![]() |
الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
حروفٌ تحت المطر يعجز التذمر والازدحام والفشل والألم مجتمعين عن تشويه عشقي للمطر، حين يتناثر البشر يمنة ويسرة، مفسحين طريقاً لمتعة الخيال، ومع إيقاعات الهطول، بحرٌ من الماء يملأ الصورة أمامي، يغسل كل البشاعة، يمحو آثارها، ويطفو الجمال على السطح، ويدعوني لأعانقه، وأتمايل على تموجاته الهادئة، إنه أنت. وجّهَني إليك شوقي، خبأته في بريد مختوم، مرسلاً إياه مع ساعي غرام يهرول متأخراً، أيقظه البرد، يحلم بحضن دافئ. إن كان حياؤك قد حبس عني همسات الرغبة، فأطلق سراح حنينك إلى قلبي، وداوني ببلسم ربيعك، فقد لدغني الخريف بقسوته. مما أشعل قلبي، فاستشاط شوقاً، كوى بالحنين ضلوعي، بريدُ قلب عاشق لطالما غفا على قلبي، واستقر بين جوانحي، يبَلسِم الجراح في جو ماطر، يملأ القلب بالبهجة، داعياً للاحتفال باتحاد القلوب. مشيت، ومشيت وما زلت، تحت أمطار الحب معك، أنت لم تتركني هنيهة، أنت في كل قطرة تغسل مقلتي، تنساب مداعبة وجنتي، بلمسة حانية تغازل روحي.. إنها أنت. يتكالب ضدي الألم والزمان والمكان والواجب والازدحام في تحالف دنيء، ليحبسوني عن لقائك، ليمنعوا عني دفء أحضانك تحت المطر، ليحرمونا من الاغتسال سوياً.. أيدينا متشابكة، أرواحنا متعانقة، أشتاقك وأشتاق رؤياك، باسماً.. صامتاً.. لا فرق، ما أردت إلا الاحتفال، عرفت السماء مقصدي، فبكت فرحاً... لكني هُزمت. إن كنت قد هزمت، فإنني أعلن هزيمتي أمامك.. ساكناً قلبي، ترنو برأسك الحاني إلى كتفي، بنظرة تملأ الأرض حباً، تشبعني عشقاً، ويد تمسح عن قلبي حزن البعد، أنِ اغفُ في فؤادي، قرير العين أبداً. يمضي قسم من الزمان، أعيشه تائهاً حيران، بلا هدف.. بلا سراج، تقتحم بحضورك سجن حياتي الفارغة، لتبعث فيها روحاً من نور عينيك، وتنشلني من ضياع محتوم. الحب يربو، نسقيه المشاعرَ، ونبني الذكريات، ونبتسم للقادم، حين سيغمر سحر العشق الأجواء. محتفلاً بقلبك، يلملم مشاعرَ بين حناياه، ناءت فيما مضى قلوبٌ بحملها، رافضاً أن يلبس حلة جديدة، في عيد المطر، فحلته قد ارتداها منذ عرفك، تزداد بهاءً، نوراً، روعةً يوماً بعد يوم، ليختال بها أمام العالم كله، ذاك قلبي. |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
ثلوجُ حبٍّ محترقة متعانقَين، سارا معاً.. طيفُك وطيفي... تحت شلال ثلجيّ غزير، صافٍ، طاهر، نقيّ إنه فيضانُ قلبك... طغيانُ أبْيَضِك على سوادي سمائي ممتلئةٌ بك، تحيطني بنظرات الغرام وتحت الثلج، ننعم بدفء مشاعرنا نتغازل بالصمت... وتذوب الأجساد عشقاً ... فاضت السماء بالثلوج وغرقت الدنيا معها في مشهد شديد الندرة كأنها تؤكد لي، توافقني على اختياري وتقول تقَدَّم، وسلِّمْ نفسك للنقاء فغرقْتُ أعمقَ في كيانك الأبيض أتّحد معك، ونهطل سويّاً ثلجاً طاهراً حنوناً.. يغمر العالم بالحب ... كم تمنيت للّيل ألا ينتهي كم تمنيت ألا تمضي تلك التسعون دقيقة بعد منتصف الليل فبعدها تذكرت أحزاني وذبلت ابتسامتي وما هي إلا سويعات حتى انبلج صباح النهاية لتشرق الشمس في ميعادها المقلق وتذيب ما كان باقياً في زوايا المنظر البهيج وغيرَ مكتفية، تناولَتْ فرحي الصغير المخبوءَ داخل قلبي فانتزعَتْه بحرارة وعنف واكفهرّ وجهي بظلمة الوحدة وتسمّرتُ على نافذة الفرح الذي ولّى أشيّعُ ذيولَه متسائلاً كيف لصباح مدهش كهذا ألا يصل بي إلى عنان السماء كيف لي ألا أصل إلى سعادتي الملائكية إنها الشمس الشمس قد أحرقت سعادتي |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
الاخ محمد مساء الخير
هنى توافرت كل ألوان السعاده الماء والخضراء والوجه الحسن واشعة شمس تداعبها..ماذا تريد أكثر من ذلك..؟ سعيد بمروري الى هنا..أسعدك الله وسلمت روحك :nic92: تحياتي سلمان الراجحي |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
يا لهذه الروح المُصرة على العطاء رغم الشتاء القاسي والظروف الصعبة الدامية
مطر يغسل الأرواح وحلم تصبو إليه النفوس ليت المطر ينهمر على القلوب العليلة يغسلها ينقيها يعيد إليها طفولتها فننعم بدفء المشاعر لم أقرأ المقطع الثاني ،،اقترب موعد الاخبار لي عودة مع التحية والتقدير |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
مطر وثلج وشتاء بامتياز
لماذا تدس الشمس أنفها في صباحات شتوية بامتياز ؟ أنا مثلك ابني سعيد أتساءل حتى لو كانت الشمس مصدر النور والضياء والبهاء والحرارة لكنه يوم شتوي من حق الشتاء وليس من حق الشمس أن تفسد روعة اللقاء ولكن شاءت الشمس وكان لها ما تشاء شكرا لك ابني سعيد على هذا الوصف الممتع قلم رائع جدا أحب كل حروفه دمت ابني والله يوفقك |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]جميل هذا الانسجام بين رقة حروفك وشفافيتها والطبيعـة. النفوس المليئة بالحس الإنساني فقط تنتبه لما حولها ولا تهزمها خشونة وعنف الظروف.
دمت بخير أستاذ محمد سعيد ودامت صداقتك للقلم وطابت أوقاتك.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
لوحة شتوية أخاذة جميل أن تستمتع هكذا بالشتاء وأن تعزفه بهذا الجمال أما أنا فتصيبني كآبته وأنتظر شروق شمسه تقديري لك |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
اقتباس:
الشمس في أكثر أحيانها رمزٌ للفرح ورغم سطوعها، وإشراقها، ودفئها فهي تعجز عن شفاء بعض الأدواء كتلك التي في القلوب شكراً لقراءتك اللطيفة ومرورك العطر أخي سلمان |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
اقتباس:
وأنا بانتظار وتوق لعودتك أستاذة عروبة |
رد: الثنائية الشتائية: حروفٌ تحت المطر + ثلوجُ حبٍّ محترقة
اقتباس:
نعم وألف نعم لموقفك هذا آنستي ربما لم أوفق في المزج بين الصراعات التي تجيش في صدري وبين صراعات الطبيعة الشمس لم تكتف بإذابة الثلوج على الأرصفة وأسقف المنازل لكنها سطعت في وقت لم يكن فيه سروري جاهزاً لاستقبالها أعطر التحيات مني لدعمك الدائم أستاذتي العزيزة |
الساعة الآن 16 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية