منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شعر التفعيلة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24228)

صقر أبوعيدة 03 / 11 / 2012 50 : 11 AM

أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!

لَنْ أَحْزَنَ لِلنَّغَمِ الْمَفْقُودِ مِنَ الْخاطِرْ
لَمْ أَبْغِ شُجُوناً تُرْصَفُ في صُحُفٍ وَدَفاتِرْ
لَكِنّي أَحْزَنُ حِينَ أَرَى الْقُمْرِيَّ يُخَبّئُ صَوتَهْ
يَتَفَقَّدُ أَظْلالَ الأَشْجارِ..
وَلَمْ يَعْرِفْ مِنْ أَينَ يُلَمْلِمُ هُدْبَ القَشِّ..
لِيَبْنِيَ بَيتَهْ
وَيُخاطِرْ
***
ما كُنْتُ لأَحْزَنَ إِذْ تَهْرُبُ مِنْ قُدّامِي شَمْسِي
وَالْبَرْدُ يُقَلّبُ عَظْمِي مِنْ أَمْسِ
فَأَبيتُ بِحُلْمي دُونَ مَجامِرْ
لَكِنّي أَحْزَنُ يَومَ تَقِلُّ الأَقْدامَ لِتَحْفرَ رَمْسي
وَأَخي يَحْثُو بِيَدَيهِ وَداعي
وَيُغادِرْ
***
ما كَنتُ لأَحْزَنَ حِينَ تَهيجُ عَواصِفُ تَقْلَعُ كَرْمَتَنا
السَدُّ بِلا زُبَرٍ، لَمْ يَقْوَ يُخاطِرْ
بَلْ أَحْزَنُ إِذْ لا نَعْلَمُ كَيفَ نُعيدُ الْغابَاتِ لِبِيئَتِها
وَسُؤالٌ يَخْلَعُ أَوْتادَ الْخَاطِرْ
لِمَ تَقْطَعُها؟
هَلْ كُنْتَ تُشاوِرْ؟
***
وِلِمَنْ حَرَمَ الْفَقَماتِ مِنَ الْحَمّامِ عَلى الشَّطِّ
لِمَ تَحْبِسُها؟
أَمَلَكْتَ الشّمْسَ وَحَبْلُ الدّفْءِ لِعَينِكَ ناظِرْ؟
***
يا مَنْ تَرْمي الأَزْهارَ عَلى دَرْبِ الْفَوضَى
قُمْ وَارْوِ حَدائِقَها
وَاغْرِسْ في الْبالِ فَسِيلَةَ حُبْ
فَعَسَى الأَيّامُ تُعِيدُ لَها أُرْجُوحَةَ وُدْ
وَلَعَلَّ النَّفْسَ تُبادِرْ
***
وِلِمَنْ نَزَعَ الزّيتُونَ وَلَمْ يَرَ خُضْرَتَهُ
لا تَنْسَ جُدوداً قَدْ قَرحَتْ فِيها أَيدِيهمْ..
إذ تَرَكَتْ في الأَرْضِ أَظافِرْ
***
مَنْ لَمْ يَكْتُبْ بَينَ الْعَينَينِ بَراءَتَهُ
فَلْيُخْفِ بِصَمْتٍ عُرَّتَهُ
فَالنّارُ تُمُوتُ إِذا الأَنْفاسُ تُحاصَرْ
***
إِنْ لَمْ تَفْتَحْ أَبْوابَ فُؤادِكَ لِلصُّبْحِ
لا تَحْبِسْ شَمْعاتِ الصّفْحِ
لِمَ تَشْحَذُ ضِغْناً في جِيدِ الصّدْحِ
لَنْ تَمْنَعَ لَحْنَ جَناحَينِ انْتَفَضا مِنْ جُرْحِ
أَوْ تَبْنِيَ لِلضَّحِكاتِ مَقابِرْ
***
إِنْ لَمْ تَسْمَعْ دَمْعَ الْجَوعَى وَتُقاتِلْ مِحْنَتَهمْ
لا تَمْنَعْ هَمْسَةَ حُبٍّ تُرْقِي دَمْعَتَهُمْ!
أَرَأَيتَ خِصاماً أَشْبَعَ طَيرَ بَراريهمْ
مَنْ يُعْطِي أَجْوِبَةً تُغْنِي عَنْ أَشْعارٍ وَمَنابِرْ؟
***
لِمَ أَمْكِنَةُ الْمِيلادِ تُشَكِّلُ فَرْقاً في خُبْزِ الأَجْيالْ
وَرَحَى الْفُقَراءِ تَحِنُّ لِكَرْكَرَةٍ وَسَنابِلْ؟
يَاوَيلَ قُصُورٍ لَمْ تَكُ تَدْرِي كَيفَ تَسيرُ الأَحْوالْ
وَتُكابِرْ
لَمْ تُسْرِجْ مِصْباحاً، والشَّوكُ طِوالْ
وَعَلَى أَكْتافِ الأَرْضِ تَهِيجُ هُمومٌ..
تَمْضَغُها الأَشْبالُ..
وَلا يَجِدُ الْعُصْفُورُ بَيادِرْ
لَنْ يَنْسَى يَوماً تُبْلَى فِيهِ سَرائِرْ
***
كَثُرَتْ أَسْبابُ الدَّمْعِ..
وَبْحْرُ بِلادِي تَغْرَقُ فِيهِ ضَمائِرْ
لِمَ شِعْرُ عُرُوبَتِنا يَاقَومِ يِخَافُ عَساكِرْ؟
لِمَ أْنْثانا في الْعُرْفِ تُصادَرْ؟
لِمَ تُمْنَعُ دَنْدَنَتي لِلْحُبِّ وَحينَ أُسَامِرْ؟
وَأُعاتَبُ في غَضَبي أَنْ أَدْعُوَ كُلَّ مُحالْ
وَأُجاهِرْ
***
الصُّبْحُ بٍلا جُرْحٍ في الْبالِ جَميلْ
لِمَ أَحْمِلُ كُلَّ خَطايا دُنْياكُمْ
وَأُهاجِرْ؟

شعر/ صقر أبوعيدة

علاء زايد فارس 15 / 11 / 2012 35 : 03 PM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
رائع أستاذ صقر
هي أغاريد الأحزان التي تأبى أن تفارقنا
عتبي على أهل القصور الذين لا يرفعون الأحزان ولا يتيحون المجال لغيرهم بأن يفعلوا ذلك!!

مودتي وتقديري

عادل سلطاني 15 / 11 / 2012 22 : 11 PM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
رائعة شامخة محلقة تطل من عل على عين يقين الشعر والإبداع ، دمت أيهذا الصقر الحبيب محلقا سامقا في ملكوت الأرواح ..

تحياتي

محمد الصالح الجزائري 16 / 11 / 2012 55 : 01 AM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر أبوعيدة (المشاركة 162505)
أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!

لَنْ أَحْزَنَ لِلنَّغَمِ الْمَفْقُودِ مِنَ الْخاطِرْ
لَمْ أَبْغِ شُجُوناً تُرْصَفُ في صُحُفٍ وَدَفاتِرْ
لَكِنّي أَحْزَنُ حِينَ أَرَى الْقُمْرِيَّ يُخَبّئُ صَوتَهْ
يَتَفَقَّدُ أَظْلالَ الأَشْجارِ..
وَلَمْ يَعْرِفْ مِنْ أَينَ يُلَمْلِمُ هُدْبَ القَشِّ..
لِيَبْنِيَ بَيتَهْ
وَيُخاطِرْ
***
ما كُنْتُ لأَحْزَنَ إِذْ تَهْرُبُ مِنْ قُدّامِي شَمْسِي
وَالْبَرْدُ يُقَلّبُ عَظْمِي مِنْ أَمْسِ
فَأَبيتُ بِحُلْمي دُونَ مَجامِرْ
لَكِنّي أَحْزَنُ يَومَ تَقِلُّ الأَقْدامَ لِتَحْفرَ رَمْسي
وَأَخي يَحْثُو بِيَدَيهِ وَداعي
وَيُغادِرْ
***
ما كَنتُ لأَحْزَنَ حِينَ تَهيجُ عَواصِفُ تَقْلَعُ كَرْمَتَنا
السَدُّ بِلا زُبَرٍ، لَمْ يَقْوَ يُخاطِرْ
بَلْ أَحْزَنُ إِذْ لا نَعْلَمُ كَيفَ نُعيدُ الْغابَاتِ لِبِيئَتِها
وَسُؤالٌ يَخْلَعُ أَوْتادَ الْخَاطِرْ
لِمَ تَقْطَعُها؟
هَلْ كُنْتَ تُشاوِرْ؟
***
وِلِمَنْ حَرَمَ الْفَقَماتِ مِنَ الْحَمّامِ عَلى الشَّطِّ
لِمَ تَحْبِسُها؟
أَمَلَكْتَ الشّمْسَ وَحَبْلُ الدّفْءِ لِعَينِكَ ناظِرْ؟
***
يا مَنْ تَرْمي الأَزْهارَ عَلى دَرْبِ الْفَوضَى
قُمْ وَارْوِ حَدائِقَها
وَاغْرِسْ في الْبالِ فَسِيلَةَ حُبْ
فَعَسَى الأَيّامُ تُعِيدُ لَها أُرْجُوحَةَ وُدْ
وَلَعَلَّ النَّفْسَ تُبادِرْ
***
وِلِمَنْ نَزَعَ الزّيتُونَ وَلَمْ يَرَ خُضْرَتَهُ
لا تَنْسَ جُدوداً قَدْ قَرحَتْ فِيها أَيدِيهمْ..
إذ تَرَكَتْ في الأَرْضِ أَظافِرْ
***
مَنْ لَمْ يَكْتُبْ بَينَ الْعَينَينِ بَراءَتَهُ
فَلْيُخْفِ بِصَمْتٍ عُرَّتَهُ
فَالنّارُ تُمُوتُ إِذا الأَنْفاسُ تُحاصَرْ
***
إِنْ لَمْ تَفْتَحْ أَبْوابَ فُؤادِكَ لِلصُّبْحِ
لا تَحْبِسْ شَمْعاتِ الصّفْحِ
لِمَ تَشْحَذُ ضِغْناً في جِيدِ الصّدْحِ
لَنْ تَمْنَعَ لَحْنَ جَناحَينِ انْتَفَضا مِنْ جُرْحِ
أَوْ تَبْنِيَ لِلضَّحِكاتِ مَقابِرْ
***
إِنْ لَمْ تَسْمَعْ دَمْعَ الْجَوعَى وَتُقاتِلْ مِحْنَتَهمْ
لا تَمْنَعْ هَمْسَةَ حُبٍّ تُرْقِي دَمْعَتَهُمْ!
أَرَأَيتَ خِصاماً أَشْبَعَ طَيرَ بَراريهمْ
مَنْ يُعْطِي أَجْوِبَةً تُغْنِي عَنْ أَشْعارٍ وَمَنابِرْ؟
***
لِمَ أَمْكِنَةُ الْمِيلادِ تُشَكِّلُ فَرْقاً في خُبْزِ الأَجْيالْ
وَرَحَى الْفُقَراءِ تَحِنُّ لِكَرْكَرَةٍ وَسَنابِلْ؟
يَاوَيلَ قُصُورٍ لَمْ تَكُ تَدْرِي كَيفَ تَسيرُ الأَحْوالْ
وَتُكابِرْ
لَمْ تُسْرِجْ مِصْباحاً، والشَّوكُ طِوالْ
وَعَلَى أَكْتافِ الأَرْضِ تَهِيجُ هُمومٌ..
تَمْضَغُها الأَشْبالُ..
وَلا يَجِدُ الْعُصْفُورُ بَيادِرْ
لَنْ يَنْسَى يَوماً تُبْلَى فِيهِ سَرائِرْ
***
كَثُرَتْ أَسْبابُ الدَّمْعِ..
وَبْحْرُ بِلادِي تَغْرَقُ فِيهِ ضَمائِرْ
لِمَ شِعْرُ عُرُوبَتِنا يَاقَومِ يِخَافُ عَساكِرْ؟
لِمَ أْنْثانا في الْعُرْفِ تُصادَرْ؟
لِمَ تُمْنَعُ دَنْدَنَتي لِلْحُبِّ وَحينَ أُسَامِرْ؟
وَأُعاتَبُ في غَضَبي أَنْ أَدْعُوَ كُلَّ مُحالْ
وَأُجاهِرْ
***
الصُّبْحُ بٍلا جُرْحٍ في الْبالِ جَميلْ
لِمَ أَحْمِلُ كُلَّ خَطايا دُنْياكُمْ
وَأُهاجِرْ؟

شعر/ صقر أبوعيدة

مَنْ يُعْطِي أَجْوِبَةً تُغْنِي عَنْ أَشْعارٍ وَمَنابِرْ؟
أراك أيها الصقر ترفع سقف الإبداع إلى حد بعيد بعيد...أغاريدك تجعلني أومن أكثر بأن للشعر صوتا يفرض على الصم سماعه!!
أثبتها في : 1433/01/01

فتيحة عبد الرحمن 17 / 11 / 2012 10 : 06 PM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
وأنا أراكَ أيها الصقر لامستَ أطراف السماء قدرا ومقدرة
وأينما وضعتَ حرفكَ سابق النور الى القلوب فكتب في أعماقها أنكَ الشاعر الشاعر

دمتَ ألقا ودام حرفك نورا أينما حلّ / حللتَ .. تقديري

صقر أبوعيدة 18 / 11 / 2012 54 : 11 AM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء زايد فارس (المشاركة 163358)
رائع أستاذ صقر
هي أغاريد الأحزان التي تأبى أن تفارقنا
عتبي على أهل القصور الذين لا يرفعون الأحزان ولا يتيحون المجال لغيرهم بأن يفعلوا ذلك!!

مودتي وتقديري

حبيبنا علاء زايد فارس
دمت لنا محبا وحاثا ونبيلا
حفظك الله

صقر أبوعيدة 18 / 11 / 2012 55 : 11 AM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سلطاني (المشاركة 163405)
رائعة شامخة محلقة تطل من عل على عين يقين الشعر والإبداع ، دمت أيهذا الصقر الحبيب محلقا سامقا في ملكوت الأرواح ..

تحياتي

أستاذنا عادل سلطاني
لشهادة منكم لهي ما يرجوه النص وصاحبه
بوركت أخي ورعاك الله

صقر أبوعيدة 18 / 11 / 2012 57 : 11 AM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 163431)
مَنْ يُعْطِي أَجْوِبَةً تُغْنِي عَنْ أَشْعارٍ وَمَنابِرْ؟
أراك أيها الصقر ترفع سقف الإبداع إلى حد بعيد بعيد...أغاريدك تجعلني أومن أكثر بأن للشعر صوتا يفرض على الصم سماعه!!
أثبتها في : 1433/01/01

أستاذنا الحبيب محمد الصالح الجزائري
لأنتم أولى بالثناء أخي وأهله
بوركت وثبت الله فؤادك في محبته

صقر أبوعيدة 18 / 11 / 2012 01 : 12 PM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتيحة عبد الرحمن (المشاركة 163592)
وأنا أراكَ أيها الصقر لامستَ أطراف السماء قدرا ومقدرة
وأينما وضعتَ حرفكَ سابق النور الى القلوب فكتب في أعماقها أنكَ الشاعر الشاعر

دمتَ ألقا ودام حرفك نورا أينما حلّ / حللتَ .. تقديري

شاعرتنا المبجلة فتيحة عبد الرحمن
أشكر لك حسن ظنك بأخيك
كرم منكم هذا الثناء القيم
حفظك الله أخيتي ورعاك

حسن ابراهيم سمعون 21 / 11 / 2012 15 : 11 AM

رد: أَغاريدُ الْحُزْنِ الْقاتِل!
 
ما هذا الشموخ ياصقر ؟
نص من العيون ,, يعيد للشعر مكانته في زمن الإقفار الفكري والثقافي
إنه من صقر , وإنه شعر رصين ...
الشاعر الحبيب صقر ,, التمايز سمة تحسب لك ..
يسعدني المرور بروضتك أخي
حسن إبراهيم سمعون


الساعة الآن 20 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية