منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الكتاب الفلسطيني (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=456)
-   -   طيور الحروف الجارحة!!.. -الكتاب الفلسطيني- طلعت سقيرق (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=22955)

هدى نورالدين الخطيب 28 / 05 / 2012 05 : 01 AM

طيور الحروف الجارحة!!.. -الكتاب الفلسطيني- طلعت سقيرق
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
هل كان للقصيدة أن تتلو نشيدها الصعب في زمن الصمود الفلسطيني الذي تجاوز حد المعجزة؟؟.. يكاد مخيم جنين، وهو جزء من كل، يطل من بين الحروف حارقاً جارحاً، ليقول ماذا تبقى للكلام أن يتلو في حضرة الصامدين الذاهبين إلى النصر والشهادة معاً، وفي حضرة الشهداء الذين ألغوا كل التعريفات البسيطة والصعبة، حين حولوا الدم والجسد والروح وقامة الصبر إلى ملحمة وأي ملحمة؟؟.. تذهب الحروف حتى الجرح، ويذهب الجرح حتى التوهج، ويبقى هؤلاء شجراً من وعد مكتوب بسطور من نور، وشجراً يشمخ الشموخ به، حتى لتكاد كل التوصيفات القديمة تعيد ترتيب بروزها وشكلها، لتكون مناسبة لهذا الحدث الفلسطيني الكبير في ملحمة العصر، وكأن كل صامد من هؤلاء، وكل مقاتل من هؤلاء، وكل شهيد، وطن من العطاء في وطن.. فأي حروف تلك التي تستطيع أن تغطي مساحة الضوء في امتداد أفق لا يحد..؟؟..
أحياناً يكون الكلام في هيئة الكلام، وأحياناً يكون في هيئة الشجر، أو في هيئة طيور الحروف الجارحة.. عندها تكون الصورة أكبر من حجم الحرف، وتكون اللغة موج بحر يحاول أن يداخل العمق الذي لا حدّ له ولانهاية.. فهل من المعقول أن يستطيع الكلام، مهما علت وتيرته، واشتدت قامته، وصلب عوده، مقاربة الفعل الملحمة، أو الفعل المعجزة.. وإذا كنا سنبعد كل التعاريف بحثاً عن تعاريف جديدة وأوصاف لم تستهلك من قبل، فماذا نقول عن شعب كان الصمود خبزه وماء حياته، فاستطاع أن يدهش الدهشة، وأن يجعل قواميس اللغة عاجزة عن إيجاد مفردات تناسب واقع الحال..
جارح هو الكلام، وجارحة طيوره، حين نقف مثقلين بالمفردات ولانجد لغة تصف معجزة شعب فلسطين، هذا الشعب الذي مضى حتى تخوم المستحيل، ثم تجاوزه، وتركه وراءه، وراح يبتكر في الصمود والمواجهة صوراً تفوق كل الصور.. فهل نستطيع أن نصف صورة تعجز كل الألوان عن تغطية جزء منها، وتعجز كل التعبيرات عن وضع وصف واحد لها.. تعالوا نبتكر لغة تناسب لغة هؤلاء، وحروفاً تناسب حروف هؤلاء، وتعبيرات تستطيع أن توازي تعبيرات هؤلاء.. لكن كيف واللغات كلها تقف مبهورة محاولة التقاط أنفاسها..؟؟..
ربما كان الشعر سيد الكلام دون منازع.. ربما.. أو لنقل هذه هي الحقيقة في عالم اللغة، كل لغة، وليس لغتنا العربية فحسب.. فهل يستطيع الشعر في هذا المسار مقاربة لغة هؤلاء الذاهبين حتى العمق في عشق الأرض وجعلها الحبيبة والحب، العشيقة والعشق، الوداد والود..؟؟.. يصعب أن يصل الشعر وإن حاول إلى مقاربة جزء من عطاء هؤلاء.. فالشعر قصيدة تقول وجدها فيهم، غوصها في صورهم، لكن لاتستطيع مهما علت، أن تعطيهم اللغة التي يستحقون..
تعالوا نجترح معجزة الكلام في وصف معجزة الصمود.. تعالوا نقترب أكثر من نبض القلوب الدافئة وهي تشتد حتى آخر قطرة دم على كل حبة تراب، عندها ربما يكون الكلام بقدر المعجزة، أو يكون القول بقدر الصمود، أو تكون الدهشة بقدر التجاوز.. يصطف الكلام عندها كي يتلو النشيد الصعب في وصف الشموخ الذي لايماثله شموخ.. تصطف الحروف كي تقول ذاتها خارج ذاتها، معبرة عن صوت يختصر الحنجرة، ويلغي لهاة الوتر المشدود حتى عمق الصرخة.. ربما سنقترب عندها من لغة مفرداتها من برق، وصورها من نور، وفواصلها من مطر، وسطورها من فوران دم.. لكن كيف.. ثم كيف؟؟..
تبقى طيور الحروف الجارحة مصرة على الحضور الغائب، والغياب الحاضر، في حضرة العطاء المعجزة.. عطاء شعب أعطى فكان العطاء صباح عمر لايعرف غير النور.. وللكلام أن يغتسل بفضاء الشهادة كي يسرح ذات يوم حصان الحروف عله يخرج بوهج برق جديد يناسب شيئاً من معجزة شعب..
طلعت سقيرق
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

علاء زايد فارس 28 / 05 / 2012 45 : 01 AM

رد: طيور الحروف الجارحة!!.. -الكتاب الفلطيني- طلعت سقيرق
 
قرأتها وأنا استرجع معركة مخيم جنين المجيدة
تلك المعركة التي اجتمع فيها الصف على كلمة رجل واحد
ورفض فيها مخيم مساحته كيلو متر مربع أن يسلم أمام أعتى وأظلم جيوش الأرض
حتى دمر المخيم تدميراً كاملاً بعد أن أذاق العدو الويلات...
ودخل المخيم التاريخ من أوسع الأبواب
لقد قاتل المخيم لآخر طلقة
وآخر قطرة ماء
وآخر كسرة خبز
وآخر نفس .........
حتى أعدم القائد أبو جندل رحمه الله
واكتملت الملحمة لتشكل نقطة مضيئة في تاريخ معاصر لطالما امتلأ بالمآسي!

رحمك الله أستاذ طلعت، أنت أيضا كنت ولا زلت وستبقى جزءً من مسيرة النضال الوطني الفلسطيني
وستبقى علامة مضيئة في تاريخ الأدب المقاوم مهما تغيرت الأزمان

نصيرة تختوخ 28 / 05 / 2012 06 : 11 AM

رد: طيور الحروف الجارحة!!.. -الكتاب الفلطيني- طلعت سقيرق
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]معجزة شعب يأبى الاندثار وطمس هويته وملامح أصالته.
لازال الشعب يقاوم كل يوم وماقلته فيه أستاذ طلعت يثبت أنك واحد من هذا الشعب المعجزة. لأنك حتى وأنت بعيد عن فلسطين ظللت تكتب لها وعنها ومن أجلها وكل تفاصيلها الحية في خلاياك.
رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان.[/align]
[/cell][/table1][/align]

حسن الحاجبي 30 / 05 / 2012 00 : 02 AM

رد: طيور الحروف الجارحة!!.. -الكتاب الفلطيني- طلعت سقيرق
 
أحيانا يكون الكلام بقامة الأشجار وأحيانا بشموخ الجبال , وأحيانا يعز الحرف عن الوصف .
أنت وحدك سيدي تملك ناصيته فتروي بعشقك اللامحدود عطشنا للحروف ,
ليس أروع من حرفك أيها الرائع , أنت الحي بحروفك ونحن الأموات ,


الساعة الآن 58 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية