![]() |
الموت في القرآن ..
الموت في القرآن ... ( أحمد الميري )
ذكر بعض المفسرين أن الموت في القرآن على سبعة أوجه : أحدها : الموت نفسه . يعني: الموت بعينه، ذهاب الروح بالآجال. وهو الموت الذي لا يرجع صاحبه إلى الدنيا. ومنه قوله تعالى في آل عمران : }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ { وفي الزمر : }إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ {، والثاني : النطفة . ومنه قوله تعالى في البقرة : } كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ { أي نطفا في أصلاب آبائكم ، والثالث : الضلال . الضلال عن التوحيد ومنه قوله تعالى في الأنعام : } أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ{ يعني: ضالا فهديناه. ، والرابع : الجدب . ومنه قوله تعالى في الأعراف: } حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ { والخامسة : الحرب ومنه قوله تعالى في آل عمران: } وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ { والسادس : الجماد . ومنه قوله تعالى في النحل : } أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ { يعني الأوثان . والسابع : الكفر . ومنه قوله تعالى في آل عمران : } وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ { فالميت ها هنا الكافر . وبعضهم يلحقه بقسم النطفة . وقد ألحق بعضهم وجها ثامنا فقالوا : والموت : الطاعون . ومنه قوله تعالى في البقرة: } أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ { وليس كما قال وإنما معناه حذر الموت بالطاعون ، لأنه كان قد نزل بهم ، وهذا قول ابن عباس ، وجعله بعضهم في وجه سماه : ذهاب الروح عقوبة من غير استيفاء الأجل والرزق: لأنه موت فيه عودة للحياة الدنيا فلم يستوف الاجل والرزق به بل بقى منهما شىء، ومثله قوله تعالى لبني إسرائيل السبعين في البقرة: } وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ قوله تعالى في سورة الأنعام : } وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ { قوله تعالى في آل عمران: }وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ { قيل: نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبه على تنعمهم. قوله تعالى في سورة المائدة : } حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ { وفي الانعام } إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ { الميتة من الحيوان ما زال روحه بغير تذكية أو صيد. |
الساعة الآن 25 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية