منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   رسائل إلى الذّات(2) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23587)

مادونا عسكر 15 / 08 / 2012 42 : 12 AM

رسائل إلى الذّات(2)
 
ألقى ذاتي فأخلص

كم بحثت عنك يا ذاتي الحبيبة في سراديب الحياة، وإذا بك ترقبينني من أقاصي الأرض وتهتفين اسمي الآخر.
كنت كلّما أجقم ليل الأماني جلست على صخرة صمّاء أناجي بحر العالم الهائج وأسامر أمواجاً تتلاطم وتتصارع، أبحث فيها عن سكينتي فلا أعثر إلّا على حطام سفينة تتنازع عليها أيادي الأقدار وشراع تمزّقه رياح هوجاء فتهشّم بياضه الأمهق.
كم بحثت في الأفق عن خلاص من أيّام رمت بثقلها على ملامحي، وأخفت رنين النّبض من فؤادي الصّغير. ولكم حفرت في جلمد صلد لأسكب الفرح في قلوب صغار. وكنت يا ذاتي الحبيبة تصلّين الحبّ في حنايا روحي ليحمل إليّ نعمة الثّبات كي ألقاك يوماً في رحاب الأكوان.
يا ذاتي القريبة البعيدة، ها إنّ عينيّ شاخصتين إلى العلاء تستعطف قطرات السّماء تبلّل ظمأ الأمل، ويديّ ممدودتين إليك فاحضني حنان اليدين. واحصدي معي أيّاماً مضت بأتراحها واستقبلي أيّاماً ترسو في مرسى الصّبّ لتجني منه الفرح من شدّة الألم.
ما زال اليمّ يصارع ذاته، وأمواجه تتقاتل وتتحارب، وما زلت أجلس على تلك الصّخرة الصّماء، أرقبه، ولكنّي تخلّيت عن مخاطبته. فبلقائك يا ذاتي الحبيبة لم يعد لمطارحة العالم من معنى، وبات الوجوم يجتاح نفسي ويناجيكِ صمته البليغ.
أنت يا رفيقتي المصغية أبداً، لا يلوّث سمعك صخب ولا يربك بصيرتك جلبة. أنت يا ذاتي الأخرى مصدر النّور وبهجة الحياة، وميناء الخلاص في عالم يئنّ إلى الخلاص ولا يريد إليه سبيلاً.


http://www.nooreladab.com/vb/showthr...597#post155597"]رسائل إلى الذّات(1) http://www.nooreladab.com/vb/showthr...597#post155597[/URL]

رشيد الميموني 15 / 08 / 2012 27 : 02 AM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
ها نحن مع موعد جديد مع مناجاة للذات .. مع زفرات نفس تئن و تشكو .. مع بوح مسترسل ينشد التحاور مع الذات الأخرى .. وهي في بوحها وبحثها اللامنتهي ، تطلق العنان للكلمات تسبح في الأفق حرة طليقة لا يرعها رادع .. تصاحبها رنة شجية لها وقع عذب على النفس والقلب معا ..
المبدعة مادونا .. يستمر استمتاعي بما تكتبين ويطول تأملي في تعابيرك العذبة .
أحيي فيك هذا الإبداع الرصين وأنتظر منك المزيد .
مودتي وتقديري .

فتيحة عبد الرحمن 15 / 08 / 2012 57 : 07 AM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
قرأت الرسالة الأولى وها أنا أقرأ الثانية لأجد تقاسيم الروح هي نفسها
هنا أوهناك كنتِ تهمسين للذات عن نبضها وأمنياتها وحتى عن أحلامها
استطعتُ أن اتوغل داخل الذات وأسمع همسكِ لها وكم كان رائعا ذلك الحرف وهو يتلون بلون الأمل ...
فهنيئا لذاتك هذا الأمل

وهنيئا لي أنْ قرأت نصا جميلا واستعرتُ منه بعض أحرفٍ لأكتب لكِ: مودتى وفائق تقديري

فراس حج محمد 15 / 08 / 2012 13 : 10 AM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
[align=justify]كم نحتاج لأن نتحدث مع نفوسنا، فنفتح جراحنا على مصراعيها، وننظفها من أدران الماضي، لتعاود الإشعاع من جديد ببوح شفاف وأغنية على وقع ذكريات لها في القلب مكانة تساهم في صنع ذات حاضرة مشكلة الحنايا بزهور الأمل!!
نص فاره وجميل، يحفز الكلام ليصوغ نفسه كما تحب اللغة وتشتهي.
دمت بخير مادونا
[/align]

مادونا عسكر 15 / 08 / 2012 54 : 05 PM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
الأستاذ رشيد الميموني،

مخاطبة الذّات بصدق تبعث في نفوسنا الفرح والرّجاء، وهي السّبيل إلى اكتمال إنسانيّتنا.
شكراً لمرورك أستاذي، محبتي واحترامي

مادونا عسكر 15 / 08 / 2012 59 : 05 PM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
الأستاذة فتحية عبد الرحمن،

هنيئاً لي أن حللت في صرح راقٍ يُقَدّر فيه عبق الكلمات،
شرّفني مرورك أستاذتي

محبّتي واحترامي

مادونا عسكر 15 / 08 / 2012 07 : 06 PM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
الأستاذ فراس الحج محمد،
نحدّث نفوسنا، فنتحرّر من الماضي ونستمتع بالحاضر لنعبر نحو المستقبل
خالص محبتي وتقديري

علاء زايد فارس 15 / 08 / 2012 41 : 06 PM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
سرحت مع كلماتك أستاذة مادونا
وتذكرت قصيدة كتبتها منذ شهور
كنت كذلك أحاور ذاتي!
أنا من عشاق حوار الذات، واعتبره أمراً ضروريا في تطور الإنسان وفهمه للحياة وتقدمه على الصعيد المادي والروحي، ...
لذلك فقد سعدت جدا بقراءة نصك الجميل
سلمت الأيادي
احترامي وتقديري لك

مادونا عسكر 16 / 08 / 2012 36 : 01 AM

رد: رسائل إلى الذّات(2)
 
الأستاذ علاء زايد فارس،
دمت بخير ومحبة وسلام
خالص محبتي واحترامي


الساعة الآن 11 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية