منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24950)

هيثم سعد زيان 16 / 02 / 2013 56 : 01 PM

طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
قَسـَمـــًا بــربِّ العالــمـــينَ الأَوحَـــــدِ
وبِإِِِِِسْــــمِـــهِ المَخـْـفِـيِّ والمــتــفــرِّدِ

وبِعَـرْشِِِِِ مَنْ مَنَــحَ السـَّـماءَ بـُروجَــهَا

وأزانَ مــا فـيــها بــنــجـــمٍ مُـرْشِــدِ

وبقــدرةِ الرَّحـمــنِِ فـي أرضٍ حــوَتْ

مـِـنْ كــلِّ آيٍ للّبــِـيــبِ المُــهــتــدِي

وبعِلْــمِ مَــنْ بـَســطَ الظــِّلالَ وشــدََّهـا

و بمــائِــهِ الـسَــــيـَّـالِ والمُتـجــمِّــدِ

وبِمَــا علَــى إبــلِ الفـــلاةِ بصـــبـْـرِها

يَــومَ احتـدامِ القيـظِ عِنــدَ المقـصَـــدِ

وبِمَنْ إذا مــا شــاءَ أمـــرًا قـال:״ كُنْ״

وإِذا الأمـــورُ تُـــطيـــعُ دُونَ تـَــرَدُُّدِِ

سَوََّيتَ كونَـــكَ يا إلــهِـــيَ مُــعـْـجـِـزًا

عَـبَّـقــْتَ كُـنـْهَ أريــجـِهِ بـِ״ مُحـمّــَدِ״

ذِي قــَـــبْـلـَــهُ الدُّنــــيا ظـــلامٌ عـارمٌ

والخلـــقُ تحتـَكَ في هَوى وتعربـُـــدِ

النَّارُ تأكــلُ في ״المجـوسِ״ شِعـابَهــا

وصدَى الكــنائسِِ مُحتـَــفٍ بالمعــْبدِ

و״قريشُ״ ولَّتْ وجهَـــهَا״ للاتِ״ لَـــمْ

تنسَ النَّصيــــــبَ״ لعُزَّةِ״ المتعبّــــِدِ

والظلمُ يقصِمُ فـي الجِمـــالِ سَنـــامـَـها

فتصيــُر عَـنْ بُـعــدٍ كـظِــلٍّ أَمـــرَدِ

وَوُلـــدْتَ والدُّنْــــيَا تَبــــوحُ بنــــورِها

للكَـــــونِِ فـــي لحنٍ شَجـــيٍِّ،أجْــوَدِ

وأصابَ ،مُـرََّ الغصـنِ، همـسٌ مُرهَفٌ

أفــضَـى بــشهـــدٍ للــزَّمـانِ مُــؤبّــَدِ

طَرِبَـــتْ ملائـكـةُ الرَّقيـــبِ وحدَّثـــتْ

كلَّ المقاصِدِ عن سَنـــاكَ السَّرمَــدِي

فــتـنــفَّــسَ الإيمــانُ وحـــيًـــا دافِــئًــا

مِنْ حوضِْ طيبِك يا سراجَ السُـــؤدَدِ

وتَـناغــمَــتْ سُـنـَـنُ الحيــاةِ وأَدركـَتْ

سِـــرَّ الوجودِ. فيـَــا لـهُ مـِنْ مَولِـــدِ!

كُلِّفْــــــتَ بالتَّبلــيــغِ عَــنْ رَبِّ السَّمَــا

والأرضُ تشكـُـو مِنْ جُحودِ المُلحِــدِ

ما كــنـــتَ تقـــرأُ إنـــمـــَا مُتـــأمّـــِلاًًَ

لبدِيعِ صُنـــعِ اللهِ فيــنَـا، " سَيّـــِدِي״

أُخـفِـيـتَ ،يــومَ الحشــرِ، أيـَّـانَ اللِّـقَـا؟

وأُجِرْتَ وَحْيًا عَـنْ صَنيــعِ الهُـدهُــدِ

״اِقــــرأْ״! تلـــوتَ علـى مسامِـعِ أُمَّــةٍ

فتبوّأَتْ ،قَطــعًا، رفــــيــعَ المَقــعَــدِ

ما كـــنـــتَ رائِمَ تـــاجَ مــُلــكٍ عابِـــرٍ

حتّــى ولَـــوْ مِــنْ لُــؤلــؤٍ وزُمُــــرُُّدِ

غَنمًـا،״ كَليمُ اللهِ״ِ، يَرْعَـــى مُؤْجَـــرًا

ورَعَيتَ أنتَ الصِّدقَ مبْــسُوطَ اليـــَدِ

و״ لِإبْنِ مريمَ״، كَــمْ أُمــِدَّ بـِــخـــارقٍ

وأُثِبـــتَ أنــتَ بمُصطفــاكَ الأحمَـدِ

وعلَى أذى مـَنْ كــذَّبوا صَبـــَرَ الفـــؤا

دُ وفاقَ فـي״ أيُّوبَ״ صَبْــرَ الزُهَّـــدِ

لم تحــنِ رأسًـــا للمفـــاتـِـنِِ والهـــوى

أبَــدًا. صَبــيٌّ أنــتَ نِـعْـمَ المُقـتــدِي

طُهِّـــرْتَ بالبــــَرَدِ المــُقـــدََّسِ يافِعًـــا

فسمــوتَ عَـمَّا ـ هُوْـ بَغيـظٍ، مُفــسِـدِ

عَظُمَتْ خلالُكَ واعْتلـــتْ سِيـَرَ الوَرَى

فاضَتْ شَــذى في قـلبِ كــلِّ مُوحِّــدِ

" لَمُحَمَّدٌ״ حــُــسْــــنٌ لـِكـــلِّ مـَكــارمٍ

وكـــلامُ ربِِّ العالــمــيــنَ مُــؤيّــِدِي

يا للبيـــانِ! إذا تـــــحـــدَّثَ نـــاصــحًا

يا للتَّـواضــُعِ! في الشَّفيــعِ المُنجِـــدِ

للصَّحبِ شَـــدَّ الأزرَ غَيـــرَ مٌـــفَــرِّطٍ

ولأٌمـَّـــةِ المَحـــمــودِ ألــفُ تهــجُّــدِ

فـــلهُــــمْ بسعـــــيِـــكَ للمحبــةِ أُسْـــوةٌ

طُوبَى لـَـهــــمْ مِـنْ رُكَّـعٍ أو سُــجَّــدِ

مـن قبـلِ آدمَ ، أنـــتَ خاتـَـمُ وحيِهِــــمْ

رُسُلٌ تباهَــتْ بِارْتـقــائِـكَ فِـي الغَــدِ

الصادقُ المِصــداقُ صـــدَّقَ صــادقـًـا

بالوحْيِ والتَّــنـزيــلِ عِنــدَ المـَـوعِـِد

وأميـــنُ سـِـــرِّ الخلــقِ سِــرٌّ للـــوَفاَ

لارَيـبَ فِـي سِـرٍّّ سَرَى مِـنْ مَسجِــدِ

وجُزِيـــتَ قرآنـــًا كَـــريـــمـًــا بيــِّـنـًـا

أثــنَى عـَـلَــــيــكَ اللهُ فـِـيــهِ بِفَــرْقَــدِ

أُوتيتَ خمســًا مـِــنْ صَـــلاةٍ صُنتــَـهَا

فأقــمْـتَــهَا وخــتــمــتَــهَا بـِـــتـشهُّــدِ

وحَرصــتَ أنْ يَحظَـى اليتيـــمُ بعـــزَّةٍ

وكَــفـَـلــتـَـــهُ فــي رحـمــةٍ وتــَـوَدُّدِ

طُوبــى لنــَا بالخيــرِ كلـِّـهِ فــي الــذِي

لِنِســـائِــنَـــا، أَوصَــى بِخيـرٍ مُسْنِــدِ

و ظــَــنـنــتَ أنَّ الجــارَ وارث جــارِه

أوصاكَ ״جبريـلٌ״ بِــمَـا لَـمْ تَـعْــهَـدِ

للوالديـنِ قَـضَـــيــتَ بـِــرًّا مـُـنْــصِفـًـا

إِلاَّ عـَــلـَـى شِــرْكٍ بِــــرَبٍّ أوحَــــدِ

وأََمَــرْتَ بالمـعــروفِ غيـــرَ مُكابـــرٍ

و نَهَيْـتَ عنْ طيـشِ الفَتَى المُتـعـمِّـدِ

و قـِـــــيــامُ ليـــلٍ ما بَرَحــتَــهُ مُجْهَـدًا

قَدَمـيـكَ، أدمَـى، أنـتَ نِعْــمَ المُـجْهَـدِ

خُلُقًا عظيمـًا، أُنـــزِلــتْ ״أم القـــرى״

فَأنـــارَ ״يثربَ״ بالهـُـدى المــتجــدِّدِ

و هَجَرتَ لمْ تحملْ لقــومـِـكَ حقــدَهُــمْ

و رَجَـوتَ أنْ يُهْـدَوا لخيـرِ المــورِدِ

״لو كنتَ فَظًّـا أو غَــليــظَ القلــبِ״ لَــمْ

يَسْــمُ التَّسامُـحُ فـي فُؤادِ المعـــتـَـدِي

يا مُصطفى! ذَا الشِّعرُ يركَـــبُ بحــرَهُ

ويَــرُومُ مَدحَــكَ كالهــزارِ المُنــشِـدِ

هــيهـاتَ يبلـُـغُ في ثـــنـائـِـكَ مَقصَـــدًا

حَــتَّى و إنْ نــَالَ المِــدادُ تــعـهُّــدِي

أَثـــنـَـى علــيــكَ الله فــِـي صـلــواتــه

والمَــدحُ بــَعــدَ اللهِ لَيـــــسَ بِأجْـــوَدِ

ذا العمرُ مـاضٍ كالغــيــومِ و ظِــلِّـــهَا

يَـا نفـسُ تُوبِي عَـنْ هـَـوَاكِ وردِّدِي:

״قَـسَــمـًا بِـــرَبِّ العالميـــنَ الأوحَـــــدِ

لا خـيـــرَ إلاَّ فِــي صِـراطِ مـُحـمََّـدِ״

هيثم سعد زيان


الجزائر 2006

ياسين عرعار 16 / 02 / 2013 33 : 04 PM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
هذا هو الشعر !!!!!!

قصيدة رائعة بليغة ..
قصيدة رائعة بليغة ..
قصيدة رائعة بليغة ..

أبدعتَ أخي الشاعر (هيثم سعد زيان)
هذا من أجمل ما قرأتْ روحي واستعذبتْ قريحتي ..
جزاك الله كل خير و جعلها في ميزان حسناتك ..

هذا هو الشعر و هذا هو المدح البليغ الراقي
في خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
قصيدة متكاملة المعنى و المبنى ..
حفظك الله و رعاك و أنعم عليك بموهبة
الحرف الجميل و الشعر الراقي البليغ ..
دمت شاعرا فذا و دام لك الإبداع فنا ..


جزاك الله كل خير و جعلها في ميزان حسناتك ..

نصيرة تختوخ 16 / 02 / 2013 40 : 04 PM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ هيثم مرحبا بك في منتديات نور الأدب، جميل مانظمت والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد.
دمت بخير ونور الأدب يسعد بما يقدمه مبدعوه وبتواصلهم مع مواضيع غيرهم.
تحيتي وتقديري[/align]
[/cell][/table1][/align]

ياسين عرعار 16 / 02 / 2013 53 : 04 PM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
هذا هو الشعر !!!!!!
قصيدة رائعة بليغة ..
قصيدة رائعة بليغة ..
قصيدة رائعة بليغة ..

أبدعت كثيرا كثيرا كثيرا ..
ذائقة اختيار البحر ( الكامل ) عالية
و قوة التصوير و التناص ممتازة ..
و السرد الضمني .. رائع و جميل ..
و أسرار بليغة يحتويها القصيد في
تناغمه و قافيته و رويّه .. و تناسق
الأصوات و اختزال المسافات السردية
بمهارة الشاعر الموهوب المتمكن من الإبداع ..


أخي الشاعر ستكون لي وِقفة قارئ
يعشق الشعر و يتنفسه ..لأضع بعض
ماجادت به القريحة التي استوقفتموها
بهذا البوح الجميل ...

دمتم بخير و رعاكم الله و حفظكم إن شاء الله
------------
أخوك - ياسين عرعار
الجزائر

ليلى مرجان 16 / 02 / 2013 30 : 07 PM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
ورثتُ محمدا فورثتُ كلا

و لو غيراً ورثتَ ورثتَ جزءا

حصلت على معارفَ مفرداتٍ

و لم أر لي بعلمِ الله كفؤا

لذلك ما اتخذت كلام ربي

و لا آياته إذ جئن هزؤا

فأقبلتِ النفوسُ عليّ عددا

و قد أنشأتها للعين نشئا

لقد أخرجت من فلك و أرض

من العلم الإلهي لهنَّ خبأ

و لولانا لكان الخلقُ عميا

و بُكما دائما عوداً و بدءا

بنا فتح الإله عيونَ قومٍ

قربن و من نأى منهنَّ ينأى

وورثناهمُ بالعلم فضلاً

فكانوا زينة خلُقاً و مرأى

و منا في المصيف لهم نسيما

كما كنا لهم في البردِ دِفأ

وضعنا عن ظهور القوم إصرا

و ما حملتْ ظهورُ القوم عبأ

لأني رحمة نزلت عليهم

كآنية بماء الغيثِ ملأى

فأروينا نفوساً عاطشاتٍ

فلم تر بعد هذا الشربِ ظمأى


أستاذ هيثم سعد
راقني جدا ما جادت به قريحتك

وارتأيت لمكانة الممدوح أن أنقل هذه القصيدة للشيخ الأكبر أبي بكر محيي الدين ابن عربي.

دام ألقك

هيثم سعد زيان 16 / 02 / 2013 43 : 11 PM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
اللهم صلّ و سلّم على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون و غفل عن ذكره الغافلون...

محمد الصالح الجزائري 17 / 02 / 2013 28 : 12 AM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم سعد زيان (المشاركة 171144)
قَسـَمـــًا بــربِّ العالــمـــينَ الأَوحَـــــدِ
وبِإِِِِِسْــــمِـــهِ المَخـْـفِـيِّ والمــتــفــرِّدِ

وبِعَـرْشِِِِِ مَنْ مَنَــحَ السـَّـماءَ بـُروجَــهَا

وأزانَ مــا فـيــها بــنــجـــمٍ مُـرْشِــدِ

وبقــدرةِ الرَّحـمــنِِ فـي أرضٍ حــوَتْ

مـِـنْ كــلِّ آيٍ للّبــِـيــبِ المُــهــتــدِي

وبعِلْــمِ مَــنْ بـَســطَ الظــِّلالَ وشــدََّهـا

و بمــائِــهِ الـسَــــيـَّـالِ والمُتـجــمِّــدِ

وبِمَــا علَــى إبــلِ الفـــلاةِ بصـــبـْـرِها

يَــومَ احتـدامِ القيـظِ عِنــدَ المقـصَـــدِ

وبِمَنْ إذا مــا شــاءَ أمـــرًا قـال:״ كُنْ״

وإِذا الأمـــورُ تُـــطيـــعُ دُونَ تـَــرَدُُّدِِ

سَوََّيتَ كونَـــكَ يا إلــهِـــيَ مُــعـْـجـِـزًا

عَـبَّـقــْتَ كُـنـْهَ أريــجـِهِ بـِ״ مُحـمّــَدِ״

ذِي قــَـــبْـلـَــهُ الدُّنــــيا ظـــلامٌ عـارمٌ

والخلـــقُ تحتـَكَ في هَوى وتعربـُـــدِ

النَّارُ تأكــلُ في ״المجـوسِ״ شِعـابَهــا

وصدَى الكــنائسِِ مُحتـَــفٍ بالمعــْبدِ

و״قريشُ״ ولَّتْ وجهَـــهَا״ للاتِ״ لَـــمْ

تنسَ النَّصيــــــبَ״ لعُزَّةِ״ المتعبّــــِدِ

والظلمُ يقصِمُ فـي الجِمـــالِ سَنـــامـَـها

فتصيــُر عَـنْ بُـعــدٍ كـظِــلٍّ أَمـــرَدِ

وَوُلـــدْتَ والدُّنْــــيَا تَبــــوحُ بنــــورِها

للكَـــــونِِ فـــي لحنٍ شَجـــيٍِّ،أجْــوَدِ

وأصابَ ،مُـرََّ الغصـنِ، همـسٌ مُرهَفٌ

أفــضَـى بــشهـــدٍ للــزَّمـانِ مُــؤبّــَدِ

طَرِبَـــتْ ملائـكـةُ الرَّقيـــبِ وحدَّثـــتْ

كلَّ المقاصِدِ عن سَنـــاكَ السَّرمَــدِي

فــتـنــفَّــسَ الإيمــانُ وحـــيًـــا دافِــئًــا

مِنْ حوضِْ طيبِك يا سراجَ السُـــؤدَدِ

وتَـناغــمَــتْ سُـنـَـنُ الحيــاةِ وأَدركـَتْ

سِـــرَّ الوجودِ. فيـَــا لـهُ مـِنْ مَولِـــدِ!

كُلِّفْــــــتَ بالتَّبلــيــغِ عَــنْ رَبِّ السَّمَــا

والأرضُ تشكـُـو مِنْ جُحودِ المُلحِــدِ

ما كــنـــتَ تقـــرأُ إنـــمـــَا مُتـــأمّـــِلاًًَ

لبدِيعِ صُنـــعِ اللهِ فيــنَـا، " سَيّـــِدِي״

أُخـفِـيـتَ ،يــومَ الحشــرِ، أيـَّـانَ اللِّـقَـا؟

وأُجِرْتَ وَحْيًا عَـنْ صَنيــعِ الهُـدهُــدِ

״اِقــــرأْ״! تلـــوتَ علـى مسامِـعِ أُمَّــةٍ

فتبوّأَتْ ،قَطــعًا، رفــــيــعَ المَقــعَــدِ

ما كـــنـــتَ رائِمَ تـــاجَ مــُلــكٍ عابِـــرٍ

حتّــى ولَـــوْ مِــنْ لُــؤلــؤٍ وزُمُــــرُُّدِ

غَنمًـا،״ كَليمُ اللهِ״ِ، يَرْعَـــى مُؤْجَـــرًا

ورَعَيتَ أنتَ الصِّدقَ مبْــسُوطَ اليـــَدِ

و״ لِإبْنِ مريمَ״، كَــمْ أُمــِدَّ بـِــخـــارقٍ

وأُثِبـــتَ أنــتَ بمُصطفــاكَ الأحمَـدِ

وعلَى أذى مـَنْ كــذَّبوا صَبـــَرَ الفـــؤا

دُ وفاقَ فـي״ أيُّوبَ״ صَبْــرَ الزُهَّـــدِ

لم تحــنِ رأسًـــا للمفـــاتـِـنِِ والهـــوى

أبَــدًا. صَبــيٌّ أنــتَ نِـعْـمَ المُقـتــدِي

طُهِّـــرْتَ بالبــــَرَدِ المــُقـــدََّسِ يافِعًـــا

فسمــوتَ عَـمَّا ـ هُوْـ بَغيـظٍ، مُفــسِـدِ

عَظُمَتْ خلالُكَ واعْتلـــتْ سِيـَرَ الوَرَى

فاضَتْ شَــذى في قـلبِ كــلِّ مُوحِّــدِ

" لَمُحَمَّدٌ״ حــُــسْــــنٌ لـِكـــلِّ مـَكــارمٍ

وكـــلامُ ربِِّ العالــمــيــنَ مُــؤيّــِدِي

يا للبيـــانِ! إذا تـــــحـــدَّثَ نـــاصــحًا

يا للتَّـواضــُعِ! في الشَّفيــعِ المُنجِـــدِ

للصَّحبِ شَـــدَّ الأزرَ غَيـــرَ مٌـــفَــرِّطٍ

ولأٌمـَّـــةِ المَحـــمــودِ ألــفُ تهــجُّــدِ

فـــلهُــــمْ بسعـــــيِـــكَ للمحبــةِ أُسْـــوةٌ

طُوبَى لـَـهــــمْ مِـنْ رُكَّـعٍ أو سُــجَّــدِ

مـن قبـلِ آدمَ ، أنـــتَ خاتـَـمُ وحيِهِــــمْ

رُسُلٌ تباهَــتْ بِارْتـقــائِـكَ فِـي الغَــدِ

الصادقُ المِصــداقُ صـــدَّقَ صــادقـًـا

بالوحْيِ والتَّــنـزيــلِ عِنــدَ المـَـوعِـِد

وأميـــنُ سـِـــرِّ الخلــقِ سِــرٌّ للـــوَفاَ

لارَيـبَ فِـي سِـرٍّّ سَرَى مِـنْ مَسجِــدِ

وجُزِيـــتَ قرآنـــًا كَـــريـــمـًــا بيــِّـنـًـا

أثــنَى عـَـلَــــيــكَ اللهُ فـِـيــهِ بِفَــرْقَــدِ

أُوتيتَ خمســًا مـِــنْ صَـــلاةٍ صُنتــَـهَا

فأقــمْـتَــهَا وخــتــمــتَــهَا بـِـــتـشهُّــدِ

وحَرصــتَ أنْ يَحظَـى اليتيـــمُ بعـــزَّةٍ

وكَــفـَـلــتـَـــهُ فــي رحـمــةٍ وتــَـوَدُّدِ

طُوبــى لنــَا بالخيــرِ كلـِّـهِ فــي الــذِي

لِنِســـائِــنَـــا، أَوصَــى بِخيـرٍ مُسْنِــدِ

و ظــَــنـنــتَ أنَّ الجــارَ وارث جــارِه

أوصاكَ ״جبريـلٌ״ بِــمَـا لَـمْ تَـعْــهَـدِ

للوالديـنِ قَـضَـــيــتَ بـِــرًّا مـُـنْــصِفـًـا

إِلاَّ عـَــلـَـى شِــرْكٍ بِــــرَبٍّ أوحَــــدِ

وأََمَــرْتَ بالمـعــروفِ غيـــرَ مُكابـــرٍ

و نَهَيْـتَ عنْ طيـشِ الفَتَى المُتـعـمِّـدِ

و قـِـــــيــامُ ليـــلٍ ما بَرَحــتَــهُ مُجْهَـدًا

قَدَمـيـكَ، أدمَـى، أنـتَ نِعْــمَ المُـجْهَـدِ

خُلُقًا عظيمـًا، أُنـــزِلــتْ ״أم القـــرى״

فَأنـــارَ ״يثربَ״ بالهـُـدى المــتجــدِّدِ

و هَجَرتَ لمْ تحملْ لقــومـِـكَ حقــدَهُــمْ

و رَجَـوتَ أنْ يُهْـدَوا لخيـرِ المــورِدِ

״لو كنتَ فَظًّـا أو غَــليــظَ القلــبِ״ لَــمْ

يَسْــمُ التَّسامُـحُ فـي فُؤادِ المعـــتـَـدِي

يا مُصطفى! ذَا الشِّعرُ يركَـــبُ بحــرَهُ

ويَــرُومُ مَدحَــكَ كالهــزارِ المُنــشِـدِ

هــيهـاتَ يبلـُـغُ في ثـــنـائـِـكَ مَقصَـــدًا

حَــتَّى و إنْ نــَالَ المِــدادُ تــعـهُّــدِي

أَثـــنـَـى علــيــكَ الله فــِـي صـلــواتــه

والمَــدحُ بــَعــدَ اللهِ لَيـــــسَ بِأجْـــوَدِ

ذا العمرُ مـاضٍ كالغــيــومِ و ظِــلِّـــهَا

يَـا نفـسُ تُوبِي عَـنْ هـَـوَاكِ وردِّدِي:

״قَـسَــمـًا بِـــرَبِّ العالميـــنَ الأوحَـــــدِ

لا خـيـــرَ إلاَّ فِــي صِـراطِ مـُحـمََّـدِ״

هيثم سعد زيان


الجزائر 2006

وبإشارة من ذواقة الشعر البليغ الأصيل أثبّتها بتاريخ:
2013/02/16

هيثم سعد زيان 18 / 02 / 2013 09 : 03 PM

رد: طوبى لنا بالمجتبى....في مدح خير خلق الله صلى الله عليه و سلم...
 

أحبة الحرف و البوح السامق...ممتن لمروركم العطر...

صلى الله على سيد الخلق و على آله و صحبه أجمعين...


الساعة الآن 29 : 05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية