منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كلـمــــــــات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=133)
-   -   لستني (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25142)

نصيرة تختوخ 19 / 03 / 2013 24 : 11 PM

لستني
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]داهم الموت دورة الحياة وكنت أنتظر الربيع وغزوة النرجس الأولى.غادر بعد أن أودعني دوامة الغياب .أوقفني على هامش الأماني بلا خجل.
لستني حين تشرق الشمس ولاتدغدغ فيَّ أدنى إحساس بالوجود ، لستني حين أمشي وترافقني المناظر كلوحات زائفة ، لست سيدة الأمـل وهو يسقط كتفاحة بين يدي ولا أكلف نفسي حتى عناء التساؤل عمَّا يمكنني أن أفعله به.
يبتلعني بحر الإرهاق، أنام لأصحو وأتعب سويعات بعد صحوي.
''كُلُّ هذا من أثر خيانة الحياة لي '' أقولها في نفسي كي لا أردد أن أبي غادر الدنيا وما فيـها، أن بطلاً من سلسلة يومياتنا العائلية قد انطفأت شمعته ليبدأ رحلـة الابتعـاد الواقية من اللمسات والنظرات.
أصبح المستقبل مقبلاً بفجره وظُهره وأفول شموسه دون صلوات ودعوات أبي وعليه أن يتعود على فراغ غرفته من خشوعها. علَيَّ قبله أن أُقنع نفسي أنه حدث أن باغتتنا سطوة الموت قبيل الربيع وفي غمرة نضال صفرة النرجس للتحرر من قبضة التراب والغشاء الأخضر.
بين الزمنين وبعدهما ستسمع الكائنات والسماوات همستي اليومية ''إلى جنات الخلد ياأبتي و رحمة الله الواسعــة'' ولتتعود عليها كطقس جديد يرافقني، كابتسامة تلبسُ شفتي تزول ثم تَعُود .
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

رشيد الميموني 20 / 03 / 2013 24 : 02 AM

رد: لستني
 
هو الموت يا أختي العزيزة .. وهو حق .. ولا نملك إلا أن نسلم بقضاء الله وقدره ..
من منا لم يذق مرارة الفراق بعد حياة كنا ننعم فيها بحنان الأب وكأننا في واحة نتفيأ ظلالها ؟
عما قريب ستحل الذكرى الثانية لرحيل والدي .. ولازلت غير مصدق رحيله ..
أجمل وفاء نحمله لأحبابنا هو دعواتنا ..
رحم الله والدك أختي نصيرة وألهمك الصبر و السلوان ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون .

د. منذر أبوشعر 20 / 03 / 2013 48 : 12 PM

رد: لستني
 
لاحول ولا قوة إلا بالله ،إنا لله وإنا له لراجعون..
تعطل الكلام والتغى كل عزاء..
فصعب الفراق،ومُرٌّ مذاقه ،لكننا لانملك سوى مزيد الدعاء والصبر والدموع.
رحم الله فقيدنا ،وبارك بك،ومنك نستمد استمرار بركة كل غد.

نصيرة تختوخ 20 / 03 / 2013 29 : 03 PM

رد: لستني
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]رحم الله والدك أستاذ رشيد وشكرا لكلماتك الطيبة أنت والدكتور منذر.
كل الخير أتمناه لكما ودمتما في رعاية الله وحفظه.[/align]
[/cell][/table1][/align]

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2013 43 : 08 PM

رد: لستني
 
[align=justify]نصيرتي الحبيبة
حين تقسو علينا الحياة وتأخذ منا أحب الناس إلى قلوبنا وتنسدل الستارة على أيام الطفولة وضحكاتها وأحلامها الخوالي يتغير وجه الحياة ويحل الشرخ فنفقد الاطمئنان لها والإحساس بالأمان فوق دروبها..
حين يرحل أصل الحياة نغدو وكأننا أغصان بترت عن أشجارها ويبدو كل مشهد كان ثابتاً في مكانه قابل للانقضاض والتحول إلى كومة أطلال
حين يأت يوم تشرق شمسه سوداء وتنهض أشباح الخوف والفقد تتغير كل حياتنا...
نعم رحيل الأحبة صعب وفراقهم مر والشوق لهم موجع ولكن..
هل يرحل الأحبة يا نصيرة هل يرح من سكنوا في كل خلية في دماءنا وتركوا فينا مورثاتهم وذاكرتهم وما لا يعد ولا يحصى منهم؟؟!
الأب يرحل منه الجسد ليستقر فينا وينام في أعماق ذواتنا ونحمله في صحو أعيننا ومطرها كلما أشرق دمع الشوق ومرارة الفقد..
إذا ذهب الجسد وتفجر الشوق في عروقك فناجيه وافتحي لروحه على روحك كل المسارات..
بين روحك وروحه لا فراق فهو معك الآن أكثر مما كان..
اكتبي له وعنه واحم بالحبر ذكراه من فصول النسيان
صديقتي
تؤلمني جراحك وتجرحني آلامك وتجرعك كأس الفراق لكنه قدر الله وكلنا على هذا العالم مجرد ضيوف..
قلبي معك نصيرتي[/align]

نصيرة تختوخ 20 / 03 / 2013 46 : 09 PM

رد: لستني
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كتبت عنه ياصديقتي نزراً يسيراً مما سمعت يوم عزاءه وأعرف عنه ومن ذكرياتنا. لكن يمكن أن أكتب كثيرا وطويلا عزاء تلو عزاء يقام لأبي. هذا الأسبوع سيجتمع أصدقاؤه مجددا لذكر الله طويلا ترحما عليه وأنا هنا أتحدث عن أشخاص بالعشرات.
ترددت في أن أنشر في الموقع كلماتي وأرسلت لك صورته ووالدتي لقربك مني ولأنك شجعتني أقربك اليوم أكثر من صورة الرجل الصالح الذي كانه أبي وقبلها أقول أني تعلمت من حكايات بعض من تحدثوا عنه بأن في زيارة المريض ومساندة المحتاج خير عظيم وأن هناك أموراً كان يوليها والدي اهتماما ويقتطع من وقته وقتا لها كنا لا نتوقف عندها واكتشفنا أنها رفعت من معنويات الآخرين وكبرت في أعينهم كثيرا وجعلتهم يحبون والدي ويذكرون جميله على الدوام.
قالت لي إحدى القريبات وهي شابة أن جدتها تذكر والدي على الدوام وتدعو له. لأنه كان يزور ابنتها في المستشفى ( كانت زوجة عمه) ويتفقدها بما تحتاج إليه وأنه اصطحب أمها (أي الجدة) لزيارتها فوجد الباب موصدا فقفز سوراً ودخل وجد زوجة عمه قد ماتت فواسى أبي أمها وقام بما يلزم من إجراءات ولم يضق ذرعا بتقديم أي مساعدات.
وفي نفس السياق حكى رجل كيف أن أبي زاره في المستشفى وكانت قد أُجريت له عملية جراحية بسيطة فاشترى له والدي فاكهة من بينها فاكهة استوائية كان لم يذقها قط في حياته فكانت أمنية الرجل أن يزور أبي وهو يتعافى ويقدم له ذات الفاكهة..
أُناس بسطاء وحكايات كثيرة وعزيز فقدناه بكاه من أحبوه دون أن تجمعهم رابطة الدم واعتصر الألم قلوب والدايه وإخوته وزوجته و أبنائه وسلوانا أنه عمل لآخرته في دنياه كل يوم وكأنه يموت غدا.
ماكتبته عن أبي فور عودتي إلى بيتي:
أنا ابنة رجل صالح
لتتدفق الحروف كما تهوى للحديث عن أبي. فبسيرته تطرب الكلمات وتنتشي الطيبة ويتحول ثقل الحسنات إلى فخر مابعده فخر وإلى نور ينتصر لدعاء الفجر.
أبي المصطفى كما تناديه جدتي ومصطفى كما يناديه من يتعاملون معه من جيران وأحباب وأصحاب، رجل من فئة النادرين والعابرين ممن لا تنقطع ذكراهم بغيابهم فاسمه وعطاءه وعمله ونصائحه لاتتآكل مع الزمن ولايطويها النسيان.
رجل أحب الله ورسوله واختار طريق الفضيلة والخير فلم يسكن حب المال قلبه ولا غرته السبل الملتوية أو دروب الزائغين.
اختار التعبد والزهد منذ سنوات عدة، فصام مايزيد عن ست عشرة سنة كان يفطر فيها في أيام قلائل معدودات من بينها أيام العيد والأيام التي يزور فيها والديه.
قام الليل ولم تفته الصلوات ولا الذكر ولا قراءة كتاب الله الذي ختمه مراراً ومراراً.
لم يعمر والدي تختوخ مصطفى طويلا فقد توفي صبيحة يوم الأربعاء 6 مارس 2013عن عمر يناهز الأربع وستين عاماً لكنه اختزل السنوات وركزها وكثف فيها صلته بخالقه حتى بدا والناس يحكون عن أفضاله وكأنه أقام بينهم دهراً. وفَجَّر في نفوسهم مشاعر اللوعة والحسرة وكأنَّه كنز إنساني ليس عليه أن يُفقد أو يغيب.
قال أصغر إخوتي وهو يرى المساكين يتوافدون للعزاء:''هاقد أتى أصدق أصدقائه ''. فقد أحب والدي إكرام المسكين وأوصانا دوما بالصدقة.
وقف متشرد أمام البيت يبكي '' ليتني ماعشت لأرى يوم عزائك '' وتحدث عن مروره اليومي للمخبزة التي يمتلكها والدي لأخذ خبز يسد رمقه. سأله أخي أن يبقى لتناول عشاءه فرفض فما استلذ طعم الزاد في يوم مرير كيوم وفاة والدي.
وبكته امرأة أشهدت الملائكة على عمله قائلة:'' ياملائكة اشهدي فإنني مررت عليه جائعة وقلت له ياعمي مصطفى اعطني خبزة مجانا. فسألني: أعندك زوج؟ فقلت : لا.
وأضاف : أعندك أولاد ؟
فقلت: لا، لاأولاد عندي
فأمر أن آخذ كل يوم خبزي من عنده مجانا ''.
سألت أمي من يكون هذا المتشرد الذي يبكي والدي فردت: هو واحد من هؤلاء الذين قدر والدك ظروفهم وكان يقول أن لله حكمته في كونهم على ما هم عليه وأن ذاك الرجل قبل ذلك قال لوالدي:'' يامصطفى إن الله لم يكتب لرجل مثلك أن يبني مخبزا في هذا المكان إلاَّ لحكمة ''.
رغم بساطة فكره ورغم فقره تحدث المسكين بما اقتنع به مصطفى تختوخ دوما.
الله لم يخلقه عبثاً وليس الطمع في الدنيا ما يروي ظَمِئاً طامعا في النهل من أنهار جنات الخلد.
لم يتناول والدي غذاءً أو عشاءً دون التأكد من أن العاملين عنده قد وصلهم طعامهم ولم يجد حرجا في أن يُدْخل ضيفا ضريرا صادفه على أعتاب مسجد أو محتاجا جمعه به ظرف كي يشاركه مائدته.
يوم عزاءه أقام له أحد أصحابه وجيرانه عزاءً ثانيا في بيته وأودع بعض من عرفوه أمانات للتصدق بها ليُجزى عليها ومشى قبل ذلك في جنازته جمع غفير من محبيه وأعز الأعزاء فيهم والده(أي جدي أمد الله في عمره) وبنوه وأخوان من إخوته الذين اعتصر الحزن قلوبهم وهم يدعون له بالرحمة والمغفرة مطمئنين.
لقد عمل أبي لآخرته ودافع عن الحق والعدل في دنياه. لم يخش في الحق لومة لائم ولم يتملق لأحد وماخدعته المظاهر الزائفة يوماً.
اجتمع في عزائه الثري والفقير والأكاديمي والأمي ووصلتنا التعازي من الوجهاء والبسطاء ومن الرجال والنساء.
لقد مات مصطفى تختوخ الذي بشرت به أمه قبل مولده ورأت وجهه وضاءً في استدارة القمر.
لقد غادرنا ومازلنا كل يوم نسمع عن أفضاله وسيرته حكايات لم نعرفها، تقدم لنا التعازي ونتساءل أحيانا متى عرف أبي هذا أو ذاك أو كيف يعرف هذا أو ذاك أبي لكن أحد المعزين أجاب عن السؤال وأطفأ حيرتنا :'' قُلْ ومن لا يعرف مصطفى؟ ''.
رحمك الله ياحبيبنا وفخرنا، يامن ربيتنا وأوصيتنا بعمل الخير وبالعيش بالحلال الطيب.
رحمك الله ياأبي يامن سعدت بوجودنا وحضورنا وفرحت بنجاحاتنا.
رحمك الله وجعل جنة الخلد مثواك.
ياروعـة فرحك بلقاء الأخيار والأبرار وياللوعـة فراقنا وشوقنا لصوتك وضحكتك!
سنظل نحبك ونفتخر بك وعلى دربك نسير حتى نلقاك ونقبل يديك الطاهرتين.
رحمك الله ياأعز الناس، ياأغلى الأحبة ياأبي.
Nassira
****************شكرا على مواساتك وكلماتك الطيبة صديقتي العزيزة.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

فاطمة البشر 20 / 03 / 2013 51 : 09 PM

رد: لستني
 

فراق الموت لابد منه يوماً من الأيام ، وكم يصعب علينا الاعتياد عليه ، وقد لا نستطيع !
رحم الله والدكِ عزيزتي نصيرة .. وكان الله في عونك ...
ودي ووردي لكِ



Arouba Shankan 20 / 03 / 2013 14 : 10 PM

رد: لستني
 
لا جديد إنها خيانة الحياة ،التي علينا أن نقبل بها شئنا أم أبينا
لقد كان أوان رحيله باكرا وسريعا هكذا الاحبة الغوالي يختارون السفر المُبكر
لندعو للفقيد بالرحمة ،ولكم الصبر والسلوان
تحيتي

نصيرة تختوخ 21 / 03 / 2013 14 : 12 AM

رد: لستني
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]العزيزتان فاطمة وعروبة شكرا لكما ولما جاد به قلبيكما من كلمات طيبة.
رحم الله والدي ودمتما بكل خير.[/align]
[/cell][/table1][/align]

سلمان الراجحي 21 / 03 / 2013 43 : 09 PM

رد: لستني
 
رحم الله والدك أستاذه نصيره

وادخله فسيح جناته وألهمكم

الصبر والسلوان...واعانكم على

الفراق أنه سميع الدعاء

تحياتي وتقديري

أخوك سلمان الراجحي


الساعة الآن 08 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية