منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   القرآن الكريم (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=430)
-   -   إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24959)

الدكتور أسامة أبوشعر 17 / 02 / 2013 50 : 12 AM

إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَاوَيَسْفِكُ الدِّمَاءَوَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَوَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِوَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَوَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىوَاسْتَكْبَرَوَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ (34)}-البقرة (30-34)-.

** إضاءات في تفسير الآيات الكريمة:[1]

- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً...} -البقرة (30)-:
في هذا المشهد العظيم عند خلق الإنسان، يخاطب الله تعالى ملأً من الملائكة والجان ويخبرهم بأنه سيجعل آدم خليفة في الأرض. (دليل وجود الجان مع الملائكة أن إبليس كان معهم كما سيتم ذكره في الآية (34)، وقد توجه الخطاب للملائكة دون ذكر الجان على صيغة تغليب الأكثر، وهو أسلوب عربي عريق، قد جاءكثيرًا في نصوص القرآن والسنة ولغة العرب). والله أعلم.

- {...قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَاوَيَسْفِكُ الدِّمَاءَوَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَوَنُقَدِّسُ لَكَ...} - البقرة (30)-:
ويأتي الاعتراض من قبل الجان المؤمنين. والدليل على أن الاعتراض كان من الجان وليس من الملائكة، أن الملائكة لا يتكلمون إلا بإذن الله، ولا يسألون الله تعالى شيئاً لم يأذن لهم فيه، ولا يعملون شيئاً إلا بأمره: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِوَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} -الأنبياء (27)-. وكذلك تسبيحهم وعبادتهم ليست مدار مقارنة مع باقي المخلوقات.
وهنا يقارن الجان أنفسهم بالمخلوق الجديد المكلف معتبرين أنفسهم الأفضل والأحق بالاستخلاف في الأرض، فهم يقومون بالتكليف الإلهي من التسبيح بحمد الله وتقديسه، ويظنون أن المخلوق الجديد سيفسد في الأرض وسيقتل وسيسفك الدماء (ربما أنهم رأوا سلالات ومخلوقات سابقة خلقها الله قبل خلقه للإنسان، ممن سفك الدماء وأفسد في الأرض، ولم يتمتع بالعقل والإرادة التي سيكرم الله بها الإنسان، كسلالة الإنسان الكروماني والنياندرتال .. الخ، التي أثبت العلم وجودها قبل وجود الإنسان، وأثبت سفكها للدماء وقتلها بعضها البعض).

- {...قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} - البقرة (30)-:
يخاطب الله تعالى هؤلاء الجان ويقول لهم بأنه تعالى أعلم بخلقه وهو أدرى بمن يكون الأحق بخلافته.

- {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا...} - البقرة (31)-:
يُعلم الله آدم ويميزه عن الجان بإعطائه علماً يفوق بأدواته وبقيمته ما علم به الجان. فيعلمه أسماء الأشياء جميعها، والاسم يعبر عن جوهر الشيء وماهيته، كما إن الأسماء أكانت رموزاً صوتية أم مرئية هي وسيلة الخطاب ونقل المعلومات والعلوم. ومن المعلوم أن هناك طرقاً أخرى للتخاطب والتواصل كتوارد الأفكار والخواطرTelepathy.. إلخ. وربما أن الرمز للأشياء بمسمياتها ووسيلة الخطاب والتواصل الإنساني هي ما ميز الله بها آدم عن بقية مخلوقاته من جان وملائكة، وهو ما تدل عليه هذه الآية الكريمة.

- {...ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} -البقرة (31)-:
يعرض الله هذه الأسماء على الجان ويسألهم إن كانوا يستطيعون معرفتها (وسيلة التواصل المعرفي تلك) إن كانوا صادقين في زعمهم أنهم الخلق الأفضل. (وتشكيك الله بصدقهم هنا هو دليل آخرعلى أن المخاطبين ليسوا من الملائكة بل من الجان المكلفين، فالملائكة صادقون دائماً).

- {قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ} - البقرة (32)-:
يعترف الجان أن علمهم محدود، لا يمكن أن يتجاوز العلم الذي علمهم الله إياه. فلا أحد يحيط بعلمٍ إلا بما شاء الله (وهي إشارة إلى أن الله قد ميز الإنسان على الجان في قدرته المعرفية وطريقة تواصله المعرفي).

- {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ...} -البقرة (33)-:
يمتحن الله الإنسان في علمه، وينجح آدم في هذا الامتحان مثبتاً أنه الأجدر أن يكون خليفة الله في الأرض.

- {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِوَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَوَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} -البقرة (33)-:
يُذكَر الله الجان بأن علمه كامل وهو يعلم ما يظهرون من قول وما يخفون في أنفسهم (وهو دليل آخر أن الله يخاطب الجان المكلفين، فالملائكة لا تخفي ما لاتظهر ولاتكتمما في أنفسها، بل تطيع الله في كل ما يأمرها، فهي لا تعصي أمر الله ولا تتعداه: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْوَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} -النحل (50)-، أما الجان فهي مخلوقات مكلفة مثل الإنسان تبدي وتكتم: {..وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَوَمَا تَكْتُمُونَ}-المائدة(99)-).

- {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىوَاسْتَكْبَرَوَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ}-البقرة (34)-:
في هذه الآية تأكيد على أن هذا الملأ من الملائكة كان يشمل بعض الجان وإبليس واحد منهم، وهو هنا يستكبر ويعترض على أمر ربه بالسجود لهذا المخلوق الذي فضله الله عليه (كما اعترض ومن معه من الجان من قبل على استخلاف الله لغيرهم)، وهو لم يقتنع بالحوار الذي دار في كل الآيات السابقة والذي أثبت الله له ولجماعته من الجان علمه وحكمته في اختيار هذا المخلوق الجديد للخلافة. والله أعلم.


** وسأكرر، للأهمية، تلخيص الأدلة على أن المعترضين على استخلاف الله لآدم كانوا من الجان وليسوا من الملائكة:

الدليل الأول:
دليل وجود الجان مع الملائكة قوله تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ}، وفي قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}-الكهف (50)-.

الدليل الثاني:
تساؤلهم كيف يجعل الله خليفة في الأرض غيرهم بينما هم يقومون بالعبادة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَاوَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، لا يستقيم تفسيره أن يكون تساؤل ملائكة، فالملائكة لا يناقشون أوامر الله تعالى، ولا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِوَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}-الأنبياء (27)-.

الدليل الثالث:
قولهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَوَنُقَدِّسُ لَكَ}، لا يستقيم تفسيره أن يكون أيضاً قولاً للملائكة، فتسبيح الملائكة وعبادتهم ليست مدار مقارنة مع باقي المخلوقات.

الدليل الرابع:
تحديالله لهم إن كانوا صادقين:{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، لا يستقيم تفسيره أن يكون مقصوداً به الملائكة، فالملائكة صادقون دائماً.

الدليل الخامس:
- تأكيد الله تعالى على أنهم يكتمون ويخفون مالا يظهرون {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَوَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}، لا يستقيم تفسيره أن يكون مقصوداً به الملائكة، فالملائكة لاتخفي ولاتكتم.

والله أعلم.
أ.أ.


[1] هذه بعض الشروحات لتفاسير الآيات المذكورة، الواردة في بعض المصادر والمراجع:

- قال أبو جعفر (الطبري): وأولـى هذه التأويلات بقول الله جل ثناؤه مخبراً عن ملائكته قـيـلها له: {أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكَ الدّماءَ وَنَـحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ} تأويـل من قال: إن ذلك منها استـخبـار لربها بـمعنى: أعلـمنا يا ربنا، أجاعل أنت فـي الأرض من هذه صفته وتارك أن تـجعل خـلفـاءك منا، ونـحن نسبح بحمدك، ونقدّس لك؟ لا إنكارٌ منها لـما أعلـمها ربها أنه فـاعل، وإن كانت قد استعظمت لـما أخبرت بذلك أن يكون لله خـلق يعصيه... (جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري –ت 310هـ-)

- التفسير في قوله تعالى {أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكَ الدّماءَ وَنَـحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ}: فإن قلت: لأي غرض أخبرهم بذلك؟ قلت: ليسألوا ذلك السؤال ويجابوا بما أجيبوا به فيعرفوا حكمته في استخلافهم قبل كونهم، صيانة لهم عن اعتراض الشبهة في وقت استخلافهم. وقيل: ليعلم عباده المشاورة في أمورهم قبل أن يقدموا عليها، وعرضها على ثقاتهم ونصائحهم، وإن كان هو بعلمه وحكمته البالغة غنيا عن المشاورة {أَتَجْعَلُ فِيهَا} تعجب (من الملائكة) من أن يستخلف مكان أهل الطاعة أهل المعصية وهو الحكيم الذي لا يفعل إلا الخير ولا يريد إلا الخير. فإن قلت: من أين عرفوا ذلك حتى تعجبوا منه وإنما هو غيب؟ قلت: عرفوه بإخبار من الله، أو من جهة اللوح، أو ثبت في علمهم أن الملائكة وحدهم هم الخلق المعصومون، وكل خلق سواهم ليسوا على صفتهم، أو قاسوا أحد الثقلين على الآخر حيث أسكنوا الأرض فأفسدوا فيها قبل سكنى الملائكة... (تفسير الكشاف/ الزمخشري -ت 538 هـ)-

- قوله: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ظ±لدِّمَآءَ} الآية، إنما هو سؤال استعلام واستكشاف (من قبل الملائكة) عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء، مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء؟ فإن كان المراد عبادتك، فنحن نسبح بحمدك، ونقدس لك، أي: نصلي لك، كما سيأتي. أي: ولا يصدر منا شيء من ذلك، وهلا وقع الاقتصار علينا؟ قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: {إِنِّيغ¤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}...
وقيل: بل تضمن قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ظ±لدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} طلباً منهم أن يسكنوا الأرض بدل بني آدم، فقال الله تعالى لهم: {إِنِّيغ¤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من أن بقاءكم في السماء أصلح لكم وأليق بكم. ذكرها الرازي مع غيرها من الأجوبة، والله أعلم...
وقال ابن جرير: وقال بعضهم: إنما قالت الملائكة ما قالت: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؛ لأن الله أذن لهم في السؤال عن ذلك بعد ما أخبرهم أن ذلك كائن من بني آدم، فسألته الملائكة، فقالت على التعجب منها: وكيف يعصونك يا رب وأنت خالقهم؟ فأجابهم ربهم: {إِنِّيغ¤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يعني: أن ذلك كائن منهم، وإن لم تعلموه أنتم، ومن بعض ما ترونه لي طائع... (تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير -ت 774 هـ-)

- قيل: خاطب الله الملائكة بهذا الخطاب؛ لا للمشورة، ولكن لاستخراج ما عندهم. وقيل: خاطبهم بذلك لأجل أن يصدر منهم ذلك السؤال، فيجابون بذلك الجواب، وقيل لأجل تعليم عباده مشروعية المشاورة لهم. وأما قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} فظاهره أنهم استنكروا استخلاف بني آدم في الأرض، لكونهم مظنة للإفساد في الأرض، وإنما قالوا هذه المقالة قبل أن يتقدم لهم معرفة ببني آدم، بل قبل وجود آدم، فضلاً عن ذريته، لعلم قد علموه من الله سبحانه بوجه من الوجوه، لأنهم لا يعلمون الغيب؛ قال بهذا جماعة من المفسرين. وقال بعض المفسرين: إن في الكلام حذفاً، والتقدير: إني جاعل في الأرض خليفة يفعل كذا وكذا، فقالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا ويسفك الدماء}... (فتح القدير/ الشوكاني –ت 1250 ه-)

- قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - عند تفسيره لهذه الايات الكريمة: [وقول الملائكة هذا ليس على وجه الإعتراض علىالله ، ولا على وجه الحسد لبني آدم كما يتوهمه بعض المفسرين ! وإنما هو سؤالاستعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك ...]

محمد الصالح الجزائري 17 / 02 / 2013 55 : 01 AM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
السلام عليكم...حتى نثري النقاش ونجعله مشوقا ..سأسأل أخي أسامة :
جاء في معرض حديثكم الآتي: (ربما أنهم رأوا سلالات ومخلوقات سابقة خلقها الله قبل خلقه للإنسان، ممن سفك الدماء وأفسد في الأرض، ولم يتمتع بالعقل والإرادة التي سيكرم الله بها الإنسان، كسلالة الإنسان الكروماني والنياندرتال .. الخ، التي أثبت العلم وجودها قبل وجود الإنسان، وأثبت سفكها للدماء وقتلها بعضها البعض).
فهل أتيتنا بأدلة من القرآن أو الحديث أو بعض ما جاء في أبحاث العلماء حتى تضيء أكثر هذه الزاوية .
الأمر الثاني: تقولون: (
تشكيك الله بصدقهم:{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، لا يستقيم تفسيره أن يكون مقصوداً به الملائكة، فالملائكة صادقون دائماً.)
فكلمة تشكيك أرى أنه لا يجوز استعمالها على هذا النحو فلله العلم والأمر من قبل ومن بعد...والله أعلم..
أكتفي بهذا في انتظار بقية الأعضاء وما سيضيفونه إن شاء الله..شكرا لك أستاذنا الفاضل على هذه الإضاءات المفيدة..


رشيد الميموني 17 / 02 / 2013 56 : 02 AM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
[align=justify]ما أمتعني في هذا الشرح متانته وسلاسة أسلوبه بحيث لا يستعصي فهمه على أي أحد مهما كانت درجة ثقافته .
والأمتع في كل هذا هو تلك الرحلة الربانية التي حلقت بنا في السماوات العلى حيث الإله الأعظم وهو يعد آدم لخلافته في الأرض ومناقشة الملائكة لهذا الأمر مما يضفي على النفس سكينة وطمأنينة وخشوعا ، بل وهيبة من ذلك الموقف العظيم الذي بدأت معه البشرية أولى خطواتها .. وفوق ذلك يزيد القلوب حبا وامتنانا لهذا الخالق ذي القوة المتين الذي حبا الإنسان بالعقل وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا ..
شكرا لك أستاذي الدكتور أسامة أبو شعر ولك مني كل التقدير والمحبة .[/align]

مازن شما 17 / 02 / 2013 15 : 03 AM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
موضوع قيّم

جزاك الله كل خير اخي الغالي الدكتور أسامة أبوشعر

جعله الله في موازين اعمالكم

واســــأل الله العظيــم لي ولكــم ولكل مؤمن

أن يبعــد عني وعنكــم وعن كل مؤمن ثـــــلاث

الفقـــر ، و الضيــــق ، و الهّــــــــــم

و أن يحفــــظ للجميع ثـــــلاث
نفسـه ، و أهلـــه ، و دينـــه

و أن يسعـــد الجميع بثـــــــلاث
سعــة الــرزق ، و شكــر النعمــة ، و طــول العمـــر

و أن يصــــرف عن الجميع ثــــلاث
نـار جهنــم ، و عيــن حسـود ، و غــل حقــود

و أن يعين الجميع علــي ثـــلاث
ذكــره ، و شكـره ، وحســـن عبادتـه

نصيرة تختوخ 17 / 02 / 2013 14 : 01 PM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]تفسير منطقي بحكم أن إبليس كان من الجان وأنه كان متواجداً.
والله أعلم.
تقديري لاجتهادك د.أسامة ودمت بكل خير.[/align]
[/cell][/table1][/align]

د. منذر أبوشعر 17 / 02 / 2013 17 : 02 PM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
أخي أسامة ،أستاذ (كمال):
صعبٌ في مثل هذا الموضوع الإتيان بالقول الفاصل الثبت ،لانتفاء الأدوات المساعدة في البحث.
فالأمر كله من الغيب، لم يُفصِّله القرآن الكريم ،ولم يشرحه حديث صحيح، وهما الوسيلة الوحيدة لإدراكه، وهذا ليس متوفراً في مثل هذه الآيات. فمدار الأمر كله على ( الظن ) و ( الحدس )، وهما يُشكِّلان بداية، لكن لا يُشكِّلان يقيناً مُريحاً.
وكم أعجبني قولك :(الله أعلم )،لأنك تركتَ البوابات مُشَرَّعة ،وما احتكرتَ الفهم أبداً.
وأقول:لاشك أن ما جئتَ به ،فتحاً جديداً ،لم يسبقك إليه أحد، لكن يبقى - كما ذكرتُ - ظنًًَّاً ،تُحسَب لك شرف الريادة والسبق إليه.
والخير كله لك ،ونبقى مع طيب الحديث.


ميساء البشيتي 17 / 02 / 2013 48 : 03 PM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
السلام عليكم أيها الأحبة
أنا مع أخي د. منذر بأن نقول والله أعلم حتى نفتح أبواب الإجتهاد على مصراعيها
حقيقة أخي العزيز أ. أسامة لم يخطر لي ببال أن أعرف إبليس ما هو أصله
نتعامل مع على أساس أنه إبليس خلق هكذا إبليس ولكن الشرح الذي تفضلت به
شرح منطقي وواعي جداً وربما لو بدأنا من هذه النقطة نتابع قد نصل إلى ما يؤكد
هذه النتيجة وطبعا باقة من الشكر الكبير لك أخي أسامة على الشرح المهم
وربنا يجعله في ميزان حسناتك ويبارك فيك يا رب .

وسام أحمد 17 / 02 / 2013 20 : 05 PM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
اقتباس:

(ربما أنهم رأوا سلالات ومخلوقات سابقة خلقها الله قبل خلقه للإنسان، ممن سفك الدماء وأفسد في الأرض، ولم يتمتع بالعقل والإرادة التي سيكرم الله بها الإنسان، كسلالة الإنسان الكروماني والنياندرتال .. الخ، التي أثبت العلم وجودها قبل وجود الإنسان، وأثبت سفكها للدماء وقتلها بعضها البعض).
حقيقة لست متعمقة كثيرا في دراسة التفاسير وإن كنت قرأت في تفسير القرآن للشيخ الصابوني وابن كثير
ومن معرفتي المتواضعة وعلمي القليل بأن الله عندما خلق آدم خلقه في أحسن صورة وأكرمه منذ بدء الخلق
وأهبطة على الأرض من الجنة على هيئته البشرية وأن التغير بين الإنسان الحالي والإنسان القديم هو تغيرات بفعل البيئة وتغير الظروف الحياتية وطبيعة الحياة كالإختلاف في الطول
وأن القرآن والسنة لم يذكر أي تطور خلقي أو تحور في خلق الإنسان بما ينفي نظرية تطور الخلق لداروين بأن الإنسان القديم أصله قرد ..
وفي كثير من التفاسير أن تساؤل الملائكة ({أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ})
جاء مقارنة منهم بحال الجن الذين سكنوا الأرض قبل الإنسان فظنوا بأن الإنسان قد يفسد كما أفسدت الجن من قبل
هذا والله أعلم
سررت بالقراءة هنا والتعرض لهذه النفحة المباركة والاجتهاد
جعلها الله في ميزان حسناتك ونفع بك

الدكتور أسامة أبوشعر 17 / 02 / 2013 22 : 05 PM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
أخي الأستاذ محمد الصالح الجزائري:
أشكر قراءتك المتأنية، وسأتابع معك هذه النقاط:

1- هناك عدة أبحاث في علم الانثروبولوجيا Anthropology في دراسة مستحاثات سلالات مخلوفات النياندرثال Neanderthal وجدت احتمالاً كبيراً لفناء هذه السلالة نتيجة لإبادتها من سلالات سابقة.
ومن الممكن الرجوع لأحد هذه الدراسات على الرابط التالي: http://news.nationalgeographic.com/news/2009/07/090722-human-neanderthal-murder.html

وفي كلام بعض المتقدمين تشابه قريب، يدعو لمزيد من التأمل:
قال ابن جرير: وحدثنا أبو كريب حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: إن أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعضاً، قال: فبعث الله إليهم إبليس، فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، ثم خلق آدم فأسكنه إياها... (تفسير ابن كثير).

2- جزاك الله على التنبيه الذكي حول خطأ استخدام العبارة في حق الذات الإلهية، وقمت بالتعديل المناسب.

3- كما أرجو التفضل بقراءة مقالي السابق عن القضاء والقدر (إضاءات في مفهوم القضاء والقدر) وإبداء ملاحظاتكم.

الدكتور أسامة أبوشعر 17 / 02 / 2013 46 : 05 PM

رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
 
الأستاذ الأديب رشيد الميموني، الأستاذ الأديب مازن شما، الآنسة الأديبة نصيرة تختوخ، أخي الأديب د، منذر، أختي العزيزة الأديبة ميساء البشيتي، الآنسة الأديبة وسام أحمد:


أشكر لكم قراءتكم الواعية لمقالي، وتعليقاتكم المفيدة، ومعاً إلى إضاءات جديدة بتوفيق الله وفضله.


الساعة الآن 51 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية