![]() |
دفتر التأخيرات
دفتر التأخيرات
حين رأيت عبد الرحمن يعبر نقطة المرور أدركت أنى قد تأخرت عن العمل، فقد اعتدت كل يوم أن أرى عبد الرحمن على أول الطريق الطويل المؤدى إلى نقطة المرور وأنا في السيارة، أعرف عندها أنى في موعدي، وأعلم أن المدير سوف يستقبلني بوجهه الكالح، وبتكشيرة أكرهها منه، وأنه سوف يومئ إلىَّ أن أذهب إلى مسئول التوقيع لأوقع في دفتر التأخيرات، صحيح لقد سهرت بالأمس كثيرا أناقش أصدقائي فى موت الحسيني أبوضيف وقد دافعت كثيرا عن استشهاده، وفى الدستور الجديد، ودخلنا في جدال عنيف حين قررت أن أقول لا للدستور عندها تذكرت أنى تأخرت في السهر، ولاح أمام عيني وجه ذلك المدير المؤلم جدا، ومع ذلك لم أبالِ وانخرطت في نقاشي الحاد حول التيارات السياسية في مصر. رجعت إلى البيت لأجد زوجتي تنتظرني، وأخبرتها أن توقظني في الساعة السابعة صباحا باغتتني بسؤالها عن موقفي من الدستور، هل ستقول نعم أم لا؟ قلت: سأقول لا قالت: وأنا سأقول نعم قلت: لك الخيار، هذا رأيك. لمحتها وهى تقطب وجهها... ذهبت إلى غرفة نومي في الوقت الذي كانت تشاهد فيه مسلسلا تركيا يحكى قصة حب عنيفة حسب روايتها، أيقظتني زوجتي في السابعة والنصف، قمت مهرولا وتقطيبه وجه المدير تلاحقني في الحمام، وعند ارتداء ملابسي، وصوت القرآن في الراديو يصدح بآيات كثيرة، فقد اعتادت زوجتي أن تفتح إذاعة القرآن الكريم كل صباح ولا تستمع إليه. ركبت السيارة وأنا أتفلت على عبد الرحمن حين وجدته قد جاوز نقطة المرور قلت في نفسي لعله عناد زوجتي لأني خالفتها الرأي. |
رد: دفتر التأخيرات
الأستاذ عبد الحافظ بخيت متولي
يا له من دستور قد تسبب بخلاف عائلي يمكن تجاوزه، لكن لا بدّ قبل ذلك من المرور بدفتر التأخير. على أيّة حال، لا بدّ من ممارسة بعض سبل الديمقراطية، مع اعتقادي بأنّ الاستيلاء على السلطة وعدم التراجع عن القرار بصلاحيات يمنحها الدستور أمر مخالف للطبيعة البشرية، ولمصر باع طويل في شأن الدكتاتوريات. سرد ممتع - دمت بخير. |
رد: دفتر التأخيرات
شاهدت دراما اجتماعية ساسية ،،في مصر قد يحدث انقسام بين عائلة واحدة
نتيجة تأييد أهلي وزملكاوي وهاهو الدستور بين نعم ولا عثرات وآراء سردك ممتع أستاذي تحيتي |
رد: دفتر التأخيرات
قصة واقعية وليس فيها شيء من الخيال :
الديمقراطية هذه الضيفة التي قد تعتبر ضرة تعلن ضدها الحروب في البيوت ويتحول المرء فيها وبها من مقدم ومنجز للعمل بالعضلات والأذهان إلى مقدم لكل أنواع الرياح بالفم والمشاحنات والمجادلات . هي لحظة فاصلة يا أستاذ ومرحلة دقيقة فارقة في الحياة يجب الإنتباه إلى خطورتها والعمل على تجاوزها بسلام بترسيخ ثقافة الإختلاف الإيجابي في الإطار القانوني وإعطاء حرمة للعمل من حيث هو أولى اولويات المجتمع الطامح للتألق والسمو . شكرا لك على هذه القصة الجميلة وبارك الله فيك . |
رد: دفتر التأخيرات
إن كان الدستور بين نعم ولا في مصر وجه الخلاف فعندنا يا أستاذي ومنذ سنوات صرنا نرى الأخوة الأعداء في كل بيت وشارع ومؤسسة وفي شتى مناحي الحياة هكذا هو اجتماعنا على الديمقراطية في بلداننا العربية ونتفق على ألا نتفق كالعادة تقديري لك |
رد: دفتر التأخيرات
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قصة جاءت تعكس تأثير الواقع السياسي وتجاذباته على المواطن المصري المناضل من أجل عيشه ومسؤولياته.
سعي دؤوب لأداء الواجب يضاف إليه ثقل الإحساس بالمسؤولية العظيمة تجاه الوطن الذي يتربص به المتربصون. نقلتنا بسلاسة إلى يوميات وهواجس مصرية أستاذ عبد الحافظ وكنت موفقا في سردك. كل الأماني الطيبة لمصر والمصريين الشرفاء وكل الخير أتمناه لك.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: دفتر التأخيرات
الرائع الجميل الاستاذ خيرى حمدان مرورك شرف كبير واتلدستور حولنا الى مليشات صغيرة لغياب الوعى بالمعنى الحقيقي للديمقراطية
دمت مبدعا رائع وراقيا |
رد: دفتر التأخيرات
الرائعة الجميلة الأستاذة عروبة أخشى فى المستقبل ان يكون الشارع المصرى عدة فرق بين الصوفى والاخوانى والليبرالى ويتحول الى دراما من نوع خاص
مرورك ابهجنى جدا سيدتى الجميلة |
رد: دفتر التأخيرات
اخى الرائع الأستاذ فهيم رياض
نعم هى قصة واقعية والمباشرة مقصورة فيها لانها تؤرخ لواقع مرير تمر به مصر الان وهو واقع يبتعد عن المفهوم الحقيقي للثورة وتحول الى صراع مذهبى على مستوى الاسرة اسعدنى جدا مرورك وابهجنى كثيرا |
رد: دفتر التأخيرات
الرائعة الجميلة الاستاذة وسام
اسعدنى جدا مرورك ووعيك فى تلقى القصة والديقراطية فى الوطن العربى هى نوع من التكالب المقنن على السلطة فى كافة المسوتيات وهذا من شأنه ان يخلق صراعات مختلفة ومتعددة كل محبتى لك سيدتى الجليلة |
الساعة الآن 09 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية