منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   عشاق البحر (قصة قصيرة) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24724)

زياد صيدم 19 / 01 / 2013 46 : 10 PM

عشاق البحر (قصة قصيرة)
 
يسير ذهابا وإيابا ..يستنشق رائحته الشهية، التى تبعد اشباح توتر واكتئاب تناوشه من صباح يوم بدا ثقيلا ومزعجا.. يخرج زفيرا بطيئا متقطعا من بين شفتيه، بعد أن يحبس شهيقه حتى تمتلئ رئتيه بهواء مشبع باليود والأكسجين .. بينما على حاله .. لمح بطرفه عربة قد توقفت أعلى التلة الرملية حيث ربط حصانه البخارى..عندما اقتربت قدماه المنغرستان فى رمال ناعمة طرية .. و اصبح بمحاذاته ،وإذ بفتاة يافعة ممشوقة القوام تتهدل خصلات شعرها فينساب من اسفل منديل رأسها، تلاعبها نسمات ريح حانية، بالرغم من سطوع ودفيء شمس نهار متميز من يناير تترجل من تلك العربة .. تعانق بكفها شابا بشعره الكثيف الأسود وبملابسه الانيقة ..تجاوزهما بمشيته المسرعة ..كان بين الفينة والأخرى يبسط ذراعيه بمحاذاة كتفيه ويحركهما الى اعلى و الى أسفل معبئا صدره بهواء حتى ينتفخ كبالونا تضيق به ضلوعه، قبل أن ينفثه ببطيء من فمه.. فيحس براحة واسترخاء يبحث عنهما منذ استيقاظه هذا الصباح بمزاج عكر .. وهواجس من ذكريات تتساقط عليه تباعا يحاول ابعادها دون جدوى .. فسارع دون تردد نحو ملجأه الوحيد فى مثل هذه الحالات ..هذا الازرق الممتد كعادته الى مالا نهاية .. متلاطم الموج بزبده الابيض .. لكنه يخلو من رواده وعشاقه على مر الازمان فنحن فى منتصف يناير ..إلا من بضع هواة صيد الصنارة ، يتراءون من بعيد بجانب كتل صخرية خضراء معشوشبة بريم البحر...
التفت ساقاه تساعده حركة من ذراعين منبسطتين بانفراجة كاملة .. وبحركة بهلوانية متعمدة عاد ادراجه من حيث انطلق ..اقترب شيئا فشيئا، حتى اصبح بمحاذاة حصانه البخاري وما تزال جاثمة على مقربة تلك العربة التى ظهر لونها الرصاصى بوضوح ..جال ببصره يتفحصها من داخلها.. فلم يكن هناك اثرا لأحد ؟ وحيث الشاطئ الممتد من حوله يداعب أحزانه على عشاق قد غابوا عنه، وتركوه وحيدا، مما زاد من حيرته وفضوله ، فقد تذكر احد المشاهد لتلك الافلام الخيالية ..ثم اختفت بلمح البصر ابتسامه حاولت أن تخرج من بين اسنانه فلم تفلح...
التقط مفاتيح موتوره من جيبه وهم بتجهيزه للانطلاق .. لكن شيئا ما جعله يتمهل قليلا فسار بضع خطوات يتفحص الشاطئ البكر لآخر مرة بفضول ادهشه على غير عادته..وبحركة لا ارادية لطم جبهته بكف شماله حين لاحظ خيمة اسفل التلال الرملية وعلى الجانب الاخر منها وقد اغلقت جميع منافذها...فأدار موتوره بهدوء وخبرة فلم يسمح بخروج ضجيجه المعتاد متسللا من المكان كى لا يزعج عشاق البحر..وما إن ابتعد بمسافة حتى ركن جانبا وبيساره التقط خوذته واعتمرها بإصرار وقد لمعت عيناه و اوقدت بريقا .. فقد مضى عليه زمنا لم يضعها على رأسه كعادته.. لكنه فى هذه اللحظات، ومع استيقاظ ذكرياته الممتدة عبر اكثر من عقدين ، وعلى امتداد طريق الساحل .. قرر أن يسابق الرياح، ممتطيا جواد حريته !.

وسام أحمد 20 / 01 / 2013 34 : 02 PM

رد: عشاق البحر (قصة قصيرة)
 
ربما انتعشت ذاكرته المتجمدة فقرر العودة لأيام خلت ..
تقديري لك

وسام أحمد 20 / 01 / 2013 35 : 02 PM

رد: عشاق البحر (قصة قصيرة)
 
ربما انتعشت ذاكرته المتجمدة فقرر العودة لأيام خلت ..
تقديري لك

زياد صيدم 23 / 01 / 2013 16 : 10 PM

رد: عشاق البحر (قصة قصيرة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام أحمد (المشاركة 168011)
ربما انتعشت ذاكرته المتجمدة فقرر العودة لأيام خلت ..
تقديري لك

==========================

** الاديبة الراقية وسام..

ما كانت متجمدة لكنها انتعشت اكثر نعم..وهنا لابد له من شىء متميز للتخلص منها فاطلق لحريته العنان يسابق الريح...لكنها حرية مقيدة بسنوات العمر المتقدم...
شاكر حسن قراءتك ومرورك الجميل..

باقة من الرياحين


الساعة الآن 28 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية