![]() |
ليتني أنساه
كان حلما كان حبا عفيفا طاهرا طهارة الماء المنساب في الغدير بعذوبة المذاق وروعة المنظر وهو يدغدغ أوراق الشجر المتساقطة، و يسقي الحقول المجاورة، فتزداد خضرة وجمالا يسر الناظرين.
عشت ذلك الحلم سنينا خلالها غمرتني سعادة لا مثيل لها، فكنت أتمنى ألاَّ أخرج من عالمي الذي رسمته ولونته بألواني التي أفضلها وأعشقها، ذلك العالم الذي كاد يصبح في مخيلتي حقيقة واقعية، إلى أن أتت زوبعة قوية، أقوى من حلمي ، من خيالي، من حبي الكبير. شائت الأقدار أن يكون حبيبي عريسا لغيري و ألاَّ أكون أنا سوى متفرجة متسائلة : هل هذا حفل زفاف أم مسرحية؟ هل هذا واقع أم خيال؟ هل ماكان بيننا حب أم له إسم آخر أنا أجهله؟ كنت حاضرة شبه غائبة . حضرت عرسه لكني لم أحضر جنازته ظنا مني أنه قد مات بالنسبة لي يوم تركني، يوم وضع خاتما في أصبع غير أصبعي، يوم قبَّل جبينا غير جبيني، يوم أقفل عليه باب غرفته مع عروسه وبقيت أنا خلف الباب ألملم جروحي في صمت محاولة إخفاء مشاعري التي تلتهب في داخلي وتشتعل اشتعال النار في الحطب، فوق كل هذا أرغم نفسي على رسم ابتسامة صفراء على فمي حتى لا يكشف أمري. في الحقيقة لم أكن أعرف أنه لم يمت في ذاكرتي وأني فقط كنت أريد أن أخرجه منها لأنه توغل فيها وزرع بذورا من المستحيل استئصالها أو حتى نزع القليل منها. عدة تساؤلات تتراكم في ذهني : لماذا لم أحضر جنازته يا ترى ألأني لم أعد أحبه؟ أم لأني ما زلت أحبه ؟ وإلا لماذا بكيت يوم رحيله وحزنت حزنا شديدا لموته. بعد موته تمنيت أن أجلس عند شاهد قبره، هذا القبر الذي لم تره عيني ولم تلمس تربته يدي، تمنيت أن أعاتبه وأقول له: لماذا فعلت بي هذا؟ لو أعرف أنك لا تحبني؟ لو نطقت مرة واحدة وقلت بأنك تكرهني، لمحوتك فعلا من ذاكرتي واعتبرتك ميتا في حياتك قبل مماتك. لماذا أرى صورتك في ابنك.. في جدران بيتك.. في حي مدينتك؟ لماذا نزعت إحساس الحب من صدري، لماذا تركتني رمادا باردا لا حرارة فيه؟. أرجع مرة أخرى إلى نفسي لأهدئها وأقول: ما فات قد مات، أتركيه ينام لا تعذبيه كما عذبك حبه. ولأني أحبه سامحته وطلبت له المغفرة والرحمة وطلبت من الله أن يلهمني نعمة النسيان. |
رد: ليتني أنساه
[align=justify]هذا هوالحب .. وهذه هي غرائبه ..
نحب من لا يكترث بنا ربما جهلا بمشاعرنا نحوه ، ونسهو عمن يعشقنا .. لكن أجمل ما في الحب الراقي أنه متسامح ولا يعرف غلا ولاحقدا ولا ضغينة .. قصة قصة أشبه ببوح متوهج صدقا وعفوية .. كم هي تعابيرك بسيطة وسلسة أختي فتيحة وتنساب إلى القلوب مباشرة . أحيي فيك مثابرتك على ولوج عالم القصة بقدم ثابتة .. وأهديك باقة ورد ومودتي .[/align] |
رد: ليتني أنساه
الاستاذة الفاضلة // فتيحه الدرابي ليت تمني لا حيلة لنا به وخاصة في مواجهة حب صادق له جذور وبذور وعمق اجدها مواجهة غير متكافئه فالحب له صولات وجولات تشل الاراداة والعزم والمحب ضعيف لا حيلة له بين تمني النسيان وتشبث الحب ووجوده اذن الحب الصادق لاتمحوه الايام وليس باختيارنا ان نوجهه كيف نشاء ونأخذه للنسيان الاستاذة الفاضلة // كل هذا لكلام لايلغي ان للانسان كرامة وكبرياء هي الاقوى من الحب وهي القادرة على انتزاعه فقط علينا ان نتذكر بقيمة انفسنا الاستاذة الفاضلة // فتيحة نص جميل أمتعنا فشكرا لك تقديري نورة الدوسري |
رد: ليتني أنساه
قراءة متميزة لقصتي المتواضعة من أذيب وقاص أعتز به وأعتبره أخا وصديقا عزيزا ، شكرا على التشجيع والعناية بحروفي في القصة ، تحياتي واحتراماتي أخي رشيد.
|
رد: ليتني أنساه
شكرا أستاذة نورة على هذا المرور الجميل ، وعلى هذا البوح الصادق الذي زينت به صفحتي ، تشجيعكم أحبتي هو العكاز الذي
سيقودني وسيمكنني من تثبيت قدمي في القصة. لك حبي وتقدير أختي الكريمة نورة. |
الساعة الآن 26 : 09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية