منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصيدة النثر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=448)
-   -   مَطَرُ أيّار (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23402)

خيري حمدان 18 / 07 / 2012 01 : 04 PM

مَطَرُ أيّار
 

مُكَوّناتي اليَومَ دافِئَة بِرَغْمِ المَطَر
تَساقَطْ، أهطُلْ يا مَطَرْ
لا تَخْجَلْ
فَعَيْنُ الشَمْسِ غابَتْ خَلفَ سُحُبكْ!
مُصادَفَة مَطَرُك يا أيّار،
هي الفرصة لأركض حافيًا
لأنّي،
أعاني من قيود المكاتبية،
أعاني من براءة المكان.

يرفضُ البحرُ الاقترابَ أمتارًا أكثَرْ،
يخشى شواطئه والرمال،
يَخْشى الغِوايَة!
قد تقفزُ حوريةٌ مِنْ عُمْقِهِ،
تَسْعى نَحْوَ مَقْهى
على الساحِلِ الدافِئ،
يَصْدَحُ مِنْ جوفَهِ جازْ.
والعودُ تارةً يَطْغى حُضورُهُ عَلى
شاطئٍ دافئٍ بَعيدْ!
حوريَتُكَ يا بَحْر ساذجَةً،
تَعْشَقُ غِوايَةَ المَكانْ
تَبْحَثُ عَنْ سيجارَةً لا تُطْفِئْها
الأمْواجُ،
تَبْحَثُ عَنْ مُغامَرَةٍ،
لِهذا، لَمْ أعُدْ أخْشى أمْطارَ أيّار،
لكنَها
بارِدَةً بارِدَة!
كَيْفَ لي أنْ أخْلَعَ ما تَبّقّى مِنْ حُبورِي؟
كَيْفَ لي أنْ أعْشَقَ دونَ شُروطٍ مُسْبَقَة!
تَساقَطْ لا تَتَوَقَفْ عِنْدَ حُدودِ الفَيَضانْ،
لَدَيّ المَزيدَ مِنَ الأنْهُرَ الكثيرْ
جَميعُها قادِرَة عَلى احْتِواءِ
نَزْفِ أيّارَ وأكْثَرْ.
فَمُكَوّناتِي اليومَ دافِئَةً، رغْمَ فَضاءاتِ
المَوتِ والحَياة.

محمد الصالح الجزائري 18 / 07 / 2012 35 : 04 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 153530)

مُكَوّناتي اليَومَ دافِئَة بِرَغْمِ المَطَر
تَساقَطْ، أهطُلْ يا مَطَرْ
لا تَخْجَلْ
فَعَيْنُ الشَمْسِ غابَتْ خَلفَ سُحُبكْ!
مُصادَفَة مَطَرُك يا أيّار،
هي الفرصة لأركض حافيًا
لأنّي،
أعاني من قيود المكاتبية،
أعاني من براءة المكان.

يرفضُ البحرُ الاقترابَ أمتارًا أكثَرْ،
يخشى شواطئه والرمال،
يَخْشى الغِوايَة!
قد تقفزُ حوريةٌ مِنْ عُمْقِهِ،
تَسْعى نَحْوَ مَقْهى
على الساحِلِ الدافِئ،
يَصْدَحُ مِنْ جوفَهِ جازْ.
والعودُ تارةً يَطْغى حُضورُهُ عَلى
شاطئٍ دافئٍ بَعيدْ!
حوريَتُكَ يا بَحْر ساذجَةً،
تَعْشَقُ غِوايَةَ المَكانْ
تَبْحَثُ عَنْ سيجارَةً لا تُطْفِئْها
الأمْواجُ،
تَبْحَثُ عَنْ مُغامَرَةٍ،
لِهذا، لَمْ أعُدْ أخْشى أمْطارَ أيّار،
لكنَها
بارِدَةً بارِدَة!
كَيْفَ لي أنْ أخْلَعَ ما تَبّقّى مِنْ حُبورِي؟
كَيْفَ لي أنْ أعْشَقَ دونَ شُروطٍ مُسْبَقَة!
تَساقَطْ لا تَتَوَقَفْ عِنْدَ حُدودِ الفَيَضانْ،
لَدَيّ المَزيدَ مِنَ الأنْهُرَ الكثيرْ
جَميعُها قادِرَة عَلى احْتِواءِ
نَزْفِ أيّارَ وأكْثَرْ.
فَمُكَوّناتِي اليومَ دافِئَةً، رغْمَ فَضاءاتِ
المَوتِ والحَياة.

... وأمطار أيار لن تطفئ حتما تلك الشموع المتوهجة !! هو نَفَس ممدود ممدود...بعض أنسام ذلك التخاطر مازالت عالقة بالمخيلة الحمدانية الرقيقة الشفيفة الحالمة..أرجو ألا تتخلّص منها حتى تبدع أكثر..هي أنسام تختوخية مازالت تهدهد الذات الشاعرة...استمر أيهذا الحمداني المارد!!!مودتي..

نصيرة تختوخ 18 / 07 / 2012 50 : 05 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]لاأعرف لماذا خطرت الشموع على بالك أستاذ محمد أظن هذه القصيدة مستقلـة لكنها نثرية جميلة أيضا.
هو مطر أيار أما الشموع فهي مستمرة في تموز:)
تحيتي وتقديري للأستاذ خيري ولقلمه المرن في القصة كما في الخاطرة والقصيدة وتحيتي لك أستاذ محمد.[/align]
[/cell][/table1][/align]

جمال سبع 19 / 07 / 2012 07 : 01 AM

رد: مَطَرُ أيّار
 
كَيْفَ لي أنْ أخْلَعَ ما تَبّقّى مِنْ حُبورِي؟

[align=justify]و يأتي الأستاذ خيري ، محلقا في سماء النثرية المتألقة ، يداعب الصور فيصنع من البحر لوحة للإحتراق ، الدهشة كانت متسترة بين لفافات الحروف ، رغم أنني وجدت في القفلة إجحاف في حق القصيدة .
سعدت كثيرا بمروري بهذه الؤلؤة الجميلة .
تحياتي و تقديري .
[/align]

محمد بوحوش 19 / 07 / 2012 46 : 08 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
ما أوسع هذا المجاز وما أبدع هذا النصّ.
كم من الأمطار نحتاج لنغسل هذا الوطن المترامي ...
تحيّة وودّ.

علاء زايد فارس 19 / 07 / 2012 26 : 09 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
نص جميل كالعادة من الأستاذ خيري حمدان
فيه من المعاني والصور الجمالية الشيء الكثير
نثبت النص بتاريخ 19/7/2012م
ونتمنى أن يتواصل مطر الإبداع والروعة في الإنهمار
وحتماً إن أنهار نور الأدب وروافدها تتوق إلى المزيد من هذه الأمطار في كل وقت
تحياتي لك أستاذ خيري

عادل سلطاني 19 / 07 / 2012 10 : 10 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
نص شفيف يحملنا إلى المطر وما أدراك ما المطر ، نص مجنح هادئ كما أمواج البحر ثائر العمق حد الغليان ، يحمل نوستالجيا الوطن والغربة ، نص مليئ بالمتناقضات الثنائية الشمس/السحاب ، الجاز/العود
الموت/الحياة ، الدفء/البرودة ، ودلالة النزف المقترنة بهطول المطر والأنهر ، وبرودة الضميرين العالمي والعربي على رعب المجازر التي جنى علينا فيها مايسمى ربيعا عربيا ((( دما عربيا نازفا))) ، آنسني نصك حد الوجع سيدي المبدع ، فهذه اللوحة الحمدانية ترسم وجع الذات الخيرية بين سندان الغربة والاغتراب والحنين للوطن قبل النزف والدم ، نص يحمل هما إنسانيا خالدا ، هكذا قرأتك أو هكذا شبه لي النص.. ما أبشع الصلب على جلجلة الوطن..

تحياتي مبدعنا الشاعر الأستاذ خيري حمدان.

حياة شهد 19 / 07 / 2012 17 : 10 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
أيَّارك له طعم خاص و له متعة خاصة .. حتّى اختلف صوت المطر ..
وشكل السماء .. و استلهمت البحار حضورها جاثمة فوق صدر الحلم الجميل ..
من فيض بحرك .. له دقّة الشعور الجميل .. حيّ في تطلعاته و في عمقه ..
ينبض كأنّه أبدا لا ينتمي للسكون ..
هنيئا لكلّ تلك الحوريات و الغموض المحيط بجمالية النص ..
هذه الحدود التي رسمتها من وحي قلمك كان لها سحرها الخاص حتّى لكأنّي اكتشفت فصلا جديدا و نوعا جديدا من الهطول لا يشبه العادة ..
***
أستاذ خيري .. كلّ الشكر

عبدالكريم سمعون 20 / 07 / 2012 48 : 10 AM

رد: مَطَرُ أيّار
 
لغتك رائعة ..طرية ومطواعة تتمازج من ثقافات ولغات لتصاغ لنا لغة حمدانية صرفة وعذبة
أستاذنا الحبيب الأديب خيري حمدان تحية وتقدير لقامتك وحرفك ..
وباقات ضياء

هدى نورالدين الخطيب 20 / 07 / 2012 18 : 07 PM

رد: مَطَرُ أيّار
 
[align=justify]
تحياتي لك أستاذ خيري
كنت أول من قرأها مباشرة بعد نشرك لها وفتحت صندوق الرد لأترك لك عبارة إعجاب وثناء بالقصيدة معنى ومبنى ولكن..
شيء طارئ أخذني بعيداً وسرق مني تعبير اللحظة الأولى للقراءة
القصيدة بالفعل جميلة وسأضيفها لمزيد من الاطلاع على شريط مواضيع ننصح بقراءتها
دمت بكل الخير ومزيد من التألق والإبداع
[/align]


الساعة الآن 01 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية