود بذاتي إلى الخلف ،وأهبط معكم ها هنا.... ولو أن القارئ كثيراً ما يحمل سره ..كما الكاتب....
لقد كان المسجد شيئ طيب بل يدل على إجابيات مازالت مدفونة في (سعيد) وأنا لا أعني التميز بالإبداع فقط..، و لا أقصد أن التقاليد أجمل من الإبداع وإلا كيف نكتب هنا كأسرة واحدة في.. نور الأدب ...ووطن واحد ..ونتألم معا .. إذا كما قلت الإبداع والتميز لا مكان له ..خاصة إن خرج من أعماق المغترب لوطنه النازف .. قألشوق يولد خاصة من مشاعر مكبوته ،...

إن (سعيد) في غربته يكتفي بكل شيء زائف حتى حبيبته وهي
(صورة هيام في جيبه) .. وإن كانت في كل مكان
وأن تلك الصورة تكفيه بل هي تُغْنيه عن هيام الروح، لذا كان عشقه مجنون لأنه سيموت خارج وطنه ولن يرى( هيام )حبيبته ولن يسعى لذلك ... وأنه يحلم بصورة الأمس فقط وهي تكفيه ، بينما (هيام) بروحها والتي أتت للغربة وحاولت أن تبحث عنه وتعود به ولكنها عندما وجدته ...اكتشفت أنه يعيش حياة زائفة راغدة ،
حتى صورتها التي بحملها صامته كذلك اللغة لغة الإشارة صامته ..و لم تسمع كذلك (صوت سعيد.).
(وهو يلوح لها بصمت ) وعندما تحدثت (هيام) للنادل تُصْدَمْ بأنه يتكلم العربية بروح وملامح أجنبية
هيام ( تحاول أن تعود بحبها لوطنها.... أو لروح روحها) ... فسعيد .. بمنظهره وملبسه الأنيق .. وصورتها الساكنة أو الورقية ... والمدينة والعمائر الشاهقة ...ولغة الإشارة ..زيف..زيف. إذا هو لا يحمل روحها
أنا لا أقارن عمائرنا بجمال عمائرهم كشكل ، لا.. ليس ذلك ما أقصد ، إن النخلة هي الوطن كما هي شجرة الزيتون .. والحرمين ..والأقصى ، وليس مسجد فرنسا الذي بناه سعيد هو الهدف والأساس والمستقر وإن كان شيء طيب ، إن ذلك الاخضرار في المدينة جميل الشكل لكن لا روح فيه فهو لا يموت لأنه ليس بطبيعي بلاستيكي...بل لو تلحظ أني أشرت للغة أيضا ، وأن ذاك الرجل ملامحه دقيقة وهو يستخدم اللغة العربية وهو في وطنه هنا تتسائل (هيام ) هل هذا الفرنسي ينطق باللغة العربية ...وهل سعيد سيكون مصيره كما النادل ... سواء كانت تربة النادل من تربة عربية بأصل فرنسي .. أوعربي من تربة فرنسية تلك (الحيرة ) التي تعيشها لها دور بعودتها ...

هيام لم تلتقي بملامح وطنها بينما تلك الطلاسم والذكريات والحيرة والبقاء والوجود والاغتراب .... قبل أن تودعه.. وكلمتها قي النهاية ..وتأكيدها أنه سيعود بروحه و ليس بجسده المزيف ، قد يعشق الإنسان حرف ..أو كلمة.. أوقصيدة.. أو بناية.. أومسجد ولكن لا ينتمي له ، فمسجد فرنسا لا ينتمي له.. لأنه ليس في أرضه ، هو عربي ينتمي للأقصى أو الحرمين.. تتسائل هيام أليس وطنه الأولى به .؟ أو مسقط رأسه...... إذا وجوده وحبه غير متوازن ,,وهيام تنتمي للوطن ولروحه ..
إذا هي تعيش بروحه ووطنها وهو يعيش بصورتها ووطن مزيف السؤال الذي أدعه للقارئ هو هل تجد أن سعيد عاشق مجنون يضحي .. أو ...ومتى وهل سيعود؟ ....بينما تلك المعاني ..والطلاسم.. والذكريات.. نثرتها من أجل أن يركب القارئ القصة كما هو يشعر بها ... وهنا يقشعر جسدي من الجمال البصري المصطنع كالبلاستيكي والملامح الدقيقة لذا أبحث عن الجمال الروحي... ..
كما أن المقهى الذي التقت فيه هيام .. مع سعيد ...والنادل الفرنسي
ذكرتني يا سيدي.. بموضوع كتبته عن (اللغة والهجرة) ، و أن اللغة العربية عند البعض هي لغتهم الثانية للأسف وأن القراءة لديهم أكثرها كتب ومصطلحات أجنبية ،وأن الجسد عربي بينما الروح مهاجرة وكأنه لا جواز له ، سواء جوازه عربي فرنسي ...أو فرنسي عربي ، ويهجر لغته الأصلية العربية فتكون اللغة الثانية التي ينطقها ، وبعد مرور وتعاقب السنين يفقد الكثير أوطانهم ويتمنون لو يموتوا على أرضهم وفي أوطانهم ، ولن يشعر المغترب أو المهاجر بذلك إلا بعد تعاقب السنين ...وأنا لا أعمم ...ربما لوعاد لن يستجيب لمسقط رأسه ،وربما تكون هيام صورة أخرى في مخيلته إذا أنت من سيكشف أين المكان والزمان وعن المصطلحات التي نثرتها ....!

شكري وتقديري لأدبك وقصصك الرئعة
لك مني أجمل صباح ..وأحلى الأمسبات..وأجمل الأمنيات ..ونخيل رياضي
ولي فكر .. وقصص ...وحروف ........خيري حمدان



الساعة الآن 44 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية